وُلد إبراهيم محمود المبيضين سنة 1907 في الكرك، تلقّى علومه الأولى في الكتاتيب، حيث تعلم فيها القرآن الكريم واللغة العربية والحساب، على يدي الشيخ أحمد الدباغ. انتقل في ما بعد -مع أستاذه الدباغ- إلى مدرسة تجهيز الكرك، حيث درَس فيها المرحلة الإلزامية، ثم أنهى الثانوية في مدرسة السلط. التحق بعد ذلك بالأزهر الشريف ومكث في القاهرة أربع سنوات. كان على علاقة وثيقة بزعماء الحركة الوطنية التحرُّرية في مصر، وكتب قصائد عديدة في هذا الاتجاه، نشر بعضها في الصحف المصرية آنذاك، مثل “المقطَّم” و”المقتطَف”. كان أول عهده بالوظيفة سنة 1926 عندما التقى بالأمير عبد الله بن الحسين، إذ أمر الأمير بتعيينه كاتبَ إيرادات ملَكية في الديوان الملكي بعد أن استمع إلى قصيدة منه رأى فيها قوة البيان واللغة. ثم انتقل إلى التدريس الذي أمضى فيه عشر سنوات متنقلاً بين مدارس عمّان، ووادي موسى، والشوبك، والطفيلة، ومعان، والكرك. انتقل بعد ذلك إلى وزارة المالية، وعمل فيها ست سنوات، ثم انتقل إلى وزارة الداخلية وتدرّج في الوظائف فيها حتى أحيل على التقاعد سنة 1962. ثم عُيّن في دار الإذاعة الأردنية سنة 1974، وظل يعمل فيها لمدة ست عشرة سنة. توفِّي يوم 18/12/1982، ودُفن في الكرك.

المراجع:
“معجم أدباء الأردن” (ج1: الراحلون)، وزارة الثقافة، عمّان، 2001.

إبراهيم المبيضين (1907-1982)

 

وُلد أمين سليم أبو الشَّعْر يوم 16/1/1911 في بلدة الحصن، تلقى تعليمه في القدس حتى أنهى الثانوية في كلية الكاردينال فراري (“كلية تراسنطة” في ما بعد) سنة 1929.عمل مدرساً للّغة العربية في مدرسة إربد لأشهر قليلة، ثم سافر سنة 1930 إلى دمشق وأقام فيها حتى حصل على شهادتَي ليسانس من الجامعة السورية؛ واحدة في الأدب العربي؛ والثانية في الحقوق (1934). عاد إلى عمّان وعمل في المحاماة، ثم التحق بشقيقه نجيب في القدس وعملا معاً في مكتب للمحاماة، كما عمل في الفترة نفسها مدرّساً للأدب العربي في كلية تراسنطة بالقدس، وأشرف على مسرح الكلية ومجلتها التي كانت تصدر باللغتين العربية والإنجليزية. قدّم مقالات أدبية في قسم الأحاديث بإذاعة الشرق الأدنى بيافا، ورأسَ هذا القسم سنة 1942.

عمل في مكتب للمحاماة مع مصطفى وهبي التل (عرار) بعمّان سنة 1944، ونشر مقالاته الأدبية في صحيفة “الأردن”. ثم أسّس ورأسَ تحرير مجلة “الرائد” الأسبوعية التي صدر عددها الأول في 20/6/1945. وكان من مؤسسي حزب الشعب الأردني سنة 1947، واختير سكرتيراً للحزب، ثم انتُخب نائباً في البرلمان عن قضاء عجلون (1947-1950). هاجر إلى البرازيل سنة 1950 وعمل في الصحافة في “سان باولو”، لكنه ما لبث أن عاد إلى عمّان سنة 1953 بعد اغتيال شقيقه المحامي نجيب أبو الشعر، حيث عمل مساعداً لمدير دائرة المطبوعات والنشر (1953)، وتولى منصب “كبير المعلقين السياسيين” ثم عُيّن مساعداً للمدير العام للإذاعة (1959-1961).انتُخب نائباً في البرلمان من جديد سنة (1961/1962)، وفي أثناء ذلك أصدر صحيفة “الرأي العام” اليومية، وعُيّن مساعداً لمدير التوجيه والأنباء سنة 1962، ثم عمل مديراً عاماً للمطبوعات والنشر ومديراً للإذاعة، ثم مديراً عاماً للمطبوعات، وأحيل على التقاعد سنة 1971.عُيّن بعد ذلك مستشاراً إعلامياً في وزارة الإعلام، وأعير إلى سلطنة عُمان حيث أسّس صحيفة “عُمان” التي كانت أول صحيفة عُمانية. وبعد عودته إلى الأردن، عُهد إليه بتأسيس مطابع الجمعية العلمية الملَكية سنة 1973، قبل أن يعود لممارسة المحاماة سنة 1975.توفِّي يوم 5/3/1976 في عمّان، ودُفن بالحصن.

المراجع:
“معجم أدباء الأردن” (ج1: الراحلون)، وزارة الثقافة، عمّان، 2001.
الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة: www.culture.gov.jo

أمين أبو الشَّعْر (1911-1976)

 انعام الور.. استاذ مشارك في قسم اللغات واللغويات في جامعة اسكس، المملكة المتحدة وعملت سابقا في جامعة كمبردج وكلية بيركبك، جامعة لندن، وجامعة فيلادلفيا الاردنية. الور باحثة متخصصة في علم اللغة الاجتماعي. تركز ابحاثها على التباين والتغير اللغوي في اللهجات الأردنية، التقليدية منها والحديثة. ومن دراساتها الحديثة بحث ميداني في كيفية تشكّل اللهجة العَمّانيّة اعتمد على تتبع الخليط اللغوي الأصلي في المدينة والذي أظهر نتائج مهمة عن خليط لهجتي السلط ونابلس وتأثيرهما على لهجة عمان اليوم. ترأس حاليا ، بالتعاون مع بروفيسر عباس بن مأمون، تحرير سلسلة كتب متخصصة في مجال اللغويات العربية، تُنشر كتب هذه السلسلة تباعاً من قبل دار بنجامِن للنشر كما ولها العديد من الكتب والأبحاث والمقالات المنشورة. دكتورة انعام الور هي أيضاً مؤسِسة “رواق العربية” في المملكة المتحدة، وتقوم على ادارة برنامجي دراسات عليا في مجال علم اللغة الاجتماعي في جامعة اسكس.

 

 

 


يرصد الكثيرون ظاهرة ابدال الضاد ظاءً او الظاء ضاداً عند الاردنيين. هذه الظاهرة ليست حكراً على الاردنيين ولا هي بالمستهجنة او الغير متوقعة، كما سأبين في سياق هذا المنشور.

يمكن ان يحدث هذا الابدال كلاماً وكتابة، وهنا مثالٌ على كلتا الحالتين لتوضيح المقصود:

ايضاً > ايظاً

ظهر > ضهر

ومع أنَّ هذا الابدال يمكن ان يحدث كلاماً او قراءة او كتابة، فإنَّ الاعتراضات والتعليقات التي يمكن رصدها على صفحات التواصل الاجتماعي، واحياناً في الصحف الالكترونية، تتنبه لهذا الابدال عندما يحدث كتابة أكثر مما تتنبه له وتعترض عليه عند الكلام، وأظن ان سبب الاعتراض على الابدال كتابة بالذات هو ان للعربية نظاما كتابيا واحدا مصمم للعربية الفصحى فقط، فأي انحراف عن قواعد الفصيحة يلفت الانتباه مباشرة.

ولغايات تقديم تحليل علمي لهذه الظاهرة، سأقوم اولاً بشرح مقتضب لتاريخ هذين الحرفين الصامتين[1]، الضاد والظاء، مع التركيز على مراحل تطور الاول منهما، الضاد.

توصف العربية بأنها ‘لغة الضاد’، ولكون اللفظ الحديث لهذا الحرف الصامت هو كالدال المفخمة يعتقد العامة- وأعني بالعامة هنا ‘غير المتخصصين بعلم اللغة’- يعتقدون بأن المقصود من هذا الوصف ان العربية تتفرد بين لغات العالم باحتوائها هذا الحرف كما يلفظ حالياً، أيّ كالدال المفخمة، وهذا الاعتقاد خاطئ في شقيه:

اولاً، الحرف الصامت المقصود في عبارة ‘لغة الضاد’ والذي يكتب {ض} هو اللفظ القديم للضاد، كما وصفه سيبويه في ‘الكتاب’، صوت ‘جانبي احتكاكي ذا زائدة إنحرافية مطبق’. هذا الوصف يبين لنا التالي:

– أنَّ في نطق الضاد الاصلية  شيء من صفات اللام وهي ‘الانحراف’ أيّ أنَّ الهواء يخرج من طرف اللسان

-أنَّ في نطقها اشياء من صفات الظاء حيث يتم تقريب للسان من الثنايا عند اخراجها وبأنها كالظاء مطبقة ورخوة.[2]

 سأرمز الى هذا اللفظ  القديم الأصلي للضاد  بالرمز /ظ ل/ لأن اللفظ الاصلي قريب جدا لهذا التتابع، أيّ { ظ} متبوعة بلام {ل}.[3]

 إذاً الاعتقاد بأن الصوت المقصود في تعبير ‘لغة الضاد’ هو اللفظ الحالي إعتقاد خاطئ تماماً. وللتأكيد على هذه الحقيقة أُضيفُ بأنَّ اللفظ الحالي في الفصحى، أي كالدال المفخمة، لفظٌ سهلٌ على الانسان ان ينطقه من منظور علم الاصوات، كما أنّه موجودٌ بكثرة في اللغات الانسانية، ما يدعم حقيقة ان المقصود في العبارة لا يُعقل ان يكون هو اللفظ الحالي المألوف لدينا.

ثانياً، ظن النحاة القدماء بأن العربية تفرّدت بهذا اللفظ الأصلي القديم، نظراً للتعقيد النسبي في مخرجه وتالياً الصعوبة النسبية في نطقه، وأن الاعاجم لا قدرة لهم على النطق به. ظنّهم بتفرّد العربية به بين جميع اللغات مبالَغ به. الحقيقة أنَّ هذا الحرف، أو حروف مشابهة له، موجودة فعلاً في بعض اللغات القوقازية ولغات هنود شمال امريكا وبعض اللغات الافريقية، وهو ايضاً من ذات المجموعة التي ينتمي اليها الصوت المعروف في اللغة الكلتية الويلزية والذي يُرمز اليه في هذه اللغة بحرفي/ ll/.

أنتقل الآن الى سرد التطورات التي طرأت على هذا الحرف الساميّ العربيّ القديم تاريخيا والذي نرمز اليه كتابة بحرف {ض}، بالاعتماد على التحليلات العلمية المنشورة.[4]

 سأورد هذه التطورات حسب تسلسلها التاريخي وعلى مراحل

المرحلة الاولى:

ربما للعُسرة في نطق الضاد الاصلية، كما أسلفت، فقد تغير هذا النطق منذ قديم الزمان. حسب كوغن (٢٠٠٤) فإن هذا النطق بدأ بالتغيّر منذ القرن الرابع للميلاد. ومما ورد في ‘الكتاب’ لسيبويه عن وجود لفظ سمّاه ‘الضاد الضعيفة’ وكان مستعملاً حينئذ عند العرب يمكننا الاستنتاج بأنَّ اللفظ الاصلي كان فعلاً في طريقه الى الاندماج مع حرف الظاء في القرن الثامن الميلادي.

 وبناءً عليه يمكن تلخيص هذا التغيّر الذي اصاب لفظ حرف الضاد عند العرب كالآتي:

الضاد القديمة والتي كانت تلفظ تقريبا /ظ ل/ تحولت الى /ظ/ وبذلك تكون قد اندمجت كلياً مع حرف الظاء، مما يعني ان كلمات من مثل {ايضا، ضرير، ضلّ، عريض} اصبحت تلفظ {ايظا، ظرير، ظلّ، عريظ}، على الترتيب. وهذا هو اللفظ للضاد الذي نجده في اللهجات الاردنية التقليدية- مثلا السلطية والكركية-، كما نجده في لهجة تونس ولهجة بغداد ولهجة الرياض، الخ.

 فكانت النتيجة إذاً، في المرحلة الاولى، أنَّ اللفظ الاصلي للضاد اختفى تماما من اللهجات العربية عامة – بقاياه استمرت فقط في اللهجات المنعزلة المذكورة في الحاشية ٢ في منطقة عسير، وهو في هذه اللهجات في طريقه الى الاختفاء ايضا كما بينت الابحاث الحديثة. وباختفائه يصبح تعبير “لغة الضاد” مُبْهَم ومُضَلِل بعض الشيء.

المرحلة الثانية:

نتيجة للتغير في المرحلة الاولى اعلاه، اصبحت العربية تحوي صوت الظاء فقط، وجميع الكلمات التي كانت تلفظ بالضاد الاصلية انتقلت لتصبح كلمات تلفظ بالظاء، فباتَ حرف الظاء يحوي مجموعتين من الكلمات: تلك التي بها ظاء اصلية وتلك التي كان بها ضاد تاريخية، كالتالي:

ظ  = ⦗ ظ + ض⦘.

أيّ أنَّ جميع الكلمات التالية اصبحت تُلفظ بحرف ظ :{ضرب، عض، عريض، عوض}؛ اضافة الى الكلمات التي في اصلها تحوي ظاء مثل {ظرف، ظهر، غليظ، ظلام}. ويمكننا تمثيل هذا الاندماج في مجموعة واحدة كالتالي:

كلمات الظاء تضم: {ضلّ، ظلّ، ضعيف، ضرير، ظهر، ظلام، مضمون، ظلم، ضبط، غليظ، غضّ، عضّ، اظافر، الخ}

وبذلك اصبح النظام الصوتي في العربية يضم ثلاثة حروف لثوية او بين-اسنانية (ايّ تلفظ بوضع اللسان بين الاسنان الامامية) احتكاكية، منها اثنان مرققان هما {ث ذ} وواحدٌ مفخّم هو {ظ}، مع ملاحظة ان هذا الاخير المفخّم {ظ} يضم في عضوية كلماته تلك التي اصلها ضاد كما تلك التي بها ظاء أصلية.

مخرج حرف الظاء هو من بين الاسنان، وهو بذلك مطابق تماماً في هذه الخاصية لحروف {ث ذ}، الثاء والذال – يمكن للقارئ/القارئة ان يجرب/تجرب لفظ هذه الأحرف وسيجد/ستجد ان اللسان يُوضع بين الاسنان عند لفظ هذه الاحرف.

نظراً للتشابه الملحوظ في مخرج هذه الحروف الثلاثة، الظاء والثاء والذال، فإنها تشكل ما نسميه في علم اللغة ‘مجموعة طبيعية’. Natural Class (of interdental fricative sounds)

ومن الخصائص الرئيسية المعروفة للمجموعات التي بين افرادها تشابه في المخرج وكيفية النطق، انه إنْ تغيَّر احد اعضائها فإن ذات التغير يُصيب الاعضاء الاخرين في المجموعة، اي انهم يتغيرون بنفس الطريقة، بمعنى آخر انها تتغير جماعياً –  ‘ان تداعى طرف تداعت الاطراف الاخرى’.

وهذا هو بالفعل ما حدث للاصوات العربية التي تلفظ بين الاسنان، فقد تغيّرت جماعياً فانتقلت من كونها بين-اسنانية احتكاكية الى ما يقابلها من اصوات اسنانية انفجارية[5], كالتالي:

{ظ ث ذ} ← {ض ت د}.

 لفظ الضاد الحديث إذاً كان نتيجة لهذا التغير في هذه المرحلة. هنا أصل هذا الصوت الذي نسمعه ونستعمله حديثاً، وهو كما رأينا ليس الصوت/الحرف الأصلي القديم  والذي نسبت العربية اليه كونها ‘لغة الضاد’.

في هذه المرحلة، تغيرت الظاء لتصبح ضاد: ظهر > ضهر. ظ ← ض

من الهام جداً ملاحظة ان كلمات الضاد هنا تحوي كلمات اصلها ظاء كما تحوي كلمات اصلها الضاد الاصلية والتي كانت تُلفظ  /ظ ل/. إذاً المجموعة التي اسميناها اعلاه ‘كلمات الظاء’ اصبحت نتيجة لهذا التغيّر ‘كلمات الضاد الجديدة’ وتضم:

{ضلّ، ظلّ، ضعيف، ضرير، ظهر، ظلام، مضمون، ظلم، ضبط، غليظ، غضّ، عضّ، اظافر، الخ}

بما ان هذا التغير كان جماعياً كما اسلفت، فقد نتج عنه ايضاً أنْ:

تغيّرت الثاء لتصبح تاء: ثاني > تاني. ث ← ت

تغيّرت الذال لتصبح دال: ذنب > دنب. ذ ← د

فاختفت بذلك الاحرف/الاصوات بين-اسنانية{ ظ ث ذ} واندمجت الكلمات التي كانت تحوي هذه الاصوات مع ما يقابلها من مجموعات الاصوات الشديدة {ض ت د}

 تأثرت الكثير من اللهجات العربية بهذا التغيّر اللغوي الذي حدث في المرحلة الثانية، منها على سبيل المثال اللهجات المدنية في منطقتنا: نابلس والقدس ودمشق وحلب وبيروت، كما لهجات القاهرة ومكة وجدة والرباط حيث أُسقطت من هذه اللهجات جميع الاحرف التي تُلفظ بين الاسنان، ايّ ان النظام الصوتي فيها خسر ثلاثة حروف {ظ ث ذ}، بينما لم تتأثر بهذا التغيّر لهجات أخرى مثل اللهجات الاردنية التقليدية واللهجات الفلاحية الفلسطينية حيث ابقت هذه اللهجات على احرف {ظ ث ذ}.

كانت نتيجة التغيرين اعلاه أنْ انقسمت اللهجات العربية الى نوعين:

النوع الاول: لهجات تحوي اصوات بين- اسنانية ، {ظ  ث  ذ}. ولا تحوي {ض}. كما في لهجات السلط والكرك وعجلون

النوع الثاني: لهجات خالية من الاصوات بين-اسنانية حيث اندمجت هذه مع الاصوات الاسنانية، {ض ت د}

نستنتج اذاً انه وبالنسبة للحرفين {ظ} {ض} فإن اللهجات العربية تحوي واحد منهما فقط وليس كليهما معاً: إما {ظ} –كما في السلطية- وإما {ض} –كما في النابلسية- وأنْ لا لهجة عربية معاصرة تحوي الصوتين {ظ} {ض} معاً.

ننتقل الآن الى شرح الحالة الاردنية:

تنتمي اللهجات الاردنية التقليدية الى النوع الاول (انظر/ي اعلاه) مما يعني ان الفرد الذي نشأ في محيط عائلي يتحدث احدى اللهجات الاردنية التقليدية لا يكتسب صوت ال {ض} على السليقة ممن حوله، حيث ان من حوله يتحدثون لهجة لا تحوي هذا الحرف. يأتي هذا الفرد على اكتشاف هذا الصوت عندما يبدأ التعليم الرسمي في المدرسة، حوالي عمر ٦ سنوات. ويكون الفرد في هذا العمر قد اكتسب تماما واتقن لغته الأم، اي اللهجة التي تحدّث بها والديه. وبما ان اللهجة الام في هذه الحالة لا تحوي {ض}، يتحتم عليه انْ يتعلم كيفية النطق بهذا الصوت اولا ومن ثم محاولة اعادة توزيع/فصل الكلمات التي تلفظ في لهجته الام {ظ} الى مجموعتين واحدة تُلْفَظ كلماتها {ظ} وأخرى تُلفَظ كلماتها  بهذا الصوت الجديد الذي تعلّمه في المدرسة {ض}، وهذا التوزيع يكون حسب قواعد العربية الرسمية التي تُدرّس وتُكتَب ولكنه لا يتحدثها على السليقة. فيتحتم عليه اذاً ان يتعلم هوية كل كلمة تحوي هذين الصوتين على حدا، بحيث يَنقل الى مجموعة الصوت/الحرف {ض} كلمات من مثل {عريض ضابط  ضلع  أيضاً}، ويُبْقي على كلمات من مثل {ظهر ظلام} في مجموعة حرف ال {ظ}. عملية الفصل هذه معقدة جداً من ناحية علمية وتعتمد على الحفظ والتذكّر، لا على تطبيق قاعدة ما، فلا يوجد قاعدة يمكن اتباعها من اجل فصل هذه الكلمات. لذا من غير المستغرب، بل من المتوقع، ان يتم الخلط بين هذين الحرفين اذا اضطر الفرد ان يستعمل كليهما، مثلا عند كتابة العربية الفصحى.

وحتى يكون تحليلنا شاملاً، وجب النظر الى النوع الثاني من اللهجات، اي تلك التي ليس بها حروف {ظ ث ذ}، وتتأتى اهمية تحليل هذا النوع بالنسبة للظاهرة التي نناقشها في هذا المنشور من الحقائق التالية:

  • اللهجات الاردنية التقليدية حالياً في طريقها الى التحول من النوع الاول الى النوع الثاني، كما بينت في ابحاثي بالنسبة للهجات مُدُن السلط وعجلون والكرك[6]. كما ان لهجة عمّان تنحى الى ان تُصبح من النوع الثاني.
  • مع الاخذ بعين الاعتبار ان الانتقال من النوع الاول الى النوع الثاني هو انتقال طبيعي حسب مبادئ علم اللغة، ما دعم هذا التحول المشار اليه في بند ١ هو وجود اعداد كبيرة من المتحدثين باللهجات المدنية الفلسطينية في المدن الاردنية. فلهجة عمّان مثلاً هي نتاج تواصل وتفاعل بين لهجات اردنية تقليدية ولهجات مدنية فلسطينية.[7]
  • أن المتحدثين بهذه اللهجات ايضاً يخلطون بين الضاد والظاء، حيث يقلبون {ظ} الى {ض}، محتكمين بذلك الى قواعد لهجتهم الام التي لا تحوي اصوات تلفظ بين الاسنان

الطفل الذي ينشأ في محيط يتحدث لهجة من النوع الثاني، أيّ لا تحوي ايٍ من الاصوات بين-اسنانية {ظ ث ذ} ربما يواجه معضلة اكثر تعقيدا من الحالة التي شرحناها اعلاه. هنا يكتشف هذا الطفل في المدرسة ان ثمة اصوات ثلاثة تحويها لغة الدراسة ولكنها ليست موجودة في لهجته الأم وهي {ث ذ ظ}الثاء والذال والظاء. عليه إذاً ان يمر بذات المرحلة التعليمية كما الطفل في المثال الاول اعلاه، ولكن مكررة ثلاث مرات، حيث أنَّ عليه:

  • تعلّم نطق ال {ث}، وفصل المفردات التي في اللغة التي تعلمّها على السليقة من والديه تحوي {ت} فقط، الى مجموعتين. فكلمات مألوفة لديه، مثل {ثالث مثلاً ثعلب  ثور} عليه نقلها الى مجموعة حرف ال {ث} الذي لا يستعمله في لهجته، والابقاء على كلمات من مثل {تعال تلعب اترك كتب} في مجموعة حرف ال {ت}
  • تعلُّم نطق {ذ}، والقيام بعملية الفصل كما اعلاه
  • تعلُّم نطق {ظ}، والقيام بذات العملية في إعادة توزيع المفردات

في هذه الحالة الاعتماد يكون ايضاً على التذكّر والحفظ، فلا يوجد قاعدة يُمكن تعميمها حتى تُفصل هذه المجموعات حسب النسق الموجود في العربية الرسمية الفصيحة.

يمكننا رصد تداعيات هذه الحالة بوضوح إذا نظرنا الى المجتمعات العربية التي بها لهجات من نوع واحد فقط، مثل القاهرة والرباط وتونس.  في حالة الرباط، من الملاحظ ان الابدال يصيب جميع هذه الاصوات {ظ ث ذ} حتى عند القراءة، فتقرأ الثاء تاء والذال دالا، والظاء ضاداً؛ وفي القاهرة  تبدل الثاء اما تاء او سيناً {ت، س}، الذال اما دال او زاي {د ز}، الظاء اما ضاد او زاي مفخمة. واما اعلاميو تونس، وهي لهجة من النوع الاول مثل الاردنية التقليدية، فإنهم يقرأون ال {ض} ظاداً. هذا الوضع في الحقيقة لا يختلف نوعياً عما نجده عند الفرنسيين او الألمان عندما يتحدثون الانجليزية. فالفرنسية والالمانية تشبهان النوع الثاني من اللهجات العربية حيث لا تحويان {ث ذ}، ولكن الانجليزية تحوي هذه الاصوات. أحيانا كثيرة يلفظ الفرنسي مثلا الكلمة الانجليزية

 the > za

والملاحظة الاخيرة التي أود شرحها حتى يكون التحليل الذي أُقدمه معبراً قَدَر الامكان عن الواقع هي التالية. قد يلحظ القرّاء الكرام ان المتحدثين من الاردنيين او الفلسطينيين ممن اكتسبوا النوع الثاني من اللهجات، اي التي ليس بها مجموعة {ظ ث ذ} لا يُظهرون صعوبة في فصل الاحرف المرققة، اي {ت/ث د/ذ} حين يتحدثون العربية الفصحى مثلاً او حين يقرأون، ولكن الخلط عند الحديث يكون فقط في حالة الحرفين المفخّمين {ض/ظ}، وهذه الملاحظة  صحيحة تماماً. السبب في هذا الفرق من التمكّن في حالة الاحرف المرققة وعدمه او انخفاضه في حالة الأحرف المفخمة {ض ظ} برأيي هو التالي.[8] إنَّ وجود النوعين من اللهجات، الاول والثاني، في المجتمعين الاردني والفلسطيني ربما يسهّل عملية الفصل عند المتحدثين باللهجة المدنية والتي ليس بها {ث ذ}، حيث انهم يسمعون هذه الاصوات غير مدموجة مع {ت د} باستمرار ممن حولهم من المتحدثين بلهجات النوع الاول –مثلا الذي اكتسب اللهجة النابلسية او العكّاوية او المقدسية واللواتي من النوع الثاني ولا يحوين{ث ذ}  يتعامل باستمرار او يسمع مِن حوله متحدثين بلهجات من النوع الاول، كاللهجات القروية الفلسطينية او اللهجات التقليدية الاردنية والتي فيها {ث} مفصولة عن {ت}و{ذ} مفصولة عن{ د}، كما في {ثاني تعب} و {ذهب دار}. إذاً من اعتاد ان يقول {تاني} يسمع في مجتمعه افرادا يلفظون هذه الكلمة {ثاني} وبما انها ايضاً تُكتب {ث} يُسهّل ذلك عملية الفصل بنجاح ودقة-وذات الشيء ينطبق على {ذهب}{دهب}. هذه الممارسة اليومية في مجتمعاتنا ينتج عنها اولاً أُلفة بهذه الاصوات تساعد على تعلمّها دونما مشقّة وثانياً وهو الاهم يتطور شيئاً فشيئاً نوع من الحدس الطبيعي يعّوض في نهاية المطاف عن نتائج عدم اكتساب الاصوات {ث ذ} في الصغر، ويساعد على فصل هذه الاحرف بنجاح ودقة  عند الحاجة لذلك –في الكتابة او الخطابة مثلا. التعليم الرسمي قطعاً يُعين على ذلك ولكنه غير كافٍ، ولو كان كافياً لما استصعب الرباطيون الذين يقرأون النشرات الاخبارية الفصل بين هذه الأحرف. وأما إذا نظرنا الى الوضع بالنسبة للاحرف المفخمة {ض ظ} فإن الحالة مختلفة تماما: كما أسلفت، فلا المتحدثين بالنوع الاول ولا المتحدثين بالنوع الثاني من اللهجات يستعملون هذين الحرفين سوية ومفصولين في لهجاتهم الام، كما في الفصحى. فلا يتأتى للعمّانيين من اي اصول لهجية كانوا ولا للسلطيين ولا للكركيين سماع وأُلفة الصوتين مفصولين بشكل يومي ومن خلال التواصل اللغوي العادي بين افراد مجتمعهم، فهم يسمعون هذين الصوتين مخلوطين دائما، ولا يأتون عليهما مفصولين الا حين قراءة العربية الفصحى او سماعها.

في جملتي الأخيرة، وعودة الى الموضوع الأساسي، الظاهرة التي دعتني لكتابة هذا المنشور، أقول: إن من يخلط بين الصوتين {ض} و {ظ} لا يقترف خطأ لغوياً كما يظن البعض، وانما يُعيد انتاج ذات التباين الموجود في العربية منذ لا يقِلّ عن ستة عشر قرناً، وربما أكثر، ولا يختلف في ذلك البتّة عمن يخلط {ث}و{ت} او {ذ} و{د} او {ج شديدة} و {ج رخوة}.
———————————————————————————————
الحواشي

[1] تقّسم الاصوات في علم اللغة الى١.  صامتة: ض، ظ، ت، ث، ع، خ، د، ذ الخ. ٢. مصوّتة او معلولة وتضم هذه ما نسميه في العربية ‘الحركات’ اي احرف العلّة القصيرة فتحة وضمة وكسرة، كما تضم احرف العلّة الطويلة كالألف الممدودة والكسر الطويل والضم الطويل. يقابل هذا التقسيم في الانجليزية لفظي

 consonant, vowel

[2] لا زال هذا النطق، او نطق شبيه به، موجود في منطقة عسير (رجال ألمع مثلاً) ولهجات قحطانية في قريتي الفرشة والجوّا في عسير ايضاً، كما اثبتت عدة ابحاث حديثة ومنها رسالة دكتوراة قمت بالاشراف عليها للدكتورة خيرية القحطاني

[3] للقرّاء ممن على دراية بالكتابة بنظام الرموز الصوتية العالمي في علم اللسانيات فإنه الصوت الذي يرمز اليه هكذا: /ɮˤ/

ويسمّى

lateral fricative (emphatic)

[4]

الدراسات التي بحثت في تاريخ هذا الصوت متعددة وتعود الى القرن التاسع عشر، منها:

لبسيوس ١٨٦١،  يوشمانوف١٩٢٦، كوهين ١٩٢٧، كولين ١٩٣٠، كانتينو ١٩٦٠، شتاينر ١٩٧٦، كورينتي ١٩٧٨، الجندي ١٩٨٣، ولي بحث منشور عام ٢٠٠٤ في ذات الموضوع

[5] وهذا تغير معروف وسائد في لغات العالم، حيث ان الاصوات الاسنانية الانفجارية أسهل نطقا من  اللثوية بين-اسنانية. يمكن للقرّاء الملاحظة بأنَّ الاطفال الصغار طالما يستصعبون لفظ الثاء فيقلبونها فاء او تاء، ويحدث ذات الشيء عند الاطفال الانجليز في الصغر حيث يقلبون الكلمات هكذا:

teeth >teef; thank you >fank you

[6] Al-Wer 1991, 1999, 2007. كما بيّن ذلك في بحثه الدكتور محمود الخطيب عن مدينة اربد ١٩٨٨

[7] اضافة الى التواصل مع اللهجات المدنية الفلسطينية كسبب رئيسي للتحول كان التواصل موجودا منذ عقود ايضا مع لهجات دمشق وبيروت، والتي ايضا تُصنّف من النوع الثاني

[8] قدّمت شرحا وافياً بالاعتماد على بحث ميداني لهذه الظاهرة، للمهتمين يمكن قراءة التفاصيل في منشوري عام ٢٠٠٤


تقّسم الاصوات في علم اللغة الى١.  صامتة: ض، ظ، ت، ث، ع، خ، د، ذ الخ. ٢. مصوّتة او معلولة وتضم هذه ما نسميه في العربية ‘الحركات’ اي احرف العلّة القصيرة فتحة وضمة وكسرة، كما تضم احرف العلّة الطويلة كالألف الممدودة والكسر الطويل والضم الطويل. يقابل هذا التقسيم في الانجليزية لفظي

 consonant, vowel

 لا زال هذا النطق، او نطق شبيه به، موجود في منطقة عسير (رجال ألمع مثلاً) ولهجات قحطانية في قريتي الفرشة والجوّا في عسير ايضاً، كما اثبتت عدة ابحاث حديثة ومنها رسالة دكتوراة قمت بالاشراف عليها للدكتورة خيرية القحطاني

 للقرّاء ممن على دراية بالكتابة بنظام الرموز الصوتية العالمي في علم اللسانيات فإنه الصوت الذي يرمز اليه هكذا: /ɮˤ/

ويسمّى

lateral fricative (emphatic)

الدراسات التي بحثت في تاريخ هذا الصوت متعددة وتعود الى القرن التاسع عشر، منها:

لبسيوس ١٨٦١،  يوشمانوف١٩٢٦، كوهين ١٩٢٧، كولين ١٩٣٠، كانتينو ١٩٦٠، شتاينر ١٩٧٦، كورينتي ١٩٧٨، الجندي ١٩٨٣، ولي بحث منشور عام ٢٠٠٤ في ذات الموضوع

 وهذا تغير معروف وسائد في لغات العالم، حيث ان الاصوات الاسنانية الانفجارية أسهل نطقا من  اللثوية بين-اسنانية. يمكن للقرّاء الملاحظة بأنَّ الاطفال الصغار طالما يستصعبون لفظ الثاء فيقلبونها فاء او تاء، ويحدث ذات الشيء عند الاطفال الانجليز في الصغر حيث يقلبون الكلمات هكذا:

teeth >teef; thank you >fank you

 Al-Wer 1991, 1999, 2007. كما بيّن ذلك في بحثه الدكتور محمود الخطيب عن مدينة اربد ١٩٨٨

 اضافة الى التواصل مع اللهجات المدنية الفلسطينية كسبب رئيسي للتحول كان التواصل موجودا منذ عقود ايضا مع لهجات دمشق وبيروت، والتي ايضا تُصنّف من النوع الثاني

 قدّمت شرحا وافياً بالاعتماد على بحث ميداني لهذه الظاهرة، للمهتمين يمكن قراءة التفاصيل

 قدّمت شرحا وافياً بالاعتماد على بحث ميداني لهذه الظاهرة، للمهتمين يمكن قراءة التفاصيل في منشوري عام ٢٠٠٤

Continue reading “قضايا لغوية: الظاء والضاد”

قضايا لغوية: الظاء والضاد

karak_38 (1)

بعد أن يئس ابراهيم بن محمد علي باشا من حصار الكرك 1834م وهو يطلب رأس قاسم الاحمد الفار من جبل نابلس تحت حماية الشيخ ابراهيم الضمور . قرر ابراهيم بن محمد علي باشا العودة الى الخليل عن طريق البحر الميت. فاستعان بجلحد الحباشنة دليلا للقوة المنسحبة معه عبر منحدرات الخرزة الوعرة بين الكرك ولسان البحر.

14628059_10211330088828361_1617854259_n
لوحة فنية تصف مشهد ” دلة جلحد ” – للفنانة هند الجرمي – إرث الأردن

باتفاق مع الاهالي في الكرك ، قام جلحد بتسيير القوة المؤلفة من ثلاثة الاف جندي وضابط مع الخيل والمدافع واللوازم الأخرى ، في طريق اشد وعورة عن قصد ليتكفل اهل الكرك بمهمة دحرجة الحجارة من المرتفعات لتهشيم الجيش المنسحب عبر ارض لا يعرفها.

ويغوص الفارين بارض طينية ، وصل شاطئ البحر الميت حوالي ثلاثمئة جندي من الثلاثة الاف الذين انحدروا مع جلحد من اطراف قلعة الكرك. ولا زال بعض الاردنيين يتندرون بالحادثة، بضرب هذا المثل حين يَستدلُّ أحدٌ من آخر بمدلّة تسبب له المشاكل فيقول له ” دلتك مثل دلّة جلحد ” وهي اشارة لقصة البطل الاردني .

المراجع:

  • د.سعد ابو دية ، ثورة الكرك 1910 ”  الهية “
  • مذكرات عودة باشا القسوس

البطل جلحد الحباشنة “دلة جلحد”

asf.jpg

وُلد جميل عارف بركات سنة 1921 في الكرك، تلقى تعليمه حتى الثانوية في الكرك والخليل والقدس، والتحق في نهاية الثلاثينيات بالكلية العسكرية في بغداد. ثم درَس الاقتصادَ في جامعة القاهرة، فحصل منها على شهادة الليسانس سنة 1965، وشهادة الماجستير سنة 1969.

عمل لفترةٍ قصيرة في التدريس، ثم في البنك العربي حيث أشرف على فرع البنك في بغداد (1945-1947). كما عمل في قطاع التأمين، ثم عُيّن مستشاراً للحكومة اليمنية التي انتدبته سنة 1952 للعمل مديراً عاماً لوكالتها السياسية والتجارية في عدن حين كانت مستعمَرة بريطانية، ثم عمل في صنعاء مستشاراً اقتصادياً لوزارة الخارجية حتى سنة 1959، وفي أثناء ذلك شارك ضمن وفد اليمن في اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة سنة 1955، كما مثّل اليمن في العديد من المؤتمرات الدولية.

استقرّ في عمّان منذ سنة 1960، وقام بتأسيس شركات وساهم في شركات أخرى قائمة، وشغل عضوية عدد من مجالس إداراتها، ومن بينها شركة مصفاة البترول، وبنك الأردن، ومؤسسة تنمية أموال الأيتام ومصانع الغزل.

كما كان عضواً في غرفة تجارة عمّان، وعمل مستشاراً لأمين العاصمة ضيف الله الحمود (1960).

كتب الشعر منذ مطلع الأربعينيات، ونشر قصائده حينئذ في صحيفة “فلسطين”.

كان عضواً في رابطة الكتّاب الأردنيين.

توفِّي في شهر آذار سنة 2005 في عمّان.

من أعماله

  • الأدبية:
    • “فلسطين والشعر”، دراسة، دار الشروق، عمّان، 1989.

وترك مخطوطتين هما: “فلسطين والشعر” (ج2)، و”كنت مستشاراً في اليمن”.

  • في موضوعات أخرى:
    • سوق عمّان المالي في الميزان”، عمّان، 1986.
    • “مال واقتصاد”

المراجع:

  • “معجم الأدباء الأردنيين” ، منشورات وزارة الثقافة، عمّان.
  • الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة:  culture.gov.jo

جميل بركات (1921-2005 )

imgid26304

وُلد جمعة حمّاد سلامة المهور سنة 1923 في منطقة بئر السبع، وأنهى الثانوية سنة 1942.

أسهم في تأسيس جبهة شباب بئر السبع لمقاومة الغزو الصهيوني سنة 1946، ثم انضمّ إلى صفوف المجاهدين في منطقة بئر السبع، وخاض حرب عصابات في الثورة الفلسطينية الشاملة، ثم لجأ إلى الأردن بعد التضييق عليه ومطاردته وتلفيق التهم له.

عُيّن أميناً عاماً للاتحاد الوطني العربي في الأردن سنة 1973، وعضواً في المجلس الوطني الاستشاري (1978-1981)، وعضواً في مجلس الأعيان لدورات عدة بين سنتي 1971 و1993، كما عُيِّن عضواً في اللجنة الملَكية لصياغة الميثاق الوطني (1990)، ثمّ وزيراً للثقافة سنة 1994.

أُطلقت عليه ألقاب تعبّر عن جهوده في الميدان الصحفي منها: “شيخ الصحفيين الأردنيين”، و”أبو الصحافة”، و”معلّم الأجيال في الصحافة”.

كان له فضل في إنشاء صحف ومجلاّت عدة حيث شارك في تأسيس صحيفة “أخبار اليوم” في عمّان سنة 1961. وبعد قرار دمْج الصحف صدرت صحيفة “الدستور” ، فتسلّم رئاسة تحريرها (1968-1972). ثم شغل سنةَ 1973 منصبَي المدير العام ورئيس مجلس الإدارة في المؤسسة الصحفية الأردنية التي تصدر عنها صحيفتا “الرأي” و”جوردان تايمز”، وظلّ في هذا المنصب حتّى سنة 1986. و من ثم أسهم في تأسيس نقابة الصحفيين الأردنيين.

نشر مقالاته الأولى في مجلّة “الغد” التي كانت تصدر في مدينة الخليل، ثم في صحف “الدفاع” المقدسية و”فلسطين” و”الجهاد”. كما نشر مجموعة من التراجم المختارة في مجلّة “المسلمون” الدمشقية، ونشر مقالات أخرى في الصحف والمجلاّت التي أسهم في إنشائها أو في إدارتها، وفي صحف أخرى مثل صحيفة “اللواء” وصحيفة “المجد”. وكان ينشر مقالاته وخواطره باسمه الصريح، أو باسم مستعار هو “سويلم” كما فعل في زاوية “وجهة نظر” في صحيفة “الدستور” اليومية الأردنية.

مُنح من الديوان الملكي: وسام الاستقلال من الدرجة الأولى، ووسام النهضة من الدرجة الأولى.

توفِّي في يوم 17/3/1995 .

من أعماله الأدبية:

    • “بدوي في أوروبا”، رواية، المؤسسة الصحفية الأردنية (الرأي)، عمّان، 1977. وصدرت في طبعات عدة لاحقة، إحداها عن دار البشير، عمّان، 1986. وأعادت وزارة الثقافة طباعتها، عمّان، 2008.
    • “بين الشرق والغرب: مشاهد وانطباعات”، أدب الرحلات، وكالة التوزيع الأردنية، عمّان، 1998. ط2، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2006.
    • “قصّتي مع الصحافة”، سيرة ذاتية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2007.

 

 

 

مراجع ترجمته :

  • “جمعة حمّاد بين الصحافة والأدب”، نبيل حدّاد، دراسة مقدّمة إلى ندوة “الصحافة في الأردن-قراءة في تجربة الرجال والمؤسّسات”، المركز الأردني للدراسات والمعلومات، عمّان 1997.
  • “في عبقرية البساطة: جولات في فكر وأدب جمعة حمّاد”، إبراهيم العجلوني، المؤسسة الصحفية الأردنية (الرأي)، عمّان، 1995.
  • “في وداع جمعة حمّاد”، مجموعة كُتّاب، المؤسسة الصحفية الأردنية (الرأي)، عمّان، 1995 (كتاب صدر بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاته). ط2، بعنوان “جمعة حمّاد.. حياته وفكره”، مجموعة كُتّاب، وزارة الثقافة، عمّان، 1998.

المراجع:

  • “معجم الأدباء الأردنيين” (ج2، م1)، وزارة الثقافة، عمّان، 2006.
  • الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة:  culture.gov.jo

جمعة حمّاد (شيخ الصحفيين الأردنيين)

بورتريه للروائي الراحل جمال ابو حمدان بريشة الزميل احسان حلمي

وُلد جمال توفيق أبو حمدان سنة 1944 في عمّان، حصل على شهادة التوجيهي المصري من القاهرة، ثم شهادة الليسانس في الحقوق من جامعة بيروت العربية سنة 1966.

عمل معدّاً ومقدماً للبرامج الثقافية في الإذاعة الأردنية (1965/1966)، ثم في مؤسسة عالية/ الخطوط الجوية الملكية الأردنية (1971-1989).

اختير عضواً في هيئات تحرير عدد من المجلات منها: “أفكار” التي تصدرها وزارة الثقافة، و”جسور” التي تَصدر في واشنطن، و”2000″ التي تصدر في لندن، و”الصفر” التي تصدر في باريس.

كتب أعمالاً تلفزيونية تزيد على 500 ساعة، بُثّت من محطات التلفزيون العربية، منها: “الطريق إلى كابُل”، و”ذي قار”، و”الحجّاج”، و”امرؤ القيس”، و”زمان الوصل”، و”شهرزاد”.

اعتُمدت بعض أعماله الإبداعية لدراستها في مساقات التذوق الأدبي والأدب العربي الحديث في جامعات عربية وأجنبية، وتُرجمت بعض أعماله الكتابية إلى لغات أوروبية وشرقية، وأُعِدّت رسائل ماجستير في جامعات عربية عن أعماله الأدبية، وخاصة في مجال المسرح.

نال جائزة الدولة التشجيعية في الآداب/ موضوع النص المسرحي من وزارة الثقافة سنة 1993، وجائزة الدولة التقديرية في حقل الآداب/ الكتابة الدرامية التلفزيونية من وزارة الثقافة سنة 2008، وجائزة رابطة الكتّاب الأردنيين مرتين؛ في مجالَي المسرح والقصة. كما نال جائزة أفضل كتاب في مجال أدب الطفل في العام الدولي للطفل، وجائزة أفضل تأليف مسرحيفي مهرجان المسرح الأردني الخامس الذي نظمته وزارة الثقافة سنة 1997، وجائزة التأليف (مجال الرواية) من اللجنة الوطنية العليا لإعلان عمّان عاصمة للثقافة العربية لعام 2002 عن روايته “شرق القمر غرب الشمس”، وقد اختيرت هذه الرواية لإنتاجها في أول فيلم سينمائي أردني.

وهو عضو في الهيئة التأسيسية لرابطة الكتّاب الأردنيين (1974)، وأحد مؤسسي اتحاد المسرحيين العرب.

توفي يوم 6/4/2015 في أركنساس في أمريكا ودفن فيها، بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

أعماله الأدبية:

له أكثر من 20 عملاً أدبياً، منها:

  • “أحزان كثيرة وثلاثة غزلان”، قصص، دار مواقف، بيروت، 1969. ط2، وزارة الثقافة، عمّان، 2008.
  • “الموت الجميل”، رواية، دار أزمنة، عمّان، 1998.
  • “مكان أمام البحر”، قصص، دار أزمنة، عمّان، 1993.
  • “نصوص البتراء”، دار أزمنة والمؤسسة العربية للدراسات والنشر، عمّان وبيروت، 1994.
  • “البحث عن زيزيا”، قصص، أمانة عمّان الكبرى، عمّان، 2000.
  • “زمان آخر”، خمسة نصوص مسرحية، وزارة الثقافة، عمّان، 2002.
  • “زمن البراءة”، حكايا الصغار للكبار، دار أزمنة، عمّان، 2002.
  • “قطف الزهرة البرية”،  قصص، دار أزمنة، عمّان، 2002.
  • “صندوق الدنيا”، قصص، وزارة الثقافة، عمّان، 2005.
  • “أمس الغد”، قصص، وزارة الثقافة، عمّان، 2010.

المراجع:

  • “معجم الأدباء الأردنيين” (ج2، م1)، وزارة الثقافة، عمّان، 2006.
  • جمال أبو حمدان أديباً” (رسالة ماجستير)،  نسرين محمّد علي أبو سعيد، الجامعة الأردنية، عمّان، 2004.
  • الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة:  culture.gov.jo

جمال أبو حمدان (1944-2015)

imgid3609

وُلدت ثريّا عبد الفتاح ملحس في عمّان سنة 1925، درَست الابتدائية في عمّان، وواصلت دراستها الثانوية في الكلية العربيَّة بالقدس، ثم درَست الأدب في الجامعة الأميركية ببيروت فحصلت منها على شهادتَي البكالوريوس (1947)، والماجستير (1951)، ثم حصلت على شهادة الدكتوراه الدولية من جامعة القديس يوسف (اليسوعية) ببيروت (1981).

عملت مدرّسةً في كلية بيروت الجامعية للبنات منذ سنة 1952.

توفّيت يوم 24/2/2013 في عمّان.

أعمالها:

لها أعمال تزيد على الأربعين باللغتين العربية والإنجليزية، منها:

  • الأدبية:
    • “النشيد التائه (1947-1949)”، شعر، دار الكتاب، بيروت، 1949.
    • “ملحمة الإنسان (1957-1961)”، شعر، بيروت، 1961.
    • “القيم الروحية في الشعر العربي قديمه وحديثه”، نقد، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1964.
    • “ميخائيل نعيمة الأديب الصوفي”، دار بيروت، بيروت، 1964.
    • “محاجر في الكهوف (1961-1967)”، شعر، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1967.
    • “قضايا ومجامر (1946-1956)”، شعر، بيروت، 1970. ط2 بترتيب جديد، دار البشير، عمّان، 2004.
    • “القلم يظل يفل الحديد”، دار البشير، عمّان، 2001 (وفيه ملحق لمعجم أعلام ورموز ومقتبسات واردة في شعرها).
    • “والشعرُ صفوةُ الفكر والوجدان (2001-2005)”، شعر، دار البشير، عمّان، 2005.
  • في موضوعات أخرى:
    • “العقدة السابعة”، دار عويدات، بيروت، 1962.
    • “المرأة العربية إلى أين”، بيروت، (د.ن)، بيروت، 1974. ط6، دار البشير، عمّان، 1998.
    • “إنسانية الحرب عند العرب”، (د.ن)، (د.م)، 1975.
    • “ماهيّة الحب الروحي في آثار الباحثين العرب”، دار البشير، عمّان، 2001.

المراجع:

  • “معجم الأدباء الأردنيين” (ج2، م1)، وزارة الثقافة، عمّان، 2006.
  • الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة:  culture.gov.jo

ثريّا ملحس (1925-2013)

Scroll to top