مقدمة

اهتم الأردنيون الأنباط بفن العمارة بشكل واسع، وهذا ما يؤكده الإرث العمراني الضخم الذي خلفوه، وما يزال قائماً حتى يومنا هذا بكل شموخ وصلابة، وحيث أن عمر الحضارة الأردنية النبطية امتد على مدى قرون، فقد كان الفن المعماري النبطي متباينا، ومتطوراً باستمرار، حيث بلغ من البذخ في ذروة هذه الحضارة، ما سبق حضارات استعمارية ضخمة، ونورد في هذا البحث ملامح هذا الفن العظيم الذي أولاه أجدادنا الأردنيون الأنباط اهتماما منقطع النظير، بطريقة تساهم في تعزيز فهم القارىء لما يراه ماثلا بعينه من إرث عمراني يشكل قفزة ضخمة في فن العمارة على مستوى البشرية.

في هذه البحث من إرث الأردن تقرؤون الجزء الثالث من سلسلة الفن المعماري عند الأردنيين الأنباط.

أنماط وسمات الهندسة المعمارية عند الأردنيين الأنباط

جرت عمليات البناء لدى الأردنيين الأنباط ضمن أُطر محددة بتناغم مع الطبيعة والعوامل البيئية فضلاً عن نوعية المكان والذي بدوره أغنى هذه الحضارة ومنحها هويتها الحضارية التي تميزت بها عبر باقي العصور السابقة واللاحقة، وكما ذكرنا سابقاً فقد قُسمت العمارة في الحضارة الأردنية النبطية إلى قسمين رئيسيين الأول يختص بالعمارة الدنيوية أما الثاني يختص بالعمارة الدينية وفيما يلي تفصيلٌ عن القسم الأول منها.

العمارة الدنيوية في الحضارة الأردنية النبطية :

  1. العمارة السكنية

تُعد العمارة السكنية من أهم أقسام العمارة الدنيوية لدى الحضارة الأردنية النبطية لغناها الذي بدوره تميز بإبراز الهوية الحضارية للأردنيين الأنباط

أ- فئة القصور والمساكن الكبيرة : اتصفت هذه المساكن بأنها كانت فارهة جداَ لتفي بمتطلبات فئة قليلة من المجتمع الأردني النبطي، اذ اقتصرت على فئة رجال الدولة وكبار التجار، وجرى تقسيم هذه المساكن لتتضمن عدة حُجر منها للجلوس وللنوم بالإضافة إلى غرف الخدمات كالمطابخ والحمامات التي تتكون من مرجان صغير وموضع للغُسل أُنشئ في صُلب الجدار وقريباً من مدخل الحمام وغرف التخزين، كما زُودت هذه القصور بنظام مائي متطور يتناسب وفخامة القصر، وتُعتبر العاصمة الأردنية النبطية البترا أحد أهم الأماكن التي تتواجد فيها هذه الفئة بكثرة، أما بالنسبة للمساكن الكبيرة أو ما تُعرف بالفيلا فقد انتشرت في القرى والمدن الجنوبية في الأردن وتختلف عن فئة القصور الكبيرة بأنها قُسمت إلى ثلاثة أقسام هي قسم الاستقبال وقسم الخدمات وقسم العائلة، ومن الجدير بالذكر أن هذه الفئة من المساكن كانت مزودة بآبار لتخزين مياه الأمطار.

كما لوحظ أن الأردنيين الأنباط قد بنوا البيوت بشكل متلاصق أو متقارب لاشتراكها بالسطوح بالإضافة إلى الفناء الداخلي أو ما يُعرف بالحوش وهي ساحة مفتوحة على السماء الذي تتفتح عليه الغرف ومرافق المنزل مع درج خارجي يؤدي إلى الأدوار العليا، حيث كان الحوش يمثل لقاء العائلة الأردنية النبطية وحياتها المشتركة، أما النوافذ فقد صُممت مرتفعة عن الفناء الداخلي ومطلةً على الخارج، أما الأبواب فمنخفضة ومصنوعة من الخشب، كما دلت بعض الأبحاث على أنهم لم يضعوا أبواباً للغرف الداخلية، حيث كانت بعض هذه المساكن تحتوي على اصطبلات ومزاود، ومثال على فئة المساكن هذه قصر كرنب في النقب والعديد من المساكن في الحميمة .

ب- فئة البيوت التي نُحتت في الصخور

 لعل هذه البيوت هي من شكلت هوية الأردنيين الأنباط وعبقريتهم في النحت، وقد كانت البترا والسيق البارد محطاً لهذا النوع من البيوت الأردنية النبطية، ومن الجدير بالذكر أن هذه البيوت نُحتت بتناغم مع طبيعة المغاور والكهوف والتي حولها الأردنيين الأنباط بمهارة بنائيهم إلى بيوت أشبه بخلايا النحل، ومن الطبيعي أن تختلف أحجام هذه البيوت بحسب حجم المغارة والتي شكلت نُواة المنازل الأردنية النبطية، ومن البيوت المنحوتة الجديرة بالذكر البيت المصبوغ في السيق البارد قرب البيضا، حيث يُصعد إليه بمدرجات وسلالم قصيرة ويتكون من غرفة واسعة  أحيطت بغرف صغيرة واحدة منها بالعمق وقد زُينت برسوم وزخارف نبطية، والمنزل الذي يقع مقابل مسرح البترا والذي تميز بمساحته وبمنعته وبجدرانه المكسوة والمصبوغة في بعض المرافق، وقد عُثر تحت أرضيته على بعض الفخار النبطي، وكان ارتفاعه ثلاثة أمتار.

ج- فئة المساكن الريفية (مساكن المزرعة)  كان المسكن الريفي عبارة عن مجمع كبير يضم وحدات سكنية ومخازن واصطبلاً وساحات متعددة، كقصر الكرنب في النقب كما وُجد هذا النوع من المساكن في الحميمة وكان مؤلفاً من ثلاث أو أربع غرف حول ساحة مكشوفة وقد زُينت بزخارف بسيطة والتي عكست حالة المزارعين الاجتماعية والمادية .

د- فئة المساكن البسيطة  شكل هذا النوع غالبية مساكن الأردنيين الأنباط، والتي انتشرت بكثرة في الحميمة  واقتصرت على غرفتين أمامهما ساحة مكشوفة.

هـ – فئة المساكن ذات الصفة العامة  وكان هذا النوع من المساكن مصمم للأمور الخدماتية كخدمة كهنة وزوار المعابد، وانتشرت هذه المساكن في وادي رم والذريح .

2. عمارة المرافق العامة

اعتبرت العاصمة الأردنية النبطية البترا أبرز مثال على مثل هذا النوع من المباني كونها ضمت جميع أنماط المباني العامة إضافة إلى المباني الخاصة، وقد بُنيت المباني العامة وفقاً لمخطط المدينة العام حيث الشارع الرئيسي والشوارع الفرعية فضلاً عن الشوارع ذات المسارين، والشارع المحاذي للوادي والذي قسم المدينة إلى نصفين حيث لم يقف عائقاً أمام المهندس الأردني النبطي الذي بنى قنوات المياه في أسفله، وكذلك الأقواس الحجرية التي ترتفع عن سيل الوادي في فصل الشتاء، كما يمكن ملاحظة بعض من آثارها في الشارع الرئيسي بعد الانتهاء من شارع الخزنة .

أ. عمارة الحمامات

كان اهتمام الأردنيين الأنباط واضحاً بالحمامات بحكم قدرتهم على استنباط شبكات الري وتخزين المياه، ومن الجدير بالذكر أن الحمامت تختلف عن سبيل الحوريات بحكم أن سبيل الحوريات كانت أقرب إلى المعابد المائية لآلهة الينابيع الحوريات.

وهناك حمامان واضحان يقعان على شارع الأعمدة في وسط البترا، الأول صغير نسبياً ويقع على يمين البوابة الثلاثية مباشرة، أما الحمام الكبير والذي سُمي بالحمام البيزنطي فيقع على يسار الشارع المعمد وقد صنفه بعض الباحثين على أنه برج بيزنطي، وقد كانت جدران الحمام تحتوي على كوى لوضع المصابيح بالإضافة إلى الأعمدة الناتئة من الجدار والتي كانت تحمل تاجاً كورنثياً، كما وُجد في الحمام الكبير ثلاث غرف للبخار الحراري إحداها مدورة ومزودة بفرن .

ب. المسرح الأردني النبطي

بنى الأردنيون الأنباط المسرح في نهاية شارع السيق الخارجي في البترا، ثم أعاد الرومان استخدامه عام 106م، ويحتل المسرح مكاناً مطلاً على شارع السيق الخارجي حيث يقع خلفه مجموعة كبيرة من القبور والأضرحة، وتم تصميمه بشكل مقوس أو نصف دائري قُسمت مدرجاته إلى ثلاث أقسام بواسطة ممرات قوسية بالإضافة إلى منفذ دائري كما قُطعت مقاعده في الصخور الرملية بحوالي 700 مقعد، وبُنيت المنصة التي تقام عليها العروض كسطح صخري بالإضافة إلى ممران على أجنحة مكان العرض .

وقد أدى زلزال عام 263 م إلى تصدع جزء كبير وهدم القليل من المسرح، كما أدى إلى تحطيم واجهات بعض الأضرحة .

3. عمارة المداخل في الحضارة الأردنية النبطية

كانت المداخل تشكل بدايات الشوارع المؤدية إلى مركز المدينة، ويتم تمييزها من خلال بناء قوس النصر الذي يؤدي إلى باقي أجزاء المدينة وينظم شكلها وانقسمت العاصمة الأردنية النبطية البترا إلى مدخلين

أولهما : مدخل السيق  “باب السيق” حيث يمثل مدخل السيق نوعا من المداخل الطبيعية التي صنعتها الطبيعة وشذبها الإنسان، حيث ربط هذا المدخل الطريق المؤدي إلى سيق البترا بالسيق الداخلي كما عمل على تنظيم حركة الداخلين إلى المدينة، ويُعتقد أن المدخل كان قائما حتى سنة 1896 م.

وثانيهما : مدخل الشارع المعمد حيث ربط الشارع المعمد شوارع مركز المدينة وساحة قصر البنت، إذ احتوى هذا الشارع على الأسواق والحمامات والملاعب الرياضية، كما زين المدخل قوس تذكاري وأغلق المدخل بمصاريع خشبية، وكانت هذه البوابات تُبنى كشاهد تذكاري على نصر، في حين تميزت البوابة بطابع روماني حيث كانت مزينة بالرسوم والنقوش الرومانية والنبطية والتي تعلوها العقود والتيجان ذات الأعمدة المزينة بأشكال مختلفة، وقد كان هذا المدخل بأكمله نوعا من المداخل الاصطناعية التي بناها الإنسان .

4. عمارة الساحات العامة في الحضارة الأردنية النبطية

كانت الساحة بمثابة مكان يتجمع فيه الناس، وقد كانت ساحة السوق أو ساحة الندوة التي تلت البوابة التذكارية بالقرب من معبد البنت أشهر مثال على الساحات العامة في هذه الحضارة، حيث زودت بمصاطب حجرية ومدرجات ومقاعد على جانب جدار الساحة الجنوبي كما يُرجح بناء هذه الساحة في بداية القرن الميلادي الأول .

5. عمارة الشوارع في الحضارة الأردنية النبطية

كانت الشوارع بصفتها العامة واسطة لربط الأماكن ببعضها، وقد اقتصرت على ثلاث شوارع مختلفة عن بعضها بالتصميم تبعا لموقعها .

أ. الشارع المعمد   

بني الشارع المعمد في حدود العام 106م، إلا أن الأرصفة الأردنية النبطية تشير إلى تاريخ يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد، ويمتد الشارع المعمد من ساحة قصر البنت في وسط البترا إلى نهاية السوق كما يسمى بالشارع المبلط بسبب رصفه بالطابوق، يُقدر عرض الشارع المعمد بستة أمتار وتمتد على أرصفة الشارع مجموعة من الأعمدة ذات التيجان  ويُرجح أنه كان مكاناً لعرض المواد التجارية إضافة للقصر الملكي والحمامات والأبنية الرياضية .

ب.شارع الواجهات 

يبدأ هذا الشارع مع السيق الخارجي أمام واجهات الأضرحة الملكية التي يبلغ عددها 44 ضريحاً، ويتفرع من هذا الشارع طرق فرعية عديدة غير مبلطة، لم يتحدد غرض استخدام هذا الشارع بسبب غياب ملامحه، و يُرجح أنه كان للعربات والخيول والقوافل التي تمر عليه .

ج. السيق

يبلغ طول السيق كيلومترين وهو شارع طبيعي يفصل بين جبل الخبثة والمذبح، وهو عبارة عن ممر وشارع بين صخور عمودية مهولة تكاد تتلامس مع بعضها إذ ما نظرنا للأعلى، وتقع على جانبي الطريق قناة مياه فخارية كما نشاهد حنايا صخرية ترمز للإله ذو الشرى والإلهة العزى .

6. عمارة الأسواق الأردنية النبطية

كانت الأسواق الثلاثية المطلة على الشارع المعمد مثالٌ واضح على النشاط التجاري الذي امتاز به الأردنيون الأنباط في حضارتهم، فقد سيطروا لفترات طويلة على التجارة التي ربطت الشرق بالغرب، حيث كان نشاطهم التجاري واسعا ليشمل البخور والتوابل وغير ذلك من السلع التجارية التي كانت منتشرة أبان حضارتهم، تقع الأسواق التجارية على يسار الشارع المعمد وهي السوق الأعلى والسوق المركزي والسوق الأسفل، وتميز السوقان الأعلى والأسفل بضخامتهما وشكلهما المربع والمستطيل .

7. عمارة مبنى الألعاب الرياضية في الحضارة الأردنية النبطية “الجمانيزيوم”

اقتصرت الألعاب الرياضية على مبنين ألا وهما الجمانيزيوم الأسفل ويقع على يسار البوابة التذكارية دخولا إلى الشارع المعمد وهو الأكبر، بينما يقع الجمانيزيوم الأعلى الأصغر منه بمحاذاته ويفصل بينهما مبنى صغير آخر .

ومن الجدير بالذكر أن الأردنيين الأنباط لم يغب عن أذهانهم بناء المسبح والذي يقع بجانب المعبد الكبير للبترا، ويُرجع تاريخ بنائه إلى نهاية القرن الأول قبل الميلاد .

المراجع

  • عباس ، إحسان ، تاريخ دولة الأنباط ، ط1 1987 ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن .
  • أبو حمام ، عزام ، الأنباط تاريخ وحضارة ، ط1 2009 ، دار أسامة للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن .
  • الماجدي ، خزعل ، الأنباط (التاريخ ، الميثولوجيا ، الفنون ) ، ط1 2012 ، دار النايا ، دار المحاكاة ، سوريا ، دمشق .
  • العجلوني ، أحمد ، حضارة الأنباط من خلال نقوشهم ، ط1 2002 ، بيت الأنباط ، البترا ، الأردن .
  • المحيسن ، زيدون ، الحضارة النبطية ، ط1 2009 ، وزارة الثقافة ، عمان ، الأردن .

سلسلة الفن المعماري عند الأردنيين الأنباط – الجزء الثالث

مقدمة

اهتم الأردنيون الأنباط بفن العمارة بشكل واسع، وهذا ما يؤكده الإرث العمراني الضخم الذي خلفوه، وما يزال قائماً حتى يومنا هذا بكل شموخ وصلابة، وحيث أن عمر الحضارة الأردنية النبطية امتد على مدى قرون، فقد كان الفن المعماري النبطي متباينا، ومتطوراً باستمرار، حيث بلغ من البذخ في ذروة هذه الحضارة، ما سبق حضارات استعمارية ضخمة، ونورد في هذا البحث ملامح هذا الفن العظيم الذي أولاه أجدادنا الأردنيون الأنباط اهتماما منقطع النظير، بطريقة تساهم في تعزيز فهم القارىء لما يراه ماثلا بعينه من إرث عمراني يشكل قفزة ضخمة في فن العمارة على مستوى البشرية.

في هذه البحث من إرث الأردن تقرؤون الجزء الثاني من سلسلة الفن المعماري عند الأردنيين الأنباط.

أنواع المساكن والأبنية في الحضارة الأردنية النبطية

بيوت الشعر أو الخيام 

انتشرت بيوت الشعر بشكل واسع على أطراف المملكة الأردنية النبطية، في مناطق البادية، حيث كان سكان البادية الأردنية النبطية يسكنون هذه البيوت، وقد ورثتها العشائر الأردنية إبان الاحتلال العثماني، وكانت وسيلة فعالة لمقاومة هذا الاحتلال، والتأقلم مع الوضع القائم الجديد.

وقد اختلفت  بيوت الشعر بناءً على عدة اعتبارات، فنجد أن بيوت الشعر تختلف عن بعضها البعض من حيث سعتها وفي سعة الخيمة دلالة على منزلة صاحبها ومكانته وثرائه، كما يتم قطع الخيمة إلى نصفين قسم المحرم وهو للنساء وإذا كان المحرم كبيراً يتم تقسيمه على عدد الزوجات وأم وأخوات صاحب البيت إن وُجد، وقسم المضيف أو المجلس وهو للرجال والضيوف ولباقي أفراد الأسرة في الحالة الطبيعية، ثم إذا كان صغيرا يتم قسمه إلى قسمين هما الربعة والمحي وهذا التقسيم يكون بواسطة الحواجز المصنوعة من القصب أو المنسوجة من الشعر وهي المُسماة بالقطع أو الساحة، كما تأتي الخيام على عدة أشكال وتختلف في مادة التصنيع فنجد الخيام المصنوعة من شعر الماعز هو الأكثر تفضيلاً لقدرته على مقاومة الظروف المناخية المختلفة، كما تُصنع الخيام من وبر الجمال أو صوف الضأن وتسمى بالخباء وترتكز على عامودين أو ثلاث وقيل أن الخباء من الوبر والصوف وهو من دون مظلة أوما يُشار له الآن بالسقف، وعادة ما تتميز خيمة شيخ القبيلة أو كبيرها عن غيرها من الخيام كونها قِبلة للضيوف واللاجئين وأصحاب الحاجة الذين غالباً ما يستدلون عليها من شكلها وحجمها كما كانت خيمة شيخ القبيلة منتدىً لأبناء القبيلة ومركزاً لعمل الشيخ الذي يدير شؤون قبيلته من خلالها، وفي بعض الحالات كان بعض الشيوخ يجعل لخيمته قبباً خاصة من الجلود “الأدم” والتي تُعتبر إشارة على التعظيم والتفخيم والامتياز والجاه، وغالباً ما تقع خيمة الرئيس وشيخ القبيلة متوسطة لمجموعة من الخيام المتناثرة ومن الجدير بالذكر أنه لم يصلنا أية آثارعن نوع وكم الخيم أو أنماط المساكن فيها، لأن المواد المستخدمة في بناء هذه الخيام من شعر وصوف أو حتى الحلقات المعدنية التي كانت تُستخدم لتثبيت الخيام في الأرض لا تصمد في الصحراء أكثر من عشر سنوات.

الكهوف والمغاور

إن أكثر ما عُرف عن الأردنيين الأنباط وبحسب المصادر الواردة التصاقهم بالكهوف، فمساكن الكهوف كانت معروفة في البلاد منذ أقدم العصور، كما يُقال أن الأردنيين الأنباط كانوا يسكنون الكهوف في الشتاء وينصبون  الخيم في الصيف كما وُجد في بعض القرى النبطية كهوفاً لعائلات بعينها وفي الفترات اللاحقة بنوا فوق الكهوف بيوتهم، كما استُخدمت الكهوف لأغراض السكن وتخزين الحبوب والسكر أو لإيواء المواشي وامتازت هذه الكهوف بارتفاعها عن مستوى الأرض ربما لأسباب دفاعية، كما تحتفظ بعض الكهوف في جبال الشراة ببعض من الخربشات والرسوم التي تُمثل المراحل التي استوطن فيها الأردنيون الأنباط هذه الكهوف، كما عُرفت الكهوف باسماء متعددة تبعاً لحجمها أو شكلها مما يدل على أهميتها لدى سكان المنطقة، وأكبر هذه الكهوف هو “البد” يليه “المغارة” ثم “الكهف” والتي كانت تصلح لسُكنى الإنسان، أما التي كانت تستخدم لأغراض أخرى غير السكن ولم يكن ليَد الإنسان فيها أي أثر فهي الشقيف واللجف تليها السلع .

حجرات وبيوتات الحجارة الغشيمة

لا تزال بقايا هذه الأبنية ظاهرة للعيان في جنوب الأردن التي تهدم معظمها أو تُرك بعد تطور الحياة وتتلخص فكرة هذه البيوتات التي تتكون من حجرة واحدة أنها كانت بيوتاً موسمية تُسكن في فصلي الصيف والربيع تأتي إليها الأسرة لأسباب اقتصادية تقتصر على جمع الحصاد من الحقول أو قطف الثمار وحراسة المحصول، قبل أن تعود إلى حياتها في البيوت الحجرية في القرى والمدن أو إلى بيوت الشعر في البادية.

ويمتاز البيت الحجري بالكثير من المميزات التي تجعل منه منزلاً موسمياً مفضلاً فهو أقل تكلفة من حيث الإنشاء، إذ أنه لا يتطلب أكثر من جمع حجر الغشيمة ثم رصفها وبنائها فوق بعضها إذ أنها لا تتطلب أدنى قدر من المهارة كما تجري عمليات البناء بدون استخدام الملاط في أغلب الأوقات، أما السقف فيتم بناؤه من تجميع أوراق الشجر وأغصانها أو ما تجود به البيئة، كما تمتاز الجدران بالسماكة كونها مرصوفة بصفين من الحجارة خالية من الملاط فإن ذلك من شأنه أن يُعزز جواً لطيفاً داخل البناء في الصيف، لذلك تم تسميتها بالقصور لأنها بمثابة المرابع الصيفية لأصحابها، وثمة استخدام آخر لهذه البيوتات حيث استخدمها البعض كمراكز لبعض أعماله التجارية مثل الدكاكين، وتُقام عادة على أطراف الطرق التجارية والدولية كما تمت إعادة ترميم الرجوم وبقايا الحجارة من قِبل العشائر الأردنية في مطلع القرن العشرين وتقويتها بالملاط الطيني أو الإسمنتي بسبب تعرضها إلى عدة زلازل، وقد أُعيد استخدام هذه البيوتات من قبلهم لأغراض إقامة الجدران الزراعية وبعضها لأغراض البناء الحديث، ومن الجدير بالذكر أن الأردنيين الأنباط كانوا قد استخدموا هذا النوع من البيوت على نطاق واسع حيث نرى بقايا البيوتات على شكل رجوم منتشرة في المرتفعات الجبلية خصوصاً المرتفعات الزراعية كما ينتشر بعض من هذه الرجوم في البادية أيضاً .

ومن الأمور التي أكدت عليها المصادر أن الأردنيين الأنباط قد شيدوا أبنيتهم من الحجر البازلتي المتوفر في المنطقة الشمالية من المملكة الأردنية النبطية بشكله الطبيعي مع القليل من التعديلات على حالته، عندما كان التنقل سائدا في بدايات نشوء الحضارة الأردنية النبطية، ومع بدء التحول نحو الاستقرار بشكل واسع بدأ الأردنيون الأنباط بناء مواقع متفرقة على الطرق والنقاط الجغرافية التي كانت ضمن حدودهم، وأهم مثال كان تل دبة بريكة في السويداء النبطية التي أبرزت لنا العمارة الأردنية النبطية المبكرة حيث تم الكشف عن معبد وبناء إداري وبرج للحراسة وثكنة عسكرية حيث  بُني المعبد بالحجر الغشيم دون استخدام المونة وكانت النوافذ وفتحات المعبد قليلة لزيادة تحصين البناء .

ومن المؤكد أن عدداً من البيوتات كانت دائمة بعد أن قام الأردنيين الأنباط بتوسيعها، ويُلاحظ أن معظم الأبنية اشتملت على طابقين بعد إجراء تعزيزات للسقف بالملاط المدعم والأخشاب أو بالحجارة المرصوصة وبعض من هذه الأبنية اشتمل على عدد من الغرف والمرافق العديدة مثل غرف التخزين وحجرة الحيوانات والمستلزمات الزراعية، ومن المُعتقد أن مثل هذه الأبنية كانت تُستخدم كمحطات للخدمات التجارية التي من خلالها يتم تلبية احتياجات القوافل التجارية المارة وفق مواسم وطرق محددة، ومن الخدمات التي كانت تقدمها للقوافل التجارية تلك التي تُعنى بالحيوانات كحذو الخيول والبغال التي ترافق التجار وإصلاح معدات القوافل كالبرادع والسروج والمقادم وغيرها، بالإضافة إلى البيطرة مما  يؤكد على أن الأردنيين الأنباط قاموا بتعزيز قدراتهم لنجاح عملية التجارة عبر بلادهم وعلاوة على ذلك فقد وفروا الأمن والحراسة للقوافل التجارية .

البيوت الحجرية المطينة

يمتاز هذا النمط المعماري الذي خلفه الأردنيون الأنباط لنا بالبساطة، فقد جرى بناؤها من الحجارة الغشيمة التي تتم معالجتها بطريقة بسيطة بعد أن يتم تعزيزها بالملاط الطيني من الداخل والخارج وفي بعض الحالات كانت تُسقف بالملاط الطيني بعد تدعيمه بالأخشاب والحجارة المرصوصة بإحكام على شكل أقواس أو قباب، وهذا النمط لا تزال بقاياه منتشرة في بعض القرى والأرياف الأردنية، ومن المُحتمل أن هذا النمط كان أساسياً في التحول من حياة البداوة أو نصف البداوة إلى حياة الزراعة الدائمة والمستقرة، كما أقام أصحاب هذه البيوت من حولها بعض المرافق بالإضافة إلى المرافق الموصولة بالمسكن الأساسي مثل حجرات التخزين وحجرة الدواب وحظيرة جانبية للأغنام.

كما تعددت صور حظيرة الأغنام تبعاً لمكانها فغالبا ما تكون تحت البناء أو بجانبه أو على مقربة منه كما أن بعض الأبنية قد حوت على ساحات داخلية، وكانت تُقام هذه الأبنية على أطراف القرى الزراعية والتي اعتُبرت مرحلة إنتقالية لحياة الاستقرار، كما تم دمج العمل الزراعي وتربية المواشي معاً لأن أصحاب الأبنية كانوا قد غادروا حياة البداوة وصاروا أقرب إلى النمط الريفي الزراعي بالإضافة إلى تربية المواشي والتي تعتبر من ملحقات العمل الزراعي.

البيوت الطينية الخالصة

يُعد هذا النوع من المساكن الأكثر بساطة وأقلها دواماً وحاجة إلى مواد البناء والدعم، حيث يمتاز هذا النمط باعتماده على الطين المحلي بالدرجة الأولى وعادة ما يلجأ إلى التربة الزراعية الحمراء لبناء هذه المساكن كما كانت تُخلط التربة ببعض المواد المحلية كالقش والتبن، وانتشرت هذه المساكن في المناطق الزراعية مثل منطقة غور الأردن تحديداً في تل ديرعلا حيث عُثر على بيوت كانت مبنية من اللبن الذي استُخدم نيئاً، وكان أحياناً يجري بناء الجدران أولاً بأول وقليلا ما كانت الأخشاب تُستخدم في تدعيم الجدران وكان هذا النوع من الوحدات السكنية يتألف من حجرة واحدة أو من عدد من الحجرات غاضين النظر عن المرافق الأساسية كالمطبخ والحمامات، بالإضافة إلى البيوت التي بُنيت في بعض المناطق الجبلية والتي كانت لأغراض الإقامة المؤقتة، كما بنيت العديد من المرافق بجانب المنزل لإيواء الحيوانات أو التخزين أو حجرة الطابون للخبز، كما استخدمت هذه البيوت لإيواء بعض الموظفيين الحكوميين خلال المواسم التجارية لتأدية بعض الأوامر الإدارية، ومن الجدير بالذكر أن ها النوع من المساكن لم يكن معروفاً في المناطق الصحراوية لعدم ملائمة تربة الصحراء لمثل هذا البناء، وكان يقطن هذه المساكن الفقراء من المزارعين الذين توارثوا هذه الحرفة أباً عن جد .

البيوت الحجرية المهندسة كالمعابد والمساكن والأبنية العامة

إن إيفاء هذا النمط المعماري حقه ليس بالأمر اليسير، بسبب مجيئه ضمن أكثر مراحل الفن المعماري الأردني النبطي تطوراً، كما احتل هذا النمط جل اهتمام دارسي وباحثي ومنقبي الآثار نظراً لفرادته التي جعلته عنواناً حضاريا مهماً للأردنيين الأنباط المتميز بالتنوع والغنى الروحي والفني، وعلى الرغم من وجود الكثير من الأبحاث المختصة بهذا الجانب من العمارة الأردنية النبطية، إلا أن هناك مناطق عديدة ظلت دون إجراء المسوحات والحفريات الأثرية، كما قُسمت هذه الأبنية ضمن فترتين الأولى التي امتدت من نهاية القرن الأول قبل الميلاد إلى منتصف القرن الأول الميلادي حيث وقعت معظم المساكن في منطقة جنوب الأردن وفي العاصمة الأردنية النبطية البترا وفي خربة الذريح والحميمة والعقبة، أما الفترة الثانية فقد امتدت بين منتصف القرن الأول الميلادي إلى بداية القرن الثاني الميلادي، كما سنعرض هذا النمط على وجه الخصوص بشكل مستقل ومفصل.

المراجع

  • عباس ، إحسان ، تاريخ دولة الأنباط ، ط1 1987 ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن .
  • أبو حمام ، عزام ، الأنباط تاريخ وحضارة ، ط1 2009 ، دار أسامة للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن .
  • الماجدي ، خزعل ، الأنباط (التاريخ ، الميثولوجيا ، الفنون ) ، ط1 2012 ، دار النايا ، دار المحاكاة ، سوريا ، دمشق .
  • العجلوني ، أحمد ، حضارة الأنباط من خلال نقوشهم ، ط1 2002 ، بيت الأنباط ، البترا ، الأردن .
  • المحيسن ، زيدون ، الحضارة النبطية ، ط1 2009 ، وزارة الثقافة ، عمان ، الأردن .

سلسلة الفن المعماري عند الأردنيين الأنباط – الجزء الثاني

مقدمة

اهتم الأردنيون الأنباط بفن العمارة بشكل واسع، وهذا ما يؤكده الإرث العمراني الضخم الذي خلفوه، وما يزال قائماً حتى يومنا هذا بكل شموخ وصلابة، وحيث أن عمر الحضارة الأردنية النبطية امتد على مدى قرون، فقد كان الفن المعماري النبطي متباينا، ومتطوراً باستمرار، حيث بلغ من البذخ في ذروة هذه الحضارة، ما سبق حضارات استعمارية ضخمة، ونورد في هذا البحث ملامح هذا الفن العظيم الذي أولاه أجدادنا الأردنيون الأنباط اهتماما منقطع النظير، بطريقة تساهم في تعزيز فهم القارىء لما يراه ماثلا بعينه من إرث عمراني يشكل قفزة ضخمة في فن العمارة على مستوى البشرية.

في هذه المدخل البحثي من إرث الأردن تقرؤون الجزء الأول من سلسلة الفن المعماري عند الأردنيين الأنباط.

ملامح الهندسة المعمارية لدى الأردنيين الأنباط

تعتبر العمارة الأردنية النبطية فناً قائما بحد ذاته، تنوع بين العمارة الدينية (المعابد والأضرحة) والعمارة الدنيوية (البيوت والأسواق والحمامات وصولاً للصالات الرياضية)، كما أثبت الأردنيون الأنباط قدرتهم على تطوير الفنون المعمارية من الحضارات المحيطة بهم ومنحها طابعاً نبطيا أردنيا خالصا، لتمتاز آثارهم بخصوصية عميقة على الجانبين الروحاني والمادي.

عكست الآثار المتبقية من المنحوتات النبطية عبقرية المهندسين الأنباط بما قاموا به من فنون نحت وعمارة حيث صبغ أجدادنا الأردنيون الأنباط فنهم المعماري بطابعهم الخاص.

أما بخصوص النحت في الصخر فقد تميز الأردنيون الأنباط بطرق وأساليب مدروسة بدقة في تنفيذ أعمالهم فبعد اختيارهم للسطح الصخري المناسب يقوم النحات النبطي بتحويله إلى لوح يُستطاع الرسم عليه وبعد إجراء الحسابات اللازمة للوح الصخري يتم البدء بتنفيذ أعمال النحت من أعلى السطح باستخدام السقالات، ومن المُعتقد أن النحاتين كانوا على مراتب ودرجات فبعضهم يقوم بتسوية السطح ثم يأتي الآخر للقيام بالحسابات والتسويات والآخر الذي يقوم بأعمال النحت والتي تتطلب مهارة عالية للتنفيذ ومن بعدها يأتي الفنانون الذين يختصون بنحت التماثيل والأشكال الفنية المعقدة، كما دلت بعض النقوش على أسماء القائمين بأعمال البناء بـ “بنيا” والنحات بـ “فسلا”.

ويبدو أن مهنتي النحت والبناء كانتا من المهن ذات الاحترام العالي في المجتمع الأردني النبطي، حيث وجد نقش البناء فلان أو النحات فلان على العديد من شواهد القبور النبطية.

المواد المستخدمة في العمارة الأردنية النبطية

استثمر الأردنيون الأنباط العديد من المواد المتوفرة في البيئة المحيطة، حيث وظفوا كل أنواع  الحجارة المحيطة بحضارتهم، ففي صحراء أم الجمال وصلخد وأبنية جبال الشراة جرى استخدام الحجارة البازلتية السوداء لأغراض البناء المختلفة، كما استُخدمت الحجارة الكلسية في خربة الذريح على الرغم من صعوبة التعامل معها بسبب لينها، ومع ذلك فقد كان نمط البناء الأردني النبطي يعتمد على الخلط بين العديد من الحجارة في البناء الواحد مثل قصر الربة الذي بُني إجمالاً بالحجر الكلسي والحجارة البازلتية التي جُلبت من شمال المنطقة بالقرب من وادي الموجب .

أما بالنسبة للحجارة المستخدمة في البناء فقد كانت تُستخدم الحجارة الغشيمة “الصغيرة ” إلى جانب الحجارة المنقوشة والمهندسة بعدة أشكال، وأما بالنسبة إلى الملاط المُكون من الشيد والجير الذي كان يتم تحضيره من اللتونات بالإضافة إلى التربة المحلية، فقد استخدم الأردنيون الأنباط الملاط بكثرة في أبنيتهم كمونة بين صفوف الحجارة الكبيرة لقدرته على العزل الحراري وعزل الرطوبة والأمطار ونرى فائدة الملاط واضحة في الفنون المعمارية الكثيرة كالأقواس التي تعتمد على تراص الحجارة والتي جرت تغطيتها بالملاط الطيني العازل، كما يمكن أيضاً مشاهدة الملاط المستخدم في قصارة الآبار والخزّانات المائية كخزان الحميمة والمساكن النبطية في النقب والتي أكدت على صلابة ومتانة البناء حيث فضلت مسكونة حتى القرنين الخامس والسادس الميلاديين، إضافة إلى الصلبان التي عُثر عليها في الكرنب حيث نُقش أكثر من صليب على عضادات الأبواب وبعض الأسكفة.

كما استُخدمت الأخشاب في أعمال التسقيف وصناعة الأبواب والشبابيك ويبدو ذلك واضحاً في وادي موسى لتوفر الأشجار في المنطقة ومنطقة جبال الشراة التي كانت غنية بالأشجار الحرجية، كما عرف الأردنيون الأنباط استخداماً آخر للأخشاب في البناء من شأنه تعزيز صمود الجدران أمام الهزات الأرضية، وقد أكّد على ذلك وجود الأخشاب في بقايا بعض الأبنية كقصر البنت في العاصمة الأردنية النبطية بترا.

المراجع

  • عباس ، إحسان ، تاريخ دولة الأنباط ، ط1 1987 ، دار الشروق للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن .
  • أبو حمام ، عزام ، الأنباط تاريخ وحضارة ، ط1 2009 ، دار أسامة للنشر والتوزيع ، عمان ، الأردن .
  • الماجدي ، خزعل ، الأنباط (التاريخ ، الميثولوجيا ، الفنون ) ، ط1 2012 ، دار النايا ، دار المحاكاة ، سوريا ، دمشق .
  • العجلوني ، أحمد ، حضارة الأنباط من خلال نقوشهم ، ط1 2002 ، بيت الأنباط ، البترا ، الأردن .
  • المحيسن ، زيدون ، الحضارة النبطية ، ط1 2009 ، وزارة الثقافة ، عمان ، الأردن .

سلسلة الفن المعماري عند الأردنيين الأنباط – الجزء الأول

 

مسجد القينة المعاد ترميمه، محافظة الزرقاء. حقوق الصورة محفوظة للباحث نادر عطية

بني مسجد القينة في محافظة الزرقاء وتعود أساساته للعهدين المملوكي والأيوبي، ويرجح الباحث محمد وهيب أن هذا المسجد شكل حلقة وصل مهمة لبناءه على موقع عال واستراتيجي. يحاط المسجد القديم بأشجار الزيتون ومقبرة من ثلاث جهات. أمام المسجد ساحة اسمنتية وفي جدرانه نوافذ للإضاءة وأخرى لوضع المصاحف.

باب مسجد القينة، ويلاحظ الإهمال اللاحق بالمسجد. حقوق الصورة محفوظة للباحث نادر عطية

أعيد ترميم المسجد عدة مرات وسقفه اليوم من الاسمنت، ولكنه يعاني إهمالا شديدا. وتظهر القصارة الاسمنتية متأكلة والسقف شبه آيل للسقوط.

المراجع:

  • الدرادكة، فتحي (1998) القصور والمساجد الأموية في الأردن، دراسة منشورة.

المساجد الأردنية القديمة: مسجد القينة

يجمع مسجد كفرنجة بين طرز العمارة الأيوبية والمملوكية والأموية على حد سواء، فيحاكي شكل الأسقف القباب والأعمدة، كما أنه يشبه جامع عجلون الأثري من أوجه متعددة، إذ نلاحظ فيه الأعمدة والسقف والمحراب والمدخل والشكل الداخلي كما نلاحظه في جامع عجلون، إلا أن جامع كفرنجة له مداخل من جهة الشمال خلافاً لجامع عجلون الذي اقتصرت أبوابه على الجهة الشرقية. وتسمي إحدى العبارات على اللوحة التأسيسية جامع كفرنجة بـ “جامع الفاروق” حيث تنسبه بعض الروايات للخليفة الثاني عمر بن الخطاب الفاروق

مدخل بلدة كفرنجة

المراجع:

  • الدرادكة، فتحي (1998) القصور والمساجد الأموية في الأردن، دراسة منشورة.
  • غوانمة، يوسف (1986) المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون. منشورات مركز الدراسات الأردنية: جامعة اليرموك.

المساجد الأردنية القديمة: مسجد كفرنجة الأثري

 

بقايا مسجد عصيم الأثري الأموي وهو أثر مهدد بالزوال. الحقوق محفوظة لوكالة عجلون الإخبارية

تعد قرية عصيم القريبة من قرية راسون شماليّ محافظة عجلون إحدى أكثر القرى ثراءً تاريخيا. تحتوي القرية على الكهوف التي يظن أنها استخدمت للسكن والآبار شديدة القدم وآثار أخرى رومانية وبيزنطية. وفي القرية مسجد يؤرخ للقرن الثامن الهجري، أي للعهد الأموي.

المراجع:

  • الدرادكة، فتحي (1998) القصور والمساجد الأموية في الأردن، دراسة منشورة.
  • غوانمة، يوسف (1986) المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون. منشورات مركز الدراسات الأردنية: جامعة اليرموك.

المساجد الأردنية القديمة: مسجد عصيم

يقع هذا المسجد في قرية راسون في عجلون. ويؤرخ بناؤه للعهد الأموي في القرن الثامن الميلادي، كما أعيد ترميمه في العهدين الأيوبي والمملوكي (القرنين 13-14) وأعيد استخدامه في عهد الاحتلال العثماني.

يشابه التصميم المعماري لهذا المسجد تصميم مسجد عجلون الكبير ومسجد كفرنجة من ناحية الأسقف والزخارف والأعمدة، على أن التصميم الهندسي للمسجد من الداخل مميز حيث يعتمد على نظام الأروقة لا نظام الصحون والغرف. قامت عمليات الترميم والإضافات عبر الزمن بإخفاء معظم معالم المسجد القديمة ولم يتبق من زخارف المسجد إلا زخرفة واحدة تزين واجهة المدخل.

الزخرفة الوحيدة المتبقية في مسجد راسون، حقوق الصورة محفوظة لوكالة عجلون الإخبارية

المراجع:

  • الدرادكة، فتحي (1998) القصور والمساجد الأموية في الأردن، دراسة منشورة.
  • غوانمة، يوسف (1986) المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون. منشورات مركز الدراسات الأردنية: جامعة اليرموك.

المساجد الأردنية القديمة: مسجد راسون

في قرية سامتا الواقعة على طريق إربد – عجلون والتي تبعد عن مدينة عجلون 11 كم  يتعانق مسجدان أحدهما أموي قديم وآخر حديث ومعاصر. بينما لم يبق من المسجد الأموي “سامتا” سوى أساسات حجرية متفرقة بنى الأردنيون بجانبها مسجدا يشتهر اليوم بشجرة البطم الأطلسي التي تزين باحته.

بقايا مسجد سامتا الأموي ويظهر تجويف المحراب في منتصف الصورة، الحقوق محفوظة للباحث نادر عطية

المراجع:

  • الدرادكة، فتحي (1998) القصور والمساجد الأموية في الأردن، دراسة منشورة.
  • غوانمة، يوسف (1986) المساجد الإسلامية القديمة في منطقة عجلون. منشورات مركز الدراسات الأردنية: جامعة اليرموك.

المساجد الأردنية القديمة: مسجد سامتا الأموي

Scroll to top