12243051_1700234456876652_2385794749712147237_n

في صباح 13-11-1966 دوت صافرات الانذار في قاعدة الحسين الجوية , وكان الشهيد في زيارة للقاعدة , وانطلق مع زملائه الطيارين لصد العدوان الصهيوني على قرية السموع في قضاء الخليل , ونجحوا في دحر طائرات العدو .

وكانت طائرة موفق آخر طائرة تغادر سماء المعركة , وباغتته عدة طائرات صهيونية واصابوا طائرته ونجح بالقفز في المظلة , لكن طيارات العدو وطياريها الجبناء لحقوا به وءطلقوا مدافع طائراتهم الرشاشة على موفق وهو قافز بالمظلة , واستشهد رحمه الله وسقط بالقرب من الحدود الاردنية على الاراضي المحتلة ..

اقيمت لموفق جنازة عسكرية مهيبة ببيته في جبل اللويبدة , إلى المقابر الملكية حيث دفن فيها , وكان ممن شارك في جنازته قائد سربه واعز اصدقائه الشهيد الطيار فراس العجلوني , الذي اقسم على قبره ان ينتقم لصديقه موفق ..

وأطلق اسم الشهيد موفق السلطي على قاعدة من قواعد سلاح الجو الاردني في الازرق

12227812_1700234493543315_9207682291886171347_n 12243197_1700234516876646_3334673677367577154_n

الطيار البطل موفق السلطي

a5adaebbea7d11c56780e8f4393e9efa

د.رحيل محمد غرايبة

انطلق صوت الإعلامي الأردني «صلاح أبو زيد» عبر أثير الإذاعة الأردنية الفتية ظهر يوم الاثنين 29/آب /1960، ينعى إلى الشعب الأردني والأمة العربية «دولة السيد هزاع المجالي بالعبارة المشهورة : «بورك الدم يا كرك …..» وانطلقت زغاريد الأردنيات في الكرك وسائر المدن الأردنية، وهرعت الجموع تصرخ «بورك الدم يا كرك» على إثر إذاعة الخبر من وسيلة الاتصال الوحيدة آنذاك، ليسطر هزاع اسمه في سجل قائمة الشهداء، ويحتل مرتبة متقدمة في قائمة الشرف الأردنية.

ولد هزاع المجالي في أواخر عام (1919) في «ماعين» في مضارب أخواله من دار أبو وندي، وتخرج من ثانوية السلط ليعمل في دائرة الأراضي والمساحة، ثم التحق بمحكمة صلح مأدبا كاتباً لها، ثم اختار دراسة القانون في جامعة دمشق وتخرج منها وعمل في تشريفات الديوان الملكي.

استطاع هزاع المجالي أن يفوز بالانتخابات النيابية عن منطقة الكرك عام (1951م) ثم فاز مرة أخرى عام (1954م) واستلم حقيبة وزارة الداخلية، ثم شكل الحكومة الأولى عام (1955) التي لم تدم سوى ستة أيام، ثم عاد لتشكيل الحكومة الثانية عام (1959م).

معظم الذين تعرفوا على الرجل وكتبوا عن سيرته أجمعوا على تميزه وتفوقه ورجولته وشجاعته الاستثنائية، ووصفوه بأنه كان عروبياً حتى العظم، وفي الوقت نفسه كان أردنياً حتى النخاع، كما كان سياسياً ذكياً بارعاً ملماً بالمشهد المحلي والإقليمي والعالمي، وكان على إطلاع تام إزاء ما يتم تدبيره للمنطقة وللأردن على وجه الخصوص، ويبدو أنه أجاد قراءة المشهد بدقة إلى تلك الدرجة التي شكلت عاملاً من عوامل القلق والازعاج لأولئك الذين امتهنوا التخطيط في الظلام وفي غيبة الجماهير من أجل السيطرة على المنطقة، فكان ذلك بنظر المحللين والمراقبين السياسيين سبباً وجيهاً للتخلص منه، حيث تم تدبير اغتياله عبر تفجير دار رئاسة الوزراء، ابتداءً من مكتبه، وكان على موعد مع الشهادة صباح يوم الإثنين 29/آب 1960م.

الشهيد هزاع المجالي أحد رجالات الأردن المعدودين، الذين رفعوا اسم بلدهم، وضحوا بدمائهم من أجل إتمام بناء الدولة الاردنية وترسيخ وجودها، وتطوير مؤسساتها، ومن أجل الإسهام في حفظ منجز الأردنيين جميعاً، وحفظ مؤسسات الشعب الأردني الأصيل، في ظروف صعبة بل من أشد ظروف الأردن خطورة وتهديداً.

من حق الأجيال الجديدة أن تقرأ تاريخ الأردن بعلمية وموضوعية، وأن تتعرف على سيرة النفر الأوائل من الرجالات الذين أسهموا في بناء الدولة الأردنية الحديثة لبنة لبنة، حيث يقع هذا العبء على وزارة التربية والتعليم في إدخال مساق تاريخ الأردن في مناهجها، حتى لا يبقى الجيل مضللاً، وحتى لا يبقى تاريخنا يُروى على شكل انطباعات وآراء وضلالات متباينة ومتناقضة؛ خاضعة لآراء رواتها وأفكارهم وميولهم السياسية المتوزعة على الدول والأقطار المختلفة، التي خضعت لدورات انقلابية ونظم سياسية متغيرة.

لقد ظلم الأردن مرتين، مرة على يد بعض أبنائه الذين مارسوا العقوق والاجحاف بحق وطنهم ودولتهم، عندما أصبحوا يرددون مقولات ممجوجة ومعزوفة مخروقة تقوم على أن الأردن صنيعة (سايكس بيكو)، وأنه كيان وظيفي، فعطلوا قدراتهم وقدرات كثير من الأردنيين عن الانخراط في معركة البناء الايجابي، وقدحوا في هويته الوطنية، وخرقوا قدسية الانتماء الوطني لترابه المبارك، وتناسوا أن هذه الصفة تنطبق على بقية الأقطار الشقيقة تماماً، وظلم مرة أخرى على يد بعض الأشقاء العرب الذين أوغلوا في العداء والتآمر على هذه الدولة الناشئة ومحاصرتها في أكثر من ظرف تاريخي حرج.

ولذلك ينبغي أن يتم الاعتراف بالفضل والتقدير لكل الذين أفنوا حياتهم في خدمة بلدهم وشعبهم، وأسهموا في عملية بناء الدولة وبناء مؤسساتها، والعمل على توفير أسباب الحياة الآمنة والمستقرة لهذه الأجيال، لتبق على مدار التاريخ واحة وارفة، ومحضناً دافئاً لكل المشردين واللاجئين والمهجرين من الأشقاء من حولهم؛ الهاربين من ضيق بلدانهم وظلم أنظمتهم وسياط جلاديهم، أو تعرضهم لظروف قاهرة تفوق طاقتهم وقدرتهم على التحمل.

 الأحد، 30 أغسطس/آب، 2015 / الدستور

الشهيد هزاع المجالي

Scroll to top