عبد الله العكشه

مناسبة القصيدة:

كان الشاعر عبدالله العكشة يحب الكرك ويتغنى ويتغزل بها دوما، بينما كان يرفض تصرفات الدولة العثمانية وممارساتها ضد وطنه وأهله ويجيش صدور شيوخها للثورة ضد العثمانيين وتحرير الأرض منهم، مما تسبب له بالنفي والسجن عدة مرات حيث نفي في إحدى المرات إلى قوزان في جبال القوقاز عقابا له على تحريضه للأهالي في ثورة الهيّة عام 1910 ونظم قصيدته هذه وهو في منفاه متشوقا إلى الكرك ولأهله وأحبته مشتكيا من الغربة في المنفى والجور والظلم العثماني

يَا نَاسْ ما بَالَ القَلمْ مِستِكنّ          مِنْ عِقب ما هو ع القراطيسْ سنَّان؟(1)

سِرْ يا قَلَمْ إوْ فَرِّج الهَمّ عَنِّي،       إكتبِ اقوافا ً ، فضِّي – فَضِّ – البالْ غَثيانْ (2)

انا امْهَاجرْ ، ضايع العقلْ مني     حالي امخربَطْ بالتدايين بلشان ، (3)

مِنْ عِقبْ مَا انا ابْحالتي مِرْجهنِّ،   أَليوم غَدَتْ يا قيمتي ما لها شان ! (4)

إركابْ مِنْ هِجنَ المِصايبْ لِفَنِّ،     إمحفلات امبرشماتٍ بالاحزانْ (5)

عليهن مِن سُودَ الخَلِقْ ميتين جنّي،  مَعْهُم هدايا شرّ وِاقراقْ خِلاّن  (6)

دَلَّن عليَّ بينهن شَوْشَحنّي            بالسِّيس حَطَّني على حَدِّ قوزان (7)

بِاديارْ ما فيها رفيقا ً يِحِنِّ،           كِلا ً يَعضّ ابهامْ يِمْناه غلاَّن ! (8)

لَنَّا تحاكينا ، غَشِيمينْ فَنِّ ،          كِلاَّ يِشِير الصَاحْبَه ، تِقِلْ خِرسانّ (9)

وَينْ ما مِشينا اعيونَهم شَخَصَنَّ،    وِاحْبُورهم عَلَيّ بِكِل الارْكانْ  (10)

لَنْ شَافْ زَوْلي اتْعَوَّذْ الله مِنِّي      عِدِّي ابليْ امرافقا ً لالف شيطانْ  (11)

بَلاى فِرقى اصويحبي شيَّبنَّي،      كِنّي قرِيصَ الذَّاب مَعْلُولْ وجعان! (12)

لَنَّه ذِكَرني ادْمُوعْ عيني هَمَنِّ،      إوْ لنِّي ذِكرتَه ، شَطّ بالقلبِ نيرانْ! (13)

قلبي على شَوْفَ الاِصاحيب حَنِّ،   يا الله ، لا تِقطَعْ رِجانا امنَ الاوطانْ! (14)

واشُومْ حظَّي اجبالْ طُورِسْ حَوَنِّي،   وَاوَيحْ قلبي من هَديْرٍ الجَوحَانْ (15)

إجْبَالْ وَعْرِهْ تِقِلْ صورا ً اوْ بِنّي،    مَا بَه منافِذْ والثلوجْ حيطان! (16)

يا رَبّ يَا ربَّ المخاليق حِنِ،        كَم شِدِّةٍ فَرَّجتها ، وامرها هان! (17)

شرح الابيات:

(1) . مالي أرى قلمي متخاذلا ً ، بعد أن كان يشبه السيف المسنون على الورق ؟

(2) . انطلق يا قلمي فرّج همومي ، اكتب أشعارا ً تزيل كآبتي . غثيان : مضطرب النفس .

(3) . أنا مُهجَّر فاقد عقلي ، مضطرب الأحوال ، مشغول بما نسب إليّ مما أدانوني به. بالتّدايين بلشان : مشغول فكري بالاتهامات.

(4) . بعد أن كنت معتزا ً بنفسي ، أصبحت مالي قيمة ولا ذكر . مرجهن : معنى الكلمة هنا ، معتز ، ومعناها العام : متوقَّع مؤمل.

(5) . وصلت إليّ ركاب المصائب مُزينة ً بالأحزان ، وجلاجل الكآبة .

(6) . يمتطي تلك الركائب مائتا جني سود معهم هدايا شر ، وفراق الأحبة .

(7) . انزلن على الكلاليب وأخذن يؤرجحنني بينهنفي بلاد السيس – وطرحتني في جبال قفقاس caucase .

         شوشحة : يعني بها الذي يؤرجحونه بالأرجوحة .

         السيس . (ادنه) وقوزان – القفقاس ، وأدنة أو أضنة مدينة في (الأناضول) نفي إليها الشاعر .

(8) . أنا في بلاد ليس فيها صديق شفيق كل ما فيها يعض ابهام يده اليمنى من الحقد .

         غِلاَّن : من الغُلّ : شديد الحقد على وزن فعلان .

(9) . عندما يكلم أحدنا آخر نجهل اللغة وكل منا يشير لصاحبه كأننا خرسان .

        لَنَّا : إذ نحن ، عندما أصلها – لمَّا أن فعلنا – .

(10) . أينما مشينا تشخص عيونهم إليّ كأنهم يرقبون صيدا ً لاقتناصه ، ما أشد جورهم عليّ في كل مكان !

         وين ما مشينا : أينما سرنا ، وقد قلبوا الهمزة واوا ً .

         شخصن : فتحت عيونهم ناظرة إليَّ لا تطرف ، ما أشد جورهم عليّ أينما حللت .

(11) . إذا رأى أحدهم خيالي تعوذ بالله مني كأني إبليس يرافق ألف شيطان!

         زولي : خيالي . ومعنى الكلمة مخالف لذلك ، فالزول لغة : الذكي السريع .

(12) . شر ما يمر في فراقي لأحبائي ، لقد شيبني ذلك ، كأني لديغ أفعى أعاني علة مريض مرضا ً لا يبرأ.

         قريص الذاب : لديغ الحية .

(13) . لّنَّه ذكرني : إذا هو ذكرني ، أو عندما يذكرني دموعي تنسكب ، وإذا ذكرته أنا اشتعلت نيران بقلبي .

         شط بالقلب : اشتغل في القلب .

(14) . قلبي حن إلى رؤية أحبابي ، يا إلهي لا تقطع أملنا من العودة إلى الوطان .

(15) . ما أشأم حظي وقد حوتني جبال طورس ، يا لحزن قلبي من هدير الماء في جيحان ، وهو نهر يجتاز سهول (أضنا) يمر بالقرب من (مرعش) ويصب في البحر المتوسط ، وقد استعار صوت الرعد لخرير الماء لشدة الصوت في سمعه.

        واويح : وأداة نُدّبة ، ويح كلمة ترحّم وتوجّع وهي بهذا المعنى في اللغة .

(16) . جبال وعرة تشبه سورا ً بني ، ليس فيه منافذ ، الثلوج تشبه الجدران .

        تِقل صورا ً أو بِني : بُني ، أصل تِقّل : تقول ، ومعناها تشبه سورا ً ، وقد قلب السين صادرا ً إو بِني : وبني مجهول

(17) . اشفق يا إلهي وإله الخلق ، ما أكثر الشدات التي فرجتها فهانت .

المراجع :

  • المرحوم الشاعر عبدالله العكشة ، معلمة للتراث الاردني، روكس بن زائد العزيزي، مطبعة السفير، 2012.
  • عرس البويضا، فريد العكشة، وزارة الثقافة،2011.

قصيدة عبدالله العكشة الأولى في منفاه

عبد الله العكشه

 مناسبة القصيدة

  نظم الشاعر عبدالله العكشة هذه القصيدة التي يمدح بها الثورة العربية الكبرى وفرسان العشائر الأردنية تحت قيادة المغفور له الشريف الحسين بن علي وأنجاله من قادة الثورة ( عبدالله وفيصل وزيد ) مفتخراً بهم وبقيادتهم لمعارك الثورة العربية الكبرى وصولا لتكليل طموح الأردنيين الجمعي بالاستقلال عن الاحتلال العثماني، ويسخر في الكثير منها بجموع القوات التركية ووقوفها في وجه قوات الثورة، معبرا عن سعادته بهزيمتهم ورحيلهم عن ديار الأردنيين والدول المجاورة :

نَستحِمدَ الباري ، على كِلَّ الادوارْ،            أَللي حَمانا مِنْ ظلايم هالاشرارْ (1)

بالهاشمي اللِّي كِنَّهْ الذِّيب مِغوار ،             إبنَ الاِجْوادْ إو من افرُوع اطْوال (2)

مِنْ (شان) تِخليص العَربْ مِنْ شِقاها،         إرخْص ابروحهُ دُوْنها وافْتداها (3)

صَاحَ الاِمْصَيِّح لَلعْربْ وانباهَا،                جُوهَ النشِّامَى فَوق قِبَّ الاحْيالِ (4)

مِنْ سِريةَ الاتراك (فيصلْ) حَمَانا،             بَالسَّيفْ كِنْ قَطَّع مَواصِلِ اعدانا (5)

مِصْباح نُورْ عنا شِقانا ،                        لَوْلاَكْ ما ابْقوا للعربْ مْن تِوالي (6)

يا مِشعْلَ الظّلمْة ، إوْ يا سَاطِعَ النُّور،          خَليت ذِكركْ بالتواريخْ مَسطُورْ (7)

إسمك ْ على كرَّ الدَّهارير مذخورْ،             يا سَندَ العِربانْ سِيدَ الموالي (8)

(عَبْدَالله) عَ جَمْعَ الاِمْعادي رَماها ،            أَلسِّريّةْ القَشْرَى ابْيسفُهْ حَداهَا

عِسَكِرَ العْثِمان فَرَّقْ شِظاها ،                   تِعيشْ يا حَامِي الْعَرَبْ والتِّوالي (9)

بَ (زَيْد) زاد الْنا الشَّرفْ وِالمقَام              حِرّا ً نَهار الرَّيبْ يروي الاحْسَام

حَامي عَرَبْها بنهار الكِتام                      مِنْ حَكِمْ قَوْمٍ ما اتْعَرفَ الحرامِ (10)

هَدَّ الشّريفْ إوْ باجْمْوع طِوافيرْ،             عَلَى الْعثمان امْنظمينَ الطِّوابيرْ (11)

إمْنِ (امْعانَها)،(لاَرياقْ) راحتْ سِمَاديرْ       شُوفُونْ بالعثمانْ فِعلَ الرّجال (12)

يا عَسْكَرَ الاتْراكْ، وشْ عَادْ جَاكُم؟            هَذا الشِّريف اوْ باجْمُوعُه نِصاكم (13)

مِثلَ الغنَمْ يمَّ المِجازِرْ حَدَاكمُ،                  والسَّيفْ بارقَابَ العثامين مَالِ (14)

ياما سَوَّيتُم بالعَربْ من هَوايل                  جَاكُم الاشْرافْ فَوقْ السَّلايلْ (15)

بايمانُهمْ مِنْ مِرْهفات الصِّقايلْ،                يَبْغون مِنْكم ثَارْ وافي المِكَال (16)

ياَما سَوَّيتم بالعَربْ من ظَلاَيمْ،                جَاكم الاشْرافْ أهْلَ العَمايم (17)

إعْيالْ من فوق الرّكاب الهمَايمْ                هَيلَ الاِفْعالَ إوْ من قِديمَ الاجيال (18)

يَا عَسْكَرَ العِثمانْ، يا بَاهتَ الْحيَلْ              فِتُّوا (حَلبْ) تِقْلَ البِقَرْ والعَجاجِيلْ! (19)

حِنَّا خَدينا الثارْ وافي المِكاييل                  مَهزُوزْ بالصَّاع العَزيزي اكيال (20)

حِنَّا صِبرنَا الْحِكُمكم، يَوم كانا،                 سَبْعَة اجيال دافِيين اللّسانا (21)

حتى ادعَيْتُمونا انشَابِهِ انسَانا،                   زَوْدا ً على تِعْليقنَا ، بالاِحْبال (22)

إنْتُم حَكَمتوُنا او جْرتُم عَلينا،                   إوْ حِنَّا وَلَينَاكُمْ إوْ عنكُم اغضَينا (23)

هَذي مِشَاحي اجدْودنا الاولينا،               وَالعَفو شَومَات الرجالَ العَوالي (24)

نِسْتَحمِدْ الله ابْزولِةَ التِّركْ عِنَّا،               يَومِ اسْتَقلَّينا ، إوْصِنَّا ظَعَنَّا (25)

دَوْبْنَا سِكَنَّا ادْيَارَنا وِارْجَهَنَّا،                  بِضَفّ مولانا رفيعَ الجلال (26)

لاَ يَا العَربْ تِجمَّعُوا ابِكْلَّ مِبْناهْ،              صِيحوا ابعَالي الصَّوتْ لِلعالي الله

يَحمي لَنا الاشرافْ بالعِزّ والجاه،             (إحْسَينَ) الاوَّل رَيْتْ عِمْرَه اجيال (27)

شرح الابيات:

(1). نحمدالله – على كل الظروف – الذي أنقذنا من مظالم هؤلاء الأشرار .

(2) يالهاشمي – الملك حسين – الذي يشبه الذئب الشجاع ابن الكرام ذوي الأصول الشريفة.

(3). لكي ينقذ العرب من الشقاء بذل حياته رخيصة لافتداء العرب .

(4). أهاب بالعرب فلبى نداءه النشامى * النشامى ، جمع نشمي ، وهو البطل المشهور بالنجدة ، وبأخلاق الفروسية المترفع عن الدنايا الجامع لعناصر النبل ،، فَوق قِبَّ الاحْيالِ : فوق الخيول المضمرة غير اللقاح .

(5). من شر ذمة الترك حمانا (فيصل) بسيفه قطع أوصال أعدائنا.

(6). مصباح من النور ، أزال شقاءنا ، لولاك ما أبقوا للعرب بقايا.

(7). يا مشعلا ً منيرا ً في الظلام أبقيت ذكرك مسطرا ً في التاريخ.

(8). اسمك محفوظ على كر الدهور يا سيد العرب وسيد السادة .

(9). فرق جيوش العثمانيين وجعلها أشتاتاً. عشت يا حامي العرب ومؤخرة الجيش .

(10). حمى العرب في نهار الحرب وأنقذهم من حكم أقوام لا يعرفون حلالا ً من حرام.

       نهار الريب : نهار الحرب . نهار الكتام : نهار الهم والحرب ، ثائر غبارها.

(11). هجم الشريف بجموع غفيرة ، على بني عثمان الذين ينظمون الطوابير.

(12). من معان إلى (رياق) هرب العثمانيون لا يبصرون من الخوف ، انظروا يا بني عثمان ما يفعله الرجال.

(13). يا جند الترك ماذا أفادكم هذا هو الشريف جموعه قد توجهت نحوكم.

(14). وساقكم كالأغنام نحو المجازر وسيفه أطاح برؤوس العثمانيين.

(15). ما أكثر ما أنزلتم بالعرب من أهوال ، جاءكم الأشراف مع الخيل الأصيلة .

(16). بأيديهم السيوف المحددة الصقيلة يريدون أخذ الثأر وافيا ً بالكيل .

(17). ما أكثر ما أوقعتم بالعرب من مظالم ! ها قد جاءكم الأشراف ذوو العمائم .

(18). أكثر ما يعنون بكلمة اعيال : الفتيان الشجعان ، إذا ذكروا الكلمة بصيغة الجمع ، يمتطون أكرم الخيل والهجن والركائب هي الهجن ، أهل الأفعال العظيمة من أقدم العصور .

       همايم : جمع همام ، أي ملوك وهممهم عالية .

(19). يا جيش بني عثمان يا ساقط الهمة تجاوزتم حلب هاربين كمجوعة من الأبقار .

        باهت الخيل ، ساقط الهمة . فتوا : تجاوزتم ودخلتم . عجاجيل : جماعات من البقر ، وقد قلب الأرادنة الهمزة في عجاجيل عيناً.

(20) نحن أخذنا الثأر وافيا ً بالصاع العزيزي وهو 9 كيلات من القمح ؛ كناية عن استيفاء الحق كاملا ً . لأنه بدل الصاع البلقاوي الذي هو 6 كيلات . * كان العرب يقولون العمائم تيجان العرب .

(21). صبرنا على حكمكم الذي دام سبعة أجيال وكنا دافيي اللسان معكم، دافي اللسان كناية عن الذي لا ينطق بكلمة فيها فحش أو سباب .

(22). إلى أن جعلتمونا نشبه الضعفاء في الاستكانة وفوق ذلك تعليقنا بالمشانق . إدْعيتونا : صيرتمونا .

(23). أنتم حكمتمونا جائرين ونحن عندما غلبانكم تسامحنا معكم .

       وَلَيناكم : سيطرنا عليكم ، غلبناكم . أغضينا : تسامحنا .

(24). تلك هي مكارم أجدادنا الأولين والعفو من شيم عظماء الرجال. مشاحي : قِيَم . شومات : شيم.

(25). نحمد الله الذي أزال حكم الترك عنا يوم تم استقلالنا وحافظنا على أوطاننا التي كنى عنها بالظعن .

       صِنَّا ظعنا : حمينا ، من صان يصون – حوزتنا .

(26). الآن سكنا ديارنا واطمأنت نفوسنا بحماية مولانا العظيم . دوبنا : الآن فقط . ارجهنّا : اطمأنت نفوسنا ، بضف : بحماية

(27). أيها العرب اجمعوا كلمتكم واهتفوا بأعلى أصواتكم لله يحمي لنا الأشراف والشريف الحسين بن علي .

المصادر:

  • المرحوم الشاعر عبدالله العكشة ، معلمة للتراث الاردني، روكس بن زائد العزيزي، مطبعة السفير، 2012.
  • عرس البويضا، فريد العكشة، وزارة الثقافة،2011.

قصيدة عبدالله العكشة بالثورة العربية الكبرى وقادتها

عبد الله العكشه

لم يعد الشاعر عبدالله العكشة الى أرض وطنه إلا بعد هزيمة الدولة العثمانية وانتصار قوات الثورة العربية الكبرى وفرسان العشائر الأردنية على المحتل العثماني وتحريرهم لكامل الأرض الأردنية، حيث نظم قصيدة يذكر بها قساوة ما عاناه الأردنيون من قوات الاحتلال العثماني وتسلطها وظلمها لأهل وطنه طيلة قرون من حكمها الغاشم، وينتقل للحديث عن أهوال الحرب العالمية الأولى وسعير اشتعالها والتحضير لها :

ألبارحة عين اعْنَ النَّوم لاَجَتْ             إوْ حالي مِنْ كِثَر الاهموم هاجت (1)

تِقلْ مَوجَاتَ البحَرْ يَوم هَاجتْ             إوْ قلبي في بَحَر الهواجيس جالِ (2)

قلبي تِفكّرْ بَالبَلا وَالمِصِيبه ،               واحْوالْ دْهَركْ صَايره مِستريْبه (3)

زالَ السَّعَدْ، وَالويلْ جَانا لهِيبَه،            تِزَلزَت إرْكان حَالَ الاحوال (4)

أللهْ مِنْ حِرْب غَشَانا سَنَاهُا،                شَطَّت على الدِّنيا تِزايد بلاها، (5)

عَمَّتْ خَلايق نايْمهِ في اخْباها              سِبْحان مِن هُوه على الكِلّ والي (6)

حربا ً سَناها طَالْ روُس المشاريفْ،      نار ادعَقتْ بِالهيشْ اوْ باقي التلافيف (7)

مَالَهْ مِثْل اوْ لاَ سِبَقْ لَه تِواصيفْ،         عَفَّت اشروشْ امْغَطِيْه بالدّمالِ (8)

الموتْ لاَوجوه المداغيش قَصَّاب،         إعْيالْ مِنْ شَرَّه غدوا اليوم شيَّابْ (9)

وِاطفَالْ ضَاعَتْ بِوَعَرهْا والاهضْاب،     وارَواحْ رِخْصَت بَعَدْ ما هي غوالي (10)

حرباَ مَهُولِة إو ما سِبَقْ لهَ بالامثال،       كِثرةِ عَسَاكِرْ لَلْقِبيلين تَنهالْ (11)

إمْكَمَّلِهْ باسْلاحْ عَ الكيف يا ارجالْ         آلات اجهنَّم زايدة بالشَّعالِ (12)

مَوازنا ً تكْسِرْ مِتينَ الاعظامِ                مَدَافعا ً تِفني خَلايقْ وَانامِ (13)

فعلَ القنابل زايدا ً بالاكرامِ،                أَللِّي ادهَجَنُّه ما بقي ليَهْ تالي (14)

بَالوَصِفْ غَوَّصاتْ مِنْ تحتِ الابحارْ،     وِالاَّ اقلاعا ً بالهوا فوق طيَّاره (15)

وِالاَّ حَناتيرٍ على القَاعْ سَيَّارْ ،              وِالاّ مراكِبْ عَ الابحور الزَّلالِ (16)

ثلاثِ اسنْينٍ وَالعربْ بَالبلاَوي،             ذاقوا مِظالْمِ مَعْ عَذاب او مِساوي (17)

كانَ السَّببْ (جمال) باشا خلاوي*          النَذَلْ نَذَل أوْ لو يسمَّي جمالِ (18)

يَا ظِلُمْ تِركيَّا ، غذا اليوم مَشهور،          يم العرب سَاقَت ثَلَثمْيِةِ طابورْ (19)

(جمال) باشا كِنَّه الوحش مَسْعورْ           جزارْ ما يَرحمْ رِضيعَ الطَّفالِ (20)

بَسّ هَقِوتهُ يشفي غَليِلُه ابْعربها              مِشانقا ً ، وفي كلّ مَوضعْ نِصَبهْا (21)

إفْحولَهم يَمَّ المجازرْ جَلَبهْا                   هذا امَلْولَحْ ذاكْ بالنَعش شالِ (22)

مِنْهُمْ في عَتْمَ السراديبْ مكتوبْ،             إوْ منهم مِنْ شَرَّ العذايات مخطوف (23)

مِنهمْ على المقابل فَاتْ مَزنوفْ،              مِنهمْ فرارا ً بالافِجوج الخوالي (24)

سَرْقن حَريمٍ ما عليهن جَنيِّهْ،              واطْفَالْ رِضَّعْ ما ايَعرفوا الخطيَّه (25)

إوْ حَريمْ مبكّي يا دموع سخّية             على افَراق اعيْالهنْ وَالرِّجال (26)

راحوا العَربْ شِتاتْ بكلِّ الاوطانْ،        في (أنْقَرةَ) و (قونية) إوْ نِيْة قوزان (27)

مِثلْ عَبيدَ الرِّقّ، من قَبلْ ذِلْوانْ            عَبيد يِنْجلبُونْ وَالسِّعرْ غَالي (28)

هَيْلَ الامْوالْ رَاحُون كِتهم مَماليكْ،        عِقْبَ الغَنَى اليومْ لَونَ الصَّعالِيكْ (29)

مَصْرُوفهم يَومِي عِدَّة مِتَاليكْ،             إمْنَ الوَرَقْ أَللِّي عَليَه الاِهْلاَلِ (30)

يَا ربَّ يَا اللِّي عَ المخاليقْ وَايقْ          يَا امْفرِّج الضِّيقَات يَومَ المضَايقْ (31)

يا عَارفا ً سِرَّ الخفا بَالدِّقايقْ،             إلْطِفْ بِنا مِنْ مَيْلية الحالْ مالِ (32)

إرْحم اطفْالا ً ما عليها شِفيِق             إوْ حَريمْ تِبكي اصِياحَهِن والزّعيق (33)

غَدَنْ شِتاتٍ بَيْن وَعْر او طَريق         غِفرات عاشَنْ بالِحْلَى والدَّلالِ (34)

شرح الابيات

(1). البارحة حادت عيني عن النوم ، واضطربت أحوالي من كثرة الهموم .

      لاجَت : هجرت النوم .

(2). مثل أمواج البحر عندما هاجت وقلبي كان يطوف في بحر من الهواجس.

      الهواجس : الأفكار المزعجة الحائرة المضطربة .

(3). قلبي يفكر في البلاء والمصائب ، وأحوال الدهر المريبة.

    مستريية : باعثة على الارتياب . زال السعد : فقد الحظ الحسن.

(4). فقد الحظ وجاءنا يهب لنا الويلات ، اضطربت أسس الحياة وأحوالها .

     حال الأحوال : تحول كل أمر كان في الأصل مستقرا ً.

(5). أشكو إلى الله من حرب لفنا دخانها ، التهبت على الدنيا وزادت أهوالها .

     شطَّت : التهبت بسرعة .

(6). عمت بشرا ً مُسالمين ينامون في بيوتهم مطمئنين ، سبحان الله والي كل البشر!..

     إحباها : بيوتها ،والخباء في الأصل مستقر العروس  دلالة على الأمثلية.

(7). هي حرب وصل دخانها إلى أعلى الأعالي ونار أحرقت الغابات وما حولها .

      سناها : معناها هنا ، الدخان الكثيف .

(8). ليس لها مثيل ولا سبق أن وُصف مثلها استأصلت الجذور التي تحت الأرض.

      التلافيف : ما حول الغابة .

     عَفَّت : استؤصلت الجذور المدفونة تحت التراب.

(9). الموت أهلك الهجَّامين من الأبطال ، شبان من شر الحرب صاروا شيوخا ً

(10). أطفال ضاعوا في الوعر والهضاب ، ورخصت الأرواح بعد غلائها .

(11). حرب هائلة لم يسبق لها مثيلة ، وعساكر كثيرة تنهال على المتحاربين.

(12). سلاحها كامل كما تشتهي ، آلات جهنمية يزيد اشتعالها.

(13). بنادق موزر تحطم العظام المتينة ، ومدافع تفني الخلق والأنام.

(14). أفعال القنابل زائدة جدا ً ، وكأنَّ زيادتها هي تكريم لضحاياها . فالذي أصابته ، ما بقي له من أثر !

(15). يصنعون غواصات في البحار وقلاعا ً طائرة في الهواء .

       إقلاعا ً : شبه الطيارات بالحصون الطائرة.

(16). وسيارات في السهول سائرة ومراكب على البحور الصافية .

       حناتير : مفردها حنتور ، ويعنون بها السيارة .وكانوا يطلقون هذا الاسم عن العربة ذات الراكب الواحد يقودها حصان واحد .

(17). قضى العرب ثلاث سنين بالمصائب . ذاقوا ظلما ً وعذابا ً وإساءات .

 (18). السبب جمال باشا وحده ، النذل نذل ولو سمي جمالا ً . خلاوي : وحده لا رفيق له .*لام خلاوي مضخمة.

(19). ظلم الترك أصبح مشهورا ً جردوا على العرب ثلاثمئة طابور.

(20). جمال باشا يشبه الوحش الكلب – المسعور – ، جزار لا يرحم رضيع الأطفال.

(21). غرضه الأوحد شفاء غليله من العرب ، فنصب المشانق في كل مكان.

        هقوته : مراده . فحولهم : عني بذلك عظماء الرجال . إملولح : يتأرجح متدليا ً بحبل المشنقة .

        شال : رُفع .

(22). ساق عظماءهم إلى المجازر فهذا يتأرجح مشنوقا ً ، وآخر محمول على النعش.

(23). بعضهم مصفد في السراديب المظلمة ، وبعضهم خطف لونه من شر العذاب.

(24). ومنهم من أدخل في المقابر ذليلا ً ومنهم الذي فرَّ في البراري الخالية .

       فرار : هارب. الاقجوج : مفردها فجِّ ، الصحارى الخالية العظيمة الاتساع.

(25). هجّروا نشاء لا جريمة لهن ، وأطفالا ً رضعا ً ما يعرفون الخطيئة.

        سَرْفن : كلمة تركية معناها أبعد عن الأوطان . ومنهم من يقول (سَرْ فَلْ).

       ما عليهن جَنيّة: لم يَرتكبن جنابة.

(26). ونساء يبكين بدموع سخية ، على فراق أطفالهن ورجالهن.

(27). شتت العرب بجميع الأوطان ،في (أنقرة) و (قونية) و (القوقاس).

       (أنقرة) و (قونية) و (ادنة) مدن في تركية في الأناضول . هيل الأموال : أهل الأموال.

(28). كعبيد أرقاء في الزمن القديم قبل زماننا هذا ، عبيد يجلبون للبيع وأثمانهم غالية .

(29). أهل الأموال أضحوا كأنهم مماليك ، بعد الثراء اليوم يشبهون الصعاليك.

      ميلة الحال مايل : تبدل الأحوال الى أتعس ألوان الشقاء.

     زعيق : صراخ بذعر شديد . غَدَن : أصبحن .

(30). نفقاتهم اليومية أتفه أنواع النقد  . متاليك : جمع متليك ، نقود تركية الواحد منها عشر بارات من ورق النقد العثماني عليه الهلال – والبارة تساوي فلسا ً.

(31). يا الله أنت مطلع على كل الخلائق يا مفرج الضيق أيام الضيق.

(32). يا عالم أدق أسرار الخفا، أُلطف وأنقذنا من الحوال المائلة .

(33). ارحم أطفالا ً ليس هناك من يشفق عليهم ، ونساء يبكين بكاؤهن زعاق.

(34). أصبحن مشتتات بين الوعر والطرق كالغزلان الصغار عشن بين الحلى والدلال .

المصادر:

معلمة للتراث الاردني، روكس بن زائد العزيزي، مطبعة السفير، 2012.

عرس البويضا، فريد العكشة، وزارة الثقافة،2011.

قصيدة عبدالله العكشة بالظلم العثماني

مناسبة القصيدة

لم يكتف الشاعر عبدالله العكشة بقصيدة واحدة وهو في منفاه اذ كان سلاحه الوحيد في وجه المحتل العثماني شعره النبطي الأردني فقام بكتابة قصيدة أخرى وهو في منفاه القسري في قوزان يتشوق الى جبال الكرك وأهلها، متأملاً العودة الى أرض الوطن، راثيا فيها رفيقه الشيخ البطل قدر المجالي بعد وصول نبأ اغتياله من العثمانيين إليه .

عبد الله العكشه

َقال الاعكيش إوْ في بلاياهْ غَلبانْ                              صَبراًعلى حكم العَلي في براياه(1)

طَلَّيما  مِن روسَ المشاريفْ شفَقــــــتان                 رُوسَ النِّوابـــــــــــي لِلامْشقَّاهْ ، مِقواه(2)

شِفتَ الاِقلاعِ اللِّي على رَاسْ قَوزَانْ                                     مِن عَهدِ جدَّ الاوَّليَّنْ مبناه(3)

شِفتَ الاجيال اللِّى بَهَا الهيــــــــــــــش كثبانْ                           غابتْ مِربي لَلضوارِي اوْ مِخباه(4)

شِفْتَ الاِحقولْ امْرُوجْ سَهْلهِ سِمَهْـــدانْ                                 إتْروُحْ فيها الفِدِن تيجي امتالاه(5)

شِفْت الاِكروم وَالبسَاتين وِاجنان                                      إثْمارْها وِاشجارها ، واحلالاهْ(6)

كِلَّه مناظِر لَلِنّواظرْ وَالاعيانْ                                          زَيناتْ إوْ لهيلَ الاِ بلادْ تِسلاه(7)

إبْلاذْ  لو هِي جَنِّةً عِفْتَها اذْلانْ                                      أبغى مَقَرَّ الجدّ يا احليـــل سكناه(8)

لو هي صِفَا اوْ صَعْنُونْ ما بِيه عِمَــــــرانْ                    إو لَو هِي خَراب امن المزابل حَلاَياه(9)

وَيْنَ ( الكرك ) وِاجْبَالْها، وين (شِيْحَانْ)؟                         وين الاِقْنان اللِّي بها الميْس مغواه (10)

   وَيْنْ ( القَصِر ) يا عَين و ( اتْلاعْ و سلمان )                             ( الرَّبَّة ) الله عَزَّها نايف الجاه(11)

وَينَ الاِقـــــــرومَ اللِّي على الخيل فرسان؟                      صُورَ ( الكرك ) لَن شَرَّفوا ما تغشَّاه(12)

إخـــــوات ( خضْرا ) مِرويناً شِفا الزان                            اليا صار باِطرافَ الدِّبايلِ امنَا خَاه(13)

حِنَّا لِكُم عِزّاً ، وانتم لنا شَانْ                                         واجْدُودكُم لاجْدودنا صُورْ مِرجَاه(14)

حِنَّا وايَّاكم ابْنعِمْةً  قبل ذِلْوانْ                                              إنتم فزعتنا ، إوْ حنا لكم جاه.(15)

صِبْيَان حِلَّسْ بالمجالس لَهَم شَانْ                                وابْجَالَ البِداوي ارْجال ، صَلْفيين وِامضَاه(16)

حتى العمـــــاوى قال من ذْلِوانْ                                    جَمْعَ النّصارى بَيرقَ الحـــــربِ تَلقَاه(17)

 وَجْدِي على ( قـــــــــــدر ) الكرك يَومَ الاِمحان                       قَلعَةْ حَصينه او نَايِفه ابْراسْ مِعصَاه(19)

يبكي عليه امْنَ الدِّواوير سِلْفَانْ                                               هَدَّت صَهَاوِيْها عَلى شَانِ فِرقاه(20)

  تبكي عَليه البيِض ، بادموع غِدران                                         عَولاْتْ كْن سُوَّنْ على البيتْ مِنْعَاهْ(21)

 مسكين يا اللي باجالنا صار بَجْخان                                        بَالبدودِقَة  يصِفُّوا الذهب من دناياه(22)

إصبر  وَالين الصَّبرْ فَراجَ الاحزانْ                                      كم شِدّة ياتي فرجها امْنَ الله(23)

لا بِدَّ ما انْعُودَ الكرك وَايَّ الاوطانْ                                 وِاحاسبْ هَيلَ الدَّين إو نعطيهم اياه(24)

شرح الأبيات

(1). قال الاعكيش ( عبداالله العكشة ) وهو حائر في مصائبه ، اصبر على حكم الله في خلائفه .

      غلبان والجمع غلبانين ، وغلابى : حائر لا يدري ما يصنع ، وتطلق على الفقير المعدم .

(2). أشرفت من رؤوس الجبال . مشفقا ً : شديد الشوق ، لأن رؤوس المرتفعات تقوي عزائم الأشقياء

طليت : أشرفت ، وهي بدلا ً من أطلَّ،  شفقان : مشفق متلهف،  النوابي : جمع نباة وهي المرتفع .

(3). رأيت القلاع التي على جبال القفقاس التي بنيت في عهد أجدادهم الأولين.

(4). رأيت الجبال التي تكسوها الغابات كأنها الكثبان . وفي هذه الغابات تعيش الضواري وهي مخابئ لها، الهيش أو الهيشة : يعنون بها الغابة الكثيفة .

(5). شاهدت الحقول مروجا ً سهلة تحرثها الأبقار جيئة وذهابا ً متتالية .

سمهدان : لا أثر فيها لارتفاع أو انخفاض أو حجر تعثر به القدم . تروح أزواج البقر للحراثة وتجيء متتالية .

(6). شاهدت الكروم والبساتين والجنائن وما أحلى أثمارها وأشجارها .

(7). كلها مناظر تسحر الأنظار جميلة وهي سلوى لأهل البلاد .

(8). لو كانت هذه البلاد جنة عافتها نفسي لأنس الآن أريد مقر أجدادي ، يا ما أحلى سكناها!

 إذلان : أصلها هذا الأوان / يا احليل : ما أحلى.

(9). لو كانت بلادي صفاة صلدة لا تعرف الابتسام ، ليس فيها أثر للعمران ، لو أنها خراب  .

 صعْنُون : لا تنبت شيئا ً ، والأصل فيها الوجه الذي لا يعرف الإشراقة والثغر الذي لا يعرف الابتسامة/المزابل حلاياه : ايجملها إلا المزابل ! إن كان في المزابل ما يجمّل .

(10). أين الكرك وجبالها أين جبل (شيحان) أين المرتفعات التي من أشجارها الميس الذي يقتات بثمرها الجائع!

(11). أين القصر وتلاع سلمان والربة التي كرمها الله .

(12). أين الأبطال فرسان الخيل حماة الكرك الذين إذا حضروا كانوا بمنزلة سور لها لا يجرؤ أحد أن يغشاها.

 الاقروم : جمع قوم وهو السيد العظيم ، وقد وردت في اللغة بهذا المعنى .

(13). المجالية الذين يروون الرماح من دماء الأعداء إذا صار الغزاة يستنهض بعضهم همة بعض بقوله : (فعلك يا أخو فلانة!) – أي أرني شجاعتك – في مؤخرة قطعان الإبل والخيل المحاربة ، إخوات خضرا : نخوة المجالي وبها تُستثار حميتهم، الدبايل : الخيل الكثيرة وفي المعركة .

(14). نحن عِز لكم وأنتم مجد لنا وأجدادكم لأجدادنا حماية ومرتجى .

(15). نحن وأنتم بنعمة قبل هذا الزمان أنتم تدافعون عنا ونحن مجد لكم .

       فزعتنا : الذين يساعدوننا في الملمات . وفزع له : انتصر له – وهو فزعته : هو نصيره . وفي اللغة فلان فزعة للناس : نصير لهم .

(16). صبيان حِلّس : كناية عن عشائر الكرك الأردنية المسيحية، لأن هذه هي نخوتهم ، لهم قيمة عظيمة في المجالس المهمة  .

صلفين وامضاه : أشداء شجعان .

(17) حتى شاعر الكرك الكبير (العماوي) قال عليهم قبل هذا الزمن : (محاربو وفرسان عشائر الكرك المسيحية تجدهم لواءً مظفرا ً في الحرب ) . يبرق الحرب : أشهر المحاربين .

والعماوي : شاعر مشهور في الكرك وفي كل الديار الأردنية ، له في مدح العشائر المسيحية الأردنية قصائد عامرة .

( 18 ) . بيت محذوف .

(19). حزني الشديد على (قدر) قدر الكرك عند الاختبار والمحن قلعة حصينة في مرتقى عالٍ مقام للعصيان.

       (قَدِر) هو (قدر المجالي) زعيم الكرك وقائد ثورة الهية سنة 1910 ، اغتاله والي دمشق العثماني بالسم عقابا له على مواجهته للعثمانيين ومنعا له من الانضمام للثورة العربية الكبرى . وقد كانوا يسمونه (علي) اسما ً حركيا ً ليردوا عنه العين الشريرة الحاسدة وليخفونه عن أعين جواسيس القادة الأتراك.

(20). تبكي لفقده سلفان لا تحصى ، هدمت بيوتها حزنا ً لفراقه .

(21). تبكي على (قدر) النساء ، ويكنون عنهم بـ(البيض) الواحدة بيضا ، قالوا :

      “أَلنِّسوان ما حَبَّين بَيْضا ً غَريرة       والرجال ما ايحِبُّون رَجَّالْ شِجيْعْ” .

     ويبكين بدموع غزرة تشبه الغدران ، معولات : الاعوال هو المدعو (المَعَيِدْ) ، وهو تعداد حسنات الميت تردده النساء واقفات ، ولا يجوز أن يقام المعيد إلا على زعيم أو من هو في منزلة الزعيم ، وقد حولن البيت إلى منعاة أي مأتما ً .

(22). مسكين أيها الشامت بنا – بَجْخَان : معناها في الأصل مفتخر متكبّر ، لكنها هنا تعني الشامت . لقد فقد عزا ً له بالبوطق – التي يدعونها – وهما ً – البودقة ! …

(23). يخاطب نفسه في حيرة ، قائلا ً : اصبر لأن الصبر هو الذي يفرج الاحزان ، وكم غمة جاء فرجها من الله مع الصبر .

(24). لا بد من أن نعود إلى الكرك ، ونحل في أوطاننا ونحاسب كل من أساءوا إلينا بالذي أساءوا به ونرد لكل مسيء ديونه كما يستحق !

المصادر:

  • المرحوم الشاعر عبدالله العكشة ، معلمة للتراث الاردني، روكس بن زائد العزيزي، مطبعة السفير، 2012.
  • عرس البويضا، فريد العكشة، وزارة الثقافة،2011.

قصيدة عبدالله العكشة الثانية من منفاه

تمهيد
أتت هذه القصيدة الرثائية للشاعر غنام المزارقة البطوش كرد فعل على استشهاد الفارس الشيخ قدر المجالي شيخ مشايخ الكرك في دمشق عام 1917 م بعد اغتياله على يد جمال باشا السفاح لقيادته لثورة الكرك عام 1910، وفي القصيدة سرد لحالة الألم و التوجد على رحيل الشيخ قدر اثر ورود أخبار اغتياله من قبل العثمانيين، كما تظهر حالة تنبؤية بقدوم الثورة العربية الكبرى و تطهير الأرض الأردنية من الاحتلال العثماني.

الفارس البطل الشيخ قدر المجالي

يقول الشاعر غنام البطوش في قصيدته :

يبكي عطوي ودموع عينه سكيبه  على قدر يا ناس طول مغيبه

مدري مع البدوان فوق النجيبه  ولا تكسر مركبه بالبحار عام

امسى الضحى شدّيت كورا نجيبه  تمشي مع الديّان مشيه عجيبة

 العصر بشيحان ترعى العشيبة والصبح تلفي على دمشق الشام

لطل من بوابة الشام واصيح أصيح صوتا يجرح القلب تجريح

 ما قول يا أهل الله يا أهل المساريح يا من يعدل حقنا عند حكام

 ما التام لو عارضي بان شيبه ودموع عيني فوق خدي سكيبه

يا مسلمين الله هــذه  مصيبة شفته جاو القفص عند الاردام

قولوا لعمّي لا يبطي علي  حالوا علي الترك مالي جنيه

جمال وأنور ما ايهابوا الخطيّة كفار ما يعرفوا صلاة ولا صيام

كنكم تبيعـــوه بالمال نشريه بالزلم والنسوان ناطي الغلا به

ما نحتسف على مالنا لو غدى بيه تبشّروا هيل الكرك عزنا دام

 والله لو تحطّوا كياس وملايين وتقدموا بيوت الشعر والدواوين

وتقدموا كل البنات المزايين ما هقوتي يطلع لكم قدر بحشام

 يا عـم لـم الـعـز مـن كـل فيه وابني بيوت الحرب للحربجيه

يجيلك ابــو شوكت فوق العبية جمعه كبير ويدهك الترك لقام

 بارود بالحزمان ناره هضية  اخوات حسنة يا شيوخ الشفية

عيال ما يهابون سوم الخطيةّ  ما لكل منهم حامل للبندقية

 يقول لك ذياب عيبا علي  إن كان ما جيناك برواحنا كرام

 باكر يجو البداوي كما السيل داوي ليهم على ظهور النجايب حداوي

يجيلك اخو عليا صبيا نداوي عوده مضـرا للعدا ضد وسطام

علويه داني معتلي فوق حايل في وسط ربعي طالبين النفايل

بايمانهم حدب السيوف الصقايل رفيفان معهم بأول الخيل قدّام

علويه واني متسع بالفضية وعيال عمّي عزوتي فوق خمسمية

في ايمانهم حدب السيوف الرهية لعيون مشخص ندهك الترك ولغام

دليوان ينخى بالعيال السكارى الشور اصبح شور منهو شارا

خلو جموع الترك تفدي دمارا يوم اوقفوا بطريق الدكاكين لحام

معهم سعود فوق صفرا خفيفة سهم البلا متنطحا للرهيفة

طريح أخو نوفه لزوما يخيفه الروح يجلبها على كل سوام

 معهم كريّم شوق بنتًا طموح ومحفل البندق شنيع الجروح

اللي طريحه عالمناكب يلوح يرم اللحم للطير لفه لفا شمام

شفى ان قال المصيح هلا الخيل تحّزموا من عقب ما هم مرافيل

ثاروا على شعث النواحي مغاليل ملكادهم يشبع به الطير لحام

لجن بالفرسان كظ الا عنه يا طالبات المنع ما من محنه

منا ومنهم إبشري يا مجنه يا الله سعوفك يوم روغات الزحام

يا حيف ياريف المناكيف يا حيف يا منوة الخطار يا مكترم الضيف

يا فرزة البولاد يا شـظرة السيف يا قدر ياللي للدخيلات سلام

وجدي عليه بالسنين المحيله لن حط بيته فوق راسه الطويلة

يتقدم الـخـدام عند النفيلة والنجر يضبح للخطاطير عزام

وجدي عليه ليا لفى هاشل الليل يا مقعد الخودان وهن مرافيل

يا قدر يا ذيب النعاج المحاييل يا محلّي لحم السمينات بيدام

اقطع لساني إن كان هالهرج ما يصير يجي من القبلة جموع ودعاثير

باكر يجي فيصل قايدا للطوابير جدّه مأرخ بالورق سيد الإسلام

يبني بيوت الحرب فوق التوانه وحريمهم كل يوم زادت احزانه

تصبح دويلتنا بحال المهانة الله ما أقرد يومها بكل الأيام

تفسير الأعلام :

عطوي : الشيخ عطوي المجالي – شقيق الشيخ قدر المجالي

جمال و أنور : الجنرال التركي جمال باشا السفاح و أنور باشا و زير الحربية التركي

اخوات حسنة : نخوة عشيرة القطاونة الكركية

ذياب : الشيخ ذياب المجالي

أخو عليا : نخوة الفارس الشيخ عودة أبو تايه – أحد فرسان و شيوخ قبيلة الحويطات

رفيفان : الشيخ رفيفان باشا المجالي – عم الشيخ قدر المجالي .

مشخص : مشخص فارس شلاش المجالي، زوجة الشيخ قدر المجالي.

دليوان : عم الشيخ قدر المجالي .

سعود : الفارس سعود المجالي .

كريّم : الشيخ كريّم العطيات أحد فرسان وشيوخ قبيلة بني عطية .

فيصل : الأمير فيصل بن الحسين – الملك لاحقا – قائد الجيش الشمالي للثورة العربية الكبرى .

المصادر:

كتاب الفاظ وأشعار كركية، فرّاس دميثان المجالي، مطبعة السفير2009

قصيدة غنام البطوش في قدر المجالي

توفيق كما سيفاً مصقول بالزود

تاليا قصيدة من قصيد الاستقلال التي قيلت إبان الثورات الصغرى ( ثورة الكرك على وجه التحديد ) من قبل الشاعر الشراري سالم ابو الكباير  في حق الزعيم البطل توفيق المجالي عضو مجلس المبعوثان عندما حكم عليه بالإعدام سنة ١٩١٢ م من قبل السلطات العثمانية المحتلة ثم صدر عنه العفو بعد فقدان القوات العثمانية للقدرة على تعقبه و القبض عليه ، و استمرار هياج عشائر الكرك استهجانا لقرار الإعدام.

الشيخ توفيق بك المجالي

أبدي بذكر الله على كل معبود       الواحد الموجود ماله شريكين

يشفق لقلباً من غثا البال ملهود         جوده ولطفه واكرم دوم راجين

 سبحان من شرف حبيبه شرف زود         نورا ظهر به النبي واظهر الدين

 سبحان من خلق نصارى ويهود             حبوسا يبلمها ابلام الفراعين

  سبحان من حط بالناس  حاسود            يكتب خطايا و لاكسب نية الزين

 سبحان من عطا سليمان داود            واحد يسد بيدل عشره وثلاثين

سبحان من فرح الملك بوجود           الحمد لله شفتنا البيك بالعين

توفيق كما سيفاً مصقول بالزود       ابواب خشبها ما يخشاه رديين

حطوه بالمركب على الشام مردود         تسليم يد اللي على القطع ناوين

جلس مجالس شيبت كل مولود            بيهن ترى صلف الرجاجيل مسكين

حرا شهر للبيض ما ايداني السود              صفق بيده وارتفع للقوانين

شهر من بيروت لمصر معمود           رجع على اسطنبول قابل سلاطين

 خش الابواب العالية بطرز وبنود         محل تكميل الشرف حافظ الدين

 روح كما حصان البحر سنسل الجود         متساميا لون القمر والميازين

    اظن قمرنا عقب الياس وجحود       الحمد لله بمجازي الملاعين

المراجع :

الفاظ واشعار كركية ، فراس دميثان المجالي ، مطبعة السفير ، تاريخ 2009 ، صفحة 146-147

توفيق كما سيف مصقول بالزود

الشاعر أبو الكباير يتوجّد على الكرك

مناسبة القصيدة:

كان الشاعر البدوي سالم أبو الكبائر من عشيرة الشرارات يخاطب الشيخ قدر عندما كان مطارداً من السلطات التركية المحتلة ، تحت اسم علي، تمويهاً وخوفاً من أن تعرف هذه السلطات مكانه، و كان الاحتلال التركي يطارد فرسان عشيرة المجالي و أبنائها  و يطردهم من ديارهم و أراضيهم انتقاما من ثورة الكرك الشهيرة ” بالهيّة” ، ولم يبق بقرى المجالية أحد  فصعد أبو الكباير الى رأس شيحان ونظر للربة و القصر والياروت ولم ير ما كان  يراه من عربان المجالي الذي تعود على زيارتهم و لمس كرمهم وطيبهم فقال هذه القصيدة في عام1910

صورة الضباط التابعيين للاحتلال التركي امام مبنى الحاكم حيث كانت تصدر أوامر المجازر والتطهير العرقي التي تعرض لها عشائر المنطقة بشكل جماعي

 

أبدي بذكر الله قبل الإســــــراف                  وافلح فهو على نبيّه يصلــيّ

ومن خلف ذا جبت انا قــــــاف                    لا يا خلف يا مسندي لا تكلــي

أكتب جوابى لبعد كـل نــداف                      من حـرف نون حرفها لا يزلّ

أشرفت انا شيحان في راس مشـــــــراف      القصر والربّة ما واجهن لــي

غدت كشاف ولابها زول ينشاف                 من عقب صواوين نباهن يِهــلّ

يا دار وين اللي بك العام سِلاّف                   خان الدهر يا دار والعز فـــــلّ

أنت قدر سميتك علي وأنا خاف                    صيتك شهر قرناس صهراً مطل

تستاهل البيضا على كل مشراف                   نفعت ناس بالنظام تولـــــــــي

نديت بشيوخ كاملين الاوصاف                  ونلت فخراً من وسط العرب والدولّ

ربابتي خرسا وطرشا بها انقاف                 وتقول يا هيل الملا ما حصل لـــي

لو قعدوني على فرش ولحاف                     ما يلوق لي مقعداً ما به مجلــــــــي

وهيل الكرك غابوا ولا واحدٍ انشاف               ويوم الملازم يا علي ما حدا فطن علي

مار الغرطاف واعتلي فوق مشراف               وهبيّت يا للي بالملازم تذلــــــــيّ

استحمد الله يا علي خصمكم خاف                    ذبح العساكر والملا تشهد لـــــــيّ

من حدود سوريا لبلاد الاشراف                        الظلم زال والمصاعب تولــــــــيّ

وختمت قافي بخالق العين والكاف                        والخيّر اللي بالمجلي يهــــــلّ

المصادر:

كتاب الفاظ وأشعار كركية ، فرّاس دميثان المجالي،مطبعة السفير،2009، صفحة143-144-*145

الشاعر أبو الكباير يتوجّد على الكرك

قصيدة للشاعر عبد الله العكشة بمناسبة أعمال الفساد العثماني ونظام السخرة
الذي فرضه الاحتلال العثماني على عشائر الكرك عام 1900

مناسبة القصيدة:

في عام 1900 تسلم مصطفى باشا العابد متصرفا جديدا بعد أن كان متصرف اللواء هو رشيد باشا وكانت سمعة مصطفى باشا العابد سيئة و لا يخجل أبداً من الرشوة بحيث يتباهى بها و يأخذها من الشاكي ومن المشتكى عليه، وفيما بعد سن مصطفى باشا العابد نظام ( السخرة ) على أهل الكرك وبدأ أهالي الكرك العمل بها من رجال ونساء وبجميع الأعمار من بناء الثكنات العسكرية و جلب المياه إلى المعسكرات وشق الطرق المؤدية الى المعسكرات والمخافر مع العلم انها أعمال الجيش والدرك الاتراك ، بعد هذا العمل المذل لأبناء الكرك ضجر الاهالي، وساءت العلاقة بين الشيخ قدر المجالي شيخ المشايخ في ذلك الوقت وبين المتصرف مصطفى باشا العابد .

وقد عبر عن هذا الضجر والاستنكار الشاعر الكركي عبدالله العكشة عندما كان هنالك اجتماع لعشائر الكرك للقضاء على ( نظام السخرة) الذي فرضه الاحتلال العثماني على أهالي المنطقة فقام الشاعر وانتهز الفرصة لإلقاء القصيدة وكانت غايته أن يحمس الشيخ قدر المجالي ومن معه من شيوخ العشائر الأردنية ضد الاحتلال العثماني و ظلمه و فساده، وما أن ألقيت القصيدة حتى تحمس الشيوخ و الوجهاء و الفرسان و ثاروا، فأبرقت الإدارة العثمانية المحلية برقيات مستعجلة إلى المراجع العليا لدى الباب العالي العثماني محذرة من قيام الثورة نتيجة هذه الاحتجاجات على السخرة، فأوقفت السخرة في النهار نفسه قبل أن يعاود الاحتلال العثماني استخدامها مجددا عندما بدأ بمدّ سكة القطار العسكري العثماني عبر الأراضي الأردنية .
وهذا نص القصيدة :


صورة الشاعر الكبير عبدالله العكشة

الله مِنْ قِلْبِ أطْرِمَت بِيْه نِيــــــــرانْ                    جِوَّى ضلوُعي زَايد الْهِا لَهابــــــــــــا

عدِيرةٍ ما هي مِلِكْ إبن عثمــــــــــانْ                     وظلَّت عَزيزة بَالشَّرف والمهابــــــــا

حَريبها ديمهِ مْــن الـمـرّ رَوْيــــــــانْ                     إمْعيفْ مِن طَعْنَ القنا و الحرابــــا

وَاليومْ عِقْبَ الطَّيلسَاني بْخِلقَــــــــــانْ                     او عقب المعزِّة نصيِرْ وقم الكلابـــــا

تَرى السِّخْرَةْ خَلَّت النَّاس نِســـــــوان                     وغَدَت على بعض المخاليق نابـــا

عسكر كركنا شارب الشّفّ فَسْـــــقَانْ                     حِنَّا فِريبهِ وهــم صاروا ذيابـــــــا

وراعي البَغَل متزيناً فيه عِربـــــــتانْ                    عِدُّة جلوياً قاتلاً له قرابـــــــــــــــا

 وراعي البيهم يَمضَّي الليل سَهَــــرانْ                     يِمسي ويصبح بِشديدَ العذابــــــــا

وشيوخنا صَفِّة عذارى بديـــــــــــوانْ                      والكل منهم ساعياً بالخرابــــــــا

وين أبو سليمان اللي على الخيـل قحطـ                   ـان سورالعذارى يوم لجّت خرابا

وشيخا بلا عزوه ترى ماله الشـــــــانْ                    وعزوه بلا شيخ بليا مهابــــــــــا

 لا يا قدر يا شَوقْ مَسلوبَ الابِـــدانْ                      يا شيخ لا تَرضَى علينا الخرابــا

انخى اخو شاهه  يوم رَوْغَاتَ الارهَانْ                      رفيفان فَرِّج هَمَّنا والعذابـــــــــا

عِزي لابن طه بركات و اكـــــــــوانْ                     وحسين اخو حمده على العز نابا

شاهر ويوسف تِقل جَوزْ عِقبــــــــــانْ                      ويحيى وسالم عالـمعادي ذيابـــا

 لا عاد ما بها سَنّ مَسْنونْ وسنْـــــــانْ                      ما تِقدروا تردون عنا جوابـــــــا

  شرح القصيدة :

 البيت الاول :أشكو الى الله من حالة قلب اضرمت به نيران يزداد لهيبها داخل ضلوعي ونلاحظ انهم يقلبون الضاد طاء فقال اطرمت بدل من أضرمت

البيت الثاني :وأحزن على هذه الديار التي ليست ملكاً شخصياً لابن عثمان والتي كانت عزيزة مهيبة وشريفة

البيت الثالث : الذي يحاربها بتجرع من المرار الى ان يرتوي ويهرب كارهاً من طعن  الرماح والحراب

البيت الرابع :واليوم بعد لبس الحرير الاطلس نلبس الاسمال وبعد العز نعامل كالكلاب

البيت الخامس:نظام السخرة جعل الرجال نساءٌ وأصبح بعض الناس ينهش بعضه

البيت السادس :حكام كركنا متعجرفون طغاة ونحن فريسة لهم وهم ذئاب يفترسوننا

البيت السابع :صاحب البغل لاجئ به عند احدى القبائل وكأنه (عِدّه) قاتل احد اقربائه ومحكوم عليه بالجلاء عن عشيرته واهله

البيت الثامن :وصاحب الحمار يقضي ليله ساهراً في اشد العذاب في إصباحه وإمسائه

البيت التاسع:وزعمائنا مصطفون كإصطفاف العذاري بالديوان وكل واحد منهم يسعى بخراب الكرك

البيت العاشر :نحن كالغنم وانتم راعاتنا اكتفي بالله ينتقم منكم لان تهاونكم جعلنا حائرين نهباً للناس

البيت الحادي عشر :زعيم بلا عصبه تسنده لا قيمة له وعصبة بلا زعيم لا تهاب

البيت الثاني عشر :اين ابو سليمان الذي يبيد الفرسان الذي يحمي النساء عند اشتداد الحرب ؟

البيت الثالث عشر: أستجير بــ(قدر المجالي)التي تهواه جميلات النساء وثيقات الاجسام ايها الزعيم لا ترضَ الخراب الذي ينصب علينا

البيت الرابع عشر :أستجير بـــ(رفيفان المجالي)اخو شاهة لتفريج همنا وعذابنا

البيت الخامس عشر+السادس عشر : اسفي لغياب ابن طاهي بركات وحسين اخو حمدة ، وشاهر ويوسف اللذين يشبهان زوجي عقاب ويحيى وسالم بالذئاب في سحق الاعداء

البيت السابع عشر: ما دمتم لا تسطتيعون استخدام السيف إما في امكانكم ان تسمعوا احتجاجنا

*تنويه : كل الاسماء التي وردت اصحابها من زعماء الكرك وقدر هو زعيم الكرك

المصادر:

 *كتاب معلمة للتراث الاردني،روكس بن زائد العزيزي ،وزارة الثقافة،عمان _الاردن،مطبعة السفير ،تاريخ2012،صفحة71-72-73-74

*كتاب الفاظ وأشعار كركية ،فرّاس دميثان المجالي،النشر وزارة الثقافة ،مطبعة السفير ،تاريخ 2009،صفحة140-141-142

*مصدر صورة الشاعر عبدالله العكشة من موقع شخصيات أردنية

قصيد الاستقلال- عدِيرةٍ ما هي مِلِكْ إبن عثمــــــــــانْ

Scroll to top