imageedit_3_8443192988

الراحل غريب عبد الرحيم البكري، يعتبر من الملاكمين الأردنيين الأوائل، وهو من مواليد عمان 1922م ، حيث كان ملاكما محترفا، وقد مارس ألعابًا رياضية مختلفة منها : ألعاب القوى، كرة السلة، والجمباز، وبعد ذلك أصبح حكم ملاكمة ومن ثم مدرب للملاكمة .                                                                                                               كانت بدايته مع الملاكمة في عام 1937، عندما كان طالبا ً في الثانوية العامة في عمان، وأخذ على تدريبه ضابط إنجليزي في الجيش الأردني في عهد الإنتداب البريطاني حيث شاهده وهو يمارس هذا اللعبة في المدرسة .

imageedit_6_5999518234

وكان أول نادي أردني للملاكمة (النادي الأولمبي للملاكمة)، وذلك في منتصف الأربعينيات، كما تأسس نادي آخر يملكه المصارع سامي مشربش، وأصبحت اللقاءات والبطولات بين لاعبي النوادي تعقد في ذلك الوقت، وكان النادي الأولمبي الأكثر فوزا، بفضل لاعبيه الذين دربهم غريب البكري وبكافة الأوزان : وزن خفيف، ثقيل ، ووزن متوسط .

13451260_1627587124223706_1386038890_n

المراجع

 الأوائل في تاريخ الأردن الحديث،  محمد ربيع الخزاعلة،  2003،  ص 160.

الرواد : الرياضة والشباب في الأردن ، سمير جنكات – لطف الله سعد الدويري ، عمان ، 1999 ، ص87.

أول ملاكم أردني – أول نادي للملاكمة

3555f8315f4d59a9ddf9c533d80af842

مقدّمة

نشأ سليمان الموسى في بدايات عهد الإمارة الأردنية حينما كانت في البلاد مدرسة ثانوية كاملة هي مدرسة السلط. و استهوته الكتابة التاريخية ثم ما لبث أن خاض غمارها معتمداً على لغته العربية السليمة و على اتقانه للغة الإنكليزية وسعة إطلاعه على الكتب و المجلات التي أكسبته ثقافة متينة. وألف في تاريخ الأردن المعاصر ما لم يؤلف مؤرخ أردني قبله مثله. واختص بتاريخ الثورة العربية الكبير و بسير قادتها فأجاد و أبدع. و تكونت لديه مع الزمن والممارسة خبرة في استنطاق الوثائق التاريخية، و دراية في نقد الروايات و كشف ميول أصحابها واتجاهاتهم، وسبر أغوار العديد من القادة و السياسيين وصناع القرارات. فاق سليمان بحدسه ودرايته و ذكائه كثيرين ممن درسوا التاريخ وحصلوا على الشهادات الجامعية فيه. و غدا مؤرخ الأردن الأسبق بلا منازع، مثلما أصبحت مؤلفاته مراجع ومصادر لدراسة تاريخ الأردن لا يستغني عنها باحث أو دارس.

و المرحوم سليمان الموسى أديب ذو قلم رشيق، جرّب كتابة القصة، و أجاد في الترجمة من الإنكليزية إلى العربية، وكتب بالإنكليزية وأتيحت له فرص الرحلة و التجوال في العالم و في البلاد العربية فاتسعت دائرة معارفه، و خلّف عدداً وفيراً من الأصدقاء حيثما رحل واستقر، و له فضل لا ينسى و يحظى بذكرى طيبة لدى كل من عرفه وخبره وعاصره.[1]

مولده و نشأته

وُلد سليمان موسى سليمان الموسى في شهر أيلول سنة 1919م في قرية الرفيد/ إربد في أسرة ريفية متوسطة الحال، والده موسى سليمان الموسى الذي توفي عنه و هو صغير و أمه فرحة الناصر ، تلقى علومه الأولى في كُتّاب القرية ومدرستها، ثم التحق بمدرسة الحصن وتخرج فيها في مطلع الثلاثينيات، وتابع تعليمه في مرحلة لاحقة فحصل على شهادة الدبلوم في اللغة الإنجليزية من بريطانيا بالمراسلة.

عمله و خطوات التأريخ الوطني

عمل في بداية حياته المهنية مدرّساً في مدرسة الطائفة المسيحية (الكاثوليك) بالرفيد لمدة سنتين ، ثم سافر إلى فلسطين في منتصف الثلاثينيات، حيث عمل في حيفا ويافا و تحول هناك من كتابة القصة القصيرة و الرواية إلى كتابة السيرة التاريخ فألف كتاب الحسين بن علي والثورة العربية الكبرى ولو أنه احتاج إلى ثمانية عشر عاماً حتى رأى النور في طبعته الاولى عام 1957م ، ثم عاد إلى الأردن في مطلع الأربعينيات ليعمل في شركة بترول العراق بالمفرق، تزوج سنة 1943م من السيدة جورجيت نصير، وأنجب منها أربعة أبناء وبنتين، و ساهم مع بعض الشبان في تأسيس وإنشاء “نادي المفرق الصحراوي” خلال مكوثه في المفرق   .

11401419_10152813744436607_6403122163206371383_n

10399210_20385271606_2848_n

ثم عمل في الإذاعة الأردنية؛ معدّاً للبرامج ومذيعاً (1957) في إذاعة عمّان في جبل الحسين ، ثم انتقل سنة 1958 إلى دائرة المطبوعات والنشر ليشرف على مجلة “رسالة الأردن” حيث رأسَ تحريرها حتى سنة 1962. وفي عام 1959م كتب في 720 صفحة كتاب (تاريخ الأردن في القرن العشرين) بالإشتراك مع منيب الماضي،  نجا عام 1960 من الاغتيال خلال عملية تفجير مبنى رئاسة الوزراء الذي أودى بحياة رئيس الوزراء هزاع المجالي حيث كان في نفس المبنى حينها.

10401073_34608576606_2602_n

و في عام 1962م أصدر كتابه (لورنس: وجهة نظر عربية)، الذي تمكن من خلاله تفنيد إدعاءات لورنس بقيادة الثورة العربية الكبرى، و شمل هذا الكتاب وثائق عربية ومطالعات ميدانية فريدة ، وتمت ترجمته لاحقاً إلى ثلاث لغات، الإنجليزية، الفرنسية، واليابانية ، و في عام 1966 سافر لمدة أربعة شهور إلى لندن للإطلاع على الوثائق البريطانية بمنحة من المجلس الثقافي البريطاني ، ثم انتقل للعمل في وزارة الثقافة بعد تأسيسها وظل فيها حتى تقاعُده سنة 1984، وفي أثناء ذلك تولى رئاسة التحرير في مجلة “أفكار” (1966/1967).

28389

ما بعد التقاعد

عمل بعد تقاعده – حيث رغب بالتقاعد حتى لا يشغله منصب عن الكتابة – مستشاراً ثقافياً لأمين العاصمة (1984–1988) و في هذه الفترة كتب كتاب (عمّان عاصمة الأردن) ، وأشرف في أثناء ذلك على تنظيم محتويات صرح الشهيد، ومتحف عمّان السياسي ، وقام بكتابة مذكراته في كتابين، الأول تحت عنوان (ثمانون: رحلة الأيام والأعوام)، والثاني (خطوات على الطريق: سيرة قلم – تجربة كاتب) .

11215799_10153114713426607_5072802717277597120_n

كان سليمان الموسى قد قابل جلالة الملك بتاريخ 30 آب 2007 ، و قام جلالة الملك حينها بشكر سليمان الموسى و نجله الذي حذا حذوه عصام سليمان الموسى على جهودهم العلمية القيّمة في حفظ التاريخ الاردني ، كما قلد الملك سليمان الموسى وسام الحسين للعطاء المميز لدوره .

1910175_20173731606_1317_n 1924052_34604976606_8897_n 1924052_34848406606_8632_n

توفِّي يوم 8/6/2008 في عمّان عن عمر يناهز التاسعة و الثمانين عاماً ، ودُفن فيها. وقد أطلقت أمانة عمّان الكبرى اسمه سنة 2009 على مكتبة مركز الحسين الثقافي التي أصبح اسمها: “مكتبة سليمان الموسى المتخصصة بتاريخ الأردن”.

hqdefault

وأقامت له وزارة الثقافة بتاريخ 11/8/2008م، حفل تأبين كبير في المركز الثقافي الملكي في العاصمة عمّان أطلقت فيها كتابين ؛ إحداهما مذكراته الشخصية بعنوان (ثمانون: رحلة الأيام و الأعوام) و كتاب (سليمان الموسى : أيامك لن تنسى) للدكتور بكر خازر المجالي .

1909846_20506051606_1950_n 1909846_20506056606_2232_n 1910175_20175451606_9698_n 1910175_20175456606_9909_n

قالوا في حضرة الموسى :

  1. ” لقد حافظ سليمان الموسى على جزء كبير من ذاكرة الوطن..وصحح الكثير من المغالطات التاريخية..وحاجج بقوة الحقيقة… فاستحق أن يكون “عميدا للمؤرخين”..وذاكرة الأردن الحية “
  • وزيرة الثقافة السيدة نانسي باكير، من المقدمة التي كتبتها بعنوان (فارس لم ولن يترجل) لكتاب سليمان الموسى: أيامك لن تنسى شهادات ومقالات، تحرير د. بكر خازر المجالي، إصدار خاص في تأبين المرحوم المؤرخ سليمان الموسى، وزارة الثقافة، عمان، 2008
  1. ” لولا جهوده الاستثنائية لضاع جزء كبير من تاريخنا… “
  • أ. عبدالله ابو رمان، الرأي، 10/6/2008
  1. ” رجل استثنائي اختصر بجهوده عمل مؤسسة بحالها… “
  • د. هند غسان أبو الشعر، ملحق الدستور الثقافي، 20/6/2008.
  1. ” يكفيك فخرا يا سليمان ان العديد من الأردنيين والأردنيات تربوا وعشقوا هذا الوطن من خلال الحروف التي سطرتها “
  • د. ايفون محمد عودة أبو تايه، موقع عمون الالكتروني، 15/6/2008.

    5. ” المؤسس الحقيقي للكتابة التاريخية حول الأردن وهو أول من حول الوثائق والسجلات الرسمية دفتر تاريخ… “.

  • د. باسم الطويسي، الغد، 14/6/2008.
  1. ” شيخ المؤرخين… سخره القدر ليشير إلى عظمة المرحلة وزخم أحداثها “
  • أ. نصوح المجالي، الرأي، 12/6/2008.
  1. ” هذا الرجل مؤسسة ومكتبة اجتمعتا في شخص واحد… “
  • د. سمير مطاوع
  1. ” كنت أنت يا مؤرخ الأردن أول الملبين للنداء برسالتك التي أعتز بها والتي أجبتني فيها راثياً بغداد دار السلام وتعلن تبرعك بما أنت قادرا عليه لتساهم في إعمار مكتباتها… “
  • د. محمد جاسم المشهداني، الأمين العام لاتحاد المؤرخين العرب.
  1. ” ما تركه لنا… مكتبة متكاملة في تاريخ الأردن والثورة العربية الكبرى… “
  • د. محمد ناجي عمايرة، الرأي، 17/6/2008.
  1. ” ترك أثرا عميقا محفورا في ذاكرة من عرفوه، أعني من عرفوه شخصياً، وعاشروه، ومن قرأوا له، ومن سمعوا عنه بموضوعية واهتمام “
  • د. أحمد ماضي
  1. ” والحقيقة ان الأجيال اللاحقة من المؤرخين الأردنيين تتلمذوا وتعرفوا على تاريخ الأردن من خلال كتاباته، لا بل أن معرفة معظم السياسيين والمثقفين عن تاريخ الأردن بدأت به وعن طريقه، ولاسيما من خلال الجزء الأول من مؤلفه الكبير تاريخ الأردن في القرن العشرين الذي صدر عام 1959… “
  • أ. هاني الحوراني

الجوائز التي حاز عليها سليمان الموسى :

  1. درع تكريمي من المؤتمر الأول لتاريخ الأردنّ و آثاره – 1980
  2. درع تكريمي من المؤتمر العالمي عن تاريخ الملك عبد العزيز – جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض  1985.
  3. وسام الحسين بن علي – وسام الاستقلال من الدرجة الثانية – 1988.
  4. جائزة عبدالله بن الحسين لبحوث الحضارة الإسلامية – فازفيها في دورتها الأولى في تشرين الثاني، 1988- في مسابقة تنافسية أعلنها المجمع الملكي لبحوث الحضارة الاسلامية- على كتابه (امارة شرقي الأردن: نشأتها وتطورها في ربع قرن: 1921-1946). .
  5. هدية تكريمية مقدمة من مؤسسة عبد الحميد شومان و هي عبارة عن مجسم المسجد الأقصى المبارك – حزيران 1989.
  6. درع تكريمي مقذم من جامعة عمّان تقديراً لجهود سليمان الموسى في مجال القصة القصيرة في الأردن – 1990.
  7. درع تكريمي مقدم من نادي الفيحاء الرياضي الثقافي الاجتماعي – أيلول، 1993.
  8. درع تكريمي مقدم من مدرسة القرطبي الثانوية للبنين – الزرقاء الأولى – تشرين الثاني، 1995.
  9. درع تكريمي مقدم من ديوان اهالي – بلدته التي ولد فيها- بلدة الرفيد، بني كنانة تموز، 1996.
  10. درع تكريمي مقدم من الخدمات الطبية الملكية – كانون الأول، 1996.
  11. درع تكريمي مقدم من مركز الأردنّ الجديد للدراسات،– عمّان تموز، 2000 – وذلك اعترافاً بدورهِ الكبير في التأسيس لكتابة تاريخ الأردنّ السياسي و تقديراً لعطائه المتواصل في الدراسات الأردنية.
  12. وسام الحسين بن علي – وسام الاستقلال من الدرجة الأولى – حزيران، 2002.
  13. درع تكريمي مقدم من رابطة الكتّاب الأردنيين – كانون الثاني، 2006.
  14. وسام الحسين للعطاء المميز – آيار، 2007.
  15. درع مقدم من أمانة عمّان الكبرى.
  16. درع مقدم من وزارة الثقافة.
  17. درع مقدم من القناة العربية الأردنية.
  18. درع مقدم من مجلس امناء مركز التوثيق الملكي الأردنيّ الهاشميّ تقديراً لمساهماته الجليلة و المهمة و المتميزة في رفد أعمال مركز التوثيق الهاشميّ.
  19. درع مقدم من جريدة الدستور- حزيران 2008.
  20. وسام المؤرخ العربي من اتحاد المؤرخين العرب.

1909846_20259101606_2689_n 1909846_20261566606_1219_n

أعماله الأدبية:

  1. “وجوه وملامح.. صور شخصية لبعض رجال السياسة والقلم” (ج1)، أدب السيرة، وزارة الثقافة، عمّان، 1980. ط2، دار ورد الأردنية، عمّان، 2011 (ضمت هذه الطبعة الجزء الثاني من الكتاب).
  1. “ذلك المجهول” قصص، رابطة الكتّاب الأردنيين، عمّان، 1982. ط2، دار ورد الأردنية، عمّان، 2011 (ضمت هذه الطبعة أيضاً كتابَه الزوجة المثالية وقصص أخرى).
  1. “في سبيل الحرية: قصة الثورة العربية الكبرى”، قصة تاريخية، وزارة الشباب، عمّان، 1981. ط2، الناشر نفسه، 1982.
  1. “الزوجة المثالية” قصص (ترجمة من الإنجليزية)، دار النسر، عمّان، 1991 (ضمت هذه الطبعة أيضاً كتابَه ذلك المجهول).
  1. “وجوه وملامح.. صور شخصية لبعض رجال السياسة والقلم” (ج2)، أدب السيرة، وزارة الثقافة، عمّان، 1994 (ضمت هذه الطبعة الجزء الأول من الكتاب).
  1. “مشاهد وذكريات” أدب الرحلات، المؤسسة الصحفية الأردنية (الرأي)، عمّان، 1996.
  1. “أوراق من دفتر الأيام: ذكريات الرعيل الأول”، 2000.
  1. “ثمانون: رحلة الأيام والأعوام”، سيرة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2002. ط2، وزارة الثقافة، عمّان، 2008.
  1. “الوجه الآخر: كتّاب ومؤرخون في كل واد يهيمون”، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2002. ط2، دار ورد الأردنية، عمّان، 2011.
  1. “خطوات على الطريق: سيرة قلَم”، سيرة، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2003.
  1. كما ترك مخطوطة في السيرة بعنوان “من بيدر الحياة”، ومخطوطة تشتمل على ترجمته روايةَ “جيرمنال” لـ إمِيل زولا من الإنجليزية (أنجزها سنة 1955) .

 

28388 12829371_10153280455721607_1307007193954836657_o 19702415_10154507496816607_701632405075745870_n

وكتب في موضوعات أخرى:

  1. “الحسين بن علي والثورة العربية الكبرى”، دار النشر والتوزيع، عمّان، 1957. ط2، المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية (مؤسسة آل البيت)، عمّان، 1992.
  1. “تاريخ الأردن في القرن العشرين” (ج1، بالاشتراك مع منيب الماضي)، عمّان، 1959. ط2، مكتبة المحتسب، عمّان، 1991. (ج2)، الناشر نفسه، 1996.
  1. “لورنس والعرب: وجهة نظر عربية”، عمّان، 1962. ط 2، وزارة الثقافة، عمّان، 1992. ط3، دار ورد الأردنية، 2010. (تُرجم إلى اللغات: الإنجليزية، والفرنسية، واليابانية).
  1. “إمارة شرقي الأردن: نشأتها وتطورها في ربع قرن 1921-1946″، وزارة الثقافة، عمّان، 1990. ط2، الناشر نفسه، 2009.
  1. “تاريخ الأردن السياسي المعاصر: 1967-1995″،وزارة الثقافة، عمّان، 1998. ط2، الناشر نفسه، 2011.
  1. الثورة العربية الكبرى – وثائق وأسانيد، دائرة الثقافة والفنون – عمان 1966م.
  1. صور من البطولة، المطبعة الهاشمية – عمان 1968م.
  1. الحركة العربية ( 1908- 1924)، الطبعة الأولى – دار النهار للنشر – بيروت1970م .
  1. تأسيس الإمارة الأردنية ( 1921- 1925 )، عمان 1971م ، مكتبة المحتسب  عمان 1989م .
  1. المراسلات التاريخية – وثائق الثورة العربية الكبرى: المجلد الأول – عمان 1973م.
  1. مذكرات الأمير زيد – الحرب في الأردن ( 1917- 1918)، الطبعة الأولى ، مركز الكتب الاردني . عمان 1976م.
  1. صفحات مطوية – المفاوضات بين الشريف حسين وبريطانيا (1920-1924)، عمان 1977م.
  1. غربيون في بلاد العرب، دائرة الثقافة والفنون – عمان 1969م.
  1. أيام لا تنسى – الأردن في حرب 1948م، الطبعة الأولى – عمان 1984م؛ والطبعة الثانية – عمان 1997م؛ والطبعة الثالثة – الديوان الملكي الهاشمي 2008م.
  1. أعلام من الأردن ( هزاع المجالي، سليمان النابلسي، وصفــي التل )، الجزء الأول – عمان 1986م.
  1. أعلام من الأردن ( توفيق أبو الهدى، سعيد المفتي )، الجزء الثاني – المؤسسة الصحفية الأردنية – عمان 1993م.
  1. الثورة العربية الكبرى – الحرب في الحجاز ( 1916 – 1918م ) – حصار المدينة المنورة، الطبعة الأولى – عمان 1989م.
  1. تاريخ الأردن السياسي المعاصر 1967ـ 1995م، لجنة تاريخ الأردن، مؤسسة آل البيت – عمان 1998م.
  2. كما ترك مخطوطة بعنوان “حركات الضبّاط في الأردن: 1957-1956”.

 

1910175_20174536606_7552_n Suleiman_Mousa_typewriter

المراجع :

  1. من الرعيل الاول سليمان الموسى .. أول من أرخ للأردن ، د. محمد العناقرة . جريدة الدستور 8 اب 2008
  2.  أردنيون في ذاكرة الزمن سيرة المؤرخ والباحث /سليمان الموسى , رابعة الشناق . جراسا نيوز 22 اب 2013
  3. الموسى ، سليمان 2011 . مذكرات الأمير زيد – الحرب في الاردن 1917-1918 ، صفحة 23-36 . الطبعة الثالثة ، عمان : دار ورد .
  4. جلالة الملك يستقبل المؤرخ سليمان الموسى ، عمان – 30 اب 2007 ، الموقع الرسمي لجلالة الملك عبدالله الاول ابن الحسين .
  5. الموقع الإلكتروني لوزارة الثقافة  www.culture.gov.jo

[1] من تقديم الأستاذ الدكتور علي محافظه لكتاب الراحل الموسى ( مذكرات الأمير زيد – الحرب في الاردن 1917- 1918 ) ، صفحة 7.

سليمان الموسى ” قلم التأريخ الوطني “

7-taiseer-sboul-تيسير-سبول

مقدمة

يستدعي الحديث عن قامة أدبية كتيسير السبول استحضار الكثير من المشاعر والأحداث من ذاكرتنا الوطنية، فالأمور التي كان تيسير شاهدا عليها لم تكن لتتركه دون ندوب كثيرة يقضي حياته في محاولة مداراتها والشفاء منها. لم يكن مسار حياته بالمسار السهل؛ وربما هذا ما منحه حزنا كافيا لتطويع الكلمات شعرا ونثرا. وعلى الرغم من الحياة القصيرة التي عاشها إلا أنه قدم إسهاما رائعا في المشهد الأردني الأدبي، ورسم حرفا صعبا في سجل الأدباء في المنطقة وهو الذي خطّ بإبداعه طريقا فريدا في صنوف النثر متحديا أطر من سبقوه بلا وجل أو تردد.

بين ناي الطفيلة وناسك العالوك

لقد حفر تيسير السبول ذكراه في ذاكرة الأردنيين، حتى اختصه الشاعر الأردني العظيم الراحل حبيب الزيودي عام 2012 بقصيدة مؤثرة بعنوان “عودي ناقص وترا” فتيسير هو الوتر الناقص في العود أو الثقب الزائد في الناي ، الذي اختار “بابا آخرا للحقيقة” غير الباب الذي اختاره حبيب وإن كانت أبوابهما الاثنين تطل على وطن عظيم أحبوه هو الأردن.

” أذان الفجر أكملت القصيدة والصلاة 
أطلّ تيسير السبول وقال كيف تطيق هذا الليل  
خذها بغتة في الرأس 
قلت طلعت رغم جحوده قمرا 
وأنت اخترت بابا للحقيقة غير بابي حينما واجهت نزف الحبر منتحرا”

( حبيب الزيودي 2012 – عودي ناقص وترا)

المولد والنشأة

يعود نسب الأديب الأردني الراحل تيسير رزق عبد الرحمن السبول إلى عشيرة الهلالات إحدى عشائر محافظة الطفيلة. ولد عام 1939 وكانت المنطقة التي قضى فيها تيسير طفولته منطقة يعمل أهلها بالزراعة، وكذلك كانت عائلة تيسير. هو الأخ الأصغر لخمسة أولاد وأربع فتيات وعرِف بالشخصية القوية وسرعة البديهة التي أثارت إعجاب كل من قابله. فيصف صادق عبد الحق، أحد أصدقاء تيسير المقربين فيقول : ” نشأ تيسير في طبقة وسطى أو أعلى من الوسط، ضعيف البنية لكنه لم يكن يشكو من مرض معين، ذكيا بل شديد الذكاء، صادقا لا تبغض نفسه شيئا أكثر من الكذب والرياء، كان يشرب ويدخن.. كان يكره العجز والشيخوخة فرفضهما، كثيرا ما كان يصحبني، ولعله صحب أصدقاء آخرين له، في سيارته الصغيرة على طريق الجامعة، ثم يبدأ لعنة العبث يدوس البنزين “تيسير.. تيسير أيها الأحمق.. ماذا تفعل هنا.. لماذا أنت هنا الآن”.

تيسير السبول في طفولته
تيسير السبول في طفولته

انتقل تيسير إلى الزرقاء مع أخيه شوكت-الذي أهداه لاحقا قصيدة بعنوان “النسر الغائب”-، وهناك توثقت عرى الصداقة بين تيسير والقاص الأردني الراحل عدي المدانات واستمرت صداقتهما عقدين من الزمن، حيث حصلا على الشهادة الثانوية سوية من كلية الحسين في عمان عام 1957 وابتعث تيسير بعدها إلى الجامعة الأمريكية في بيروت والتي ستكون تجربة ذات أثر لا يمحى من حياته.

5-taiseer-sboul-تيسير-سبول-
تيسير السبول في صباه

 

الغربة الأولى: الجامعة الأمريكية في بيروت

رغم الظروف التي كان تعيشها أسرة تيسير السبول العاملة في الزراعة كباقي الأسر إلا إن التوجه العام كان يقضي بتعليم الشباب جامعيا ولهذا سافر تيسير إلى الجامعة الأمريكية في بيروت وذلك لدراسة الفلسفة عام 1957 وكانت هذه أولى ارتحالاته.

من هنا يبدأ نجم تيسير السبول الأديب باللمعان، فقد أثارت الغربة في روحه شتى العذابات إضافة لما كانت الصراعات العربية الإسرائيلية تفعل. كانت بيروت نقلة نوعية في الحياة بالنسبة للشاب السبول القادم من قرية جنوب الأردن. يبلغ الاغتراب مبلغه في نفس أديبنا ويتجلى في قصة (الهندي الأحمر) والتي يصف فيها حال شاب بدوي وسط مجتمع مختلف عنه لا هو يستطيع تقبله ولا هو يستطيع تغييره. وتختلط في القصة مشاعر الحنين للوطن والأب مع حماس التجربة المختلفة والجديدة كل الجدة، ويرى النقاد أن هذا الهندي ما هو إلا تيسير نفسه عاكسا تجربة الابتعاد عن الوطن للمرة الأولى.

دفع التيار السياسي للأحداث آنذاك بتيسير لترك دراسة الفلسفة في الجامعة الأمريكية والتوجه لجامعة دمشق ودراسة الحقوق ليتخرج فيها عام 1961. ورغم انتساب الصديقين عدي وتيسير إلى أحزاب سياسية مختلفة، فقد انضم تيسير لحزب البعث بينما كان مدانات منتميا للحزب الشيوعي؛ يستذكر عدي المرة التي أنقذ فيها تيسير حياته أعمال شغب هبت بين منتسبي الحزبين المختلفين في جامعة دمشق  فيقول  “كان من نصيبي أني تلقيت ضربة بجذع شجرة على جبيني وكان أن التجأت إلى مكتبة الجامعة … وفيما أنا في أشد أوضاعي خطورة، إذ بتيسير الذي كان يبحث عني يدخل المكتبة ويأخذني وقد جهز طاقما من أبناء بلدته الطفيلة ليشكلوا حاجزا بيني وبين الطلبة الغاضبين .. ثم ليساعدني على ارتقاء السور والهرب من الشجار.. ولم يقتصر موقف تيسير على ذلك إنما جاءني في المساء ليطمئن” كان تيسير حسب ما وصفه أصدقاؤه سهلا ولينا ويقدر الألفة التي تجمعه مع الأصدقاء ولم يسمح بأن يكون اختلاف الأحزاب السياسية سببا في الفرقة.

عمله وسفره

تنقل خلال السنوات التي عقبت تخرجه بين العمل الحكومي في دائرة ضريبة الدخل إلى التدرب في مكتب للمحاماة ومن ثم السفر إلى دول عربية شقيقة كالبحرين والسعودية. في تلك الأثناء رافقته زوجته السيدة مي اليتيم والتي أنجب منها ولدا وبنتا عتبة وصبا.

8-taiseer-sboul-تيسير-سبول
تيسير ، مي ، صبا وعتبة – الموقع الالكتروني للأديب تيسير السبول

وخلال سفره كان يبعث دوما برسائل لصديقه صادق عبد الحق فكتب له مرة واصفا حزنه وخوفه من الوحدة والعجز “عندما كنت في البحرين كنت دائم التأثر بمنظر قارب مهجور على شاطئها حيث كنت أتسلى- لا بل أسلي النفس .. وذات أمسية كئيبة في الرياض أجهش صديق بغصة فقال: “بكل تداوينا فلم يشف ما بنا على أن قرب الدار خير من البعد[1]، يعلم الله أن الحزينة التي وعدت بيوم تفرح فيه فقدت أوانها، ويعلم الله أن الشيخوخة على الأبواب فهلا أعطتها الحزينة الوعد الحق”

كما كتب القاص الراحل عدي مدانات مستذكرا صديقه تيسير في تلك الفترة “قائمة محبي تيسير السبول تطول أكثر مما نعرف، فقد امتلك أفئدة كل من أقام معه صلة ولو صغيرة، فما من إنسان امتلك قلوب أصدقائه ومعارفه الكثر، كما فعل تيسير في حياته… لقد كان أكثرنا اندفاعا وتفاعلا مع الحياة وأكثرنا تحفيزا للفكر كي يعمل ويثمر” ولهذا ربما تحول مأتمه عام 1973 إلى بذرة رابطة الكتاب الأردنيين، بحسب ما قاله الراحل المدانات. كان تيسير شغوفا بفكرة ضم الكتاب الأردنيين في إطار موحد وقانوني ولطالما شارك أصدقاءه بحلمه هذا. في خامس أيام العزاء في بيت الراحل عدي مدانات، وبعد قراءة قصائد تيسير، اقترح عدي حلم تيسير على الموجودين ورحبوا بالأمر، وفي نفس الجلسة اختيرت لجنة تحضيرية ومن ثم لجنة تأسيسية للرابطة. وجعل أصدقاء تيسير – الذين وحدتهم فجيعتهم – حلمه واقعا.

الغربة الثانية: النكسة وما عقِبها

أنهى تيسير تنقلاته عام 1964 حيث عاد إلى الأردن وافتتح مكتبا للمحاماة. ولكن العواصف لم تهدأ في حياة السبول فما لبث إلا وأغلق مكتبه وعمل في الإذاعة حيث كان يقدم برنامجا بعنوان “مع الجيل الجديد”.

 والمتتبع لحياة السبول يرى كم كانت الحروب العربية الإسرائيلية تحتل من تفكيره. كانت النكسة (1967) أو ما سمي بهزيمة حزيران التي منيت بها الدول العربية أمام الكيان الصهيوني زلزالا على نفس تيسير السبول المتشبع بحلم الوحدة العربية. ويمكن القول إنها أول خطواته نحو حزن عميق وممتد حتى آخر حياته.

نتاج أدبي عالي المستوى

طبعت أعمال الأديب تيسير السبول عدة مرات واشتملت على ما كتب في الرواية (أنت منذ اليوم) الفائزة بجائزة دار النهار، الفائزة بجائزة مجلة الآداب للراوية العربية والتي كانت أهم الجوائز الأدبية في تلك الفترة، والقصة القصيرة (الله يرحمهم، هندي أحمر، صياح الديك) وديوانه الشعري (أحزان صحراوية) كما تضمنت على دراساته في الشعر والرواية والسياسة والفن والتاريخ، كما نشرت صحيفة الدستور الأردنية في ذكرى رحيله الثلاثين رسائله مع صادق عبد الحق والذي كان من أقرب أصدقائه له، والجدير بالذكر أنه كتب التمثيليات أثناء عمله في الإذاعة الأردنية كما قدم عدة ترجمات لرباعيات الخيام.

كان النتاج الأدبي لتيسير السبول هدفا لكثير من  دراسي الأدب الأردني المعاصر. ونذكر من هذه الإصدارات “الشاعر القتيل تيسير السبول- سليمان الأزرعي”  و “تيسير السبول العربي الغريب- فايز محمود” و “فصول في الأدب الأردني ونقد- إبراهيم خليل” و “حالة شعرية خاصة (تيسير السبول) – أحمد المصلح”  ويتحدث الأستاذ عبد الفتاح النجار عن استقطاب تيسير السبول لكل هذه الدراسات بقوله:

إن هذا الاهتمام يعود إلى أسباب منها كونه أحد الشعراء الرواد الذين كتبوا الشعر الجديد أو “الحر” في مرحلة مبكرة من حياة الشعر الحر في الأردن، في فترة كان  فيها التجديد يعد مغامرة خطرة وخروجا على التراث وعلى الأخلاق وعلى الدين على المجتمع وعلى التقاليد، إضافة إلى أن شعر تيسير السبول كله المنشور في ديوانه الوحيد “أحزان صحراوية” وفي أعماله الكاملة هو من الشعر الجديد

وتعد دراسة الدكتور عبد الفتاح النجار “تيسير السبول شاعرا مجددا 1993” من أهم الدراسات التي تتناول شعره شكلا ومضمونا، كما تلقي الضوء على محاور التجديد الأدبي التي أضافها شعر تيسير السبول إلى الساحة الأدبية الأردنية والعربية.

ويضيف الأستاذ النجار في ملخص دراسته لشعر الأديب الراحل:

بعد دراستي ديوان (أحزان صحراوية)… ودراستي الأعمال الشعرية المنشورة في كتاب الأعمال الكاملة، اتضح لي أن قصائدهما جميعها من الشعر الجديد (الحر) الذي  نوع القافية أو ألغاها واتخذ التفعيلة وحدة موسيقية دون التقيد بعدد محدد من التفاعيل في كل سطر ، كما تجلت في شعره ظواهر تجديدية أخرى مثل الصور الشعرية والرمز والأسطورة والتكرار والتدوير والبنية الدرامية واللغة البسيطة… كما لاحظت أن شاعرنا قد تناول في مضامينه هموما ذاتية وأخرى اجتماعية ووطنية وقومية على أن همومه الذاتية في كثير من الأحيان كانت متأثرة بالهم الاجتماعي والقومي

كما يُشار هنا أن النقاد العرب يشيرون إلى الأديب السبول على أنه المؤسس لنمط سردي روائي جديد، وأن روايته “أنت منذ اليوم” هي ” فتح أدبي” لا مثيل له. وقد تضمنت هذه الرواية جزءا من سيرته الذاتية إضافة لسيرة الحالة العربية آنذاك. وقد نجح في مهمته السردية تلك مستعينا بالأسلوب الأدبي “السرد عن السرد” والذي كان أسبق أدباء عصره في استخدامه. وبهذا كانت روايته الوحيدة عامودا من أعمدة الرواية العربية الحداثية. [2]

 أما اليوم، وفي محاولة لتمثل ذكرى الأديب كجزء من إرثنا الثقافي والأدبي، ترعى وزارة الثقافة بالتعاون مع ملتقى الطفيلة الثقافي جائزة أدبية للشعر والقصة تحمل اسمه.

3-taiseer-sboul-تيسير-سبول
“اذكرني يا صادق اذكرني دائما وابك من أجلي. سنبكي معا يوما ما من أجل كلينا..أنا بائس وأظن إنك بائس، يا لنا من معذبين”

تيسير السبول أديبا أردنيا

كان تفكير السبول تفكيرا إنسانيا عالميا يتجاوز الأطر والحدود على الرغم من تعلقه الشديد بالقضايا الوطنية والتحامه بالشعب، وهذا ما جعل شعره ونثره قريبا لروح القارىء العادي للغاية. لقد كان لكلمات السبول صدى أعمق مما نتخيل في المجتمع الأردني.

رعب، لو، كلمات ثقيلة، لحظات من خشب.. هكذا كانت عناوين قصائد تيسير السبول مشبعةً بالألم والتيه الذي كتب على بني البشر في سبيل حيازة الحقيقة والخلاص. إلا أن قصيدته الأخيرة كانت بلا عنوان وقد وصف نفسه بنبيّ بلا آيات، يمضي ولا مقصد له سوى النهاية ولا عذر للآخرين سوى النسيان:

“أنا يا صديقي
أسير مع الوهم، أدري
أُيَمّمُ نحو تخوم النهاية
نبيّاً غريب الملامح أمضي
إلى غير غايةْ
سأسقطُ، لا بدّ يملأ جوفي الظلامْ
نبيّاً قتيلاً، وما فاهَ بعدُ بآيهْ
وأنت صديقي، وأعلمُ… لكن
قد اختلفت بي طريقي
سأسقط، لا بدّ، أسقطُ..
يملأ جوفي الظلامْ
عذيرك، بعدُ، إذا ما التقينا
بذات منامْ
تفيقُ الغداةَ، وتنسى
لكم أنتَ تنسى
عليك السلامْ”

 

لقد كانت لنشأة السبول في الطفيلة أعظم الأثر على شخصيته؛ فقد تربى الأديب الأردني الراحل في أحضان الجبال وربما من هنا قد اقتبس وعيه الحاد الذي يرسم حدودا واضحة بين الخيانة والوطنية، بين القوة والضعف. وقد كتب النقاد عن انعكاس مجتمع الطفيلة القروي والذي كانت تسوده السلطة الأبوية في كتابات تيسير السبول خصوصا ما تضمنته روايته  الوحيدة “أنت منذ اليوم “.

في مجتمع كان ولا زال يضيق على الرجل في عواطفه وتعبيره عن مشاعره، كسر تيسير السبول هذه الحدود وعبر بشعر في غاية الرقة حينا وفي غاية الألم والحب حينا آخر. لقد رسم الأديب الأردني الراحل تيسير السبول شكلا جديدا للرجل الإنسان الذي من حقه البكاء والضعف والحب وحتى الانهيار. لقد خلع تيسير بشعره وحساسيته عن الرجل عباءة القوة الدائمة والمصطنعة التي تلف شكل العلاقات في المجتمع آنذاك.

إن التعبير الشفاف عن المشاعر والذي يصل إلى الشارع والمجتمع يساهم في إعادة تشكيل مفاهيم الذكورة والأنوثة، وفي فتح الإشكاليات المغلقة والأسئلة التي قد تعد في لحظة ما خطوطا حمراء. هكذا كانت إسهامات السبول تتعدى جماليات الأدب والشعر إلى ما هو منصب في نسيج المجتمع وصميمه. ومن منبره الإذاعي، خاطب السبول المجتمع الأردني آخذا على عاتقه نشر الثقافة والأدب، فقد كان يناقش ما يطالعه ويطرح تساؤلاته ويكتب تمثيلياته الإذاعية.

كأنه ما مات.. كأنه في إجازة 

 الحقيقة والخلاص اللذان لم يتجل طريقهما لتيسير سوى بالانتحار بطلقة في الخامس عشر من تشرين الثاني عام 1973. كان انتحار الشاعر رفضا واحتجاجا وخلاصا في آن واحد، فقد رفض واقعه واحتج عليه كما أثقلته التقلبات والخيبات، أثقله شعوره بالعجز وحصاره بالقلق وتجريم الذات وكان انتحاره آخر خط دفاع ضد هذه الورطة الوجودية التي علقت فيها روحه.

 وقف السبول أمام شعوره بالاضطهاد  في العمل، فقد نقل إلى غرفة نائية بلا تهوية أو إنارة أو هاتف في مبنى الإذاعة، وأمام الهزيمة التي مثلها لقاء القوات المصرية والقوات الإسرائيلية عند خيمة الكيلو 101 وبإعلان بدء المباحثات بينهما. في ذلك اليوم لم يمر السبول على صديقه عديّ كما اعتاد دوما ليشربا القهوة وليتبادلا الحديث.

غادر عمله مبكر وكان قد ودع جميع زملائه وطلب منهم أن يسامحوه وقد ذكر الشاعر حيدر محمود أن تيسير في ذلك اليوم كان شديد الرقة ومفرط الحساسية، وكان قد استعار مسدسا من صديق مقرب له .

وحسب ما ترويه عائلته فقد رسم السبول نهاية روايته الذاتية كما يأتي :” لم يكن تيسير يعمل في تلك الفترة وكان ساهرا تلك الليلة مع صديقيه عدي مدانات والروائي الأديب فايز محمود الذي توفي منذ بضع سنوات، كانوا يتحدثون عن الانتحار جماعة، لكنهم كانوا يتدربون على إطلاق الرصاصة من مسدس فارغ وكان تيسير يجري التمثيلية أمامهم ويقول : ( هنا سأضع فوهة المسدس وسأضغط على الزناد هكذا )؛ ويتحدث عن ماذا سيحدث، ثم وفي منتصف الليل غادر عدي في سيارته عائدا لمنزله وبقي فايز عند تيسير، وكون الأديب الراحل فايز محمود لم يكن يملك سيارة فقد كان تيسير عادة هو من يوصله ويعيده إلى منزله وهكذا كان، عاد تيسير إلى منزله وكانت زوجته الدكتورة مي اليتيم قد غادرت المنزل إلى عملها في مستشفى ماركا العسكري القريب من منزلهم في ذلك الحين. انتظرها تيسير لحين عودتها ، دخلت الراحلة ( أم عتبة )  فوجدته ساكنا ممدا على سريره وباسما في وجهها طالبا اياها الجلوس قربه ، في آخر لحظات جمعته مع مي  كان قد تناول القلادة التي تحمل اسم “الله” في عنقها وسألها تؤمنين به؟ قالت نعم. بسؤال الإيمان العميق هذا أرسل تيسير آخر رسائل الوداع وأعلن نبأ الرحيل ضمنيا وبإجابة مي استقبلت عائلته خبر وفاته المفجع بصمت المشدوه. قال لها تيسير أنه ليس لديهم غاز وأنه يتوجب عليها أن تذهب إلى منزل الجيران كي تتصل بمحل الغاز كي يرسل أحدهم لتبديل الأسطوانة كون الهاتف في ذلك الزمن لم يكن متوفرا في كل منزل. وعندما خرجت وذهبت إلى منزل الجيران وبينما كان يراقبها من الشباك الذي يطل على مدخل منزل الجيران أطلق الرصاصة على رأسه لحظة دخولها المنزل وسمعت هي دوي الرصاصة، وكانت القصيدة ( أنا يا صديقي أسير مع الوهم أدري ) مما وجدته أخته في متعلقاته”.
أطلق تيسير رصاصة أخيرة في الجبهة التي كان يحارب فيها وحده. كان انسحاب تيسير السبول من حياة عائلته وزوجته وأصدقائه مفجعا للغاية؛ “أدركنا جميعا أننا كنا مقصرين، وقصيري النظر وأنانيين وآثمين في النهاية” كتب الراحل عدي مدانات.
لم يكن يتوقع أحد هذه النهاية وأيقن الجميع أن تيسير كان يحمل هما أكبر من أن يقال أو يخمن. لقد مشى تيسير السبول إلى موته، وتجرأ وكتب النهاية بيده. وبينما نفى كل من عرفه الضعف والانهزامية عنه، وأثبت له القوة والجدة؛ إلا أنه عاش أزمة المثقف المنتمي، الذي جعل هم الوطن وهم الشعب هما شخصيا له وقد أفصح عن هذا الحزن العميق مرات عديدة في رسائله وشعره ؛  فقد كتب يوما لصديقه صادق عبد الحق يقول :

15-taiseer-sboul-تيسير-سبول

لكن الفراق مر

والموت مر

وكل ما يسرق الإنسان من إنسان مر

والحياة مرة

والملل- والليل- والوحدة- والضياع أشياء مرة

وجودنا كله مر.. مر يا الله ما أشد مرارته

وريقي هو الآخر مر

حظنا أننا نموت يا صادق لأن الموت آخر مر نتذوقه”

المراجع:

  • السبول، تيسير(1981)، الأعمال الكاملة، (ط1)، بيروت: دار ابن رشد
  • عماد الضمور(2009)، شعر الشعراء المنتحرين في الأردن، دراسات، العلوم الإنسانية والاجتماعية، المجلد 36 (2)
  • تيسير النجار، إحدى وعشرون رسالة لتيسير السبول الذي انتحر محتجاً على هزيمة الأمة: رسائل تيسير السبول مع صادق عبد الحق كراسة مسكونة بالبوح والأسرار، الدستور، عمان، 15 نوفمبر، 2003.
  • جعفر العقيلي، عدي المدانات مستذكرا تيسير السبول ” كأنه ما مات.. كأنه في إجازة “، الرأي، عمان، 19 نوفمبر، 2016
  • معجم الأدباء الأردنيين (ط1) عمان، وزارة الثقافة.
  • حبيب الزيودي (2012) عودي ناقص وترا، شبكة عمون الإخبارية .
  • النجار، عبد الفتاح (1993)، تيسير السبول شاعرا مجددا، مطابع الدستور التجارية
  • مقابلات إرث الأردن مع الدكتور حكمت النوايسة مدير مديرية التراث – وزارة الثقافة الأردنية، الأستاذ الدكتور مهند مبيضين أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية، الشاعر الدكتور إسماعيل السعودي أستاذ اللغة العربية في الجامعة الأردنية.
  • [1]  من خاتمة قصيدة (خليلي مرا بي على الأبرق الفرد ) للشاعر قيس بن الملوح ( مجنون ليلى ).

  • [2] من مقابلة فريق إرث الأردن مع الدكتور حكمت النوايسة مدير مديرية التراث- وزارة الثقافة

تيسير السبول ” الوتر الراحل وصداه “

مقدّمة 

تعتبر الخدمات البريدية من أوائل خدمات البنية التحتية التأسيسية للدولة الأردنية، وذلك لحاجة المؤسسين والمؤسسات إلى الاتصالات والمراسلات لعدة جهات، لذلك البريد كخدمة كان موجوداً منذ بداية الدولة الأردنية حيث بدأت خدمة البريد والبرق والهاتف في الأردن بصورة رسمية مع قيام أول حكومة عُرفتْ بإسم (مجلس النُظّار) وكان ذلك عام 1921.

item_XL_5509057_2454270

    صدر أول طابع بريد أردني في 27/9/1927 بأمر من مدير البرق والبريد والهاتف، حيث تم وضع هذه الطوابع رسميا ًعلى الرسائل، وكان أول الطوابع ظهورا ً، ذلك الطابع الذي كتب عليه كلمتا (خالص الأجرة)، ثم عقبه طابع آخر نقشت عليه كلمات (ذكرى الاستقلال) .

overprinted-palestine-eef-stamps-1920-1

وبعد ذلك تم إصدار طوابع تحمل صور الأمير عبدالله ( الملك المؤسس )، وكانت هذه المرة الأولى التي يتم فيها إصدار طوابع عليها صورة أمير البلاد، وحينها كان البريد ما زال ينقل على الدواب .

b4811f4ca5d0.210x246

وقد صدرت مجموعات طوابع أردنية تذكارية خلال الأعوام 1927 -1933 تحمل مناسبات عديدة مثل صدور أول دستور لإمارة شرق الأردن عام 1928 والجراد عام 1930 وأماكن أثرية عام 1933، ولكن أول مجموعة طوابع تذكارية لمناسبة وطنية صــــــدرت في 25 / 5 / 1946 بمناسبة الإستقلال وثاني مجموعة 1947 بمناسبة تأسيس المجلس النيابي، وأول مجموعة طوابع أردنية لمناسبة عالمية كانت عام 1949 بمناسبة مرور 57 عاماً على تأسيـــس الاتحاد البريدي العالمي UPU، أما أول مجموعة طوابع تذكارية تحمل صورة جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه فهي ( ذكرى إعتلاء العرش) والتــــي صـــــدرت في 1 / 10 / 1953 وهي أيضاً أول طوابع تصدر في عهد الحسين ومكونه من 6 طوابع، وفي عهد جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين كان أول صدور لطابع بريد هو بمناسبة العيد الثامن والثلاثون لميلاد جلالته بتاريخ 30 / 1/ 2000.

المراجع :

محمد ربيع الخزاعلة ، الأوائل في تاريخ الأردن الحديث ، ص 102 ، 2003

تاريخنا ، الموقع الالكتروني للبريد الأردني ، jordanpost.com .

الدكتور سعد أبو دية ، البيئة السياسية وتطوير أعمال البريد في الأردن ، عمان ، 1993م .

أول طابع بريد

imageedit_11_5028476960

كان محمد علي الصمادي، وهو من مواليد عمان 1923م،  أحد لاعبي النادي الفيصلي منذ عام 1945م، وهو أول رئيس بعثة عسكرية رياضية أردنية  مشاركة ببطولة الجيوش العربية لكرة القدم والتي جرت في سوريا عام 1968م، وانتدب من القوات المسلحة للعمل رئيسا ً لقسم النشاطات الرياضية في مؤسسة رعاية الشباب، في طور تأسيسها 1965-1966 .

وقد وضع أسس وتعليمات الاتحاد الرياضي العسكري في عام 1972م ، كما ترأس بعثة الأردن إلى بطولة العالم العسكرية لكرة السلة، والتي أُقيمت في إيطاليا عام 1972م ، وكانت أول مشاركة أردنية ببطولة عسكرية على مستوى العالم .

وفي عام 1980م عُين نائبا ً لرئيس اتحاد كرة القدم حتى عام 1983، حيث تم تكليفه ليصبح أول رئيس لاتحاد المبارزة الأردني، وفي عام 1984م تولى إدارة البعثة الأردنية في أولمبياد لوس أنجلوس، وهناك انتخب عضوا  في الاتحاد الآسيوي للمبارزة .

المراجع

محمد ربيع الخزاعلة، الأوائل في تاريخ الأردن الحديث، 2003، ص 163.

الرواد : الرياضة والشباب في الأردن ، سمير جنكات – لطف الله سعد الدويري ، عمان 1999م ، ص 94.

أول رئيس لاتحاد المبارزة

a985

وُلد الأديب ممدوح محمود أبو دلهوم يوم 6/7/1950 في بلدة صويلح في عمّان، أنهى الثانوية العامة في كلية الحسين بعمّان 1970، ثم حصل على شهادة الدبلوم في اللغة الإنجليزية من كلية “كامبردج” ببريطانيا سنة 1981.

عمل في “الملَكية الأردنية” للطيران (1968-1996)، ثم في مجلس النواب؛ مديراً للدائرة الإعلامية ومستشاراً إعلامياً (2006/2007).

كما عمل كاتباً في صحيفة “الرأي” اليومية (1979-2010)، وكاتباً سياسياً في صحيفة “الزمان” اللندنية (2000-2005)، إلى جانب عمله لسنتين في صحيفتَي “الأسواق” و”صوت الشعب” اليوميتين خلال صدورهما، وشغلَ عضوية اللجنة الوطنية الأردنية لمشروع الذخيرة العربية/ وزارة الثقافة (2010)، كما كان عضوا في رابطة الكتّاب الأردنيين.

كان الراحل صاحب مسيرة ثرية من الإبداع المتواصل في الحقل الإعلامي والأدبي حيث عمل على تسخير أدواته الأدبية والمعرفية في الالتصاق بهموم وآمال بيئته وفي قضايا الوطن وهموم وآمال انسانه البسيط ، واعتبر الكثير من النقاد الراحل من بين الكتاب الذين ظلوا مثابرين ومخلصين للكتابة في نكهة خاصة تحمل الهم الوطني، حيث تنوعت انشغالات الراحل بين الهم الوطني والشأن السياسي الأدبي والنقدي والإعلامي.

توفي يوم 27/4/2014 في عمّان، وقد قدم للمكتبة الاردنية والعربية أكثر من عشرين اصدارا في القصة والرواية والنقد والتحليل السياسي، بالإضافة الى مقالاته المتنوعة في أكثر من صحيفة محلية وعربية.

download (5)

أعماله:

  • الأدبية:
    • “اغتيال مدينة”، قصص، مطابع “الدستور” التجارية، عمّان، 1988.
    • “عشاق النهار”، قصص، دار الكرمل، عمّان، 1989.
    • “أحجار أُمِّيَّة”، قصص، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1996.
    • “أسياد القرين”، رواية، أمانة عمّان الكبرى، عمّان، 2000.
    • “أوجاع التطواف”، رواية، المؤسسة العربية، بيروت، 2005.
    • “بحر تموت فيه الأسماك”، رواية، وزارة الثقافة، عمّان، 2008.
    • “هوامش نقدية في الثقافة الأردنية”، نقد أدبي، دار أزمنة، عمّان، 2008.
    • “نبض الرحيل”، قصص ونصوص، وزارة الثقافة، عمّان، 2009.
    • “مساءات اللّيلك: أوراق ملونة في الأدب الأردني”، نقد، دار فضاءات، عمّان، 2009.
  • في موضوعات أخرى:
    • “أشواق أردنية”، وطني سياسي، مطابع “الدستور” التجارية، عمّان، 1989.
    • “القيادة الهاشمية والهم القومي”، مطابع “الدستور” التجارية، عمّان، 1991.
    • “الأردنيون والرأي الآخر”، سياسي، دار آفاق، عمّان، 1993.
    • “أوسمة المليك على صدر الوطن”، سياسي، مطابع “الرأي” التجارية، عمّان، 2007.
    • “الحقيبة الملَكية على الطائر الميمون”، سياسي وطني، عمّان، 2008.

المراجع:

  • الموقع الالكتروني لوزارة الثقافة الأردنية .

ممدوح أبو دلهوم

بورتريه للراحل مؤنس الرزاز بريشة الزميل احسان حلمي - الغد (1)

وُلد مؤنس منيف الرزاز يوم 3/12/1951 في السلط. تلقى تعليمه في مدرسة المطران بعمّان، ثمّ حصل على شهادة التوجيهي المصري، كما درس مستوى (A level) في بريطانيا لمدة سنة ونصف السنة، ثم درَس الفلسفة في جامعة بيروت العربية لمدة ثلاث سنوات، انتقل بعدَها إلى جامعة بغداد ليتخرج حاملاً شهادة الليسانس في الفلسفة، ثم انضم إلى جامعة جورج تاون في واشنطن لاستكمال دراساته العليا سنة 1977، وتركها بعد سنة واحدة ليلتحق بأسرته التي انتقلت من عمّان إلى بغداد، حيث عمل في الملحق الثقافي لصحيفة “الثورة” العراقية ببغداد.

أقام في بيروت بين عامي 1978 و1982، ثم في مجلة “شؤون فلسطينية” في بيروت، ونشر عدداً من القصص في صحيفتي «السفير» و«النهار» وعايش الحرب الأهلية اللبنانية، وبعد استقراره في عمّان سنة 1982 عمل في مجلة “الأفق”، وفي مكتبة أمانة العاصمة، وفي مؤسسة عبد الحميد شومان.

عيّن مستشاراً لوزير الثقافة ورأس تحرير مجلة “أفكار” التي تُصدرها الوزارة منذ 1991 حتى وفاته، كما كتب عموداً يومياً في صحيفة “الدستور” في النصف الثاني من الثمانينيات، ثم زاوية يومية في صحيفة “الرأي” منذ التسعينيات حتى وفاته.

44200_2

يُعد مؤنس الرزاز من أبرز كتّاب الرواية العربية الحداثية. وقد كان مع تيسير السبول من روادها في الأردن، وقد حظيت روايات الرزاز بعناية نقدية كبيرة، منها ما كتبه محسن جاسم الموسوي وإلياس خوري وشكري عزيز الماضي وفيصل دراج الذي لخص تجربة الرزاز الروائية في قوله «تكمن خصوصية مؤنس الرزاز الروائية في بحثه الشكلي، في انتقاله المتجدد من شكل إلى آخر. وحقيقة الأمر أن الرزاز لا يريد أن يقدم شهادة عن التاريخ العربي المعاصر، بقدر ما يسعى إلى تقديم انهيار هذا التاريخ في شهادة روائية».

يقول الأديب محمود شقير : ( وأنا أعيد قراءة “جمعة القفاري.. يوميات نكرة” المكتوبة بأسلوب هزلي ظريف، لاحظت كيف يكتب مؤنس رواية أردنية بامتدادات عربية وبأفق إنساني يتسع لهموم إنساننا العربي المعاصر. لاحظت كيف يحتفي الكاتب بعمان دون مبالغة أو افتعال. كيف يعدد أسماء مدن أردنية وقرى، ما يعطي المكان في الرواية مكانة مرموقة ويسبغ على الرواية نكهة محلية خاصة ).

download (4)

لاحظت كيف استوعب مؤنس، ولم يمض على عودته إلى عمان سوى بضع سنوات، التغيرات التي فعلت فعلها في النسيج الاجتماعي للمدينة وفي منظومة القيم. كيف استوعب ما يجري في عالمنا من تغيرات سلبية حادة، تركت أثرها علينا وعلى غيرنا.

كان عضواً في رابطة الكتّاب الأردنيين، وانتُخب رئيساً لها سنة 1994 ثم ما لبث أن استقال من منصبه، كما كان من مؤسسي الحزب العربي الديمقراطي الأردني سنة 1993 وانتُخب أميناً عاماً له ثم استقال من هذا المنصب أواخر سنة 1994.

وقد نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب (حقل الرواية) من وزارة الثقافة سنة 2000.

توفِّي يوم 8/2/2002 في عمّان، ودُفن فيها.

أعماله:

  • له نحو 20 عملاً أدبياً، تأليفاً وترجمةً من اللغة الإنجليزية، منها:
    • “مَدّ اللسان الصغير في مواجهة العالم الكبير”، قصص، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1973.
    • “أحياء في البحر الميت”، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1981. تُرجمت من قِبَل إيليان عبد الجليل إلى الإنجليزية بعنوان (Alive in the dead sea)، وزارة الثقافة، عمّان، 1997.
    • “قاموس المسرح.. من روائع الأدب الغربي” (ترجمة)، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1982.
    • “اعترافات كاتم صوت”، رواية، دار الشروق، عمّان، 1986. ط2، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1986. ط3، وزارة الثقافة، عمّان، 2008
    • “متاهة الأعراب في ناطحات السراب”، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1986.
    • “جمعة القفاري.. يوميات نكرة”، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1990. ط2، أمانة عمّان الكبرى، عمّان، 2002.
    • “الذاكرة المستباحة، وقبعتان ورأس واحد”، روايتان، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1991.
    • “فاصلة في آخر السطر”، قصص، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1995.
    • “سلطان النوم وزرقاء اليمامة”، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1996.
    • “حين تستيقظ الأحلام”، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 1997.
    • “ليلة عسل”، رواية، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، بيروت، 2000.
    • “البذور” (كتاب يضم: “مَدّ اللسان الصغير في مواجهة العالم الكبير”، و”البحر من ورائكم”، و”النمرود”)، رابطة الكتّاب الأردنيين، عمّان، 2010.
  • في موضوعات أخرى:
    • “الحاضر.. الغائب.. من كتابات مؤنس الرزاز”، مقالات صحفية منشورة في صحيفة “الرأي”، مركز “الرأي” للدراسات والمعلومات، عمّان، 2003.

 

المراجع:

  • “هاملت عربي.. مؤنس الرزاز، شهادات وحوارات ودراسات”، مركز “الرأي” للدراسات والمعلومات، عمّان، 2003.
  • “مؤنس الرزاز.. عام على الرحيل” (أوراق ندوة عقدتها رابطة الكتّاب الأردنيين)، وزارة الثقافة، عمّان، 2004.
  • الموقع الالكتروني لوزارة الثقافة الأردنية .

مؤنس الرزاز

naser

أول وزير للتعليم العالي :

    استوجبت الخطوات الرائدة التي خطاها الأردن في التطور التعليمي؛ إنشاء وزارة التعليم العالي بتاريخ 4/4/1985، لتتولى تنفيذ سياسة الحكومة التعليمية والعلمية في نطاق مؤسسات التعليم العالي، وذلك من خلال قيامها بالمهام والصلاحيات الموكولة إليها . وقد كان معالي الدكتور ناصر الدين الأسد، أول من تولى منصب وزير التعليم العالي، وكان ذلك في حكومة دولة السيد زيد الرفاعي في 3 نيسان 1985م .

download

المراجع :

محمد ربيع الخزاعلة ، الأوائل في تاريخ الأردن الحديث ، ص 78 ، 2003

وثائق أردنية : الوزارات الأردنية (1921-1990) ، عمان 1999م ، ص42.

أول وزير للتعليم العالي

Scroll to top