المساجد الأردنية القديمة: مسجد ريمون

في الوسط بين محافظتي جرش وعجلون تقبع منطقة ريمون السهلية والعامرة. يمتد تاريخ ريمون من العصر البرونزي حتى العصر الحديث حالها حال أغلب مناطق الأردن ذات التاريخ العريق. وفي ريمون مقام للولي محمد الريموني وهو غير بعيد عن مسجدها الأيوبي.

من الواضح أن أصول المسجد أيوبية وطرأ عليه فيما بعد الكثير من الترميم والتعديل وأعيد استخدامه من قبل المماليك حيث جذبت الأردن اهتمام السلاطين المماليك كالظاهر بيبرس والمنصور قلاوون والسلطان برقوق وغيرهم فبنوا القصور والقلاع وأعادوا استخدام المساجد فالبناء الجديد لمسجد ريمون إضافة للمنارة هما بناء مملوكي بحسب اللوحة التأسيسية على المنارة.

(اللوحة التأسيسية لمسجد ريمون القديم، موقع إذاعة الأمن العام)

وبحسب ما توصلت إليه دراسة الباحث الدكتور يوسف غوانمة لبناء المسجد واللوحة التأسيسية فقد “بوشر في بناء المنارة في عهد الملك الظاهر بيبرس 658-676 هجري (1260-1277م) وتولى بناءها الأمير أيدمر الظاهري، ونفذ البناء وأشرف عليه الأمير ناصر الدين منكلي وتم البناء في سنة 676 هجري. ” وبهذا نستنتج أن  بناء المسجد كان في عهد الظاهر بيبرس وانتهى في أوائل عهد ابنه السعيد بن الظاهر. ويذكر نقش آخر على المنارة أسماء ثلاث قضاة كان لهم أثر واضح في الاهتمام بهذا المسجد وبباقي عمارة منطقة عجلون وهم عز الدين قاضي القضاة والقاضي جمال الدين والقاضي صفي الدين.

(مئذنة جامع ريمون والتي بناها الظاهر بيبرس. الحقوق موقع إذاعة الأمن العام)
(درجات مئذنة جامع ريمون القديم، موقع إذاعة الأمن العام)

يتكون مسجد ريمون من بيت صلاة مستطيل غير منتظم الشكل، تستقبل الجهة الشمالية القبلة وفيها محراب بلا قبة. وسقف المسجد عبارة عن أشباه قباب محمولة على أعمدة. وفي المسجد نوافذ وكوات لحفظ المصاحف. بني المسجد من حجارة الكلس والبناء يدل على إعادة الترميم المستمرة والتي ربما طمست بعض زخارف المسجد الأصلية. أما المنارة التي يصعد لها بدرج لولبي فتقع إلى يسار صحن الصلاة وهي كحال باقي المسجد قد أعيد بناؤها وترميمها أكثر من مرة.

(مسجد ريمون القديم من الداخل، وتلاحظ طريقة بناء السقف الأيويبة والتي تعتمد على الاعمدة والأقواس. موقع إذاعة الأمن العام)

 المراجع:

  • الدرادكة، فتحي (1998) القصور والمساجد الأموية في الأردن، دراسة منشورة.
  • غوانمة، يوسف (1986) المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون. منشورات مركز الدراسات الأردنية: جامعة اليرموك.
Scroll to top