نساء الثورة – خضرة المدادحة

دور النشميات الأردنيات في الثورة

خضرة المدادحة

14329265_968038110007984_605238304_o

لم تغب شمس النشمية الأردنية عن تاريخ البطولة وكانت دوما المرأة الأردنية ركناً لا هامش في تاريخ التضحيات في سبيل استقلال الأردن وأساساً في التنمية في وقت الرخاء ومنذ القدم  نرى صورتها جنباً الى جنب مع شريكها الأردني كما بعملة الملك الحارث الرابع وزوجته شقيلات.

وفي العصر الحديث ضربت جداتنا أروع صور البطولة في مواجهة أربع مائة عام من الاحتلال التركي والتجهيل والفقر والسرقة تحت ستار الخلافة والتجارة بالدين  وسارت النشميات جنباً الى جنب مع فرسان العشائر الأردنية  حتى تحقق الحلم الأردني بالاستقلال وعودة الأردن الى مساره الطبيعي في  الاسهام والتفاعل الحضاري.

ونحاول في هذا البحث المقتضب سرد الموقف التاريخي البطولي للنشمية خضرة المدادحة إبان الثورات الصغرى في رحلة تحرير الأردن من الاحتلال التركي العثماني:

 

خضرة المدادحة هي النشمية الأردنية التي تعود نخوة عشيرة المجالي الأكارم لفزعتهم لها حيث لم ترض الحرة خضرة المدادحة أن تصبح الأردنيات خادمات لحريم السلطان والمحتل التركي فانتخت بالفارس اسماعيل الشوفي  وهو الشيخ إسماعيل المجالي الملقب بـ “الشوفي ” والشوفي لقب و يعني الطليعة او من يترأس الفرسان ، وتتلخص مجريات الحادثة عام 1828 من خلال واقعة حدثت بالقرب من عين ماء في الكرك يطلق عليها عين سارة ، عندما اعترضت النشمية الكركية السيدة خضرة المدادحة  طريق الشيخ إسماعيل الشوفي في منطقة سيل الكرك ” عين سارة ” وكن آنذاك يتجمعن لملئ قراب الماء ومن ثم يقمن بنقلها إلى قلعة الكرك إجبارا على خدمة نساء حاشية القلعة من الأتراك ، وأثناء مرور اسماعيل وبصحبته عدد من الفرسان جهرت خضرة بصوتها لتسمع “الشوفي” و من معه وقالت له :

“ما تشوف ألمي تسيل من على ظهورنا يا إسماعيل ” وتقصد بذلك الظلم والإجبار الواقع على بنات الكرك”.

 

%d8%a3%d8%ae%d9%88-%d8%ae%d8%b6%d8%b1%d8%a9
النشمية خضرة المدادحة تستنجد بالشيخ اسماعيل الشوفي لرفع الظلم عن نساء الكرك من العثمانيين – لوحة للفنانة التشكيلية هند الجرمي

 

عندها صاح الشوفي بأعلى صوته قائلا ” أبشري وأنا اخوكي يا خضرة ” و عاد أدراجه إلى الكرك وقام بحشد الجمع من عشائر الكرك ومهاجمة حامية الخليل التابعة للجيش التركي والقضاء عليها وبعد تلك الحادثة قام الحاكم المحلي بطلب الصلح من الشيخ إسماعيل وكان من أول بنود هذا الصلح عدم إجبار بنات الكرك على نقل المياه أو خدمة نساء الحاشية التركية .

وكان الشيخ الشوفي قد أُعدم في عام 1834 انتقاما على يد السلطة العثمانية في سوق البتراء في القدس  ومعه صالح عبدالقادر المجالي”  بعد مشاركته بتهريب قاسم الأحمد الفار من نابلس والدخيل لدى والد الذبيحين الشيخ ابراهيم الضمور .

انهم اجداد بذلوا أرواحهم في حفظ كرامة المرأة الأردنية وأردنيات أورثن تاريخ من الشموخ والفخر ورفض الذل والانكسار للمحتل المغولي

 

المراجع:

 

  1. كتاب شيخ القلعة ،احمد جميل الضمور .
  2. معلمة التراث الأردني، الباحث روكس بن زائد العزيزي.
  3. مجلة الدفاع ،النار ولا العار،16/5/1936 .
  4.  د.سعد ابو دية ، ثورة الكرك 1910”  الهية
  5. مذكرات عودة باشا القسوس
Scroll to top