المملكة الأردنية الأدومية – الملوك

جدول أبجدية الخط الأدومي

مقدمة

تعتبر المصادر الكتابية العائدة إلى المملكة الأردنية الأدومية الأقل مقارنة بتلك المصادر الكتابية العائدة إلى المملكة الأردنية المؤابية والمملكة الأردنية العمونية، وتعتبر هذه المصادر الكتابية أحد أهم المصادر لتوثيق أسماء الملوك في عصر الممالك الأردنية الثلاث، بالإضافة لأسماء الملوك الواردة في المصادر التاريخية وفي الحوليات الآشورية، وفي بحثنا حول ما يتعلق بالملوك الأردنيين الأدوميين اعتمدنا على الثلاثة مصادر سابقة الذكر، محاولين توثيق ما نستطيعه حول هؤلاء الملوك الأردنيين، رغم شح المصادر حول المملكة الأردنية الأدومية، وبخاصة الكتابات التي تعود للأردنيين الأدوميين حيث لا وجود لنص طويل متماسك مثل نص مسلة ميشع لدى أشقائهم الأردنيين المؤابيين، أو نقش قارورة تل سيران لدى أشقائهم الأردنيين العمونيين.

طبعة ختم أدومي- موقع تل خليفة (Gluek 1938: Fig.6)

الملك الأردني الأدومي هدد بن بدد

ورد في المصادر التاريخية اسم لملك أردني أدومي هو الملك هدد بن بدد، ومما ذكر عن هذا الملك الأردني الأدومي أنه كان أميرا أردنيا أدومياً في الفترة التي استطاع فيها الملك العبراني داوود هزيمة أجدادنا الأردنيين الأدوميين والسيطرة على بلادهم عقب قيامه بمجزرة دموية أرهبت الشعب الأردني الأدومي، وقد استطاع هذا الأمير في ذلك الوقت اللجوء إلى مصر في حماية الفرعون المصري في ذلك الوقت ماراً بمدين ثم فاران حتى وصل إلى مصر، وتؤكد هذه المصادر أن الأمير الأردني الأدومي هدد بن بدد قد تزوج بأخت زوجة الفرعون واسمها تخفيس، وأنجبت له من الأبناء جنوبت، في تأكيد على عمق العلاقات السياسية التي جمعت المملكتين حينها، ويبدو أن هذا الأمير قد عاد إلى الأراضي الأردنية الأدومية، وبدأ يجهز للحرب ضد العبرانيين، حيث قام بحفز الروح الوطنية لدى الشعب الأردني الأدومي، كما جهز العدة لمحاربة المحتل العبراني والانتقام للمذبحة التي ارتكبت بحق شعبه، وقد كانت شرعيته كأحد أبناء العائلة التي تحكم المملكة الأردنية الأدومية سببا ليلتف الأردنيون حوله، بالإضافة للشعور الوطني الذي لم يرضَ بقبول الهزيمة والخضوع بأي شكل من الأشكال لحكم وظلم أجنبي.

استطاع الأردنيون الأدوميون وتحت قيادة الأمير هدد – الذي أصبح ملكاً – الانتصار على العبرانيين وانتزاع تحررهم الوطني في جو من الحماس الوطني الأردني حيث تتالت الانتصارات الأردنية على العبرانيين في كل من الممالك الأردنية الثلاث، واستطاع الملك هدد الدخول في عمق مملكة يهوذا وإخضاع مساحات واسعة من أراضيه لنفوذ مملكته ولم يكتفِ بدحر العبرانيين فقط.

الملك الأردني الأدومي قوس جبر

طبعة الختم الملكي الأردني الأدومي – أم البيارة

عثرت الحفريات الأثرية في المناطق العائدة للمملكة الأردنية الأدومية على عدة طبعات أختام، منها طبعة ختم أم البيارة، والذي يعتبر الختم الملكي الوحيد الذي عثر عليه في المنطقة ويعود للعصر الحديدي، يحمل الختم ثلاثة خانات، الخانة الوسطى تحتوي على شكل أسد مجنح، الأمر الذي يؤكد أن هذا الختم ختم ملكي.

ويتوسط رسم الأسد المجنح سطرين كتابيين:

  • السطر الأول: ق و س ج (ب ر)
  • السطر الثاني: م ل ك أ (د م)

فيما أجمع أغلب الباحثين رغم تعرض حروف الختم لبعض التشوه على التفسير التالي للسطرين:

  • السطر الأول: قوس جبر
  • السطر الثاني: ملك أدوم

ولقد فسر الدارسون للغات القديمة الإسم بشقيه، حيث يأتي الشق الثاني جبر من نفس الجذر اللغوي “جَبَرَ” والمنتشر بكثرة في لغات المنطقة، ويعني القوة والقدرة أي الجبروت، وجاء الإسم جبر مقترناً مع الشق الأول قوس وهو اسم الإله الوطني لدى أجدادنا الأردنيين الأدوميين، ويذكر أن عبادة الإله قوس استمرت حتى عهد الأردنيين الأنباط، ويمكن تفسير الاسم ب المستمد قدرته وقوته من الإله قوس، ولقد ورد اسم الملك الأردني الأدومي قوس جبر في الحوليات الأشورية في زمن الملوك الآشوريين أسرحدون وأشور بانيبال وقد حور الإسم باللغة الآشورية ليصبح قوس جبري، وقد ورد من ضمن أسماء الملوك الذين بعثوا بالهدايا للبلاط الآشوري.

الملك الأردني الأدومي قوس ملك

الملك الآشوري تجلات بلاسر الثالث

ورد في الحوليات الآشورية في زمن الملك الآشوري تجلات بلاسر الثالث ذكر للملك الأردني الأدومي قوس ملك، كأحد الملوك الذين بنوا علاقات دبلوماسية تجارية وسياسية مع الأشوريين وقدموا الهدايا للبلاط الملكي الآشوري وقد كتب وفقاً للغة الآشورية قوس ملكو، ويتكون الإسم من شقين الشق الأول قوس وهو إسم الإله الوطني لدى الأردنيين الأدوميين، مقروناً مع ملك، ويمكن تفسير هذا الإسم بأنه يعني أن المُلك للإله قوس، والجدير بالذكر أن إسم هذا الملك الأردني الأدومي الوارد في هذه الحولية الآشورية (744- 727 ق.م) هو أقدم ذكر للإله الاردني الأدومي قوس.

المراجع

  1. ياسين ، د. خير نمر (1994) ، الأدوميون ، الجامعة الأردنية ، عمان .
  2. جتاوية، نداء (2012)، مفهوم الإثنية في علم الآثار: دراسة تحليلية للمالك (عمون، مؤاب، أدوم) في الأردن خلال العصر الحديدي. رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الأردنية، عمان، الأردن.
  3. العزة، عامر (1995)، أسماء الأشخاص والأماكن عند الأدوميين. رسالة جامعية غير منشورة، الجامعة الأردنية، عمان، الأردن.

Scroll to top