قصص بدوية قبل النوم

تغني النساء البدويات التهويدات لأطفالهن  ليناموا وقد يحكين أيضا بعض القصص. وهنا، سنسرد بعض القصص التي حكتها جدة المؤلفة غزوة العون  لها وهي طفلة ترجمتها إرث الأردن عن كتابها الصادر باللغة الإنجليزية “جمال جدتي البدوية”.

نصيحة أبوية من أب لابنه

نائما في خيمته، يعطي الأب الذي يعرف أن أجله قد اقترب ابنه ثابت ثلاثة نصائح: “لا تخبر سرك لامرأة، لا تكن جارا لشيخ القبيلة ولا تزوج أختيك لرجل غني”

وخلال سنة، توفي والد ثابت. لم يصغ الابن لنصيحة والده. زوّج واحدة من أخواته لرجل غني والأخرى من رجل فقير. وبعدها انتقل ليعيش بجانب الشيخ.

لاحظ ثابت أن الشيخ يمتلك نعامة. لم يكن مقتنعا بنصيحة والده بألا يجاور الشيخ، لذا سرق الطير وأعطاه لأمه لأنها كانت فقيرة ولا تملك طعاما. أخبر والدته بقوة دهن النعام على الشفاء من الأمراض وأكد عليها بأن لا تخبر أي أحد. لقد وثق بها بألا تفشي السر.

اكتشف الشيخ بأن نعامته قد سرقت، فقصد عرافة لتخبره من سرق النعامة. كانت العرافة ذكية للغاية فأخبرت الشيخ بأن ابنها مريض جدا ويحتاج دهن النعامة كي يشفى. سألت العرافة الجوار إن كان هنالك من يملك دهن النعامة وعرفت أن والدة ثابت تمتلك بعضا منه. وهكذا عرف الجميع بأن ثابت هو من سرق النعامة وأعطاها لوالدته.

رجل بدوي وجمله

حبس الشيخ والدة ثابت وقال أنها مدينة بعشرة جمال جزاء النعامة المسروقة. صاح الشيخ في ثابت وأخبره بأنه سيقتل أمه إن لم يسترد النعامة، حزن ثابت كثيرا وعندها أدرك مغزى نصيحة والده وأن تلك النصيحة كانت صادقة.

استطاع ثابت التفكير في خطة لإنقاذ أمه. أخذ واحدا من جماله وحلق وبره وصب عليه زيتا ليبدو مريضا وبهذا قد يشفق عليه أصدقاؤه والعائلة. ذهب ليزور شقيقته التي تزوجت رجلا غنيا. أما  الرجل الغني فقد صرخ في ثابت بعدما رأى جمله المريض وقال بأن عليه الذهاب وإبعاد جمله المريض كي لا يعدي باقي جماله السليمة. عاد ثابت إلى الخيمة دون جمله وأخبر الرجل الغني بما حصل وسأله المساعدة. فلم يعطه الرجل سوى ماعز نحيلة. جر ثابت  الماعز النحيلة والجمل “المريض” وقصد خيمة أخته الأخرى التي تزوجت رجلا فقيرا. في تلك الأثناء أبقى ثابت جمله بعيدا عن جمال قبيلة الرجل الفقير. وعندها سأل الرجل الفقير ثابت لم يبقي جمله بعيدا، طالبا منه أن يقرب الجمل. وعلى الرغم من فقره، كان الرجل كريما للغاية ولم يخف من أن يعدي الجمل “المريض” باقي الجمال. أخبر ثابت الرجل بقصته كلها. قال الرجل بأنه فقير ولكن قبيلته غنية، وستساعده على الحصول على عشرة جمال.

صورة تخيلية لبيوت شعر بدوية أردنية

وأخيرا عاد ثابت للشيخ ومعه عشرة جمال وماعز نحيلة. تفاجأ الشيخ وشعر بالإحراج، لذا أخذ العشرة جمال وأطلق سراح والدة ثابت. وضع ثابت حملين من القمح على رقبة الماعز النحيلة وأعادها لصهره الغني كرد للجميل. ومن ثم أعاد كل الجمال للرجل الفقير وعشيرته وقرر أن يقنع أخته بأن تطلق زوجها الغني. رحل ثابت مع أخته وأمه إلى مكان جديد، ليحظوا ببداية جديدة، كان سعيدا  لأنه عرف بأن نصائح والده الثلاثة كانت صحيحة.

الفتى المعجزة

كان البدو قديما، كباقي المسلمين، يشاركون الحج إلى مكة المكرمة. يسافرون في جماعات على ظهور الجمال في رحلة قد تستغرق ستة أشهر.

وفي سنة من السنين، قرر زوجان قد تزوجا حديثا الذهاب معا. كانت المرأة حاملا ولكنها لم تخبر زوجها أو أهلها بذلك خوفا من أن يمنعوها من الذهاب في تلك الرحلة الطويلة.

كانت المجموعة كريمة وقد عملوا معا بتعاون. وفي أحد الأيام، بدأت المرأة تشعر بآلام المخاض. نادت زوجها وأخبرته بأنها ستلد. تفاجأ كثيرا لأنه لم يعرف أصلا أنها كانت حاملا. ولمشاركتها في الحج، كانت ترتدي ثوبا أبيضا. أخذها زوجها بعيدا عن الآخرين وأنجبت طفلها أخيرا. ولكن ولادتها كانت متعسرة وأليمة لهذا فارقت الحياة. بكى الأب لأنه لم يعرف كيف سيطعم ابنه الرضيع. فوضع ابنه ف القبر الذي حفره لزوجته ظانا بأن الطفل سيموت لا محالة في هذه الرحلة الطويلة دون والدته. عندما عاد للجماعة سألوه عن زوجته. فكذب الرجل عليهم كي لا يفسد الرحلة عليهم.

أكملت الجماعة مراسم الحج وبدأت تتجهز للعودة. وعندما مروا من قريبا من المكان الذي دفن فيه زوجته، لاحظ الرجل دخانا يصعد من المنطقة وفهم أن تلك إشارة أن القبر قريب. لم يشك أي أحد بأن الزوجة كانت قد توفيت.

 وبينما كان الجميع يتناول العشاء، تسلل سرا إلى القبر. قصد القبر مع شيء من تخوف وفضول، ورأى جسد زوجته مغطى بشكل جزئي في القبر. والمعجزة كانت أن ابنه كان مسجى بجانب الزوجة الميتة، كان على قيد الحياة يرضع من  والدته. أخذ الأب طفله وعاد إلى الجماعة. وسألوه عن هذا الطفل الحديث الذي كان متسخا. نظفت واحدة من نساء المجموعة الطفل وأخبرهم هو قصة زوجته وكيف أنه دفنها ووضع الطفل بجانبها ولكنه بقي على قيد الحياة.

ألبس الأب طفله قلادة كي تحميه من الشرور. وكبر الطفل وعاش هو ووالده حياة سعيدة.

قصة الثوب

في الماضي كانت بنات العائلات البدوية الغنية يمنحن كثيرا من الأشياء عندما يتزوجن، كن يحصلن على العبيد الذين غالبا ما يكونون أفارقة. وفي يوم من الأيام تزوجت شابة رجلا من قبيلة أخرى. بعث معها والدها حارسا وجارية ليرافقاها في رحلتها. قادت رحلتها من على الهودج، وأمام الجمل كانت الجارية تقوده. أخذت الرحلة عدة أيام لتصل إلى قبيلة خطيبها. كانت الجارية تغير جدا من العروس الجديدة. وأثناء الرحلة أقنعت الجارية الحارس بأن يذهب، وقالت له بأنها تستطيع حماية نفسها والعروس. أعطت الحارس بعض النقود ووثق بها فغادر.

كانت والدة العروس قد أعطتها عقدا بقوى سحرية تمكنهما من التواصل سوية، تمتلك الأم عقدا آخر لتستطيع العروس محادثة أمها إن طرأت مشكلة أثناء الرحلة.

في يوم من الأيام ذهبت العروس والجارية إلى نهر كي تغتسلا. أسقطت العروس عقدها السحري في النهر عن غير قصد، ولم تستطع استعادته، فأكملت رحلتها. علمت الجارية أن العروس قد أضاعت العقد السحري لذا بدأت بمشاجرتها وإيذائها. استطاعت الجارية أن تبدل الأماكن مع العروس فأخذت محلها.

وفي إحدى الرحلات، قابلوا حطابا فطلبت منه أن يصنع للعروس المسكينة ثوبا من الخشب، العروس المسكينة التي كانت جارية الآن تقود الجمل. أجبرت الجارية العروس على ارتداء الثوب الخشبي. ظلوا يمشون حتى قابلوا تلا من التراب الأبيض. فاستعملته الجارية كي تبدو بيضاء.

سيدات أردنيات بدويات يجمعن الحبوب ويعملن

عندما وصلتا إلى قبيلة العريس  تزوج العريس الجارية على أنها عروسه. وكانت الجارية قد هددت العروس (كي لا تخبر الناس بالحقيقة) كان العريس غنيا لدرجة أنه لم يحتج لجارية أخرى، فعملت عنده العروس الحقيقية كراعية.

بعد فترة، بدأ الجمل الكبير والمفضل لدى الزوج بخسارة الوزن والمرض. غضب الزوج وأراد أن يعرف ماذا حصل لجمله العزيز ولام الراعية (العروس الحقيقة) على ما حصل.

بدأ الزوج يتجسس على الراعية. ورآها تتحدث إلى الجمل. وبعدها خلعت ثوبها الخشبي ولاحظ أنها ترتدي تسعة خواتم في يديها. خلعت الراعية الخواتم التسعة ووضعتهم على شجرة. كان الرجل مدهوشا من جمالها. واكتشف بأن الجمل قد خسر وزنه لأن الراعية أخبرته قصة حزينة وهو حساس للغاية فخسر وزنه حزنا. وخلسة سرق الرجل واحد من الخواتم التسعة. ونادى الراعية. وبعدها قتل الجارية الشريرة ومن ثم تزوج الراعية- العروس الحقيقة.

المصدر:

Aloun, G., Hood, K., The Bedouin beauty of my grandmother (2017) the Hashemite fund for development of Jordan Badia and Ministry of culture

Scroll to top