المملكة الأردنية العمونية- الحدود وأهم المواقع

مقدمة

على مرتفعات البلقاء، وسط الأردن، وفي سفوحها الوعرة، كان قلب المملكة الأردنية العمونية، ومن عمّان (ربة عمون)، كتب أجدادنا الأردنيون العمونيون، سفراً جديداً في كتاب الحضارة الانسانية، لترسم الجبال والمياه قصة شعب هزم قسوة الطبيعة، وبنى دولة الرفاهية.

على الرغم من صعوبة رسم الحدود السياسية بشكل دقيق بين الدول القائمة في الحقبة التي أنشأ بها أجدادنا الأردنيون العمونيون دولتهم، إلا أن تشييدهم للعديد من الأبراج الدفاعية التي صمدت آثارها حتى يومنا هذا، بالإضافة إلى السرد التاريخي الذي ورد عن المملكة الأردنية العمونية، إلى جانب الحدود الطبيعية استطاعت أن توصل لنا صورة جيدة عن حدود المملكة الأردنية العمونية، نوردها في هذا البحث، كما سنعرّج على بعض المدن والتجمعات السكانية ذات الأهمية.

حدود المملكة الأردنية العمونية

يبوق (نهر الزرقاء)
  • الحدود الشمالية

يعتبر نهر يبوق (الزرقاء) هو الحد الشمالي للمملكة الأردنية العمونية، والفاصل بينها وبين امتداد الممالك الآرامية على الأراضي الأردنية بعد اضمحلال مملكة عوج ملك باشان الأردنية، وتشير الكشوفات الأثرية إلى أن اللقيات الأثرية الأردنية العمونية، تجاوزت نهر الزرقاء شمالاً، مما يعني امتداد نفوذ وتأثير الأردنيين العمونيين إلى الشمال من نهر الزرقاء خلال عدة مراحل زمنية، إلا أن الأقرب للواقع أن حوض نهر الزرقاء كاملاً بضفتيه الشمالية والجنوبية كان يقع تحت نفوذ الأردنيين العمونيين.

  • الحدود الجنوبية
وادي الموجب 1900 نهاية القرن التاسع عشر شمال الكرك وعرف بنهر ارنون وتم ذكره في مسلة ميشع الملك المؤابي الأردني قبل الميلاد

يعتبر وادي أرنون (الموجب)، هو الحد الجنوبي للمملكة الأردنية العمونية والذي يفصلها عن المملكة الأردنية المؤابية، ولكن هذه الحدود ليست فاصلاً نهائياً بين المملكتين، حيث أن تمازجاً ثقافياً هوياتياً يجمع بين المملكتين الشقيقتين، فضلاً عن الحلف السياسي العسكري بين المملكتين الأردنيتين، الذي كان يسمح بتداخل للأراضي.

  • الحدود الشرقية

على امتداد مرتفعات البلقاء، وإلى الشرق منها، في البادية الأردنية الوسطى وعلى حد الصحراء، وجدت العديد من الأبراج العمونية الدفاعية، مما يعني أن الحدود الشرقية للمملكة الأردنية العمونية كانت تنتهي على مشارف الصحراء، ويُعتقد أن الأبراج الدفاعية العمونية كانت تحرس التجمعات الزراعية بالتعاون مع القبائل الأردنية البدوية الخاضعة للنفوذ العموني من الغزو القادم من الصحراء.

  • الحدود الغربية
نهر الأردن

امتدت الحدود الغربية للمملكة الأردنية العمونية على طول سفوح الجبال والمناطق الغورية المتاخمة لوادي الأردن، وتعتبر الحدود الغربية للمملكة الأردنية العمونية الأكثر خطورةً كونها تطل على مناطق نفوذ العبرانيين الذين ناصبوا الأردنيين العمونيين والمؤابيين العداء طويلاً.

أهم المواقع في المملكة الأردنية العمونية

  • العاصمة ربّة عمون (عمان)
جانب من الجدار الذي يحيط بمدينة ربة عمون

كان المركز الرئيسي للعاصمة ربة عمون هو موقع جبل القلعة الحالي الواقع في وسط عمان الحديثة، وهو يعتبر أحد جبال عمان الرئيسية، ويعود تاريخ جبل القلعة إلى بدايات العصر النحاسي، وعرف قروناً من الازدهار، حتى أقام على أرضه أجدادنا الأردنيون العمونيون عاصمتهم.

  • تل سيران
قارورة تل سيران

هو تل أثري يعود إلى العصر الحديدي، داخل حرم الجامعة الأردنية، اكتشف به أحد طلاب كلية السياحة والآثار قارورة تل سيران المعروفة، أثناء إحدى الحفريات الأثرية، كما وجد في نفس التل على عدد من الكسر الفخاري التي يعود تاريخها إلى كل من العصور الحديدية، والرومانية والأموية.

  • تل جاوة الجنوبي

بني موقع تل جاوة الجنوبي، إلى الجنوب من عمان، على مساحة تقارب العشرين دونماً، ويحتوي الموقع على مباني متنوعة، ويعتقد أنه تجمع زراعي متوسط الحجم.

  • موقع جلول

تقع جلول شمال شرق مدينة مادبا، قرب الحدود الفاصلة بين المملكة الأردنية العمونية، والمملكة الأردنية المؤابية، وبني الموقع على مساحة 73 دونماً، ويعد الموقع مدينة متوسطة الحجم.

  • موقع تل العميري

بني موقع تل العميري إلى الجنوب الغربي من ربة عمون، وهو تجمع سكاني يعود تاريخه إلى العصر النحاسي، ومر هذا التجمع السكاني بتطورات عديدة حيث أصبح (مدينة دولة) في العصر البرونزي ثم أحد أهم المدن الأردنية العمونية.

  • تل صافوط الأثري

بني هذا الموقع شمال عمان على الطريق الواصل بين عمان ومناطق الشمال (جرش، اربد، عجلون)، ويعد من أهم المواقع الأثرية في عمان، ووجد فيه العديد من الآثار العمونية.

  • عراق الأمير
عراق الأمير 1900 جنوب غرب عمان وهي من أهم المواقع الأردنية العمونية

بدأ التواجد البشري في عراق الأمير منذ آلاف السنين، حيث استوطنها أجدادنا الأردنيون الأوائل منذ العصر الحجري الوسيط (8000- 10000) ق.م، كلمة عراق تعني الكهوف، ويقال أن المنطقة سميت بهذا الإسم نسبة إلى الكهوف التي استخدمها الأمير طوبيا العموني إضافة إلى القصر الذي بناه فيها، وكانت عراق الأمير أحد أهم المواقع العمونية.

قصر العبد (قصر عراق الأمير)

يعود تاريخ بناء قصر العبد إلى ما قبل خمسة ألف عام تقريبا، أي إلى العصر الهيلنستي في القرن الثاني قبل الميلاد وقد بناه هركانوس من أسرة طوبيا العمونية الاردنية في عهد الملك سلوقس الرابع.
وقد سُمي قصر عراق الأمير ؛ عراق التي تعني مدخل المغارة والأمير وهو طوبيا العموني الأردني، وتشير الوثائق التاريخية والمسكوكات والرسومات والنقوش أن القصر يعود تاريخ بناءه بين عامي 187 و 175 ق.م في ظل حكم البطالمة وتحديدا في عهد سلوقس الرابع ويذكر أيضا أن هركانوس الذي بناه وهو أيضا من الأسرة الطوبية العمونية الأردنية كان أحد امراء العمونين الأردنيين الذين استقروا في منطقة وادي السير عام 360 ق.م، وكان طوبيا آنذاك أميرا ونائبا للملك وواليا على منطقة عمّان في عهد البطالمة، إلى أن اصبح ملكا وهو آخر ملوك العمونين الأردنيين.

  • رجم المخيزن (خربة الحجار)

هو موقع أثري عمون، في منطقة الرصيفة/ شلنر، عبارة عن أحد الأبراج العمونية الدفاعيةالتي تحمي حدود ربة عمون.

الخاتمة

رغم التخريب الذي تعرضت له مواقع أثرية عديدة، ومع شح الحفريات الأثرية التي تغطي الأردن في العصور الحديدية، إلا أن آثاراً عديدة تحدت آلاف السنوات لتبقى دليلاً على إحدى أهم الحضارات الأردنية، وقد حاولنا في هذا البحث وصف حدود المملكة الأردنية العمونية، وإيراد أهم المواقع المكتشفة في سعينا لتغطية كل ما يخص المملكة الأردنية العمونية، ونسعى لأن يكتمل العمل الآثاري حتى نستطيع أن نفي الجهد الذي بذله أجدادنا الأردنيون الأوائل حقه.

المراجع

  1. كفافي ، د. زيدان عبد الكافي (2006 )، تاريخ الأردن وآثاره في العصور القديمة ( العصور البرونزية والحديدية) ، دار ورد ، عمان .
  2. غوانمة، د. يوسف درويش (1979)، عمان حضارتها وتاريخها، دار اللواء للصحافة والنشر، عمان.
  3. أبحاث إرث الأردن،مدخل عام إلى عصر الممالك الأردنية القديمة
  4. أبحاث إرث الأردن، قصر العبد – عراق الأمير
  5. العبادي، د. أحمد عويدي (2018)، التاريخ السياسي للممالك الأردنية القديمة، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، عمان.
  6. جتاوية، نداء (2012)، مفهوم الإثنية في علم الآثار: دراسة تحليلية للمالك (عمون، مؤاب، أدوم) في الأردن خلال العصر الحديدي. رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الأردنية، عمان، الأردن.

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                              

Scroll to top