المسار الخامس لمعارك التحرير – دَيرْة الغور

     معارك التحرير في الطفيلة –  دَيرْة الغور

141
صورة لمدينة الطفيلة و تظهر قلعة الطفيلة أعلى الجبل و التي تمركزت فيها قوات الثورة و فرسان الطفيلة إبان تطهير الطفيلة من الاحتلال العثماني

مقدمة
قدمنا في المسار الرابع لعمليات التحرير توضيحا تفصيليا عن معارك الطفيلة و معركتها المشهورة باسم ( حدّ الدقيق ) و تضحيات عشائر الطفيلة تحت قيادة الأمير زيد بن الحسين في مواجهة الاحتلال التركي العثماني و حلفائه ،استراتيجية التنظيم العسكري لقوات الثورة فيها.

وقدمنا سجلا للشهداء الأبطال و الجريحات من النشميات و الحرائر، وعرضنا انتصار قوات الثورة و فرسان عشائر الطفيلة على الحملة التأديبية الأولى التي قادها الجنرال حامد فخري ، وكيف تلقت قوات الاحتلال التركي هزيمة نكراء و عادت تجر أذيال الخيبة و الصدمة أمام شجاعة مقاتلي الطفيلة.

في هذا الجزء نستعرض مسار حملة التأديب الثانية التي شنتها قوات الاحتلال التركي ضد أهل الطفيلة بعد هزيمتها أمام فرسانها، و كيف نكّلوا بأهل الطفيلة عبر القصف بالطائرات الألمانية، و اضطروهم لتكبد جحيم النزوح ، عبر رحلة شاقة وموجعة، أصابت الأطفال والنساء معاً، واضطرت النساء الحوامل أن ينجبن خلال ذلك المسير الطويل بين الأودية الوعرة، ونوضح كيف أصبحت رحلة الدوران حدثاً هاماً يؤرخ به أهل الطفيلة أعمار الناس ووقائع حياتهم و تُسمى عندهم بـ ( دَيرْة الغور ).

T2
عدد من فرسان عشائر الطفيلة أثناء عمليات الترقب و الاستطلاع للقوات التركية الغازية

حملة التأديب الثانية

مع مطلع شهر شباط  من عام 1918 ومع الهزيمة القاسية التي تلقاها الجيش التركي وحلفاءه الألمان و النمساويين في مدينة الطفيلة فإن الاحتلال العثماني بدأ يخطط لهجوم على الطفيلة وبحملة مدروسة تسمى ( الحملة التأديبية الثانية  لأهل الطفيلة ) بعد حملة حامد فخري التي توعد فيها الطفيلة ليمحقها ويقلب عاليها سافلها، ويضع السيف فى رقاب أهلها وهذا ما يذكره المؤرخ سليمان الموسى في كتابه ” لورنس والعرب ” ص١٥٣  وكان الهدف الرئيسي من هذه الحملة هو إزاحة قوات الثورة بشكل نهائي واحتلال البلدة.


الحملة التأديبية التركية ومساراتها

حان الوقت لدى الأتراك والألمان لينطلقوا بحملتهم المعدة لإعادة احتلال الطفيلة- بعد طردهم منها- في مطلع شهر آذار 1918، ويذكر أمين سعيد فى كتابه ( الثورة العربية الكبرى، م1 ، ص٢٤٥ ).

” وعلى أثر هذه الكارثة – يقصد المعركة السابقة التي هزم بها الأتراك من فرسان الطفيلة – جاء المارشال الألماني فون فالنكنهاين إلى معان، وتفقد المكان، وأمرت القيادة العليا محمد جمال باشا بأن ينتقل إلى محطة جرف الدراويش ليقود القوات التركية التى صدر الأمر سراً بحشدها لاستعادة الطفيلة وسموها ( قوى التأديب ) وكانت بقيادة الضابط الألماني ( نيونيدر ماير ) ومعه قوات تركية وبلوك خياله ألماني مع رشاشاته وكتائب فنية مع تليفون وبرق لاسلكي واستحكام “.

 

مواجهات صعبة و المحتل يعيد حساباته

يبدو أن المعارك في مدينة الطفيلة انتقلت من مراحل التماس في نهاية شباط إلى مواجهات صارمة زاد في قسوتها تكثيف العدو التركي لقواته والإستعانة بوسائله الفنية ومضاعفة مدفعيته وطائراته التي لامست الروح المعنوية عند الجنود والأهالي فأصبحت اللقاءات بين الطرفين صعبة جداً خاصة في مرتفعات الطفيلة الشرقية، التوانه وعابور والمصلى والحرير وغيره.

وقد استفادت القوات التركية المحتلة مما حدث لها في معركة الطفيلة القديمة ـ  معركة حد الدقيق – ففي هجومها الجديد – الحملة التأديبية الثانية – اختارت هذه القوات اتجاهاً آخر للهجوم غير المسار السابق المُتعب الذي اعتمدته في سيرها من نواحي الكرك إلى وادي الحسا في أرض شديدة الوعورة، أما الآن فهي تنطلق من شرق صحراوي واسع وينفع في كشف من يواجهها، تدعمها طائراتها وتسيطر على سكة الحديد هناك بعد أن أصلحت ما خرب منها، وبعد أن توقفت موجة البرد والثلوج في نهاية كانون الثاني وشباط ومطلع آذار فإن القوات التركية المحتلة ستأمن شر برودة الجبال الواقعة غربي محطتي الجرف والحسا وهي تتجه غرباً إلى الطفيلة.

وفي هذا الوقت من نهاية الأسبوع الأول من آذار حدثت لقاءات صعبة بين قوات الثورة وفرسان الطفيلة والتي يعوزها سرعة الإسناد بالمؤن والذخيرة ونقص الإمدادات بسبب البعد عن مراكز القيادة الرئيسية، وبين القوات المعادية – تركية، ألمانية، نمساوية و بلغارية – والتي تمتلك أسلحة حديثة وظهيراً متماسكاً.

وكانت أول المنازلة بعد محطة الجرف وعلى بعد 16 كم غرباً وفي خربة التوانه، وهي موقع مهم فيه نبع ماء غزير فاحتلته قوات الاحتلال التركي التي واصلت طريقها غرباً بمحورين متقاربين أحدهما احتل خربة عابور التي تبعد ٥ كم عن التوانة وعن الجرف 19 كم، أما المحور الآخر المرافق من اليسار – جنوباً – فقد اتجه إلى ما يراه من مرتفعات – الطولانه، أم الحرمل، المصلى، السحبانية و وادي الحرير – ويعترضه ثّوّار الطفيلة والعشائر البدوية الأردنية القاطنة هناك وخاصة فرسان عشيرة المناعيين.

كانت القوات التركية ومن معها ترتاح في الليل في مواقع محروسة ترسل أضواء كاشفة، وفي النهار تتحرك بسرعة مستعينين بالمدافع ذات المدى البعيد والتى تمهد للزحف،  وتذكر بعض المصادر إن الهدف من الحملة التأديبية كان واضحاً و هو تنفيذ سياسة ( المطحنة ) بحيث تتقدم القوات التركية، وتتراجع قوات الثورة أمامهم فيبتلعون الأرض ويطحنون القوات والسكان وتدفعهم باتجاه خليج العقبة لتأمين الاتصال مع القوات التركية المحتلة في معان ).

ارتدّت قوات الأمير زيد بعد منازلات غير متكافئة لتتواجد في مرتفع العيص، ولكنها لم تستطع الثبات بسبب نقص المؤن و الذخيرة فاتجهت إلى الطفيلة ومنها جنوباً إلى الرشادية في ٦ آذار ، وشعرالناس بثقل الوقت والمفاجأة بما حدث، تبع ذلك دخول القوات التركية المحتلة بلدة الطفيلة وأقاموا فيها – بعد نزوح اهل الطفيلة إلى الأغوار الجنوبية – وتجول الجنود في أسواق البلدة، وتسللوا إلى البيوت ونهبوا ما وقعت أيديهم عليه وخربوا بعض مصادر الماء والبرك وقنوات المياه كعادتهم في السلب و النهب و التخريب.

رجم الشاويش

كان الزحف التركي الذي حطّ على المنطقة  يعتمد على التمركز في قمم جبال كاشفة وهو يتقدم، ورغم أن المقاومين من أهل المنطقة لم يغيبوا عن ساحات القتال و ظلوا يتصدون للزحف، إلا أن كثافة نيران العدو التركي من أسلحته الحديثة لم تترك لهم مجالاً في مواصلة الصمود، ولم تسلم مضارب أهل الجبال وتجمعات بيوت الشعر من مدافع الترك وقنابل الطائرات.

T1
مقاتلو الثورة العربية الكبرى من فرسان ووجهاء عشائر الطفيلة

ومن الرجال المقاومين في أحشاء الجبال سقط عدد منهم فى تلك المواجهات وما زالت قبورهم شاهدة في تلك السفوح في الطولانه، ويستطيع المتجول شرقي هذه السفوح أن يرى بين الصخور قطعاً من الهياكل العظمية التي كشفت عنها أمطار الشتاء وعوامل التعرية – خاصة في أم حبابيل وأم احميطه – وهناك أيضاً كانت مقبرة جماعية ل ( ١٥ ) جندي شهيد من قوات الثورة عاد إلى جثثهم الريفيون ودفنوهم في حفرة واحدة وهذا ما يشير إليه صبحي العمري أنه قرب جبل ما المصلى في كتابه ( لورنس كما عرفته، ص210 ).

وسُمي المدفن ب ( رجم الشاويش ) حيث وضعت كومة حجارة لتغطي القبر، ونسب إسم الموقع لشاويش المجموعة، كما سمي مكان آخر قريب جبل ( الخطبة ) نسبة إلى من استشهد من المقاومين من عائلة ( خطبة الحميدات ) ومشهده واضح جداً.

ديرة الغور

ما أن شاهد أهل الطفيلة انسحاب قوات الثورة بأسلحتها وبسرعة ملفتة وسماعهم للأخبار الآتية من العدو التركي أن الحملة التركية هي حملة تأديبية حتى اجتمع رجال البلدة واتفقوا على رأي واحد ينص على أن ينقسم الرّجال إلى مجموعتين :

– المجموعة الأولى ترافق النساء والأطفال إلى غور فيفا لحمايتهم من عبث جنود الجيش التركي وتحرشهم المعهود بالنساء و الصبيان.

– المجموعة الثانية تلتحق بقوات الأمير زيد في الرشادية لتستمر في دور القتال و تحت إمرة قائد الفصيل ( إحمود ) كمتطوعين دائمين في بقية ما ينتظر من معارك الثورة.

وعلى اثر هذا الرأي اتجهت المجموعة الأولى في يومي 6 ، 7 آذار ١٩١٨ باتجاه قرية عيمه، وحاول أهل قرية عيمة بما عرف عنهم من كرم ونخوة أن يقنعوا أهل الطفيلة القادمين إليهم بالبقاء معهم ويكون العيش مناصفة بين الجميع، وتغلب رأي من دعا إلى الابتعاد عن التماس مع جنود الترك خوفاً على النساء قبل كل شيء، فواصلت هذه المجموعة نحو منحدر( مليح ) وأم جفنه غرباً ثم إلى غور فيفا وميلاً إلى الجنوب حيث وادي عربة ثم ( الضحل ).

ولما سمع الناس أن الأتراك رحلوا فيما بعد عن الطفيلة مال رجال المجموعة ومن معهم من نساء وأطفال إلى الشرق حيث مغاريب قرية بصيرة، فصعدوا إلى خاصرة مرتفع ( الكولة ) ومنه إلى عين البيضاء، ومن ثم إلى الطفيلة فوصل أولهم البلدة يوم 23 / 3 / 1918، وتبعهم آخرون على مراحل، وكانت تلك الرحلة شاقة وموجعة، أصابت الأطفال والنساء معاً، كما أن بعض النساء الحوامل أنجبن خلال ذلك المسير الطويل، وأصبحت رحلة الدوران هذه تُسمى عند أهل الطفيلة بـ ( دَيرْة الغور )، وظلت حدثاً هاماً يؤرخ به السكان أعمار الناس ووقائع حياتهم.

 

رسالة من الأمير زيد إلى الأمير فيصل

20 اذار 1918

( العدو أخلى الطفيلة وتقهقر، بعثت الشريف علي بن عريد والشيخ حمد بن جازي، ومعهم رهط عسكر مع وكيل قائمقام لحفظ الديرة، يلزم تحرير كتاب للشيخ ذياب من طرف سموكم بأن يحضر لديكم لأجل المذاكرة معه في شؤون قضائه لأن بقاءه في الطفيلة في الوقت الحاضر يضر، استرحم إرسال القائمقام ومأمور الشرطة للطفيلة.

كان انسحاب العدو التركي من الطفيلة بدون تعجّل إذ سار على مراحل، أي إن انسحابهم لم يكن شاملاً لأن وحداتهم الاستطلاعية المتمركزة في المرتفعات الشرقية للطفيلة وفي محطتي الحسا وجرف الدراويش ظلت تقوم بأعمال دوريات نحو الطفيلة بصورة متواصلة، وقد عادت إحدى دورياتهم في أواخر آذار إلى خرب العيص المشرفة على الطفيلة وأسرت عدداً من أبناء الطفيلة، ثم أرسل ضباطها يهددون الشيخ ذياب العوران حتى يتعاون معهم ضد الثورة، ومن خلال قوتهم المسيطرة على مرتفعات ومشارف البلدة، وخلّو المنطقة من قوات رادعة أوصلوا رسائلهم إلى السكان أن بدّلوا موقفكم تأمنوا جانبنا.

وبعد أيام اختلفت ظروف الحرب إذ جاء أمر مفاجئ بإنسحاب الترك يوم  23 / 3 / 1918 وهذا الأمر جاء بسبب الزحف البريطاني من فلسطين باتجاه الشرق ومحاولة اجتياز نهر الأردن ليصل إلى مرتفعات السلط، فلا بد من مواجهة التقدّم البريطاني فأمرت القيادة التركية قواتها في الطفيلة بالانسحاب لتعزيز الجبهة حول عمان للدفاع، وهكذا حان الوقت لقوات الثورة لتدخل الطفيلة من جديد ولتبدأ استعدادات القوات لمرحلة جديدة من العمليات العسكرية.

عودة أهل الطفيلة إلى بلدتهم

بعد نزوح نساء الطفيلة والأطفال ورجال الحماية نحو الأغوار في وقت الهجوم التركي والحملة التأديبية، ولمدة غياب متعبة حوالي ثلاث أسابيع، عاد من نزحوا عندما غادرت القوات التركية المحتلة البلدة، فوجدوا الدمار والتخريب قد حل بيوتهم، وراحوا يرممون ما خربه الاحتلال التركي في الأواخر من أيام آذار ومطلع نيسان، وفي ذاكرتهم من دفن في الرحلة أو من ولد في موقع ما، ونسي الناس مواجعهم وهم يصلحون ما تعرضت له قنوات الري والبرك والترع من عبث تركي أو إهمال .

رجال الطفيلة يهاجمون العدو في الجرف والحسا

أرسل الأمير زيد إلى الطفيلة من جانبه ( طارش ) – أي مرسال – يطلب العون من أهل الطفيلة في مهاجمة قوات العدو في محطتي جرف الدراويش والحسا حتى لا يتعثر مسير قوات الثورة وهي تتجه إلى الشمال ».

وتورد الروايات الشفوية من فرسان الطفيلة ما يلي : ” جاءنا ( الطارش ) وقت غروب في ساعة من آخر أيام شهر آذار فانتشر الخبر، وتجمع رجال البلدة في باحة جامع محمد بن الحنفيه – المسمى حالياً بجامع النشاش نسبة إلى خادمه – وتشاوروا ثم نظّموا أ أنفسهم في مجموعتين :

39
عدد من مقاتلي الثورة ( فرسان عشائر الطفيلة ) بالقرب أثناء مراقبة القوات التركية الغازية

– المجموعة الأولى وعدد رجالها سبعون فارسا مسلحاً توجهوا في الحال شرقاً إلى الجرف سيراً على الأقدام – مسافة أربعين كيلومتر – وفاجأوا الحامية التركية هناك آخر الليل، وقد فرّ جنود الحامية باتجاه محطة الحسا وتركوا قتلاهم.

– المجموعة الثانية وعدد فرسانها ثمانون مقاتلاً فقد اتجهوا في الوقت نفسه إلى الشمال نحو وادي الحسا، ثم مالوا إلى الشرق حيث منبع الوادي وحين اقتربوا من المحطة فاجأوا جنود العدو هناك وقت الفجر فأصاب هؤلاء ما أصاب جماعتهم في الجرف فأخذهم الذعر وانسحبوا متعجلين إلى الشمال نحو القطرانة، ولم تكن خسائر رجال الطفيلة تذكر سوى بعض الجرحى وثلاثة شهداء عادت جثثهم إلى الطفيلة محمولة على أكتاف رفاقهم، وقد انضم لرجال المجموعتين بعض فرسان عشيرة المناعيين.

 

رسالة من الأمير زيد إلى الملك حسين بن علي

– الفقي ( الجردون ) :5 أيار 1918

إن سقوط معان يكون في الوقت العاجل، وأن العدو لم يتشبث في استرداد أوتعمير ما تخرب من الحديد – أي السكة – فالظاهر من هذه الحالة أن العدو قطع الأمل من معان وجنوب الأردن، ولا شك أن هذه أكبر فرصة لجيوش الثورة الجنوبية لسحق العدو التركي، مراكزنا قريبة من بعضها بعض، الطفيلة عقب تحريرها بأيدينا مرة ثانية؛ بعثت الشريف علي بن عريد إلى هناك ونزل فيها من البادية.

الطائرات الألمانية تقصف الطفيلة

و على أثر الهجومين اللذين نفذهما رجال الطفيلة على محطتي الجرف والحسا توالت هجمات الطائرات على مضارب عربان أهل الطفيلة – وهم في موسم الحصاد في جبالهم – وبطرق وحشية وخاصة ما أصاب مضارب عشيرة البحرات في الملافيس جنوب شرق وادي الحرير، وأرسل أهل الطفيلة طارش ليخبر الأمير زيد ويبدو أن شعور العدو التركي بمرارة هزائمه راح يمارس غضبه مع الأسرى وأهل الريف في الجنوب، وهذا ما نجده فى رسالة استرحام من الأمير زيد إلى الأمير فيصل.

139
فرسان الطفيلة يتسلقون أحد مرتفعات الطفيلة أثناء عمليات تطهيرها قصفها من الطيران الألماني و يظهر الدخان المتصاعد من البيوت جراء القصف

 

وحشية الاحتلال

رسالة من الأمير زيد إلى الأمير فيصل

– الفقي : 11 شعبان ( ٢٣ / 5 / 1918 )

وفي هذه الرسالة يشير الامير زيد إلى الوحشية التي ارتكبها العدو التركي مع الأسرى الأردنيين و العرب  في معركة الجردونة وتم ذبحهم، ويطلب الأمير من أخيه فيصل إنذارا للعدو التركي، والجدير بالذكر أن أحد رجالات الطفيلة قد اشترك في هذه المعركة وقطعت رجله.

278JPG
من الشمال إلى اليمين : الأمير زيد بن الحسين ؛ الأمير فيصل بن الحسين ؛ و وبعض وجهاء العشائر الأردنية في منطقة أبو اللسن

 

رسالة من الامير فيصل إلى علي وهبي – قائد قوة المرتبة الأولى التركية المحتلة في معان

–  حزيران / ١٩١٨

 . . ” ومع أنكم قصفتم أهالي وادي موسى والطفيلة بالطائرات فإنا حتى الآن لم نرسل الطائرات لتقصف معان، وقصدنا من ضرب معان تحطيم مستودعات الذخيرة الحربية التركية،  إننا سنداوم على ضرب حاميتكم في معان حتى تقلعوا عن ضرب مضارب البدو بالطائرات  “.

 

 

 

المراجع :

الثورة العربية الكبرة ( معارك الطفيلة – صور من البطولة ) ، سليمان حمّاد القوابعة ، أزمنة للنشر و التوزيع ، الطبعة الأولى،ص125- 149، 2008 .

الثورة العربية الكبرى : الموسوعة التاريخية المصورة ، البحث التاريخي والإشراف الدكتور بكر خازر المجالي ؛ فريق العمل خولة ياسين الزغلوان ، و فريق الفرس الشقراء ، مركز أرض الأردن للدراسات والنشر،2011.

التاريخ العسكري للثورة العربية الكبرى فوق الأرض الأردنية / بكر خازر المجالي، قاسم محمد الدروع 1995 .

الثورة العربية الكبرى : الحرب في الأردن 1917-1918 : مذكرات الأمير زيد بن الحسين / سليمان الموسى، دائرة الثقافة والفنون.

المراسلات التاريخية 1914-1918 : الثورة العربية الكبرى. المجلد الأول / أعدها وحققها وكتب حواشيها وترجم بعضها سليمان الموسى، 1973.

ذكرياتي عن الثورة العربية الكبرى، محمد علي العجلوني، مكتبة الحرية ،عمّان ، 1956 .

المعارك الأولى : الطريق إلى دمشق، صبحي العمري، أوراق الثورة العربية؛ رياض الريس للكتب والنشر، لندن، بريطانيا ؛ ليماسول، قبرص ، 1991،  ط. 1.

Scroll to top