بقايا أثرية لربة عمون- جبل القلعة

مقدمة
ربة عمون – عمّان الاسم الذي حافظ على وجوده منذ بداية العصر الحديدي الثاني حتى يومنا هذا، عاصمة الدولة الأردنية العمونية، وعاصمة إقليم البلقاء حتى نهايات القرن الخامس عشر، التي عادت لتكون عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية في بدايات القرن العشرين .

في هذا البحث نحاول تسليط الاهتمام على ربة عمون عاصمة المملكة الأردنية العمونية، استكمالاً للجهد البحثي الذي نقوم به لدراسة المملكة الأردنية العمونية، والأردن في العصر الحديدي الثاني (عصر الدول الوطنية ذات السيادة على أرضها).

ربة عمون- الموقع والطبيعة والمناخ

ربّة عمون عاصمة مملكة عمون الأردنية 1880

شيّد أجدادنا الأردنيون العمونيون عاصمتهم العظيمة على رأس التل الناتئ من المرتفعات المطلة على وادي عمّان من الجهة الشمالية الغربية، واختاروا هذا الموقع الذي بنوا به القلعة ومرافق المدينة الرئيسية كونه موقعا حصينا مزودا بالمياه، ويستطيع جهاز الدولة الإداري عبره السيطرة والإشراف على مختلف النشاطات التي تمارس في محيطه، كما أنه منيع في وجه الغزو الخارجي.

يعتبر موقع جبل القلعة الحالي هو الموقع التاريخي للعاصمة الأردنية العمونية ربّة عمون، حيث أن القلعة والمرافق الرئيسية للعاصمة بنيت عليه كما أسلفنا، إلا أن الحدود الحقيقية لربّة عمون تتسع لتحتوي كامل المنطقة المحيطة بنهر عمّان أو ما يسمى بوادي عمّان الذي نشأت على المرتفعات المحيطة به مدينة عمّان الحديثة.

حيث أن ما يسمى بالأبراج العمونية، وهي أبراج دفاعية شيدها أجدادنا الأردنيون العمونيون، المنتشرة في أكثر من موقع في محيط مدينة عمّان تشير إلى الحدود الحقيقية لربّة عمون.

سميت ربّة عمون أيضاً بمدينة المياه، وهي إشارة إلى كثرة مياهها، حيث تكثر بها الينابيع، وأحواض تجميع مياه الأمطار، ويمر من منتصفها نهر عمّان الذي يصب في “يبوق” نهر الزرقاء، وكان لكثرة توافر المياه في هذه المدينة تأثيراً واضحا على التواجد البشري بها منذ أقدم العصور، وعلى الرغم من الطبيعة الجبلية لربّة عمون إلا أن الأردنيين الأوائل الذين استوطنوها استطاعوا التغلب على قسوة تضاريسها وإعمارها وزراعة أراضيها بشكل ملفت، حيث سميت عمّان أيضاً “معدن الحبوب” لجودة الحبوب التي زرعها الأردنيون الذين سكنوها في مختلف العصور.

إن الطابع المناخي الذي يطغى على العاصمة الأردنية العمونية ربّة عمون هو ما ينطبق عليه مناخ البحر الأبيض المتوسط، الذي يتسم بالبرودة والأمطار شتاءً، والحرارة المعتدلة صيفاً، لذلك اعتمد الأردنيون الأوائل في ربّة عمون على مياه الأمطار بشكل رئيسي في إنتاجهم الزراعي، كما أنشؤوا البرك والمستوعبات المائية لاستخدامها أثناء الصيف، بالإضافة إلى استثمار مياه الينابيع المتفجرة من مرتفعات المدينة ومياه نهر عمّان.

ربّة عمون – التسمية

قارورة تل سيران

سميت ربّة عمون نسبة إلى الأردنيين العمونيين الذين اتخذوها عاصمة لهم منذ نشأة دولتهم العظيمة، ويتكون الاسم من مقطعين، المقطع الأول “ربّة” وقد فسره أغلب الدارسين بأن معناه العاصمة، أو دار الحكم، والشق الثاني “عمون” أو “بني عمون”، وهو نسبة هذه العاصمة إلى أصحابها وهم الأردنيين العمونيين، وقد ورد اسم ربّة عمون أو ربّة بني عمون في العديد من المصادر، سواء في المصادر التاريخية أو في السجلات الأشورية، والنقوش والكتابات العمونية، والجدير بالذكر أن ربّة عمون حافظت على اسمها منذ عهد أجدادنا الأردنيين العمونيين حتى يومنا هذا، باستثناء الفترة التي سيطر بها السلوقيون على المنطقة من ثم الرومان، حيث أطلقوا عليها اسم فيلادلفيا، ولكن تعرض الاسم لشيء من التحوير اللغوي، حيث شطبت لفظة “ربّة” وتم تغيير لفظة “عمون” إلى “عمّان”.

ربّة عمون قبل نشوء المملكة الأردنية العمونية

تماثيل عين غزال، المصدر : موقع هلا أخبار

كما ذكرنا سابقاً فإن ربّة عمون هي مدينة المياه، والتربة الخصبة التي تنتج أجود أنواع الحبوب، والقمح تحديداً، لذلك فإن أول استيطان بشري مسجل في منطقة ربّة عمون والتلال التي تحيط بها تعود إلى 200000 ق.م، حيث وُجدت مخلفات أثرية لأدوات صوانية استخدمت في الفترة ما بين (200000 إلى 3000 ق.م).

واستمرت المدينة في التطور والإزدهار، حيث تطورت التجمعات الزراعية إلى مدينة عمّرها أجدادنا الأردنيون الأوائل، الذين مارسوا التجارة على نطاق واسع، إذ وُجِدت بقايا فخار وأدوات متنوعة تعود إلى العصر البرونزي المتأخر (1650-1250ق.م) جلبت من مصر واليونان وقبرص وغيرها، وهذا دليل على تبادل تجاري تخطى حدود الإقليم.

ربّة عمون في زمن المملكة الأردنية العمونية

بقايا أثرية- ربّة عمون – جبل القلعة

كانت ربّة عمون قبل نشوء المملكة الأردنية العمونية، إحدى الدول المدن التي أنشأها أجدادنا الأردنيون الأوائل، ومع انتهاء عصر الدول المدن، استطاع أجدادنا الأردنيون العمونيون تأسيس مملكتهم الموحّدة ذات السيادة على كامل أراضيها، ويبدو أن الزعيم الأردني العموني الذي أجمع عليه أجدادنا الأردنيون العمونيون ليقود دولتهم كان يسكن المدينة التي تحولت حينها إلى العاصمة، وفي تحليل أقرب إلى الصحة لعب الموقع الجغرافي لربّة عمون الدور الأساسي في اختيارها كعاصمة للمملكة الأردنية العمونية التي احتوت في أقل تقدير على عشرين مدينة أخرى، حيث أن ربّة عمون تقع في منتصف المملكة الأردنية العمونية الأمر الذي يجعلها بعيدة عن الأخطار الخارجية المتكررة، كما أن المناطق المرتفعة التي تحيط بها والتي بنى عليها أجدادنا الأردنيون العمونيون أبراجهم الدفاعية تعطيها أفضلية استراتيجية من ناحية دفاعية، وحيث اختار أجدادنا الأردنيون الأوائل موقع بناء هذه المدينة بدقة منذ البداية قبل نشوء المملكة الأردنية العمونية، فلقد بنيت على قمة مرتفع محاط بمنحدرات وعرة يصعب تسلقها، وتحتوي على مصادر دائمة للمياه بحيث تستطيع المدينة الصمود أمام حالات الحصار لمدد طويلة.

أمّا الأمر الآخر الذي دفع إلى اختيار ربّة عمون كعاصمة للمملكة الأردنية العمونية هو وجودها على الطريق التجاري الملوكي الذي يربط الجنوب بالشمال والذي يعد الطريق التجاري الأهم في العصور القديمة، بالإضافة إلى ثروتها الزراعية المهمة.

وصفت ربّة عمون في المصادر التاريخية بأنها – مدينة المياه – ، ووصفت أيضاً بالمدينة الملوكية، دلالة على حالة الترف والتطور الحضاري التي عاشها أجدادنا الأردنيون العمونيون وخصوصاً في عاصمتهم، وذكرت المصادر التاريخية أيضاً مدى منعة المدينة وقة تحصينها، حيث كانت ذات أسوار عالية قوية جعلتها تصمد مراراً أمام حالات الحصار التي تعرضت لها على مر تاريخها.

تكونت ربّة عمون في عصر الأردنيين العمونيين من نصفين، النصف الأول وهو أسفل الوادي حيث مارس أجدادنا الأردنيون العمونيون نشاطاتهم اليومية، من زراعة وتربية مواشي ومعاملات تجارية يومية، ومن قسم علوي على رأس المرتفع والذي كان محاطاً بالأسوار والتحصينات الدفاعية، واحتوى على قصر الملك والمباني الإدارية والمباني السكنية الخاصة بالقادة وكبار التجار، ومبنى المعبد الرئيسي للإله الأردني العموني ملكوم، وساحة لباقي الآلهة التي عبدت من قبل أجدادنا الأردنيين العمونيين، وبعض الوحدات السكنية الخاصة بصغار المزارعين والتجار وغيرهم، وكان جميع سكان المدينة يلجؤون إلى القسم العلوي من المدينة في حالات الحرب، وأكدت المسوحات الأثرية أن المدينة في ذلك العصر شُيّدت على 245 دونما قسمت مناصفةً بين القسم السفلي والعلوي من المدينة.

لمحة عن ربّة عمون في العصور اللاحقة للأردنيين العمونيين

مشهد عام لربّة عمون، يظهر في الصورة بقايا آثار رومانية (معبد هرقل)

مع اجتياح الاسكندر الكبير للمنطقة عام 333 ق.م بدأت المملكة الأردنية العمونية بالاضمحلال ككيان سياسي، و خضعت المنطقة للحكم الإغريقي وعند موت الاسكندر الكبير، اختلف ورثته بطليموس وسلوقيوس على الأردن، واستطاع السلوقيون السيطرة على المنطقة لمدة من الزمن، وثم في عهد بطليموس فيلادلفوس الثاني استطاع البطالمة إعادة السيطرة على الأردن، ولقد أعجب بطليموس فيلادلفوس الثاني بربّة عمون، فأمر بإعادة إعمار المدينة، وسماها تيمناً باسمه فيلاديلفيا.

ثم عاد السلوقيون في عام 218 ق.م للسيطرة على المنطقة واستطاعوا احتلال ربّة عمون (فيلادلفيا)، بعد مدة طويلة من الحصار كادوا أن ييأسوا من دخولها خلاله، إلا أن أحد سكان المدينة وقع في أسرهم واستطاعوا أن يحصلوا منه على المدخل السري الذي تتزود منه المدينة بالماء، واستطاعوا قطع المياه عن المدينة التي استسلمت لاحقاً.

واستمر حكم السلوقيون للمنطقة ومن ضمنها ربّة عمون (فيلاديلفيا) إلى أن سيطر أجدادنا الأردنيين الأنباط على المنطقة من البتراء جنوباً حتى دمشق شمالاً، والجدير بذكره العثور على مخلفات أثرية أردنية نبطية في ربة عمون.

وحين سيطر الرومانيون على المنطقة، أنشأ القائد الروماني بومبي  مدن حلف الديكابولس، التي حافظت على استقلالها في تلك الفترة، وعندما سيطر الملك الروماني تراجان على المنطقة شيد طريق تراجان التجاري العظيم والذي يمر في ربّة عمون.

أما في عهد الامبراطورية البيزنطية، فقد تمتعت ربّة عمون بحالة ازدهار واضحة، حيث حصلت على نوع من أنواع الحكم الذاتي، وصُكّت فيها النقود الخاصة بها، وشكلت مجلساً خاصاً للشعب.

وفي عصر الأمويين، ازدهرت ربّة عمون مرة أخرى، حيث تلاشى اسم فيلادلفيا، وعاد للمدينة اسمها القديم الذي تعرض لتغيير لغوي بسيط لتصبح عمّان، وكان لعمّان مكانة واضحة في العهد الأموي، حيث أنشأت بها دارٌ لضرب النقود التي تحمل اسمها.

أما في العهد العباسي فقد تعرض الأردن عموما ومن ضمنه عمّان لحالة من الإهمال، حيث أن العباسيين اعتبروا القبائل الأردنية حليفاً تقليدياً للأمويين وأرادوا الانتقام منهم ما دفع لقيام عدد واسع من الثورات الأردنية ضد العباسيين، إلا أن المدينة استمرّت كمركز تجاري مهم.

وبدأت مكانة عمّان بالعودة مع الدولة الفاطمية، ثم في عهد المملكة الأيوبية، حيث أصبحت أهم المراكز التجارية في المنطقة، ثم استمرت مدينة عمّان كمركز حضاري في عهد المماليك بعد الهزيمة التي لحقت بالتتار على يد المماليك في عين جالوت، إلا أن الغزوة التترية الثانية أثرت كثيراً على المدينة، ثم انتشر طاعون عام 1347م، الذي فتك بسكان المدينة، ثم أعيد إعمارها في عهد الأمير المملوكي صرغمتش الذي أقام بها مدرسة في عام 1356 م.

أما في زمن الاحتلال العثماني فقد تعرضت ربّة عمون (عمّان)، لنفس النزعة الانتقامية التي عانى منها الأردنيون، طيلة فترة هذا الاحتلال، الأمر الذي جعلها تضمحل، حتى قيام الدولة الأردنية الحديثة التي اتخذتها عاصمة لها بعد السلط لتطوّر وتزدهر مرة أخرى مستلهمةً مجدها السابق عبر التاريخ.

المراجع

  1. كفافي ، د. زيدان عبد الكافي (2006 )، تاريخ الأردن وآثاره في العصور القديمة ( العصور البرونزية والحديدية) ، دار ورد ، عمان .
  2. غوانمة، د. يوسف درويش (1979)، عمان حضارتها وتاريخها، دار اللواء للصحافة والنشر، عمان.
  3. العبادي، د. أحمد عويدي (2018)، التاريخ السياسي للممالك الأردنية القديمة، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان.
  4. الموسى، سليمان (1985)، عمان عاصمة الأردن، منشورات أمانة العاصمة، عمان.

العاصمة الأردنية العمونية – ربّة عمون

تعمل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة على تطبيق مشروع الإدارة المتكاملة للنظم البيئية في وادي الأردن والذي يهدف إلى إنشاء شبكة من المحميات والمناطق الهامة بيئياً على طول وادي الأردن، وتعتبر منطقة اليرموك إحدى المناطق التي تم العمل عليها، حيث تم إعلانها كمحمية طبيعية بتاريخ 6 كانون ثاني عام 2010 من قبل رئاسة الوزراء وأصبحت مدرجة ضمن قائمة المحميات الطبيعية في الأردن والتي تعمل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة على إدارتها وتشغيلها.

محمية غابات اليرموك

تقع محمية غابات اليرموك في الجزء الشمالي الغربي من المملكة على حدود مرتفعات الجولان، وتبلغ مساحة المحمية 20 كم²، ويتكون الموقع من جزئين طبوغرافيين أساسيين: الجبال حيث يصل ارتفاعها إلى 500 متر فوق سطح البحر وتغطيها غابات البلوط متساقط الأوراق بشكل جيد، وما يتخللها من الأودية الصغيرة والمتوسطة والتي تنحدر نحو نهر اليرموك حيث يكون فيها الجريان موسمياً باستثناء وادي شق البارد.

تقع محمية غابات اليرموك ضمن إقليم البحر الأبيض المتوسط الجغرافي الحيوي الذي يتميز بمناخ معتدل حيث الجو حار صيفاً وبارد شتاءاً ويصل فيه معدل هطول الأمطار إلى 400 ملم/سنة. تحتوي المحمية على نمطين نباتيين: نمط غابات البلوط متساقط الأوراق (الملول) ونمط النبت المائي العذب، وقد أظهرت المسوحات الأولية السريعة وجود 59 نوع من النباتات أهمها البلوط متساقط الأوراق والذي يعد الشجرة الوطنية للأردن بالإضافة إلى البطم الأطلسي، الصفصاف الأبيض، الدلب الشرقي، الأوركيد الأناضولي، الصنوبر الحلبي.

محمية غابات اليرموك

تم تسجيل 20 نوع من الثدييات من خلال دراسات المسح السريع أهمها الغزال العربي، الدلق الصخري، الوبر، قط الأدغال، ابن آوى. بالإضافة إلى تسجيل 58 نوع من الطيور أي ما يشكل 14% من الطيور الموجودة في الأردن منها الحمام المرقط، الوروار، العوسق، الهدهد، نقار الخشب السوري، دجاج الماء، الحجل، الشنار. وقد تم تسجيل 15 نوع من الزواحف منها: العلجوم الاخضر والأفعى الفلسطينية .

يعتبر الرعي الجائر وانجراف التربة والتحطيب والصيد والتوسع الزراعي والسياحة العشوائية من أهم العوامل المؤثرة سلباً في المحمية، وتعمل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة على إعداد الخطة الإدارية للمحمية لمواجهة هذه المهددات بالتشارك مع المجتمعات المحلية.

السياحة البيئية

مسارات المشي

• الممر الجبلي/ممر عرقوب رومي

المسافة: 12 كم

الوقت : ( 5 – 7 ) ساعات

صعوبة الممر: متوسط

محمية غابات اليرموك

الوصف:

الممر الجبلي هو ممر متعدد المناظر والتضاريس، متوسط إلى صعب ، يمتاز بالتنوع الحيوي. حيث يبدأ الممر من منطقة حي دار الباشا باتجاه المنصورة ،و يبدأ المسير بسهولة على سفح جبل عرقوب رومي، مروراً بالعديد من التضاريس الصخرية والتي تشكل 50% من مساحة محمية اليرموك الطبيعية. التي تتميز بوجود العديد من النباتات والأشجار والحيوانات أهمها ( شجر الزعرور، السلحفاة الإغريقية(، أنواع من الحيّات، وزغة كزتشاي Geckoوالدلق الصخري المرافق لشجر المالول والذي يدل على صحة النظام البيئي).

وخلال المسير وعند الوصول إلى نقطة المطل والتي ترتفع 308 فوق سطح البحر، يمكنك أخذ قسط من الراحة والاستمتاع بمشاهدة بحيرة طبريا/ جبل الطور / والجولان.

بعدها سيأخذك المسار في نزول وصولاً إلى 142 فوق سطح البحر ، باتجاه معلم أثري- عرقوب رومي- وصولاً إلى عين نيني. ثم الاتجاه صعوداً نحو -المؤسسة – حيث يمكنك مشاهدة العديد من المباني القديمة التي يصل عمرها حتى 50 عام. وينتهي الممر في بركة العرايس.

الممر الجبلي/منطقة الشريف:

المسافة: 5 كم

الوقت : ( 2-3 ) ساعات

صعوبة الممر: متوسط

محمية غابات اليرموك

الوصف:

ممر الشريف الجبلي هو ممر متعدد المناظر والتضاريس، سهل إلى متوسط ، يمتاز بالتنوع الحيوي. حيث يبدأ الممر من منطقة أم قيس باتجاه قرية المخيبة التحتا ،و يبدأ المسير بسهولة عبر سلسلة جبلية شبة مستوية ذات ارفاعات وانحدارات بسيطة تلائم جميع الفئات العمرية ، مروراً بالعديد من التضاريس الصخرية والتي تشكل 50% من مساحة محمية اليرموك الطبيعية. التي تتميز بوجود العديد من النباتات والأشجار والحيوانات أهمها ( شجر الزعرور،السويد,واشجار الملول والسوسنة, السلحفاة الإغريقية(، أنواع من الحيّات، وزغة كزتشاي Geckoوالدلق الصخري المرافق لشجر المالول والذي يدل على صحة النظام البيئي).

وخلال المسير وعند الوصول إلى نقطة المطل والتي ترتفع 352 فوق سطح البحر، يمكنك أخذ قسط من الراحة والاستمتاع بمشاهدة بعض الكهوف والتكوينات الصخرية وبئر قديم ويمكنك مشاهدة بحيرة طبريا/ جبل الطور / والجولان/ وصفد /واجزاء كبيرة من الضفة الغربية/مرتفعات جبل الشيخ البناني .

بعدها سيأخذك المسار في نزول وصولاً إلى 85 فوق سطح البحر ، باتجاه وادي المنطمرة وهي نهاية المسار الجبلي يمكنك اخذ استراحة شاي على الحطب لفترة قصيرة-ومن ثم متابعة المسير عبر وادي المنطمرة لمسافة 1كم باتجاه قرية المخيبة التحتا وصولاً الى 18 فوق سطح البحر .

ممر وادي المنطمرة:

المسافة: 6 كم

الوقت: (3-4) ساعات

صعوبة الممر: متو

محمية غابات اليرموك

الوصف:

يبدأ الممر بالقرب من المنصورة مركز الاميرة بسمة إنحداراً باتجاه عين المنطمره وبداية الممر منحدره متوسطة الصعوبة .

ثم يبدأ المسير بسهوله عبر الوادي حيث الينابيع طبيعيه (عين المنطمره) يتمتع الزائر للوادي بجمالية تنوع الأنماط النباتية كنمط البلوط “الملول” على سفوح الوادي ونمط أشجار الخروب على إمتداد الوادي إضافة إلى إمكانية مشاهدة بعض موائل الحيوانات البرية واّثار تلك الحيوانات .

يتيح الممر للزائر فرصة مشاهدة نقوش جدارية قديمة في بعض الكهوف الأثرية والتي تعود لحقب زمنية مختلفة .

كما يوجد في هذا الوادي أثار قديمة لمساكن إستخدمها الإنسان في عصور مختلفة إلى جانب المقالع الحجرية التي إستخدمها الإنسان كمورد لحجارة البناء .

في نهاية المسير في الوادي يترك الزائر الوادي حيث الإطلالة على هضبة الجولان وبحيرة طبريا ونهر اليرموك الخالد وبعدها يواصل المسير إلى أن يصل قرية المخيبة.

الممر التعليمي / ممر الحريث:

المسافة: 1.5 كم

الوقت: (1 – 2 ) ساعات

صعوبة الممر: سهل

محمية غابات اليرموك

الوصف:

يبدأ الممر بإطلالة فريدة على غابة البلوط المتساقط الاوراق من جهة وعلى غابة الصنوبر الحلبي المزروع من جهة اخرى، وخلال المسير يتمكن الزائر من مشاهدة بعض النباتات الحولية والشجيرات مثل الزعرور والسويد والقندول واللوز البري والفيجن واللصف والكتيللة.

الى ان تصل الى رأس الحريث وتجلس مطولا لتتمتع بأروع صورة لجزء من حفرة الانهدام وهضبة الجولان وبحيرة طبريا.

ويعتبر الممر أحد الشواهد على الحضارات السابقة اذ يحتوي على قنوات لتجميع مياه الامطار استخدمت في العصر الروماني ومقاطع الصخور وكهوف وبعض الخنادق العسكرية ونقطة مدفعية استخدمت في في ستينات القرن التاسع عشر.

محمية غابات اليرموك

المصدر

الجمعية الملكية لحماية الطبيعة

محمية غابات اليرموك

في عام 1975 قامت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالبدء بأعمال إنشاء سياج حول منطقة الشومري تمهيداً لإنشاء أول محمية لحماية الحياة الطبيعية في الأردن، حيث تبلغ مساحة المحمية 21كم2، تمثل المحمية أول نموذج للمحميات الطبيعية في المناطق ذات المناخات الصحراوية الجافة في الأردن، والتي شكلت المعرفة الأساسية حول المنهجيات العملية في تأسيس وإدارة المحميات والتي تم استخدامها في المحميات الأخرى في الأردن. تتكون المحمية من أثنين من المعالم الجغرافية الأساسية: الأودية الصحراوية وأراضي الحماد. تشكل الأودية الصحراوية %60 من المساحة الكلية للمحمية، وأكثر هذه الأودية شهرة هو وادي الشومري المعروف الذي يمر مباشرة من قلب موقع، وهذا الوادي هو الذي ينسب إلية اسم المحمية. أراضي الحماد تحتل ما تبقى من المحمية وتشكل 35٪، وتغطي الأرض طبقة من الصوان الأسود. توفر محمية الشومري مكان مفتوح للجامعات الأردنية لإجراء الأبحاث العلمية حول المناطق الجافة وشبه الجافة.

تأسست المحمية لحماية التنوع الحيوي الغني للموقع، حتى لأن تم تسجيل ما يزيد عن 193 نوع نباتي في المحمية أكثرها شيوعاً هي القيصوم، الشيح، البابونج، الغضا، الشنان، الرتم والحرمل. كما تم تسجيل ستة أنواع من المفترسات في المحمية تشمل الثعلب الأحمر، ابن آوي، الذئب، الضبع المخطط، الوشق والقط البري. أما بالنسبة للطيور التي تم مشاهدتها في المحمية فتشمل العقاب، الباز والرخمة المصرية.

محمية الشومري للأحياء البرية

تم إنشاء محمية الشومري للأحياء البرية في البدايات كمركز إعادة إكثار يهدف إلى إكثار وإعادة إدخال الحياة البرية المهددة عالمياً والمنقرضة محلياً وتحديداً المها العربي. في عام 1978 وبدعم الجهود الدولية قامت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بإطلاق عملية إنقاذ المها العربي وذلك بعد استلام أربع حيوانات من حديقة فينيكس، الولايات المتحدة الأمريكية، ووضعها في مسيجات تكاثر محضرة خصيصاً في محمية الشومري للأحياء البرية، في محاولة لإعادة المها العربي إلى موطنه الطبيعي في البادية. وبحلول عام 1983، حققت هذه العملية أولى نجاحاتها بعد إطلاق 31 مها عربي من الأسر إلى موطنها الطبيعي داخل المحمية.

محمية الشومري للأحياء البرية

محمية الشومري للأحياء البرية هي الآن موطن لمجموعة من الحيوانات النادرة في الشرق الأوسط، مثل النعام، الغزلان والحمار البري، حيث بذلت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة جهوداً كبيرة لمساعدة هذه الحيوانات في لإعادة بناء إعدادها وتأكيد وجودها ضمن حدود المحمية، بعيداً عن خطر الصيد وتدمير الموائل اللذان كادا يقضيان عليهم من البرية نهائياً.

زوار محمية الشومري للأحياء البرية لديهم الفرصة لمشاهدة نتائج هذا التعاون الدولي. حيث يمكن رؤية المها يتجول بحرية في المراعي الصحراوية، والنعام، الغزلان والحمر البرية يمكن مشاهدتها في مسيجاتها. كنموذج ريادي للتعليم البيئي الذي يناسب كافة مستويات طالبي العلم المحمية أصبحت نقطة جذب للأطفال ورحلات المدرسة.

السياحة البيئية

محمية الشومري للأحياء البرية

أسست الجمعية الملكية لحماية الطبيعة محمية الشومري في عام 1975، كمركز لإعادة توطين الأحياء البرية المهددة بالانقراض أو التي انقرضت محليا.

حاليا، وبعد برامج التوطين مع بعض من أبرز محميات الأحياء البرية في العالم وحدائق الحيوان، أصبحت هذه المحمية الصغيرة والتي تبلغ مساحتها 22 كم2 بيئة آمنة مزدهرة ببعض من أكثر الحيوانات ندرة في الشرق الأوسط.

تحوي المحمية كل من حيوانات المها العربي والنعام والحمر البرية (الحمار البري الفارسي) والغزلان، والتي تم وصفها على العديد من اللوحات الفسيفسائية المحلية من القرن السادس البيزنطي. وفي المحمية يتم إعادة اعمار نسلهم والحفاظ على وجودهم من خلال هاذا الملاذ الآمن عن طريق حمايتهم من الصيد الجائر والعوامل التي تدمر بيئتهم والتي كادت أن تقضي علهم تقريبا.

غالبا، يمكنك رؤية المها والحمر البرية تتجول بحرية في مراعيها الخضراء الواسعة، ويمكن أيضا رؤية الغزلان في حظائر مخصصة لها.

قصة المها العربي

محمية الشومري للأحياء البرية

المها العربي، او الظبي الأبيض الأنيق، هي واحدة من عدد قليل من الثدييات الأصيلة في شبه الجزيرة العربية والتي انقرضت في الأردن منذ العام 1920 تقريبا، نتيجة عمليات صيدها المتزايدة بغية الحصول على لحمها وفرائها وقرونها.

إن زيادة قوة وفاعلية بنادق الصيد مصحوبة بتطور المركبات الآلية تعد المفتاح لانقراض المها. فقد قتل آخر مها عربي معروف بالعالم من قبل صيادين في عمان عام 1972.

لكن لحسن الحظ، وقبل هذه الحادثة، كانت جمعية المحافظة على النباتات والحيوانات والصندوق العالمي للطبيعة عام 1962 قد بدأتا محاولة الإنقاذ الدولية المعروفة باسم عملية المها. أنشئ قطيع البقاء في الولايات المتحدة الأمريكية، من ثلاثة حيوانات من عمان، وواحدة من حديقة الحيوان في لندن، واحدة من الكويت، وأربعة من السعودية، وازداد عدد حيوانات المها في هاذا القطيع بشكل ملحوظ، وبعدها اقترحت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وجوب عودة القطيع إلى موطنه الأصلي في صحراء شبه الجزيرة العربية.

في عام 1978، تم نقل أحد عشر رأسا من المها العربي الى محمية الشومري، وقد ارتفع عددها الآن الى قرابة المئتين! عملية المها كانت ناجحة جدا لدرجة أن الأردن أصبحت الآن تزوّد المها لبلدان أخرى، والتي تقوم بدورها بتنفيذ برامج اعادة التوطين.

• جولة في سفاري المها 

محمية الشومري للأحياء البرية

برفقة دليل

الارتفاع: 520 متر فوق سطح البحر

المجموعة: 7 أشخاص لكل سيارة

الوصف:

ستلتقي الدليل المحلي الذي سيرافقك بجولة سفاري المها العربي، حيث سيقوم بتزويدك بنبذة تعريفية صغيرة عن المحمية قبل البدء بالجولة. وفي منتصف الطريق ستتوقف لتستمتع بالمشاهد الشبه صحراوية لمحمية الشومري وأنت تتناول كوبًا من الشاي الساخن ووجبة خفيفة لذيذة. تعد محمية الشومري مكانا رائعًا للتعرف على المواطن الصحراوية الاستثنائية ومن خلال جولة السفاري ستشاهد وتراقب واحدًا من أروع الحيوانات البرية في المنطقة: المها العربي المهدد بالانقراض.

والمها العربي هي ظباء بيضاء كبيرة، تتمتع بقرون طويلة، ويُعتقد أن أصله وحيد القرن الأسطوري. بالاضافة لذلك فقد ترى أيضًا الحمار البري الفارسي، وهو آخر الأنواع المهددة بالانقراض والذي تمت تربيته بنجاح في المحمية. ليس بإمكاننا أن نضمن رؤية أيٍ من الحيوانات الكبيرة خلال الجولة، ولكنك سوف ترى أفقًا خاصًا للصحراء الشرقية، مع مجموعة متنوعة من النباتات المتنوعة والألوان الحادة. فمحمية الشومري تقع على مسار هجرة عالمية رئيسية بين أوروبا وآسيا وأفريقيا وتعد بقعة هامة لنشاط الطيور، حيث تتوقف العديد من الطيور فيها خلال مواسم الهجرة للراحة وتناول الطعام والتزاوج.

سوف تتعلم خلال جولتك المبادئ الأساسية لتعقب الحيوانات وقراءة مساراتها الطبيعية، بالاضافة لتعرفك على الغطاء النباتي في المحمية، فهي غنية بأنواع مختلفة من النباتات والأعشاب المحلية. بالإضافة إلى رحلات السفاري، سيرى الضيوف أيضًا عرضًا للصقور وكيفية إحاطتها بالفريسة.

• ممر وادي الشومري

محمية الشومري للأحياء البرية

برفقة دليل

المسافة :3 كم

الوقت: 1:30 ساعة

صعوبة الممر: سهل

الوصف:

يبدأ الممر الدائري من مركز زوار محمية الشومري للأحياء البرية باتجاه منطقة التنزه وحتى تصل الى بوابة الوادي ليقوم الدليل بالشرح والتعريف عن الممر.

يبدأ المسير داخل وادي الشومري حيث يوفر مناظر طبيعية وخلابة للمحمية، يمتاز ممر وادي الشومري بالتنوع الحيوي الفريد، حيث يقودك الممر عبر العديد من أنواع النباتات منها الموسمية مثل: الشعير البري، الخبيزة، لسان الحمل، الكلخ، الحرمل، وبعض النباتات المعمرة مثل: القطف، الشيح، قيصوم، شجر الإثل، الرتم.

يقودك الممر وصولا الى مسيج العناية بالمها العربي والمشي بمحاذاة المسيج لحد الوصول الى البركة الصناعية والتي تتيح للزائر فرصة مشاهده المها العربي وبعض الطيور المغردة، وبعد مواصلة المسير يتم المرور بوحدة العناية بالطيور المصادرة الى أن ينتهي الممر رجوعا الى مركز زوار محمية الشومري للأحياء البرية.

المصدر

الجمعية الملكية لحماية الطبيعة

محمية الشومري للأحياء البرية

قام مشروع الإدارة المتكاملة للنظم البيئية في وادي الأردن بتأسيس عدد من المحميات الطبيعية على طول وادي الاردن، تم تأسيس محمية فيفا الطبيعية ضمن أنشطة المشروع والذي يتبع لإدارة الجمعية الملكية لحماية الطبيعة تم إعلان محمية فيفا بتاريخ 13-7-2011، وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة الأردنية الهاشمية، وتبعد 140 كم عن عمان وحدها الغربي هو الحد الدولي بين الأردن والضفة الغربية. تبلغ مساحة محمية فيفا 26 كم²، وتمتد من منطقة السمار في الشمال وحتى منطقة خنيزيرة في الجنوب، وأخفض نقطة في المحمية تبلغ 420 م تحت سطح البحر

يوجد في المحمية نمطين نباتيين مهمين: نمط النبت الملحي ونمط النبت الإستوائي، كما تقوم المحمية بحماية سبعة أنواع نباتية وحيوانية مهددة، مثل نبات الآراك، الوشق و الضب

يسود المنطقة إقليم النفوذ السوداني والذي يشبه الصحراء ويتميز بارتفاع درجات الحرارة، التنوع الحيوي النباتي والحيواني استطاع التأقلم مع الظروف الصعبة. تعتبر المحمية موطن 4% من أنواع النباتات و8% من أنواع الحيوانات في الأردن

 

 

محمية فيفاالطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية
محمية فيفا الطبيعية

المصدر

الجمعية الملكية لحماية الطبيعة

محمية فيفا الطبيعية

يعد مرصد طيور العقبة منطقة مهمة للطيور تتكون من موائل متنوعة كالموائل الشجرية والشجيرات والبيئات الصحراوية والأراضي الرطبة. هذه الموائل التي تحتل موقع استراتيجي على ثاني أهم مسار لهجرة الطيور في العالم والمتمثل بحفرة الانهدام تضمن جذب أنواع متنوعة من الطيور. لذا فإن مرصد الطيور يشكل نقطة استراحة لما يصل إلى نصف مليون طائر سنوياً تعود لنحو 250   نوعاً مختلفاً من الطيور

مرصد طيور العقبة

لا تشكل الأراضي الرطبة في مرصد طيور العقبة موطناً مناسباً للطيور فحسب، بل تعتبر فكرة رائدة لإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لإنشاء أحد أهم المنتجات السياحية لمراقبة الطيور في الأردن والمنطقة

مركز زوار المرصد

منذ عام 2012، تعمل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالتعاون مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وشركة مياه العقبة للحفاظ على استدامة الموائل في المرصد وفتح الموقع للجمهور لممارسة تجربة مراقبة الطيور والتي قد تعطيهم فرصة لرؤية ما يصل إلى 70 نوع مختلف من الطيور في جولتهم اليومية خصوصاً خلال الوقت الأمثل لمواسم الهجرة في الربيع والخريف من كل عاميزور مرصد طيور العقبة ما يصل لعشرة الاف زائر سنوياً على شكل: عائلات، طلاب، زوار رسميين ومراقبي طيور للاستمتاع بتجربة مراقبة الطيور المهاجرة خلال استراحتها في المكان

المصدر

الجمعية الملكية لحماية الطبيعة

مرصد طيور العقبة

مرصد طيور العقبة

تغطي محمية غابات عجلون التي أنشئت في العام 1987 مساحة 12 كم² وتقع ضمن مرتفعات عجلون شمال عمان. وتتألف من جبال تشبه إلى حد كبير مناطق البحر الأبيض المتوسط، ويتراوح ارتفاعها ما بين 600-1100 متراً فوق سطح البحر، وتحتوي على سلسلة من الأودية المتعرجة.

تم اقتراح عجلون كمنطقة محمية في دراسة كلارك عام 1978، وتتمثل أهميتها البيئية بتمثيلها لنمط غابات البلوط دائمة الخضرة والذي هو شائع في شمال الأردن. كجزء من نظام حوض البحر الأبيض المتوسط الجغرافي الحيوي فإن المنطقة تسودها الغابات والتي تشكل جزءاً مهماً من غابات الأردن، علماً بأن مساحة الغابات في الأردن لا تتجاوز 1% من إجمالي مساحة الأردن.

وبالإضافة للبلوط دائم الخضرة يعيش في المحمية أشجار الخروب، شجر البطم الفلسطيني والقيقب. وعلى مر السنين كانت هذه الأشجار غاية في الأهمية لسكان المنطقة كمصدر للحطب وفي بعض الأحيان كقيمة غذائية وطبية أو ببساطة كمصدر للطعام.

تحتضن غابات عجلون العديد من الحيوانات والنباتات مثل الخنزير البري والدلق الصخري، وهو نوع من أكلات اللحوم والذي يقتصر انتشاره على موائل الغابات، وابن آوى، والذي يتواجد بأعداد جيدة بالقرب من المحمية، بالإضافة إلى الثعلب الأحمر والضبع المخطط  والسنجاب الفارسي والنيص والذئب.

وينتشر في المحمية العديد من أنواع الزهور البرية مثل السوسنة السوداء عدة أنواع من وأزهار الأوركيد والزنبق البري، والعديد منها موجود على ملاحق اتفاقية (CITES). في العام 2000 تم إعلان محمية غابات عجلون من قبل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة والمجلس العالمي لحماية الطيور كمنطقة مهمة للطيور في الأردن.

بعد تأسيس المحمية، شرعت الجمعية ببرنامج إكثار يهدف لإعادة إطلاق الأيل الأسمر المنقرض محلياً إلى البرية، الأيل الأسمر متأقلم مع بيئة الغابات في عجلون، ويتغذى على أنواع عديدة من الأشجار والشجيرات والأعشاب. فيما مضى وفرت الغابات الكثيفة التي كانت تغطي مناطق عجلون البيئة المثالية لهذا المخلوق الأصيل، لكن التحطيب الذي كان سائداً في 200 عام الماضية ساهم في انقراض الأيل الأسمر من الأردن، ومنذ إطلاق هذا البرنامج في العام 1998، تمكنت الجمعية من إطلاق أعداد من الأيل الأسمر في المحمية، لتعود إلى موئلها الطبيعية وتستمر في النمو والتكاثر.

لا تزال محمية غابات عجلون تواجه العديد من المخاطر حيث تأثر شكل وحدود المحمية بشكل سلبي بوجود الأراضي الخاصة حولها، في الوقت الحالي هذا أدى إلى ظهور العديد من المشاكل الإدارية للمحمية، بسبب وجود العديد من المداخل غير الرسمية للمحمية والتي ساعدت على الدخول المعتدين إلى داخل المحمية لأغراض غير قانونية مثل التحطيب، الرعي والصيد.

ومع ذلك، لدى المحمية أحد أكثر برامج التواصل والتوعية الشعبية تأثيراً بين مختلف المحميات في الأردن، هذا الأمر أدى لرفع وعي المجتمعات المحلية التي تقطن المنطقة حول أهمية المحمية وحمايتها، ولهذا السبب تمكنت الجمعية من إطلاق عدد من المبادرات بالتعاون بين المحمية والسكان المحيطين بها.

مشاريع التنمية الاقتصادية الاجتماعية

  1. بيت الصابون
  2. بيت الصابون

يقع بيت الصابون في مبنى الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة في قرية أم الينابيع الرائعة حيث تقوم سيدات القرية بإنتاج صابون عرجان بالطرق التقليدية العريقة من زيت الزيتون الصافي مائة بالمائة ممزوجاً بزيوت طبيعية أخرى ومستخلصات نباتات المنطقة مثل اللافندر والنعناع والرمان وغيرها من خلاصة الزيوت الصافية. يستطيع زوار بيت الصابون التمتع بمشاهدة عملية تصنيع الصابون واحتساء كوب من أعشاب المليسة، بالإضافة إلى التسوق في الدكان الموجود في البيت.

  1. بيت البسكويت
  2. بيت البسكويت

يضم بيت البسكويت الواقع في مبنى الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة في قرية أم الينابيع مطبخ “تسالي” حيث يتم تحضير البسكويت والحلويات المعدّة يدوياً بوصفات أردنية تقليدية ومكونات محلية بطريقة معاصرة من قبل سيدات المجتمع المحلي. هذه الفكرة ساعدت على تقديم “تسالي” البسكويت والحلويات الأردنية بروح جديدة، حيث تقدم الوصفات الأردنية القديمة بطريقة مستوحاة من المكونات المحلية التقليدية. تضم منتجات بيت البسكويت؛ رقائق زيت الزيتون وساندويش الدبس والطحينة وحلوى الطاقة وبسكويت الزعتر بالجبن وبسكويت اليانسون.

  1. بيت الخط العربي
  2. بيت الخط العربي

في هذا البيت ستخبرك السيدات نبذة عن تاريخ ومميزات أهم ستة أنواع من خطوط اللغة، ويمكنك التدرب على طريقة كتابة اسمك بالخط المفضل لديك. يهدف بيت الخط العربي لتقريب الحضارات المختلفة من خلال اظهار جمال اللغة العربية لزواره وتعريفهم بتاريخ الكتابة واللغة. كما يمكنك طلب تصميمك الخاص من بطاقة معايدة أو برواز للمنزل وبهذه الطريقة تقوم بدعم سيدات المجتمع المحلي العاملين بذلك.

السياحة البيئية

ابن اوى محمية غابات عجلون

تقع محمية غابات عجلون على مرتفعات محافظة عجلون شمالي العاصمة عمان، وتغطي هذه المحمية مساحة ما يقارب 13 كيلو متر2. ويحيط بها أشجار البلوط و الصنوبر والخروب والفراولة البرية والفستق البري. و تعتبر هذا الأشجار مهمة بالنسبة للسكان المحلين باعتبارها مصدر للحطب ومنظر طبيعي جميل وفي أحيانٍ كثيرة لأغراض علاجية وكطعام. وقد شهدت مدينة عجلون على مر العصور استيطان حضارات بشرية بسبب مناخها المعتدل وغاباتها الكثيفة وتربتها الخصبة. و يظهر هذا جلياً في المواقع الأثرية المنتشرة في الغابات والقرى المحيطة بها. وتعتبر هذا المحمية مكان يضم النباتات والحيوانات البرية إضافة إلى كونها مكان ينعم بالهدوء ويستطيع المرء التمتع بجمال الطبيعية فيه. ويعتبر كل من حيوان الضبع المخطط وخز الزان والنيص المتوج من الحيوانات التي يندر العثور عليها إلا في المحمية. أما في فصل الربيع تمتلئ المحمية بالزهور البرية كشقائق النعمان والورود الصخرية.

 

الإقامة

أكواخ عجلون

أكواخ محمية غابات عجلون

هناك ثلاثة وعشرون كوخًا خشبيا مصمم بإبداعية ليتمكن الزائر من الاستمتاع بتجربة البقاء في الطبيعة مع رفاهية إضافية. كُل كوخ مصمم بطريقة مريحة ومجهز بحمام شخصي بالإضافة إلى شرفة تجعلك ترغب بالجلوس لساعات مستمتعاً بالنسيم العليل ومنظر الغابات. وتستقبل الأكواخ الزوار على مدار العام.

 

المأكولات والمشروبات

مطعم محمية غابات عجلون

يتوفر في المحمية مطعم يقدمُ أطباق بيتية الصنع لوجبات محلية وتقليدية، فيمكّن الزوار من الاستمتاع بتناول الأطباق المحلية وتجربتها في الهواء الطلق.

  • مسارات المشي

مسارات المشي

مسار الأيل الأسمر

برفقة دليل أو بدون

مستوى الصعوبة: سهلة

المسافة: 2 كيلومتر

المدة: أقل من ساعة

عدد المجموعة: من 4-18 شخص

الوصف:

هذا الممر الدائري القصير يبدأ من المخيم، ويوفر مناظر طبيعية وخلابة للمحمية. بالقرب من منطقة الاكواخ والخيم ستجد معصرة عنب حجرية قديمة، وفي ساعات الصباح يمكن مشاهدة الأيل الأسمر قبل العودة الى مركز الزوار.

 

ممر قرية عرجان

برفقة دليل فقط

مستوى الصعوبة: متوسط

المسافة: 12 كم

الوقت: 6 ساعات

حجم المجموعة: من 4 الى 18 شخص

وصف الممر

يبدأ الممر من مركز زوار محمية غابات ويأخذك عبر الوديان المشجرة والبساتين الخضراء المورقة في قرية عرجان، مما يتيح لك فرصة اكتشاف نمط الحياة الريفية الموجود في المنطقة. وخلال الممر، يمكنك مشاهدة اصطفاف أشجار الحور على طول نبع المياه والتي تشكل مشهدًا في غاية الجمال، بالإضافة إلى الجدران الصخرية وطواحين المياه القديمة التي كانت تستخدم قديما.

محمية غابات عجلون في الربيع

 

مسار راسون

متاح على مدار العام ما عدا شهر رمضان)، برفقة دليل

مستوى الصعوبة: متوسط

المسافة: 6-7 كم

المدة: 2-3   ساعات

عدد المجموعة: من 4-18 شخص

الوصف: يبدأ الممر من مركز زوار محمية غابات عجلون مشيا على الاقدام. يمكنك أن تتبع طريقا صغيرا غير مباشر يودي الى آثار معصرة نبيذ قديمة وباستطاعتك مشاهدة أشجار القيقب الأقدم في المحمية. يرتفع الممر إلى 1100 متر فوق سطح البحر عند نقطة مراح النسر وينزل بك بعد ذلك حيث النهاية في قرية راسون ومن هناك يمكنك العودة بالسيارة أو الباص إلى بيت الصابون في مبنى الأكاديمية الملكية لحماية الطبيعة حيث تشاهد الطريقة التقليدية التي تتبعها سيدات القرية في صنع الصابون من زيت الصابون الصافي.

 

مسار اللبيد الزهري

 برفقة دليل

مستوى الصعوبة: متوسط

المسافة: 8 كم

المدة: 3-4 ساعات

عدد المجموعة: 4-18 شخص

المتطلبات: مستوى مقبول من اللياقة البدنية

الوصف: يبدأ الممر من مركز زوار محمية غابات عجلون حيث سمي هذا الممر على اسم زهرة اللبيد الزهري التي يمكن مشاهدتها في جميع أنحاء الممر في فصل الربيع، يعبر الممر غابات كثيفة وبساتين ومزارع وقرى داخل وخارج المحمية. بالإضافة إلى ذلك يمنحك هذا الممر رؤية مناظر جميلة للضفة الغربية وسوريا والريف الأردني. في منتصف الطريق تقريبا، ستشاهد معصرة النبيذ والزيتون التي تعود إلى العصور البيزنطية والرومانية، وقبل الوصول إلى نهاية المسار، استرخ وخذ قسطا من الراحة, تحت ظل شجرة الملول الكبيرة. وفي كل موسم تستطيع التمتع بتنوع نباتي مختلف.

مشهد عام من المحمية

مسار مارالياس

برفقة دليل

مستوى الصعوبة : متوسط

مدة الممر: 4 ساعات

المسافة : 8.5 كم

عدد المجموعة: 4-18 شخص

الوصف: يقودك الممر الذي يبدأ من مركز الزوار، إلى آثار كنيسة مارالياس التي تعتبر واحدة من أقدم الكنائس في الاردن، حيث سميت الكنيسة بهذا الاسم نسبة الى النبي الياس أو اليا. يأخذك الممر عبر مجموعة من بساتين التين والاجاص، وبين غابات السنديان وأشجار الفراولة ومروج مملوءة بالزهور. تتقاطع مع الوادي الجدران الحجرية الاستنادية، التي تحمي بساتين المزارعين من أمطار الشتاء ومن الخنازير البرية. استرخي في الظل مع كوب من الشاي قبل التسلق إلى قمة التلة التي توفر مناظر رائعة للمنطقة المحيطة.

 ممر قلعة عجلون

برفقة دليل

مستوى الصعوبة: صعب

المسافة: 18 كم

المدة: يوم كامل

عدد المجموعة: 4-18 شخص

عند وصولك مار الياس، لديك خيار الاستمرار على طريق مليء بالتحدي، والذي سيأخذك يبدأ من بيت المزارع الصغير والبساتين المجاورة لها في الطريق إلى قلعة عجلون، والتي بنيت بين 1184 م – 1188 من قبل ابن أخ صلاح الدين، ففي القسم الأول من الممر يمكنك التمتع بمناظر من الضفة الغربية وسوريا، قبل أن تنحدر إلى واد مشجر. الطريق شاقة وصعبة ولكن منظر القلعة عند رؤيتها لن يصدق. ويتخلل هذه الجولة، استراحة غداء أعدت في احدى بيوت المجتمع المحلي.

محمية غابات عجلون

يرجى الملاحظة

  • وقت بدء المسارات:  ما بين 08:00 – 10:00 صباحا
  • تتوافر الجولات طيلة العام تبعاً للظروف المناخية جميعها

المصدر

الجمعية الملكية لحماية الطبيعة

 

محمية غابات عجلون

المقدمة

استعرضنا في أبحاثنا السابقة من سلسلة الأردنيين الغساسنة جوانب مهمة من تاريخ وحضارة المملكة الأردنية الغسانية التي انطلقت من حوران الأردنية وتمركزت لاحقا في البلقاء. وفي هذا البحث نستكمل الحديث عن جانب مهم من جوانب الحضارة الأردنية الغسانية وهو جانب العمران.

لم يغفل الأردنيون الغساسنة عن التفنن في المعمار، فاقتبسوا الطرز البيزنطية ومزجوها مع الطرز الفارسية. وغالبا ما تركزت بناهم حول الكنائس والأديرة والمجامع الرهبانية. يتميز العمران الغساني الأردني بالفسيفساء، الفن الأردني الخالص الذي نراه جليا في الكنائس الأردنية.

أولا: المصادر الدينية

ساهمت الأديرة التي انتشرت في كل مناطق مملكة الأردنيين الغساسنة في عدة أمور أهمها “رسالة رؤساء الأديرة العرب” المكتوبة 570 ميلادي. فصحيح أن كل الأديرة كانت ذات عمران متميز، ومساحات زراعية واسعة ساهمت، بحسب الباحثين، في النهضة الزراعية والتجارية للبلاد، إلا أن الوثائق التي تركتها لنا الأديرة هي الكنز الثمين الذي سنتتبّع من خلالها طبوغرافية مملكة الأردنيين الغساسنة، وأماكن توزع الأديرة والكنائس.

وبالعودة لأهم وثيقة دينية حصلنا عليها، تُعد وثيقة رؤساء الأديرة العرب نصا دينيا يمثل جوهر الإيمان الأرثوذكسي (المونوفيزي) (خلف:2008) فالأردنيون الغساسنة كانوا مسيحيين على المذهب الذي يؤمن بالطبيعة الواحدة للمسيح وكانوا مخلصين دافعوا طوال الأربع قرون عن حريتهم في ممارسة تعاليم مذهبهم. ويُرجع مؤرخو الكنيسة الفضل للملك الأردني الحارث بن جبلة لعدم ضياع هذا المذهب.

تكمن أهمية هذه الوثيقة بكونها تحمل توقيع 137 رجل دين، أغلبهم من رتبة الأرشمندريت (رئيس دير) وعدد قليل من الشمامسة والكهنة. (خلف: 2008)

تمنحنا هذه التواقيع تأكيدا على أن الأردنيين الغساسنة عرفوا اليونانية إلى جانب السريانية والعربية. فهناك 18 قس وقعوا باليونانية و34 وقعوا بالسريانية وواحد لا يجيد الكتابة وأكثر من خمسين وقعوا بالنيابة (خلف: 2008) وكان التوقيع الشخصي يرفق باسم الدير وموقعه.

ثانيا: البناء على طول خط التجارة

خريطة الطريق العربي الغربي وهو طريق تجاري استحدثه الأردنيون الغساسنة وكانوا مسؤولين عن حمايته. المصدر:
Shahid. E (2009) Bazantinum and Arab in the sixth century

كنّا قد تناولنا في بحث منفصل عن طرق التجارة الأردنية الغسانية كيف عمل الأردنيون الغساسنة على استحداث ثلاثة طرق تجارية جديدة متفرعة عن طريق الحرير التجاري الرئيس. كانت الطرق الأردنية الثلاثة (طريق وادي السرحان – الطريق البحري – الطريق العربي) تمر بأهم المدن والحواضر الأردنية وقد دعت الحاجة حينها لبناء الأديرة على طول هذه الطرق. ونتيجة لهذا الامتداد التجاري الواسع إضافة لكون الأردنيين الغساسنة يضطلعون بمهمة حماية القوافل التجارية وتأمينها؛ اتصفت الأديرة على طول هذه الخطوط بأنه أشبه ما تكون بقلاع منيعة مسورة وأبراج عالية للمراقبة. (خلف: 2008)

ثالثا: الأديرة الغسانية

إن كانت تلك المدن والحواضر قد اندثرت آثارها اليوم فهي مذكورة في الوثيقة الرسمية التي ترجمت من السريانية إلى اللاتينية من ثم إلى العربية، ولو اختلف رسم الأسماء بشكل أو بآخر كان من السهل أن نتتبع مواقع الأديرة الأردنية الغسانية وذلك لأن كثير من المدن والقرى الأردنية لا زالت تحمل اسمها من العهد الأردني الغساني وحتى الآن. وسنستعرض تاليا أسماء الأديرة في المدن والقرى الأردنية التي وقع رؤساؤها على وثيقة “رؤساء الأديرة العرب”

طورا حرثا (دير جبل الحارث)

آثار قويلبة “أبيلا” في حرثا إحدى مدن الديكابولس الأردنية

تكريما للملك الأردني الغساني الحارث بن جبلة، سميت منطقة حرثا باسمه، أما طورا حرثا فهي الاسم السرياني لدير جبل الحارث. (خلف: 2008) ويعتقد أن هذه المدينة امتدت بشكل واسع شمالا في سهول حوران الأردنية.

وحرثا اليوم قرية في أقصى شمال الأردن وتتبع للواء بني كنانة. وتحوي واحدة من أهم مدن حلف الديكابولس الأردنية: مدينة أبيلا أو كما تسمى اليوم (قويلبة).  وبحسب الأبحاث والدراسات المستمرة على المنطقة يُعتقد بأنّ المدينة الحالية مبنية على مدينة كاملة مدفونة.

حريمايا (حوش حريمة – دير حريمايا)

سهول حريما الخضراء

تعني حريمايا الدير المقدس. وقد وقع رئيس ديرها القس جرجس على الوثيقة. وحريما اليوم قرية أردنية تبعد 10 كلم شمال مدينة إربد وتتبع للواء بني كنانة.

عقربا (دير مار اسطفانوس دير الأباتي تيطس)

عقربا المطلة على نهر اليرموك

ديرين في مدينة واحدة، فلا بد أن تكون عقربا ذات أهمية ومكانة خاصة لتحوي ديرين بحسب الوثيقة. أما اسمها “عقربا” فهي صيغة آرامية لكلمة “عقرب” العربية. (خلف: 2008) وهي اليوم إحدى قرى الكفارات في إربد تطل على نهر اليرموك وتتبع إداريا للواء بني كنانة .

حوارة (دير برج حوارة)

لافتة بلدة حوارة في إربد

وقع على الوثيقة القس مار بولس رئيس دير برجا حوارة (برج حوارة). وحوارة اليوم مدينة أردنية عامرة تبعد 4 كلم شرق مدينة إربد.

 جديراثا (دير جديراثا)

إطلالة على آثار أم قيس

جديرا أو جدارا، مدينة أم قيس الشهيرة بآثارها. جدارا إحدى مدن الديكابولس الأردنية وتقع في الشمال. تحتوي على كنيسة قديمة، وقع عن الدير فيها (يوحنا) بالنيابة عن القس مار إيليا رئيس الدير. (خلف: 2008)

كفر جوزا (دير كفر جوزا)

سهول كفر جايز الخضراء

لا توجد قرية أو مدينة تسمى حرفيا بمثل هذا الاسم ولكن من الأرجح أنه قد تم تحويره ليصبح “كفر جايز” وهي حاليا قرية من قرى شمال غرب إربد. وقد وقع بالنيابة الشماس أيوب رئيس دير كفر جوزا.

عين جرا (دير عين جرا)

يُرجح أن عين جرا هي الاسم الأصلي لعنجرة وهي بلدة أردنية تقع في لواء قصبة عجلون. وقد وقع الشماس بولس على وثيقة رؤساء الأديرة العرب بالنيابة عن الدير فيها.

دير كيفا

تحمل اسم كيفا قرية “كفر كيفيا” في إربد. وكيفا كلمة سريانية تعني الصخرة وهي اسم لبطرس الرسول. (خلف: 2008) والقرية مشتهرة بآثارها القديمة ويرجح أن الدير كان موجودا ولكنه اندثر.

أفا (أيوبا -دير أيوبا)

أفا كلمة سريانية وعند كتابتها بالعربية تقلب الفاء باء.  وتحمل “كفر يوبا” اسما قريبا معدلا عن “ايوبا”. وهي  قرية أردنية تعد من أكبر قرى إربد وتبعد عن الوسط 3 كلم. وقد وقع على الوثيقة القس نطيرو رئيس دير أيوبا.

غسانيا (دير غسانيا)

أما في سهول حوران الأردنية فيمتد تل غسان الذي سمي نسبة للغساسنة الأردنيين وفي الموقع مغاور وكهوف تعود للعصر النبطي والروماني والغساني إضافة لبقايا معاصر عنب وزيتون وبرك مياه وقنوات وآثار طرق قديمة (خلف:2008)، ولكن لا أثر للدير فيعتقد أنه تهدم بفعل عوامل الزمن واندثر ولكن آثار الموقع تدلل على أهميته. وقد وقع القس يوحنا رئيس دير غسانيا بالنيابة عن مار إيليا رئيس الدير.

بهذا نكون قد استعرضنا الأديرة المذكورة وفقا لوثيقة رؤساء الأديرة العرب السريانية. ويدل هذا الانتشار الكثيف للأديرة على أهمية المواقع التي بنيت فيها وعلى ازدهار العمران الديني لدى الأردنيين الغساسنة.

رابعا: الكنائس

كنيسة القديس سرجيوس في الجابية

الجابية عاصمة الأردنيين الغساسنة الأولى ومن المفترض أن تحوي عدة كنائس ولكن وثيقة رؤساء الأديرة العرب لم تذكر سوى كنيسة واحدة تدعى كنيسة القديس سيرجيوس أو سرجس (شهيد: 2002) وهي كنيسة بنيت لتمجيد ذكرى الشهيد القديس سرجس أو سركيس شفيع الغساسنة والذي تتوسط أيقونته الشعار الحربي للأردنيين الغساسنة.

شعار المملكة الغسانية وفي المنتصف أيقونة القديس الشهيد سركيس

كنيسة بيت غسان

يصلنا ذكر هذه الكنيسة من كتابة “الإصابة في تمييز الصحابة” لكاتبه العسقلاني وفيه يذكر “ابن أرطبان” ويزيد على أن أرطبان ” هو شماس كنيسة بيت غسان” ولا تذكر مصادر أخرى هذه الكنيسة (شهيد: 2002)

كنيسة يوحنا المعمدان

يدلنا نقش ثنائي اللغة وجد في حرّان (منطقة في سهول حوران الأردنية) على وجود كنيسة بناها “شراحيل بن ظالم” لتمجيد القديس يوحنا المعمدان عام 463. ويمنحنا هذا النقش تصورا عن طبيعة الحكم لدى الغساسنة حيث من الواضح أن شراحيل كان فيلارخا (أي أميرا) غسانيا ولكنه غير مذكور خارج هذا النقش ولا في أي مصدر آخر. (شهيد: 2002)

كنيسة نجران

يذكر معجم البلدان وجود عدة مناطق تحمل اسم نجران واحدة في سهول حوران الأردنية والثانية في جنوب الجزيرة العربية. والأرجح أن الكنيسة المقصودة هي في نجران حوران الأردنية. كان أهالي نجران يعتنقون ذات المذهب المسيحي الذي يعتنقه الأردنيون الغساسنة ولذلك نشأت روابط قوية بينهما (شهيد:2002)  ذكر ياقوت الحموي  وجود “بيت” أي كنيسة في نجران وقد مدح جمال هذه الكنيسة وروعة مذبحها، فيقول هي بيعة عظيمة عامرة حسنة مبنية على العمد الرخام منمّقة بالفسيفساء وهو موضع مبارك[1]

كنائس جلق

جلق مدينة من مدن حوران الأردنية – تقع في الأراضي السورية حاليّا- وكانت بمثابة عاصمة أخرى من عواصم الأردنيين الغساسنة ويأتي ذكر كنائس جلق من شعر يزيد بن معاوية حيث يقول واصفا محبوبته بأنها تبيت في “بِيَع جمع بيعة وهي الكنيسة”  ويصفها بأن ذات قباب ويحفها الزيتون (شهيد: 2002)

نزهة حتى إذا بلغت … نزلت من جلق بيعا

في قباب وسط دسكرة … حولها الزيتون قد ينعا [2]

كنائس حوارين (إيفاريا)

حوارين قرية من قرى سهول حوران الأردنية وكانت تسمى إيفاريا. ومن المؤكد أن إيفاريا احتوت على كنيسة واحدة على الأقل بدلالة أن القس يوحنا (519) قس إيفاريا كان من أوائل القساوسة عند الأردنيين الغساسنة. كما تذكر المصادر أن المنذر ذهب لإيفاريا لافتتاح كنيسة  (شهيد: 2002)

كنيسة تل العميري

النقش اليوناني المكتشف في كنيسة موقع تل العميري

كشفت التنقيبات في موقع  تل العميري عن كنيسة أثرية تعود للعهد الغساني. موقع تل العميري أحد المواقع الأثرية الشهيرة ويقع قرب منتزه عمّان القومي في العاصمة وهو منطقة مأهولة بالبشر منذ العصر الحجري. يذكر النقش الذي تم اكتشافه أنه تم رصف مقام القديس سرجيوس ( سركيس)، شفيع الأردنيين الغساسنة بالفسيفساء، وبأن هذا العمل مهدى للملك الأردني الغساني المنذر بن الحارث. ويخلد النقش أيضا بناء الكنيسة التي تم التنقيب عن آثارها حديثا ليتم الكشف عن صحنها وخزان ماء وعدة مرفقات أخرى.

صورة جوية لكنيسة تل العميري الأردنية الغسانية

ترجمة النص عن اليونانية: “يا رب ، تقبل قربان المتبرع صاحب الكتابة ، عبدك موسيليوس و أبناءه
يا رب يسوع المسيح ، إله القديس سرجيوس ، احمي القائد بالغ التعظيم المنذر
يا إله القديس سرجيوس ، بارك خادمك أوزيبيوس وأبناءه!
يا إله القديس سرجيوس ، بارك ابنك يوانيس مع زوجته وأولاده!
يا إله القديس سرجيوس ، بارك خادمك عبد الله وديونيسيوس و [- – -]!
في عهد الأسقف بوليوكتوس ، المحبوب من الله ، تم رصف هذا الضريح للشهيد القديس سرجيوس بالفسيفساء بسعي من ماري ، ابن ربوس ، الكاهن الأكثر تقوى ، وجورجيوس الشماس ، وسابينوس وماريا. في شهر أبريل في وقت [..].” [3]

إشكاليات تاريخية

طرح العديد من الباحثين في علوم الآثار قضية أن الآثار والقصور الأموية تعود في الحقيقة للأردنيين الغساسنة. تم الاستدلال على هذه الفكرة بأسلوب المعمار والزخارف والرسوم التي تزين القصور. ومن المعلوم أن العادة جرت على تحويل المباني إلى اسم ودين الحاكم الجديد. فالمعابد الوثنية تم تحويلها لكنائس عند تحول الإمبراطورية الرومانية للمسيحية، والكنائس المسيحية تم تحويل الكثير منها لمساجد عند سيطرة الحكم الإسلامي عليها.

قصر المشتى أحد أهم القصور في البادية الأردنية

قصر المشتى أحد أهم القصور الصحراوية في الأردن والشهير بالواجهة المزخرفة التي قام الاحتلال العثماني بنزعها واهدائها للقيصر الألماني تماشياً مع سلوك ادارة المزرعة بتلك الحقبة المظلمة من تاريخ الأردن، ما زال هذا القصر يثير الجدل إلى الآن. فيرى المؤرخان كبرنوف ونودلكه أن القصر غساني ويعود للقرن السادس الميلادي، أما سترزغوتسكي  فيرى أنه يعود للقرن الثالث أو الرابع الميلادي، وجانسن وسيرغناك يقولان بأنه غساني أو لخمي (مناذري).

يواجه الباحثون قضية أخرى متعلقة بكل الآثار الرومانية المبنية ضمن حقبة حكم الأردنيين الغساسنة. فالمدرج الروماني والكنائس البيزنطية ككنيسة الخارطة في مادبا، كل الآثار التي بنيت على أرض الأردن في تلك الفترة تطرح سؤالا مهما. وقد ثبت أن الأردنيين بمختلف تنوعهم السكاني (القبائل الأردنية في البادية والحضر – إدوميين – أنباط – غساسنة … الخ) قد بنوا هذه المباني والآثار فلماذا ما زالت تُنسب حتى الآن إلى الرومان أو البيزنطيين والأمويين أحيانا أخرى؟

خارطة مادبا الفسيفسائية

من المتعارف عليه أن المناطق الواقعة تحت النفوذ الروماني ستتبع الأسلوب الروماني في البناء، وفي أفضل الحالات سيؤدي التلاقح الحضاري لاقتباس بعض السمات المعمارية كما هو الحال مع الخزنة في البترا المبينة على الطراز الروماني. وعلى هذا، صحيح أن المدرجات والكنائس الأردنية القديمة مبنية على الطراز الروماني إلا أنها وبكل تأكيد بنيت بأيد أردنية، وباتت تستحق استعادة هذا النسب وإعادة تدقيق الوصف والمُسمى الأثري والتاريخي لها.

الخاتمة

استعرضنا في هذا البحث المصادر التي اعتمدنا عليها في تتبع الأديرة والكنائس الأردنية الغسانية. الكثير من العمران يثبت مدى التفوق والرقي والاهتمام الكبير الذي أولاه الأردنيون الغساسنة لهذا الجانب الثقافي من حضارتهم التي امتدت لأربعة قرون.

المراجع

  • Shahid, (1995) Byzantium and the Arab in sixth century, VOL.2, Part 1, the Toponymy, monuments and historical geography, Dumbarton Oaks Research library: Washington D.C
  • خلف، تيسير، كنيسة العرب المنسية (2008) دار التكوين، دمشق: سوريا
  • واجهة قصر المشتى.. تحفة فنية أردنية في برلين، صحيفة الدستور، نوفمبر 2015

[1] ياقوت الحموي، معجم البلدان الجزء الخامس، الصفحة 270

[2]  السيوطي، تاريخ الخلفاء، الجزء الأول، ص 159

[3] حقوق الترجمة محفوظة للباحث تيسير خلف.

العمران الأردني الغساني

مقدمة

اهتم الأردنيون الأنباط بفن العمارة بشكل واسع، وهذا ما يؤكده الإرث العمراني الضخم الذي خلفوه، وما يزال قائماً حتى يومنا هذا بكل شموخ وصلابة، وحيث أن عمر الحضارة الأردنية النبطية امتد على مدى قرون، فقد كان الفن المعماري النبطي متباينا، ومتطوراً باستمرار، حيث بلغ من البذخ في ذروة هذه الحضارة، ما سبق حضارات استعمارية ضخمة، ونورد في هذا البحث ملامح هذا الفن العظيم الذي أولاه أجدادنا الأردنيون الأنباط اهتماما منقطع النظير، بطريقة تساهم في تعزيز فهم القارىء لما يراه ماثلا بعينه من إرث عمراني يشكل قفزة ضخمة في فن العمارة على مستوى البشرية.

في هذه المدخل البحثي من إرث الأردن تقرؤون الجزء الرابع من سلسلة الفن المعماري عند الأردنيين الأنباط.

أنماط وسمات الهندسة المعمارية عند الأردنيين الأنباط

جرت عمليات البناء لدى الأردنيين الأنباط ضمن أُطر محددة بتناغم مع الطبيعة والعوامل البيئية فضلاً عن نوعية المكان والذي بدوره أغنى هذه الحضارة ومنحها هويتها الحضارية التي تميزت بها عبر باقي العصور السابقة واللاحقة، وكما ذكرنا سابقاً فقد قُسمت العمارة في الحضارة الأردنية النبطية إلى قسمين رئيسيين الأول يختص بالعمارة الدنيوية أما الثاني يختص بالعمارة الدينية وفيما يلي تفصيلٌ عن القسم الثاني منها.

العمارة الدينية في الحضارة الأردنية النبطية

 عمارة المعابد الأردنية النبطية

اهتم الأردنيون الأنباط بتزيين وتعظيم معابدهم، حيث اختلفت المعابد النبطية في بنائها ومعمارها على حسب البيئة الطبيعية التي تواجدت فيها والتي بدورها شكلت فضاء روحيا خاصا.

ومن الجدير بالذكر أن بعض المعابد قد تحولت إلى أضرحة ولكن معالمها الأصلية صمدت، وقد شكلت خزنة فرعون أنموذجا رائعا للعمارة الأردنية النبطية التي لا زالت راسخة إلى اليوم، فقد بدت الخزنة وكأنها مدفونة داخل صخر جبل المذبح الذي نحتت فيه، وقد تكونت من طابقين؛ الطابق السفلي مزين ومسنود بستة أعمدة من الطراز الكورنثي وتحمل فوقها سطحا نقش عليه رسمان لأبي الهول ورسمان لأسد ولفهد وعلى الجانب الأيمن من الأعمدة نرى رجلا حافي القدمين يقود جمل، وأفعى تحاول لدغ رجل في قلبه على اليسار، كما نرى المثلث الهليني ضمن مساحة مزخرفة معتلية الأعمدة، وتكون الطابق السفلي للخزنة من ثلاث اسطوانات تفصل الواحدة عن الأخرى كوتان اثنتان نحتتا في الصخر، وتكونت الأسطوانة الوسطى من عمودين يعلوهما تاج نصف دائري محزز وجرة فوقها تمثال للإله العزى .

لقد اشتركت المعابد في العديد من الأمور من بينها النقوش والمنحوتات ولعل أكثر المنحوتات بروزا تلك التي نراها للأمازونات الواقفات بثياب قصيرة رافعات سلاحهن من البلطات فوق رؤوسهن، بالإضافة إلى منحوتات لنساء بأجنحة يٌعتقد بأنهن أحد أشكال الملائكة وتزين شرفة الطابق برسومات الزهور والثمار والنسور .

كما قسم الباحثون في الحضارة الأردنية النبطية المعابد إلى قسمين معابد شمالية وجنوبية، فقد تميزت المعابد الشمالية ذات المساحة المستطيلة مع المقعد الدائري المنتصب بانتظام أمام المعبد والذي شكل جزءا من تصميم المبنى، أما المعابد الجنوبية فقد قسمت إلى أجزاء تمثل الأول بمقدس وفي كل جزء غرفة واسعة ومن ثم تأتي الأجزاء الثانوية، ومن الجدير بالذكر أن بعض المعابد لها علاقة مباشرة مع الثراء لا سيما في الفترة بين القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن الثاني الميلادي والذي اتضح فيه التزايد في عدد المباني الدينية والآلهة الحامية، كما كانت كلمة (م ح ر م ت) والتي تعني مكانا مقدسا أو محرابا أكثر من كونها معبدا، كما شاعت عدة كلمات للمعابد ككلمة ( ب ي ت ا) والتي تعني بيت الآلهة .

أ. معبد بعل شمين  

يقع المعبد في سيع ويمتاز بأنه أكبر المعابد في تاريخ المملكة الأردنية النبطية وقد تم تكريسه لعبادة الإله بعل شمين إله الخصوبة، كما تضمن شتى تفاصيل المعابد الأردنية النبطية بجميع تقسيماتها، كما غطى المعبد الخارجي ما مساحته 19*20 م، وعند الدخول من الممر الذي يلي المدخل عبر الرواق فيقودنا إلى المقام الداخلي والأبراج ذات المداخل الثلاثة، أما مساحة المقام الداخلي فقد قُدرت بـ 8.28*7.26 م، كما تشكلت وسط المعبد صومعة مفتوحة للسماء بأربعة أعمدة ذات قواعد حرة وقد كانت مكاناً عالياً للعبادة ومن المعتقد أنها مقبرة مركزية، بلغت المساحة المكشوفة بين المقام الداخلي والخارجي للمعبد أربعة أمتار، وتم العثور على عدد كبير من النقوش النبطية واليونانية في بقايا المعبد والتي بدورها ساعدت على تأريخ مراحل عديدة لهذا المركز الديني، وأكثر النقوش أهمية هو نص تكريس المعبد والذي تم تأريخه بين 33/32 أو 2/1 قبل الميلاد، والذي باكتشافه ساعد على تحديد أجزاء متعددة من هذا المعبد كالمقامات الداخلية والخارجية بالإضافة إلى أروقة المعبد المغطاة في الساحة، بالإضافة إلى المسرح الذي امتلك مكانة بارزة في حياة الأردنيين الأنباط خاصة في شعائرهم الدينية والذي أثبته نص آخر وُجد أيضاً في هذا المعبد، كما عُثر على العديد من الموجودات الأثرية التي من المرجح أنها كانت تُؤخذ للطقوس التعبدية والولائم الجنائزية، والتي تم شرحها من خلال عدة أجزاء مزخرفة تم اكتشافها في معبد خربة التنور.

ب. معبد الأسود المجنحة في البترا

يعد معبد الأسود المجنحة من أكبر المعابد الأردنية النبطية كما يُعد بناءً فريدا زود الباحثين بآثار نادرة عن الأردنيين الأنباط وعباداتهم، يُطل المعبد على البوابة الرومانية الثلاثية المتصلة بالشارع، مطلاً على طريق الجسر فوق مجرى المياه في لحف جبل، كما تشير الأسود المجنحة  التي يمكن أن تكون رمزا للإلهة العزى ومن المرجح أنه كان مكرسا لعبادة الإلهان العزى آلهة المرتفعات والإله دوشرا إله الشمس والخمر معاً، ومن المُعتقد أن المعبد قد بُني حوالي 27 ميلادي، وتكون المعبد من شرفة أمامية تتقدمها أعمدة بطول 9,5 م ويتم الدخول منها عبر البوابة العريضة إلى قاعة المعبد الرئيسية ذات الشكل المربع المحيط بالأعمدة التي بنيت في الجدران، وبداخلها صفان من الأعمدة، ووُجدت منصة المذبح بارتفاع 1.3 م في أقصى القاعة، كما وُجد على جانبي منصة المذبح إلى الجهة الأمامية مدرجات ذات أبواب حديدية، حيث كان يجري الطواف حول المنصة التي كانت ترتفع عليها أنصاب الآلهة، كما تقع خلف المنصة فسحة توضع عليها التقدمات التي تقدم كهدايا ونذور للمعبد والتي وُجد فيها تماثيل للآلهة، ومن الجدير بالذكر أن قواعد الأعمدة تكونت من حلقة رخامية تحيط بالقاعدة الحجرية كما استخدم الرخام البني لأعمدة المنصة بينما استخدم الرخام الأبيض لباقي الأعمدة أما تاجيات الأعمدة المزخرفة فقد مُثلت على زوايا بعض منها أسود مجنحة ومن هذه الأسود جائت تسمية المعبد ومن المُرجح أن تكون هذه التاجيات لأعمدة المنصة .

بُلطت أرضية القاعة الرئيسية بالرخام الأبيض المموج بالبني بينما بُلطت المنصة بالرخام الأبيض والأسود وزُخرفت جدران المعبد الداخلية بالرخام والقصارة الملونة والجص وعُثر على قطع جصية بأشكال رؤوس آدمية وأقنعة مسرحية وأشكال أزهار مثبتة على الجدران أما بالنسبة للسقف فقد كان مقوساً ومغطى بالقرميد .

ووقعت عدة منشآت سكنية وراء جدران المعبد الخلفية بالإضافة إلى مشاغل الدهان وتصنيع المعادن والمذابح ومعصرة زيتون ودرج رخامي فضلاً عن مشغل للرخام عُثر فيه على قطع من كتابة نبطية أُرخت للسنة السابعة والثلاثين من حكم الحارث الرابع أي لحوالي 26-27 ميلادي، ومن المرجح أن يكون تاريخ هذه الكتابات مرتبط بتاريخ بناء المعبد أي في حدود نهاية القرن الأول قبل الميلاد، ومع بداية القرن الثاني من الميلاد كان المعبد قد أُحرق وتهدم ثم أعيد بناؤه كمنازل صغيرة واستعمل حتى منتصف القرن الرابع الميلادي حتى تهدم في الهزة الأرضية عام 363 م .

ج. معبد قصر بنت فرعون

سُمي اختصارا بقصر البنت ولعل هذه التسمية الشعبية لمعبد الإله ذو الشرى، يقع المعبد على النهاية الغربية لوادي موسى تحت الجبل الحبيس على منصة ضخمة بمساحة 60*120 م في الساحة التي تلي البوابة التذكارية الرومانية، ويُرجح أن يكون قد بُني في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد وترتفع جدران هذا المعبد إلى ما يُقارب 23 مترا، وبُنيت بوابة المعبد على شكل بوابة مقوسة، وقد كان مخطط المعبد مثيراً للاهتمام من حيث تقسيمه فقد بُني ضمن صنف صندوق في صندوق الذي بُنيت عليه الكثير من المعابد الأردنية النبطية، فيما كانت طقوس العبادة في هذا المعبد من تضحية الحيوانات على المذبح الكبير في الساحة حيث يتم حرق البخور بوصوله للسقف وعند الانتهاء من هذه الطقوس كانت تُقام وليمة فاخرة، ومن المُرجح أن يكون المعبد هو المكان المُقدس في بترا والذي تم تكريسه للإله دوشرا إله الشمس والخمر.  

تميز معبد قصر البنت بمخطط أرضي واسع وكبير كما يحيط بالمعبد باحة خارجية مربعة الشكل أو على وجه أدق قد تكون مائلة للاستطالة قليلاً كما لم يتبق من السور الخارجي إلا أساساته، كما وُجدت ثلاث حنايا صخرية على جدرانه الثلاثة بالإضافة إلى بوابته في الجدار الرابع .

زُينت الواجهة الشمالية للمعبد بأربعة أعمدة كان يُصعد إليها من خلال درج من الرخام الأبيض وأٌقيم فيها مذبح للتقدمات يقع إلى الشمال بمواجهة قدس الأقداس، كما كان الكهنة يدخلون إلى المعبد من الفناء الخارجي إلى الهيكل ثم من بين الأعمدة  ومن الجدير بالذكر أن أنصاب الآلهة كانت ترتفع على منصة في المحراب الأوسط، وفي المرحلة الثالثة أُضيفت دعامات خارجية للجدران في القرن الثالث وأُقيمت مرافق للسدنة حول المعبد، كما بُنيت قرية شمال المعبد تتألف من عدة بيوت تتوسطها ساحات مركزية وفيها حمام وظلت مأهولة حتى العصر البيزنطي .

ويوضح المخطط الداخلي للمعبد تناظراً متوازناً لأقسام المعبد حيث تقع غرفتان كبيرتان على اليمين واليسار معاً بينما تقع الغرف الأصغر إضافة إلى المخازن في عمق المعبد إضافة إلى غرفة مركزية تتوسط المعبد .

كما زُينت المنطقة المحاذية للمبنى بتصاميم حرم وأزهار هندسية بألوان متنوعة، وطُليت الأعمدة الداخلية بالحصى، ومن المُرجح أن المعبد كان مخصصاً لعبادة اللات ورُجح تاريخ بناؤه إلى النصف الأول من القرن الثاني الميلادي، وقد ذكر بعض المؤرخين أن المعبد كان مكرساً لعبادة الإله ذي الشرى ولأمه العذراء وهي العزى أفروديت وتم التأكد من ذلك عن طريق أجزاء من النصب المزينة بعينين يتوسطها الأنف بالإضافة إلى الكتابات التي أكدت هذه الرواية .

تم استعمال المعبد في العصر الروماني من القرن الثاني الميلادي ثم تعرض للنهب والحرق في أواخر القرن الثالث قبل أن يضربه زلزال 363 م .

د. معبد رم  

يعد معبد رم من أهم المراكز الدينية الأردنية النبطية، ويعود تاريخ تشييده إلى القرن الأول قبل الميلاد، وقد تم بناؤه على ثلاث مراحل.

تألف المعبد من بناية خارجية بطول 35*50 م وضم مقاماً داخلياً بطول 4*5 م، وبداخله صومعة مفتوحة باتجاه الشرق تحتوي في جدرانها الثلاثة على أعمدة متلاصقة بالإضافة إلى غرف جانبية، وقد ذكرنا أنه قد تم بناء المعبد ضمن ثلاثة أطوار، حيث ظهرت الأبراج المحتوية على درج بالإضافة إلى أجزاء أخرى في الطور الأول، وفي الحقبة الأولى كانت الصومعة محاطة بممر مشكلاً ساحة ذات أعمدة مفتوحة على الغرف الجانبية، كما تم اكتشاف درج أمامي عريض وتماثيل الآلهة التي وُقرت في هذا المعبد ومن المرجح أن تكون الآلهة هي اللات قرينة دوشرا إضافة إلى الآلهة الأخرى كـ بعل شمين سيد السماوات والعزى سيدة الينابيع ويبدو أن وجودها في محله بسبب موقع المعبد القريب من الينابيع كنبع عين الشلالة، بالإضافة إلى سلسلة المياه السطحية العذبة التي تقع بين الطبقة الصخرية والجسم الحجري الرملي لمرعى جبل رم.

هـ. معبد خربة التنور

يقع معبد خربة التنور في الطريق الجنوبي بين الطفيلة ووادي الحسا حيث يبعد ما يقارب 8 كم شمالاً عن معبد الذريح ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الأول قبل الميلاد والفترة التي تليه وقد كان مكرساً لعبادة الآلهة النبطية أترغاتس إلهة السمك والحبوب والفواكه والخضار والتي زُين تمثالها بقوس كبير يبرز قرن واضح في كل فتحة من فتحاته أما الحجر الأوسط للقوس فهو لنسر مبسوط الجناحين ومن الجدير بالذكر أن التمثال نُقل إلى متحف الآثار في عمان، كما كان مكرساً لعبادة الإله حدد والذي كان يرافقه الثور في تمثاله، بُني معبد خربة التنور على تل عال ومنعزل وسط الساحة المنبسطة على رأس جبل التنور وقد تبين أن المعبد بُني كهيكل أومذبح بينما جزئه السفلي كان عبارة عن صومعة أو مقدس، واحتوت البناية الأصلية للمعبد على منصة المذبح على شكل حرف U ومن الجدير بالذكر أنه كان يتم تجديد منصة المذبح في جميع أطوار هذا البناء كما وُجد درج متسلسل يقود إلى المذبح وإلى سقف البناية السفلي، كما تم تقدير حجم المعبد بما مقداره 36*47 م والتي غطت المعبد وساحته الكبيرة مع ملاحق في الشمال والجنوب من مساحة المعبد، امتلك المدخل بوابة واحدة من الجهة الشرقية وامتلكت البوابة أعمدة متوجة من الطراز الكلاسيكي الأردني النبطي وزُين كل عمود بلوحات ورسوم لنباتات كالقمح ومنحوتات بارزة من الحجر لنساء بأغطية رأس، كما احتوى المعبد في الجهة الشرقية باتجاه مدخل المقام الخارجي والمذبح على مقام خارجي مكشوف يضم في داخله مقاماً داخلياً فريداً ومساحته 3.7*4 م، كما احتوى المعبد على العناصر الضرورية للعبادة في ذلك الوقت كالمحرقة والتي وُجد فيها لاحقا رماد وعظام لضحايا ضمن حفر في أرضية الساحة ومكاناً لحرق البخور على قمة المقام بالإضافة لركن لولائم العيد في الغرف الملحقة بالمعبد والتي تم العثور فيها على حجرات مميزة في بعض منها .

و. معبد الذريح

 يقع المعبد في الجهة الشرقية من خربة الذريح على الضفة الشرقية لوادي اللعبان بالقرب من خربة التنور وتُقدر مساحته بـ 45*115 م  محتويا على ساحتين كبيرتين وقد بُني المعبد على واحدة من هذه الساحتين بمساحة 16.8*22.8 م، كما تم الاستدلال من خلال النقوش التي وُجدت في المعبد على وجود مسؤولٍ لعين المياه والذي كانت وظيفته هي السيطرة على الزراعة والري كما عُثر على نص يعود إلى القرن السابع ما قبل الميلاد، ومن الملفت بهذا المعبد هو واجهته الأمامية ذات التصميم والزخرفة الجمالية والدقيقة، كما تم العثور على عشرين معبد أردني نبطي شعبي لخدمة الأردنيين الأنباط وتسهيل عباداتهم .

ز. معبد التوانه  

جرت تسمية هذا المعبد تيمناً بمكان وجوده، وله عدة تسميات كمعبد ثونا باليونانية أو باللاتينية ثورنيا، ويقع هذا المعبد شمال شرق العاصمة الأردنية النبطية بترا على الطريق الروماني، وجُسدت بقايا البناء بالمعبد بمساحة 20*23.6 م والذي بُني داخل حصن بقياس 86*113 م، كما احتوى المعبد في الجهة الشمالية على ثلاث غرف مستطيلة ذات أبواب تتوسطها الغرفة الكبيرة كما ارتبطت هذه الغرف مع بعضها بأبواب داخلية، ومن الجدير بالذكر أن المعبد بُني على الطراز النبطي كمعبد القصر .

ح. معبد ذات الرأس  

يقع معبد ذات الرأس في شمال وادي الحسا ويُعد أصغر المعابد الأردنية النبطية هناك، حيث قُدرت مساحته بـ 9.85*31.85 م ويمتلك مدخلاً جنوبياً محاطاً بمحراب على الجانبين، اقتصر تصميم المعبد على مقدمة المعبد التي تظهر لنا عند الدخول من البوابة والمقام ومساحتهما 3.70*2.40 م، وبأقصى شمال المعبد يقع المقدس بمساحة 2.73*6.22 م أما بقية أجزاء المعبد فقد اقتصرت على البوابة الجنوبية التي تحتوي على ثلاثة مداخل .

ط. معبد مُحي  

عُرفت هذه البناية على أنها معبد لأنها امتلكت خصائص بناء المعبد الأردني النبطي على غرار معبد القصر، ويقع على المنحدر الأسفل لتلة واقعة شمال وادي الحسا على مساحة 12*23 م، تركزت المداخل الثلاثة في الواجهة الشرقية بالإضافة إلى برج سّلمي بعرض 4.05*5.5 م على الزاوية الشمالية الشرقية للمعبد، أما المعالم الداخلية للمعبد فلم يوجد أية بقايا للمعبد ما عدا البرج السّلمي والجدار الخلفي الذي تم تشييده لاحقاً .

ي. معبد قصر الربة  

يعد معبد قصر الربة من البنايات التي تم تعريفها لاحقاً بالمعبد، يقع هذا المعبد المعزول في قلب مؤاب شمال الربة، وقد تم بناء المعبد بعناية ودقة عالية حيث استُخدمت الحجارة الكبيرة مربعة الشكل وقُدرت مساحة البناية 27*31.60 م، وقسم إلى ثلاثة أقسام وصومعة بثلاثة مداخل، إلا في الجهة الجنوبية اذ احتوت واجهته الرئيسية على مدخلين وُضعت في رواق معمد عميق من أربعة أعمدة، كما احتوت الواجهة الأمامية على أبراج سَلمية، أما الأجزاء الداخلية للمعبد فقد كان تقسيمها ثلاثياً مشابهاً لمعبد التوانه .

ك. معبد ماعين  

تم الاستدلال على هذا المعبد بناءً على الزخرفة التي احتوت عليها البناية كما استُخدمت حجارة المعبد الكبيرة في بناء جدار بسيط في ماعين جنوب مادبا، ومن الأجزاء الباقية في هذا المعبد وُجد عمود مستطيل متوج مع بقايا قرنين وتمثال لرأس صغير متكسر وكان هذا التمثال مشابهاً للتماثيل الموجودة في المعابد الأردنية النبطية في السويداء وسيع وخربة التنور مما يُرجح أنها كانت أماكن تعبدية لنفس الإله .

ل. معبد السويداء  

احتوى معبد السويداء على جميع العناصر الرئيسية للمعابد الأردنية النبطية كالمقدس والصومعة بالإضافة للجدران المقسمة من حوله كما امتاز بعدد الأعمدة التي يمتلكها والتي احتضنت الصومعة، ومن الجدير بالذكر أن ترتيب رؤوس الأعمدة غير معروف كثيرا في القسم النبطي الجنوبي ولهذا السبب حمل الجزء السفلي للرأس صفين من أوراق الإقنثا، كما احتوى المعبد على جدار خارجي على شكل بهو معمد.

م. معبد أم الجمال 

اقتصرت أدلة التعرف على هذا المعبد الأردني النبطي الصغير الذي يقع في الزاوية الجنوبية الغربية لمدينة أم الجمال على واجهة بعمودين ولا تتوفر معلومات أوفى عنه.

ن. معبد جرش  

على الرغم أنه لا يوجد لحد الآن أية آثار على وجود مستعمرة أردنية نبطية في جرش، لكنها كانت تحمل اسم جرشو في نقش عُثر عليه في بترا بالإضافة إلى اكتشاف بقايا معبد بُني على الطريقة النبطية في جرش، وقد أكد على ذلك العديد من القطع النقدية الأردنية النبطية والتي عُثر عليها في أعلى جزء من مدينة جرش حيث وُجد المعبد، وقدرت مساحة المعبد الصغير الأصلي بـ 24*27 م كا اكتُشفت بقايا لثلاثة أعمدة وأجزاء لجداري المعبد الواقعة في النصف الشرقي من التيمونس، كما توسط المذبح الساحة وامتلك الرواق أربعة أعمدة بالإَضافة إلى قبو يُرجح أنه كان مكاناً للدفن أسفل الرواق، أما خلف الصومعة كانت هناك مساحة صغيرة شكلت المقدس، وفي الجانب الشمالي للساحة هناك سلسلة من الغرف الصغيرة متعددة الاستعمالات كغرف  للتخزين وللنوم، ومن الأمور التي دعمت هوية هذا المعبد أنه بُني على شاكلة المعبد ثلاثي الأجزاء في مؤاب .

س. معبد ذيبان  

تم ذكره في التوراة بمعبد ديبون ويقع إلى الشمال من قصر الربة، وتم بناؤه بجانب جدار مصطبة، تكون المعبد من حظيرة خارجية بمساحة 14.5*15.5 م يتم الصعود إليها من خلال سلمين عريضين يقودان إلى مقدمة المعبد والصومعة ذات التقسيم الثلاثي وإلى واجهته ذات العمودين، كما وُجد مدخلٌ يقود إلى المقام بمساحة 13*5 م، كما تم العثور على غرف سفلية ذات سقوف مقببة أسفل الصومعة على ما يبدو أنها كانت تستخدم كممر سري، كما احتوى المعبد على درج عريض في واجهته، واثنان من السلالم العريضة التي تقود إلى مقدمة وواجهة المعبد ذي العمودين، ومن الجدير بالذكر أن مخطط هذا المعبد متأثر بشكل كبير بمخطط معبد قصر البنت بحيث يمتلكان نفس مساحة المقدس الواسع بالإضافة إلى الصومعة ثلاثية الأقسام .

ع. معبد عبدة  

يقع المعبد في النقب ومُقام على جدار مصطبة ضخمة مع برجين ذا أدراج واقعة في الزوايا الشمالية الغربية والجنوبية الغربية للمصطبة التي تطل عليه، كما تكون البرج السُلمي من رصيف “ركيزة، دعامة” محاطة بصفوف الدرجات للسلالم والفسحات بين الدرجات والتي من خلالها يقودنا الدرج العلوي إلى رواق واسع يشغل الجزء الغربي لجدار المصطبة، وقد تم إعادة تكريس المعبد في منتصف القرن الثالث بعد الميلاد لزيوس كما اتضح من العديد من النقوش التي اكتُشفت في منتصف القرن الرابع بعد الميلاد، وقد تم هدم المعبد وبناء كنيسة في الجزء الشمالي منه .

ف. المقامات  

تعتبر المقامات من الأماكن التابعة للمعابد وعلى أية حال من المُرجح أن تكون معابد بدائية أو مزارات توضع فيها أنصاب تدل على العبادة وربما كان هناك غرفة واحدة للتعبد، ومن أهم المقامات هو مقام القمر على جبل عطوف الذي زُينت واجهته عمودان مخروطيان ينتهي بقمة كل منهما هلال، وربما كان هذا المكان لعبادة القمر .

ص. سبيل الحوريات  

يُعد سبيل الحوريات معبداً لآلهة المياه العذراوات بنات الإله أوقيانوس، وفي الحقيقة هناك سبيلان للحوريات أحدهما شمالي والآخر جنوبي يقعان في وسط العاصمة الأردنية النبطية بترا في الوادي الواسع الذي يفصل بينهما جبلا الخبثة والمذبح وجبلا الدير وأم بيارة، والذي يُعدان امتداداً لوادي فرسا ووادي الثغرة .

تكون سبيل الحوريات من نافورة على شكل عين ماء متدفقة مخصصة للعذراوات آلهة الينابيع وعيون الماء (النيمفات) وكان هذا المكان بمثابة أماكن سكن وعبادة لهن حيث جمعت في تكوينها المعماري بين المغارة والمنزل وعين الماء والمعبد، كما اكتُشف بقايا معبد أو هيكل صغير أمام السبيل .

ق. الأماكن المرتفعة “المعلاّيات”  

تعد المعلايات أحد الأماكن التعبدية البارزة وهي عبارة عن مساحة كبيرة ذات شكل بيضوي محفورة في جبل في وسطها مذبح للعطايا، ويتكون المذبح من مسلتين صخريتين تشيران إلى الإله دوشرا والإلهة العزى وكان المذبح بكامل مكوناته يشبه معبد الأضاحي المكون من بناية لها أبراج وحصن ومكونة من غرف وفناء مكشوف محاط من ثلاثة جهات بمصاطب مقطوعة من الصخر وخزان صغير للماء ومن أحواض القرابين والمسلات . وهناك عدد من المعلاّيات الأردنية النبطية في البترا أهمها معلى القرابين على جبل المذبح الذي يمكن الوصول إليه عن طريق المواكب النبطي الذي يبدأ بالصعود قرب المدرج مروراً بوادي المحافر .

ر. المسلات

كانت المسلات عبارة عن أنصاب عمودية ذات أربع وجوه تستدق قليلا كلما ارتفعت بالإضافة إلى بعض الخطوط والحزوز العرضية وانتشرت المسلات في أنحاء البترا وقد حمل بعضها كتابات ونقوش كما أن لبعضها قاعدة مدورة، ويقع ضريح المسلات على الجانب الأيسر من الطريق المؤدي إلى باب السيق، اذ انتصبت أربع مسلات أمام الضريح حمل بعضها كلمة الرقيم وهو الإسم السامي للبترا، وكانت الأنصاب في الغالب دلالة على وجود المقابر الأرضية أو المرتفعة بين الصخور .

ش. الموتاب  

ويُقصد بالموتاب  قاعدة عرش الإلهن وقد تم عبادتها كشيء بارز للإله يدعو إلى الوقار والإحترام ذلك لإن الإله نفسه روحي لا يمكن تصوره، وقد تم ذكر قاعدة عرش دوشرا مرتين في النقوش الأردنية النبطية، والذي شكل تطابقاً مع النصوص المدونة على ضريح التركمانية في البترا، والذي يسمى دوشرا “إله سيدنا وقاعدة عرشه (موتابه) المساوية لكلمة (حريشا)” واشتقاق كلمة موتاب من الجذر يتب بمعنى يجلس، كما فُسرت كلمة حريشا بمعناها المحروس أو المحص، وتُعد مقارنتها مع الكلمة العربية حرس صحيحة كما أنها تُعطي معنى الديوان أيضاً.

ت. النُصب  

قد يُطلق عليها المنحوتات وهي عبارة عن حجارة منحوتة تشير إلى إله أو مركز وقد تكون أيضاً منحوتات بلا ملامح أو على شكل حيوانات دالة وقد اكتُشفت العديد من النصب في البترا.

نصب الأسد

 يقع باتجاه الإنحدار من معلّية المذبح إلى وسط المدينة باتجاه وادي فرسا، وهو عبارة عن أسد كبير تخرج من فمه نافورة ماء، ويشير إلى الإلهة العزى حامية المدينة .

نصب الأفعى  

تنتصب الأفعى الحجرية على قاعدة صخرية مربعة الشكل في وادي الثغرة وتشير إلى الآلهة الأم ومن المرجح أن تكون اللات أو العزى .

نصب النسر

ويقع فوق التلة التي تمر من نفق المثلم على اليمين منحوتاً على كوة ومنفرشاً في وسطها، إلا أنه غير واضح المعالم وربما أشار هذا النصب إلى الإله دورا إله البترا .

زب فرعون  

وهو نصب حجري يقع خلف المعبد الكبير في البترا وقد شاعت هذه التسمية الشعبية له وربما أشار إلى الإله دوشرا .

ث. المسجدا (الكوة)

يسمى محراب العبادة لدى الأردنيين الأنباط مسجدا وتعني هذه الكلمة المكان المقدس أو الهيكل وهي عبارة عن حنايا حجرية وكوى بيضوية ومستطيلة داخل جدار أو صخرة تشبه المحراب ونُحتت فيها رموز أو أشكال الآلهة وقد وُضعت فيها تماثيل الآلهة وانتشرت هذه الحنايا في البترا وفي السيق البارد حيث عُثر عليها في الصخور المتصلة بجبال أو الصخور المنفصلة، وفي السيق البارد هناك عدد كبير من الحنايا للإلهين ذو الشرى والعزى واقفين بين فهدين وذُكر فوقهما اسم التاجر الذي تبرع بنحتهما وهو سابينوس الكسندروس .

خ. المغارات

وهي عبارة عن كهوف اتخذها العابدون أماكناً للتنسك والزهد وعملوا على تطوير شكلها البدائي ليجعلوه ملائماً لعبادتهم وسكنهم بما يروه مناسباً من رموز وإشارات ومنحوتات وأشكال الآلهة، ومن أشهر المغارات في البترا مغار النصارى الذي يقع غرب منزل دورثيوس وقد تميز بصلبان محفورة على الجدران .

ألواح الجن

تعتبر هذه الألواح نوعاً من الأنصاب الحامية للمدينة لأنها تشير إلى الإله دوشرا حامي المدينة، ومن المُعتقد أن تكون استخدمت أيضاً كخزانات مياه إلا أن هذه النظرية ضعيفة لعدم اتصالها بقنوات تدخل وتخرج المياه منها، وقد تعددت تسمياتها حيث كانت تسمى بصناديق الآلهة لاعتقاد الأردنيين الأنباط بوجود قوة روحية فيها كالجن والتي احتلت مرتبة تلي مرتبة الآلهة عند الشعب الأردني النبطي، وتعد ألواح الجن أو الصهاريج كما شاعت تسميتها بأنها أضرحة ناقصة وتوجد في عدة أماكن في العاصمة الأردنية النبطية بترا، لكن يقع أوضحها على يمين الطريق المؤدي للسيق حيث يبدو الصهريج الأول كشكل الصندوق الحجري، زُينت واجهته بأشكال مثلثة تشير إلى الرمز النبطي المسمى بعلامة الغراب، كما زُين اللوح الثاني بأعمدة ذات غطاء، ويعلو اللوح الثالث قبة مضلعة صغيرة .

فن التصميم الداخلي للأردنيين الأنباط

من الممكن ملاحظة أن العناصر الزخرفية لم تقتصر فقط على النُصب والمنحوتات وإنما وصلت أيضاً إلى البيوت والحجر في البيوت الأردنية النبطية، وكانت هذه العناصر تجسيداً لواجهات وتفاصيل معمارية تمثلت في فتحات الأبواب والإطارات المحيطة بها، ومن الواضح أن الفنان الأردني النبطي الذي صمم هذه الديكورات كان يأخذ بعين الاعتبار مساحة المكان وكلفة التصميم إلى حد ما، ومن الأمثلة النادرة على التصميم الداخلي للبيوت الأردنية النبطية الغرفة التي تقع ضمن مجموعة غرف لمنزل على سفحة مزينة بنبات الصبار و خط طولي من أزهار الدفلى ومطل على وادي الصيغ وسط البترا، كما اعتبرت من أساليب التزيين النادرة التي وصلت إلينا من هذه الحضارة الشيقة، ومن الأمور التي تُؤخذ بالحسبان هي مكونات الألوان التي احتفظت بقوة ألوانها على مدى 2000 سنة، ومن المُعتقد أنه تم استنباط اللون الأحمر من برادة الحجارة التي تحتوي على تركيز عالٍ من أكسيد الحديد، بينما اللون الأصفر فقد تكون من خليط من المعادن أبرزها الكبريت والحديد، أما اللون الأسود الذي نجده في الخطوط الرفيعة فقد تم الحصول عليه بسهولة من خلال الكربون الناتج عن تفحم الحطب أو عظام الحيوانات، وبالنسبة لللون الأخضر فيُعتقد أن الأردنيين الأنباط قد جلبوه من مناجم النحاس في منطقة خالد الواقعة في وادي فينان في عربة .

سيأتي يوم يستحدث فيها الإنسان الحديث أسلوباً يسمح لنا بسماع صوت الأزاميل وهي تنحت في الصخر فنطرب على هذا اللحن الخافت والذي أتى من عمل شاق في حلبة صراع بين عظام الرجال وصخر الجبال، سيأتي يوم نستشعر فيه المزيد عن عظمة هذا الشعب وقوة يديه التي عظم وجودها وعَلا صداها في الأرض .

المراجع

  • عباس ، إحسان ، تاريخ دولة الأنباط ، ط1 1987 ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن .
  • أبو حمام ، عزام ، الأنباط تاريخ وحضارة ، ط1 2009 ، دار أسامة للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن .
  • الماجدي ، خزعل ، الأنباط (التاريخ ، الميثولوجيا ، الفنون ) ، ط1 2012 ، دار النايا ، دار المحاكاة ، سوريا ، دمشق .
  • العجلوني ، أحمد ، حضارة الأنباط من خلال نقوشهم ، ط1 2002 ، بيت الأنباط ، البترا ، الأردن .
  • المحيسن ، زيدون ، الحضارة النبطية ، ط1 2009 ، وزارة الثقافة ، عمان ، الأردن .

سلسلة الفن المعماري عند الأردنيين الأنباط – الجزء الرابع

Scroll to top