مشروع لهجة عمان: بأي لهجة يتحدث سكان العاصمة اليوم؟

مقدمة

إن حضارة الأردن اليوم ما هي إلا ملخص مسيرة الإنسان الأردني عبر التاريخ في حضاراته وثقافاته المتعددة. لقد أدى هذا التراكم الحضاري لثراء غير مسبوق على الصعيد اللغوي والاجتماعي. في هذا البحث سنسلط الضوء على واحد من أهم المشاريع التي تبحث في اللهجات الأردنية، ولهجة عمان العاصمة بشكل خاص. قامت البروفيسورة الأردنية إنعام الور من جامعة اسكس البريطانية بتتبع لهجة عمان وكيفية تشكلها.

تمهيد علمي

تهتم اللغويات الاجتماعية بدراسة نتاج تلاقح وتمازج اللهجات وقد وثقت حالات عديدة على هذا التمازج والتلاقح في مجتمعات مختلفة تعرضت لظروف اجتماعية وسياسية كالهجرة.  تدرس الورقة العلمية التي قامت بإعدادها الدكتورة الور، لهجة عمان من هذا المنطلق. فهي تركز على نتاج تمازج وتلاقح اللهجتين الفلسطينية والأردنية.

الدكتورة إنعام الور المحاضرة في جامعة إسكس

في مثل هذه الدراسات يتوقع الباحثون عددا من الأنماط في  المتغيرات اللغوية Linguistic variants فقد  يطغى متغير في لهجة على متغير آخر في اللهجة الأخرى. وقد تندمج بعض الصفات مشكلة صفات جديدة لا توجد في كلتا اللهجتين. وقد وجدت هذه الحالات في مشروع لهجة عمان الذي أجرته البروفيسورة الور.

في الأبحاث المهتمة بالتغيرات الحاصلة على لهجة ما نتيجة تفاعلها مع لهجة أخرى، نجد أن الباحثين يتعاملون مع لهجة أصلية في المنطقة التي يدرسونها. نتيجة لعدد سكان مستقر ولهجة أصلية يمكنهم قياس التغيرات عليها. ولكن هذا لم يكن ممكنا في مشروع لهجة عمان نتيجة لكون عمان لم تمتلك لهجة أصلية وسكانا ثابتين لمدة جيدة من الزمن فسكان عمان وحتى أولئك الذين ولدوا فيها ينسبون أنفسهم لمدن غيرها فيقولون “أصلي ربداوي” أ يمن إربد، أو “سلطي” من السلط أو “نابلسي” من نابلس. ولكن لا يوجد أي مكون سكاني ينسب نفسه لعمان فيقول “أصلي عمَاني” يعود هذا لفترات الهجران الطويلة التي تعرضت لها عمان عبر التاريخ فبعد أن كانت عاصمة للحضارة الأردنية العمونية ومدينة حظيت بالعناية البطلمية ومدينة ديكابولس شهيرة تم هجرانها بالتدريج عقب دخول المسلمين إلى الأردن وحتى الاحتلال العثماني.

في  الفصل التالي من قراءتنا في بحث البروفيسورة الور سنطالع جغرافية اللهجات في الأردن إضافة لتوزيع السكان.

جغرافية اللهجات في الأردن

مر على الأردن عدة كيانات سياسية كالمملكة العمونية والمؤابية والنبطية والغسانية ولكن الأردن ككيان جغرافي وثقافي كان يتعدى الحدود السياسية التي تم رسمها عام 1921. عرفت الأردن بتسميات كثيرة “جند الأردن” “شرق الأردن/ نهر الأردن” ولكن خلال الاحتلال العثماني وبممارسة سياسيات الإهمال عرفت الأردن ب”مشارف الشام” وألحقت بولاية دمشق. ومن الجدير بالذكر أن الحركة التجارية آنذاك كانت أكثر بين الغرب والشرق لا بين الشمال والجنوب بدلالة العلاقة القوية بين مدينتي السلط ونابلس ومدينتي الخليل والكرك.

في حدود الأردن اليوم، تقسم اللهجات المستخدمة لمجموعتين رئيستين: لهجات شرق وجنوب المملكة وهي لهجة عربية بمتحدثين أقل عددا. والمجموعة الثاني هي اللهجة الشمالية والوسطية وتسمى لهجة مشرقية.

يمكننا تقسيم اللهجة المشرقية في الأردن لقسمين اللهجة الحورانية في شمال المملكة وتمثلها أفضل تمثيل لهجة أهل عجلون. واللهجة البلقاوية في وسط وغرب المملكة وتمثلها لهجة أهل السلط. ويتبقى لدينا لهجة الكرك وهي مشتقة من اللهجة العربية ويعتبرها العالم بالفا Palva لهجة انتقالية بين الشمال والجنوب.

بيوت الشركس في عمان في ختام القرن التاسع عشر

مع العوامل السياسية والاجتماعية ازداد عدد سكان الأردن بشكل عام وعمان بشكل خاص بشكل كبير. عام 1906 كانت عمان مستقرا لخمسة آلاف شركسي فحسب وعام 1930 انتقل الكثير من الأردنيين -خاصة من السلط- إلى عمان وقدر عدد المنتقلين ب5000 فرد. وبسبب الحروب العربية الإسرائيلية تنامى عدد السكان بسبب اللجوء. قرابة 1.5 مليون فلسطيني لجأوا إلى الأردن بين حربي 1948 و 1967. وعام 1990 عقب حرب الخليج، عاد 350 ألف فلسطيني من الكويت إلى الأردن. عام 2003، صار عدد سكان عمان 1.6 مليون متضاعفا 15 مرة عما كان عليه ومشكلا ثلث سكان المملكة.

العوامل الاجتماعية والسياسية وتأثيرها

عرف تاريخيا أن اللهجات السائدة في المنطقة هي لهجة أهل “المدينة” والمدينة هي بقعة جغرافية بمجتمع ثابت ذي أساس تجاري وصناعي. في القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين كانت السلط تمثل هذه المدينة. حيث كانت السلط أكبر المدن الأردنية حتى ثلاثينات القرن المنصرم وكانت لهجتها تعتبر “مدنية” بالرغم من العناصر “البدوية” الأصيلة فيها. مع قيام الدولة الحديثة، واعتبار عمان عاصمة الدولة الأردنية، تراجعت مكانة السلط ولكن لهجتها ظلت تؤكد على أنها “أردنية أصيلة” خصوصا مع غياب وجود مكون سكاني ثابت في عمان.

عمان 1922 سيدة تقوم بتحضير اللبن “خض السعن” في وادي السير

مع تنامي روح الهوية الأردنية، بدأت اللهجة السلطية باعتبارها اللهجة التي تمثل “الأصالة الأردنية” بالظهور أكثر وأكثر. وقد ساعد موقع السلط القريب من عمان (25 كلم) على ترسيخ هذه الفكرة. على صعيد آخر، كانت النخبة في عمان آتية من مدن كبيروت ودمشق وحيفا ونابلس والقدس وكلها مدن عرف عنها التقدم الحضاري، وكان لها بالطبع لهجتها الخاصة المتمايزة عن اللهجة الأردنية. ومن الجانب الأردني، كان هنالك عائلات عريقة قدمت السلط وسكنت عمان. إذن، في عمان العاصمة، وجد مكونان سكانيان ولهجتان رئيستان. الفلسطينيون والسوريون من مدن مختلفة، والأردنيون من السلط. وكان لعمان أن تخلق لهجة تمزج بين هذين العنصرين.

سلط 1900 اطلالة خلابة على عراقة مدينة السلط الأردنية وتفوق سكانها على الظروف الجائرة

في المرحلة الأولى تأثر الأردنيون (القادمون من السلط) بلهجة أهل المدن الفلسطينية والسورية ويعود السبب إلى أمرين الأول هو تقلد السوريين والفلسطينيين للوظائف العامة والأعمال بشكل كبير والثاني هو ارتباط هذه الفئة بمدن ذات بعد حضاري. وقد درس العالم بالفا Palva  لهجة تلك المرحلة وأكد على تأثر اللهجة الأردنية بعناصر من اللهجة السورية والفلسطينية المدنية. عقب الحروب العربية الإسرائيلية لجأ إلى الأردن كما أسلفنا أعداد كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين الذي كانوا ينتمون لقرى فلسطين ويمتلكون لهجة تختلف عن سكان المدن. على عكس الفلسطينيين الذين عاشوا في عمان مبكرا، لم يكن لهذه الفئة الكبيرة من اللاجئين أي تأثير على تشكيل لهجة عمان الحديثة.

هنا، يكون من الجيد توضيح الفرق بين المجتمعين الأردني والفلسطيني. يسود في المجمع الفلسطيني التفريق بين سكان المدن “المدنيين” وسكان القرى “الفلاحيين”  وهنالك فرق كبير وواضح بين اللهجتين الفلسطينية المدنية والفلسطينية والفلاحية. أما المجتمع الأردني قبلي. انتقل نظام التقسيم المتبع في المجتمع الفلسطيني إلى عمان بالرغم من أن سكان المدن وسكان القرى صاروا مواطنين في نفس المدينة إلا أن الانقسام لا زال موجودا بين مجتمع المدينة الفلسطيني ومجتمع القرية.

تشكلت الحكومات الأردنية الأولى من السوريين والفلسطينيين و أثار هذا الرأي الأردني العام. وقد طالب الأردنيون وقتها “بأردنة الجهاز الإداري” واعتبر المحللون السياسيون هذه المطالب أول تعبير سياسي حديث للهوية الأردنية. في ستينات وسبعينات القرن الماضي، دخلت الدولة الأردنية في حقبة التطور والتمدن، وشملت الإصلاحات القطاعات الاجتماعية والسياسية وقد أثرت بذلك على الأدوار التي ضلع الفلسطينيون والأردنيون على القيام بها في مجتمع عمان الحديث.

عقب حرب أيلول عام1970، عاودت مطالبات الأردنيين بالأردنة إلى الظهور تحت شعار “إن كانت منظمة التحرير الفلسطينية تمثل الفلسطينيين فإن الأردن يجب أن يمثل الأردنيين” وهكذا بدأ الأردنيون بتقلد مناصب الدولة ووظائف الخدمات الحكومية ومع الوقت صار شكل الهوية الأردنية أكثر تحديدا من أي وقت مضى. لم يكن هذا الأمر ينطبق على العائلات الفلسطينية التي سكنت الأردن ما قبل التأسيس، وعلى العكس فقد كانت العلاقة بين هذه العائلات وبين العائلة الحاكمة قوية وتقلد أبناؤها مناصب عليا في ستينات وسبعينات القرن الماضي.

ولكن ما علاقة كل هذه العوامل بلهجة عمان؟  ساعد تنامي روح الهوية الأردنية على تمثل اللهجة الأردنية (التي تمثلها هنا اللهجة السلطية) باعتبارها اللهجة الأصيلة التي تمثل الأردنيين. فحتى الرجال الفلسطينيين الذين تقلدوا المناصب كانوا يستخدمون هذه اللهجة.

أما المرأة الأردنية فقد كانت مقصاة تماما من المشهد الإصلاحي والتجديدي في الستينات والسبعينات. فلم تكن تتقلد المناصب التي قد تستدعي استخدام اللهجة الأردنية ولهذا فقد بقيت بعيدة عنها. اقتصر عمل المرأة على التعليم والطب والخدمات العامة وهي ذات القطاعات التي كان الفلسطينيون والسوريون يعملون بها بكثرة. جذبت المرأة أكثر إلى اللهجة المدنية للسوريين والفلسطينيين.

في اللغويات الاجتماعية، لابد من استعراض العوامل الاجتماعية والسياسية التي تخلق اللهجة وتعيد تشكيلها كما أسلفنا. تاليا سنناقش مشروع لهجة عمان الذي قامت به البروفيسورة إنعام الور.

مشروع لهجة عمان

يدرس المشروع لهجة “العمانيين” عبر استخدام طرق البحث المعتمدة في اللغويات الاجتماعية كالمقابلات. يتم بعدها تفريغ المقابلات وتحليلها باستخدام أحدث التقنيات. قابلت البروفيسورة إنعام الور  المشتركين في الدراسة من أربع عائلات اثنتان منهما سلطية والأخيرتان نابلسية وجميعهم يعيشون في عمان.

سجلت البروفيسورة 25 ساعة مع المشتركين في الدراسة كعينة، كان أكبر المشتركين عمرا يبلغ 78 سنة وأصغرهم 12 سنة. مثلت العينة ثلاثة أجيال (الأجداد، والآباء، والأحفاد) وتقسم العينة إلى 8 أجداد مشتركين،و8 أبناء، و14 من الأحفاد (6 ذكور و8 إناث) لم تكتفي البروفيسورة بهذه العينات فحسب إنما أخذت المزيد من خارج عمان، من السلط ومن نابلس لتحصل على كمية بيانات جيدة تكفي لعقد المقارنات.

من الجدير بالذكر بأن العائلات السلطية والنابلسية الأصل يسكنون عمان الغربية. وتعزو الباحثة اختيار هذه العينة، كون عمان الشرقية تتميز بعلاقات أسرية أقوى ويسود فيها نمط العائلات الممتدة، أما العائلات في غرب عمان فالأبناء والأحفاد فيها لا يقضون في الكثير من الوقت مع ذويهم ولهذا سيكون الجيل الثالث (الأحفاد) أكثر اختلاطا بأقرانهم.

عقب تحليل البيانات خلصت الدراسة لوجود عملية أطلق عليها العالم ترودغيل Trudgill  الrudimentary levelling  وهي عملية تقليل الفوارق بين لهجتين عبر تمازجهما، فإما تسود صفة على أخرى أو تنتج صفات أخرى.

في الجيل الأول (الأجداد) من العائلة السلطية الأصل وجدت ظاهرة rudimentary levelling   على صفات صوتية محددة ولكن كان من السهل معرفة مسقط رأس المتحدث من لهجته. في هذا الجيل بدأ اختفاء الصوت /تش/ وهو صوت /ك/ بعد أصوات العلة مثل /كيف= تشيف/. أما بالنسبة للعائلة النابلسية الأصل فقد بدأ الإمالة في بعض أحرف العلة بالاختفاء /سيعة=ساعة/، /امبيرح=امبارح/ وقد ظل هذا التغير ثابتا حتى الجيل الثالث.

من التغيرات الأخرى التي رصدتها الباحثة على الجيل الأول (الأجداد) كانت على النساء السلطيات واللاتي بدأن باستبدال صوت /ث/ بصوت /ت/، وصوت /ذ/ بصوت /د/ واستبدال صوت /ج/ بالهمزة. أما الرجال ذوي الأصل النابلسي فقد استخدموا صوت /ج[1]/ بدلا من الهمزة. وكما أسلفنا، فإن تغير في لهجة السيدات السلطيات نابع من العزلة عن المناصب ومن التأثر بلهجة الفلسطينيات والسوريات القادمات من مراكز الحضارة العربية آنذاك. أما الرجال النابلسيين فقد كان التغير نابعا من تمثلهم للهجة التي تمثل الهوية الأردنية التي تتقلد المناصب والوظائف العامة.

صورة لنهر عمان – المصدر: مكتبة الكونغرس

توصف لهجة الجيل الثاني (جيل الأبناء) ببعض العشوائية والخلط غير المنتظم بين اللهجتين الفلسطينية النابلسية والأردنية السلطية. حيث استخدم أفراد هذا الجيل الضمائر بشكل مختلط مثل الضمير (احنا) في اللهجة الأردنية و (نحنا) في الفلسطينية  والمقاطع المضافة إلى نهاية الكلمات مثل (كلامكو) و(كلامكن)

في الجيل الثالث والذي أسمته البروفيسورة (جيل العمانيين) تقلصت العشوائية والفروقات التي لوحظت في الجيل السابق بشكل كبير. وبدأت لهجة أكثر نظيما وتحديدا بالتشكل. وهنا نستطيع القول بأن لهجة عمان قد تشكلت وصار بإمكاننا الحكم على لهجة الفرد إن كانت عمانية أم لا.

إن المثير في حالة الجيل الثالث بأن صوتان رئيسان يميزان اللهجتين الفلسطينية والأردنية بقيا على حالها ولكن أعيد تشكيل لقواعد التي تحكم استخدامهما وهما الجيم غير المعطشة /ج/ والهمزة. تسمى هذه العملية social reallocation  وقد لوحظت بكثرة عند الأحفاد العمانيين. إن أهم القواعد التي بات يحتكم إليها استخدام هذين الصوتين هو جنس المتحدث وجنس المتلقي. وقد لخصت البروفيسورة إنعام الور حالات استخدام هذين الصوتين كما يلي:

المتحدثات الإناث: تستخدم الإناث الهمزة دائما، بغض النظر عن اللهجة الأصلية سواء كانت أردنية أو فلسطينية.

المتحدثون الذكور: عند المتحدثين الذكور طيف أوسع من الاستخدامات المرتبطة بهذي الصوتين.

  • يستخدم الذكور الفلسطينيون الهمزة عند الحديث مع بعضهم.
  • يستخدم الذكور الأردنيون صوت /ج غير المعطشة/ عند الحديث مع بعضهم.
  • يستخدم الذكور الأردنيون والفلسطينيون الهمزة عند الحديث مع الإناث.
  • في مجموعة مختلطة (فلسطينيون وأردنيون) يستخدم الجميع صوت /ج غير المعطشة/

من السهل ربط هذه الحالات بالسياق الاجتماعي، فكما أسلفنا ارتبطت الجيم غير المعطشة بالبداوة والقسوة، إضافة لارتباطها بالهوية الأردنية التي تتقلد المناصب -سياسيا-.

تغيرات أخرى رصدتها الدراسة تتعلق بلفظ أحرف العلة نهايات الكلمات المؤنثة خصوصا. في اللهجة الأردنية ينطق حرف العلة الأخير مفتوحا مثل (حلوَة) أو (مقلوبَة) أما في اللهجة الفلسطينية فيمال للكسر ليصبح (حلوِة) و (مقلوبِة) وقد استخدم الجيل الثالث مزيجا من طريقتي اللفظ هاتين.

أما التغير الأخير فقد كان على المخاطب فالعمانيون اليوم يقولون (بيوتكم -سألناكم) سواء للذكور أو للإناث ولم يكن الحال هكذا، في اللهجة الأردنية تخاطب النساء بإضافة (كِن) فيقال (بيوتكِن) ويخاطب الرجال بإضافة (كو) فيقال (بيوتكو). أما في اللهجة الفلسطينية تضاف (كَن أو كَن) للإناث والذكور على حد سواء. إن استخدام (كم) لمخاطبة كلا الجنسين علامة فارقة نتجت عن طريق تلاقح اللهجتين.

خاتمة

 مشروع لهجة عمان الذي قادته البروفيسورة الأردنية إنعام الور لدراسة التغير الحاصل في لهجة عمان. وتلخيصا لهذا المشروع يمكننا أن نقول بأن لهجة عمان نضجت على ثلاث مراحل. المرحلة الأولى: الجيل الأول/ الأجداد الذين وصلوا لعمان بالغين وتحدثوا باللهجة التي اكتسبوها أطفالا.  الجيل الثاني/ الأبناء وقد ولدوا في عمان ولم يتعرضوا فقط للهجة ذويهم إنما كان أمامهم طيف أوسع من اللهجات الأخرى التي تأثروا بها وقد وصفت لهجتهم بأنها غير ثابتة أو مستقرة الصفات. والجيل الثالث/ الأحفاد وقد ولدوا في عمان وهنا كانت لهجة عمان قد نضجت وتطورت وخلقت لنفسها صفات جديدة ومستقرة.

____________

 إنعام الور.. أستاذ مشارك في قسم اللغات واللغويات في جامعة اسكس، المملكة المتحدة وعملت سابقا في جامعة كمبردج وكلية بيركبك، جامعة لندن، وجامعة فيلادلفيا الأردنية. الور باحثة متخصصة في علم اللغة الاجتماعي. تركز أبحاثها على التباين والتغير اللغوي في اللهجات الأردنية، التقليدية منها والحديثة ترأس حاليا ، بالتعاون مع بروفيسور عباس بن مأمون، تحرير سلسلة كتب متخصصة في مجال اللغويات العربية، تُنشر كتب هذه السلسلة تباعاً من قبل دار بنجامِن للنشر كما ولها العديد من الكتب والأبحاث والمقالات المنشورة. دكتورة إنعام الور هي أيضاً مؤسِسة “رواق العربية” في المملكة المتحدة، وتقوم على إدارة برنامجي دراسات عليا في مجال علم اللغة الاجتماعي في جامعة اسكس.

المراجع:

للاطلاع على الدراسة كاملة: https://www.academia.edu/6670274/The_formation_of_the_dialect_of_Amman_from_chaos_to_order

The formation of the dialect of Amman. In C. Miller, E. Al-Wer, D. Caubet, J. Watson (eds) Arabic in the City. 2007, 55-76. RoutledgeCurzon., 2007

للمزيد من أبحاث ومقابلات الدكتورة إنعام الور:

مقابلة الدكتورة إنعام الور على قناة رؤيا: إرث اللهجات الأردنية http://jordanheritage.jo/1506-2/

رابط محاضرة الدكتورة إنعام الور بالتعاون مع إرث الأردن: إرث اللهجات الأردني http://jordanheritage.jo/1554-2/

مقال قضايا لغوية: الضاد والظاد للبروفيسورة إنعام الور  http://jordanheritage.jo/linguisticheritage1/

 

[1] الجيم غير المعطشة، تقابل صوت ال g  بالإنجليزية كما  في كلمة لعبة game ويختلف رسمها بين ج وغ ك ولكننا اعتمدنا كتابتها  ج.

Scroll to top