كما شهدت الأرض الأردنية مولد العديد من الحضارات العظيمة فإنها بالطبع شهدت مولد العديد من الملوك والفرسان العظماء ، في هذا البحصث من إرث الأردن نسلط الضوء على سيرة الملوك الاردنيين الأنباط ونحاول – رغم ضآلة المعلومات – سرد ما كان للملوك الأردنيين الأنباط من حنكة سياسية و براعة دبلوماسية أوصلت الحضارة الأردنية النبطية لعظمتها التي نعرف .

 

  1. الملك الأردني النبطي الحارث (الأول) 

فترة حكمه : تعود فترة حكمه إلى حوالي عام 168 قبل الميلاد ولا يعلم متى انتهت إلّا أن الملك الذي تبعه حكم في عام 120-110 قبل الميلاد .

مدة حكمه : 58 عاماً في أعلى تقدير .

لقبه : ملك الأنباط ، ملك النبط [1]

تاريخه : بداية ما يُلاحظ عن الحارث الأول هو ذكره في التوراة في سفر المكابين الثاني 5:7-9 ، حيث ذكرت التوراة قصة فرار ياسون أثناء صراعه مع أخيه منلاوس، و قد سلّم الحارث ياسون للمملكة المكابية حيث يُرجح أن المملكة النبطية كانت حليفة للمملكة المكابية وقد ساند المكابيين في حربهم ضد السلوقيين فيما بعد ، ورأى الملك الحارث أن تسليم ياسون يصب في مصلحة بلاده السياسية و هذا ما حصل .

و كان ياسون قد وصل إلى منصب الكهنوت الأعظم عن طريق المال ، و هذا ما جعل أخيه منلاوس ينزع المنصب منه بذات الأسلوب ، وقد هرب ياسون من مدينة إلى مدينة حتى وصل إلى مصر .

اما لقبه ملك النبط فيعود إلى نقش من الخلصة [2] يعود إلى فترة 150ق.م حسب تأريخ ستاركي، ولا يذكر شيئا آخر عدا استغلال الحارث الأول للنزاعات الداخلية في المملكة السلوقية بعد وفاة أنطيوخس السابع في توسيع حدود مملكة الأردنيين الأنباط باتجاه الشمال والغرب .
ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد أي مصدر لشكل أو صورة هذا الملك فالتصوير الذي استدام مع الوقت هو استخدام الصور في سك العملة وهذا ما جاء لاحقاً .

  1. الملك الأردني النبطي الحارث (الثاني)
عملة سكّها الملك الأردني الحارث الثاني و تحمل صورة الالهة أثينا على اليمين وآلهة النصر نايك على اليسار

فترة حكمه : بدأت فترة حكمه من 120-110 قبل الميلاد حتى عام 95 قبل الميلاد .

مدة حكمه : 25 عاماً في أعلى تقدير

تاريخه : تميّز الحارث الثاني بأنه أول ملك أردني نبطي سك العملة الأردنية النبطية مما يدل على بدء مظاهر النضوج السياسي والحضاري والاستقرار و السيادة الاقتصادية في الدولة الأردنية النبطية .
فنرى أن العملة المسكوكة كانت تحتوي على تركيب صوري وكلماتي من لغتين بمواصفات تطابق تلك العملات في ذاك العهد، فمثلاً احتوت العملة الفضية منها على 63%-99% من الفضة مما جعلها المنافس الأقوى للدينار الروماني في التجارة الدولية حينها [3]

و من الملامح المهمة في عهده هو الضعف الذي ضرب بالامبراطورية السلوقية، ما جعل المنطقة ساحة تنافس للممالك في المنطقة للنزاع على النفوذ والأرض والموارد والتمدد، وهذا ما كان الأساس لأغلب النزاعات السياسية للملوك الأردنيين الأنباط فيما بعد .

  1. الملك الأردني النبطي عبادة (الأول)

فترة حكمه : تبدأ فترة حكمه من 95 قبل الميلاد حتى عام 85 قبل الميلاد

مدة حكمه : عشر سنوات .

تاريخه : بسبب ما حدث من ضعف لدى الإمبراطورية السلوقية و تنامي لرغبة الملك اليهودي ينايوس بالتمدد أكثر في المنطقة ، لذلك دخل الملك عبادة الأول صدام الأردنيين الأنباط الأول مع اليهود عسكرياً وحاصروا اليهود في أم قيس شمالي الأردن ودفعوا بهم للهروب عبر وادٍ ضيق و بصعوبة هرب ينايوس إلى القدس ناجياً بحياته، هذه الحرب جعلت الأردنيين الأنباط يردعون اليهود من التقدم باتجاه حوران الأردنية والجولان وجلعاد وعمون  ومؤاب .

كما أن المفاوضات التي تبعت هذه الحرب ، جعلت الملك اليهودي ينايوس يتنازل عن كم كبير من الأراضي التي احتلها سابقاً بمقابل توقف الملك عبادة الأول على الضغط سياسياً داخل مملكة ينايوس وعليه .

و في عهده زادت وتيرة سك العملات بشكل كبير خصوصاً لتمويل الحرب مما يدل على أن الأردنيين الأنباط كانوا قوة إقليمية قوية من الناحية السياسية والاقتصادية .

  1. الملك الأردني النبطي رب إيل الأول

فترة حكمه : بدأت فترة حكم رب إيل الأول من عام 85 قبل الميلاد حتى عام 84 قبل الميلاد

مدة حكمه : حوالي السنة الواحدة

تاريخه : بالرغم من فترة حكم رب إيل الأول القصيرة جداً لأسباب غير معروفة حيث لا يُعرف كيف كان مصير هذا الملك أو حتى وفاته لكن الافتراض الأكثر احتمالا هو أنه مات إثر جراحه في معركة حدثت في عهده، وهي الحملة السلوقية الثانية على الأردنيين الأنباط حيث أن الملك الأردني رب إيل الأول كان قد ضرب جيش السلوقيين بـ 10 آلاف جندي فأباد معظمهم وقتل قائدهم الملك السلوقي أنطيخيوس الثاني عشر .
كان الملك السلوقي أنطيخيوس الثاني عشر حاكماً على دمشق و موجهاً لحملات لكسر المملكة اليهودية وسلالتها الحشمونية بالإضافة إلى حملته على الأردنيين الأنباط إلا أن حملته باءت بالفشل و قتل على يد جندي أردني نبطي ، وأسفر هذا النصر عن تهيئة ضم دمشق إلى مناطق حكم الأردنيين الأنباط فيما بعد .

  1. الملك الأردني النبطي الحارث الثالث

 

العملة التي سكها الحارث الثالث و يلاحظ تشابها مع العملة التي سكها الملك السابق الحارث الثاني

 

العملة التي سكها الملك الحارث الثالث بعد ضم دمشق و حملت أول صورة لملك أردني على العملة

 

فترة حكمه : بدأت فترة حكمه من عام 84 قبل الميلاد حتى عام 62 قبل الميلاد

مدة حكمه : بلغت مدة حكمه 22 عاماً

لقبه : محب اليونان

تاريخه : تولّى الحكم عن أخيه رب إيل الأول ، لمملكة كانت قد اتخذت شكلاً جديداً ووضعاً مختلفاً إذ ازداد نفوذ  وقوة الأردنيين الأنباط في تلك المرحلة حتى وصلن إلى الذروة في عهد الحارث الرابع بعدها بخمسين عاماً .

كان أول الأحداث المهمة في عهده أن أهالي دمشق طلبوا ضم المدينة إلى المملكة الأردنية النبطية وذلك لكثرة الخلافات بين اليونانيين في المدينة وتهديد اليطوريين بقيادة بطليموس بن منايوس لهم، فقبل الملك الأردني النبطي الحارث الثالث وبهذه المناسبة كان السك الأول لصورة وجه ملك أردني نبطي في التاريخ فانتشرت هذه العملة في المنطقة ووصلت إلى مناطق تجارية كصيدا مثلاً بالرغم من عدم تبعيتها سياسيا للأنباط .
إلا أن هذا الانتصار الاستراتيجي لم يستمر طويلاً ، إذ أن المملكة اليهودية كانت تضغط وتضيق الخناق على التجارة الأردنية النبطية وخصوصاً على موانئها على البحر الأبيض المتوسط مما دعا إلى مهاجمة الحارث الثالث للملك اليهودي ينايوس شرقي يافا في عام 82 ق.م  ونجح في هزيمته ، إلا أن هذه الحرب عززت من سخط اليهود على الأردنيين الأنباط مما جعلهم يسيّرون حملات عسكرية فيما بعد أسفرت عن احتلالهم لـعدد من القرى الأردنية عام 76 ق.م مما كان مؤشرا على بدايات انسلاخ دمشق عن الحكم النبطي ،وهذا ما حصل إذ بعد ست سنوات قام الملك الأرميني داكران تغرانس باحتلال دمشق عام 70 ق.م .

و لم تكن الهجمة العسكرية هي المسبب الوحيد في سخط اليهود على الحارث الثالث، بل لأن الحارث الثالث كان قد دعم هيركانوس إين الملك اليهودي ينايوس ضد أخيه الاخر أرسطوبولس بعد وفاة الأب أثناء حصاره لحصن رجب شرقي الأردن بعد معاناة مع المرض[4] في مقابل أن يعيد الإثنتي عشرة قرية التي احتلها والدهم، فسيّر جيشاً قوامه 50 ألفاً من الخيالة و المشاة وهزم به أخيه أرسطوبولس الثاني الذي هرب إلى القدس والتجأ بمعبد فحاصره، وأثناء ذلك الحصار كان الرومان قد حلوا محل السلوقيين في تلك الفترة فعملوا على حماية اليهود بسبب رشاويهم المستمرة للقادة الرومان ، فالقائد العسكري الروماني سقاروس Scaurus  استقبل وفدين نبطي ويهودي ووقف مع اليهود ضد الأردنيين الأنباط و ضغط عليهم لفك حصارهم عن أرسطوبولس مما جعل الأخير يطارد الأنباط أثناء عودتهم للبترا والغدر بهم و قتل عدد من الجيش النبطي ، [5] و من المفارقة أن هيركانوس الذي من المفترض أن يتخذ موقفاً ايجابياً من الأردنيين الأنباط كان قد وقف في صف الرومان بعد أن نصبوه حاكماً على الولاية اليهودية بأمر من الملك مومبي الذي تصادم مع أرسطوبولس و زج به في السجن .
و لم ينته الأخذ و الرد بين الرومان و الحارث الثالث فالطرفين كانا يتناكفان بين الحينة و الأخرى، وهذا ما جعل الحارث الثالث يلقب نفسه بمحب اليونان، كرمز للمناكفة السياسية والتحدي للرومان.

  1. الملك الأردني النبطي عبادة الثاني
عملة سكها الملك عبادة الثاني و تحمل صورته و صورة الملكة هجرو الأولى

فترة حكمه : بدأت من عام 62 قبل الميلاد حتى عام 59 قبل الميلاد

مدة حكمه : ثلاث سنوات

تاريخه : لا يوجد الكثير الذي يؤرخ للملك عبادة الثاني حيث أنه لا يوجد أحداث تاريخية حدثت بعصره فنستدل أن عصره كان مسالما نسبياً، و نجد أن الملك عبادة الثاني ذكر في نقشين أحدهما في البترا والثاني في تل الشقيقة في مصر حالياً بالإضافة إلى العملة التي سكها .

  1. الملك الأردني النبطي مالك الأول

فترة حكمه : بدأت من عام 59 قبل الميلاد حتى عام 30 قبل الميلاد

مدة حكمه : 29 عاماً

تاريخه : نجد أن البداية في عهد الملك مالك الأول هو تمكينه للوزير الأدومي أنتباتر الذي اتخذ موقفاً سلبياً من حملة الرومان ضد الحارث الثالث ولم يسانده ، إلا أن الملك مالك الأول قد ساعده في الارتباط بفتاة من عائلة نبطية مرموقة وذات شأن اسمها كفرت و أنجبت منه أربعة أولاد هم هيرود الكبير وسالومة و لهم دور في تاريخ الأنباط لاحقاً .
و لعل هذا الزواج كان القصد منه هو إعادة أواصر العلاقات مع الأنباط كونه كان قد وضع في موقف سيء بعد الحملة العسكرية على أرسطوبولس اليهودي .

و كان مالك الأول قد أخذ برأي أنتباتر في معاونة يوليوس قيصر ضد البطالمة إلا أن الأنباط لم يكسبوا الشيء الكثير من هذه العلاقة بقدر ما استفاد الوزير الأدومي إذ عيّن حاكماً على المناطق اليهودية ، لكن لم يدم ذاك كثيراً إذ اغتيل القيصر وتوفي أنتباتر مسموماً واحتل البارثيون المملكة اليهودية، ما جعل هيرود الكبير يهرب إلى البترا لكن الأردنيين الأنباط رفضوا استقباله فطلب اللجوء السياسي في روما فقررت روما إعادته ملكاً على اليهود وسيّرت القائد الروماني فندتيوس Venditius  لطرد البارثيين فكان ذلك وعيّن هيرود الكبير ملكاً عام 37 قبل الميلاد بالرغم من عدم التأييد الشعبي للتصرف الروماني.

لم تقف الظروف السيئة على الأنباط هنا فحسب بأن أصبح ابن وزيرهم المشبوه هو عدوهم الجديد بل في أن الإمبراطور الروماني أنطونيو قد وقع في حب كليوباترا البطلمية خلال زيارته للشرق مما جعلها تستغل ضعفه للانتقام من الأنباط لدعمهم يوليوس قيصر ضدها، فطلبت منه مملكتي اليهود والأردنيين الأنباط إلا أنه رفض و أعطاها أجزاءاً منها .
و كانت كليوباترا قد استغلت ملكيتها لأراض نبطية ويهودية بتحفيز هيرود لشن هجمات ضد الأنباط، فكانت هناك معركتين استغل فيها هيرود النزعة الدينية لليهود في تحفيز الجيش وكان الملك النبطي مالك حانقاً وغاضباً خصوصاً أن أخوال هيرود من الأنباط وهذا ما جعل مالك وجيشه في موقف أضعف من موقف هيرود الانتقامي لرفضهم لجوءه في السابق .
و نرى بعدها بأن موقف روما من البطالمة قد تغير للأسوأ فعادت الحرب من جديد بقيادة أوكتافيوس ضد أنطونيوس وحليفته كليوباترا، إلا أن روما بعد الحرب كانت قد كافأت اليهود بسخاء بإرجاع ملكيات كليوباترا إليهم بالإضافة إلا أراضٍ أخرى مع أن اليهود لم يساهموا في الحرب بقدر ما ساهم الأنباط.
و نمضي إلى الحدث الأخير من سيرة هذا الملك العظيم الذي قاسى ما لعلها أصعب فترات الأنباط، فكان قد قبل في فترةٍ ما دعوة الكساندرا إبنة هيركانوس و كان كبيراً وفقيرا حينها بمساعدتها بالانقلاب على هيرود إلا أن رسولها قد خانها وبسبب ذلك اعدم هيركانوس .

  1. الملك الأردني النبطي عبادة الثالث
العملة التي سكها الملك عبادة الثالث و تحمل صورته و صورة زوجته الملكة

فترة حكمه : من 30 قبل الميلاد حتى 9 قبل الميلاد

مدة حكمه : 21 عاماً

تاريخه : من المميز في عهد الملك عبادة الثالث ما نراه من اعتماد أكثر على الوزراء مما كان في عهد الملوك السابقين، فوزيره سلي كان على علاقة عميقة مع روما مما جعل عهد روما مع الأنباط في عهد الملك عبادة الثالث أفضل حالا، فنرى مثلاً حملة نبطية-رومانية مشتركة على بلاد العرب الجنوبية (سباً) لما يظن أنه للسيطرة على طريق البخور القديم وللسيطرة على الموانئ البحرية المهمة هناك، فكان الدعم اللوجستي النبطي و العسكري قوياً، ونرى بأن التاريخ يسلط الضوء على هذا الوزير بالذات لا لأنه الأقوى أو لأنه الوحيد بل لعل علاقته القوية مع الرومان هي ما جعلته يلقى هذا الاهتمام .

و لم يكن الأنباط قادرين على السيطرة على المدن والمناطق اليمنية لأن هذه المناطق كانت تعاني من حالة من الفوضى و الثورة مما جعل الأنباط يميلون إلى إدخال الرومان في هذه الحملة من أجل ضبط النظام و الأمن في البلاد.

و من الجدير بالذكر هو وقوع هذا الوزير في حب أخت الملك اليهودي هيرود الذي اشترط عليه إعتناق اليهودية من أجل قبول تزويجها له، مما أثار حنق سلي على هيرود وأدى إلى عداء واضح بين الإثنين جعل من سلي يأوي مرةً أربعين هارباً يهودياً كانوا قد ثاروا على هيرود، فقام هيرود بكل ما يمكن للإيقاع بسلي منها المطالبة بقرض لم يدفع حتى واشتكاه للحاكم الروماني في لبنان، فقام سلي بالسفر مباشرةً إلى الامبراطور أغسطس الذي أحسن استقباله و في هذه الأثناء قام هيرود بإرسال سرية من أجل إعادة الهاربين مما جعل سلي يستغل هذه الحادثة لكسب جانب الرومان ضد هيرود بالرغم من أن الجيش الأردني النبطي كان قد لحق بالسرية اليهودية .

العملة التي سكها الوزير سلي syllaeus

و في هذه الاثناء كانت الاخبار تتوالى على روما بأن الملك عبادة قد توفّي وأن قائد جيشه و يسمى هانئ قد أصبح ملكاً على البلاد مما أثار غضب الوزير سلي ضد هانئ أو الحارثة كما أسمى نفسه فقام بتحريض أتباعه للقضاء على الحارثة و تسليم سلي عرش الدولة [6] و قام أيضاً بسلسلة من الاغتيالات التي طالت عدد من الأعيان و النبلاء في البترا [7] و لم تقف الاغتيالات عند الحد المحلي بل طالت المملكة اليهودية و محاولة لاغتيال هيرود نفسه و أما بالنسبة لروما فلم يستطع إلا أن يقدم الرشاوى والهدايا بتدفق كبير حتى أنها طالت الإمبراطور نفسه .
و كان الوزير قد أعدم في السادس قبل الميلاد عن طريق روما لما قام به من اغتيالات بحق من دعم قائد الجيش هانئ (الحارثة) بعد أن اتهم هانئ بأنه هو من قتل الملك عبادة .

  1. الملك الأردني النبطي الحارث الرابع
العملة التي سكها الملك الحارث الرابع و تحمل صورته و صورة الملكة شقيلات مما يدل على حظة المرأة ومكانتها لدى الأردنيين الأنباط

فترة حكمه : من عام 9 قبل الميلاد حتى عام 40 بعد الميلاد

مدة حكمه : 49 عاماً و هي الأطول
لقبه : المحب لشعبه (9-8 ق.م) ، المحب لأبيه

تاريخه : هو الحارث الرابع ابن عبادة الثالث، المتقلد للحكم في سن صغير وهو صاحب مدة الحكم الأطول، واجه الحارث المشاكل في بداية تقلده الحكم لعدم رضا وارتياح روما له بسبب ما حصل مع الوزير سلي إلا أن الحارث الرابع يعتبر الملك الأردني النبطي الأكثر حكمةً فقد كسب جانب الرومان وكسب وأمن جانب اليهود فيما بعد، فقام بإرسال وفدين بهدايا و أموال للإمبراطور أغسطس في سنته الأولى ومرة أخرى إلى الإمبراطور طيبارس عندما تولى الحكم في عامه الثاني والعشرين .
و كان الحارث الرابع قد شارك إلى جانب الرومان في تسيير الجيوش إلى المملكة اليهودية للقضاء على الثورات والقلاقل التي اندلعت هناك بعد وفاة هيرود الكبير عام 4 ق.م .
إلا أن هذه العلاقة لم تستمر طويلاً إذ أنه في عام 35 بعد الميلاد أمر الإمبراطور طيبارس بتسيير جيش وعلى رأسه قائده في سوريا لوقيوس فتليوس للقيام بحملة على الأنباط واعتقال الملك الحارث الرابع، إلا أن وفاة الإمبراطورأوقفت الحملة فقد كانت العلاقات الرومانية مع الأنباط تتأثر تأثراً كبيرا بعلاقتها مع اليهود في ذات الوقت، فلم تكن تحمل ذات الحكم أو ذات القرب بنفس الوقت .
قبل هذه الحادثة بثماني سنوات أي في العام 27 للميلاد كانت العلاقات النبطية اليهودية في مرحلة من الاضطراب وتطور الأمر في عام 35 للميلاد إلى التصادم العسكري، نتيجة خلاف عائلي بين إبن الحارثة سعدت التي كانت قد تزوجت هيرود في زواج كان من المفترض أن يحسن العلاقات النبطية اليهودية إلا أنه باء بالفشل .
فقد عزم هيرود على الزواج من هيرودياس زوجة فيليب أخيه، ولكنها اشترطت عليه أن يطلق سعدت إذ ما أرادها له، و كان الشعب اليهودي غاضباً ولم يحظ هذا الزواج بالترحيب أو القبول حتى أن يوحنا المعمدان كان قد فقد حياته قتلاً على يد هيرود بسبب معارضته لهذا القرار .
أما إينة الملك الحارث سعدت ، فقد غادرت بنية الزيارة لقلعة مكاور ومن هناك غادرت مع رجال والدها متوجهة إلى البترا، ولم يكن رد فعل الحارث مباشراً فلم يقع تصادم عسكري بين الأنباط و اليهود إلا بعد ثماني سنوات على الأقل في مكان عرف بإسم جمالا شمال نهر اليرموك وشرق بحيرة طبريا انتصر به الأردنيون الأنباط انتصاراً كبيراً ومعتبراً حتى أن المؤرخ اليهودي يوسيفوس اعتبر أن الأمر كان غضباً إلهياً على هيرود بسبب قتله ليوحنا المعمدان .

وفي الوقت الذي ظهر فيه التطور والتقدم الحضاري والاجتماعي الذي وصل إليه الأردنيين الأنباط في عهده نجد أن الأنباط قد مروا من منحى سياسي وعسكري بمرحلة من الاستقرار والثبات .

  1. الملك الأردني النبطي مالك الثاني

فترة حكمه : حكم من عام 40 بعد الميلاد حتى الـ 70 بعد الميلاد

مدة حكمه : ثلاثون عاماً

تاريخه : من المثير للاهتمام بهذا الملك كونه قد سار مسار والده في سك صورته وصورة زوجته على العملة مما يدل على ثبات نظرة الأردنيين الأنباط للمرأة ومكانتها في مجتمعهم، أما عهده بشكل عام فقد أصابه الركود السياسي إذ لم يحدث الكثير فقد كان يدعم الرومان عسكرياً عند الحاجة وما تقتضيه مصلحة الشعب ، فمثلاً دعم الجيش الروماني بألف فارس و 5 آلاف رجل خلال حملة تيطس على العصيان والتمرد اليهودي [8] ، و بفضل هذا الدعم تمكن القائد الروماني نسبسيان من إعادة الأمور لصوابها .

العملة التي سكها الملك مالك الثاني و تحمل صورته و صورة الملكة شقيلات
  1. الملك الأردني النبطي رب إيل الثاني
العملة التي سكها الملك رب إيل الثاني و تحتوي على صورته و صورة زوجته الملكة جميلت

 

فترة حكمه : من عام 70 للميلاد حتى عام 106 للميلاد
مدة حكمه : 36 عاماً

تاريخه : تقلد الحكم في العاشرة من عمره وهو الملك الأخير للأردنيين الأنباط ، بعدها دخل الشعب الأردني النبطي في النظام العشائري الأول مجدداً أي ما قبل الملكية النبطية، كانت والدته شقيلات قد تولت الوصاية عليه بمساعدة من الوزير أنيس واستمرت هذه الوصاية خمس سنوات وحملت العملة صورتها في تلك الفترة حتى بلغ رب إيل الثاني السن القانونية ونصب ملكاً على البلاد فحل محلها جميليت زوجة رب إيل الثاني .

اتخذ الملك رب إيل الثاني بُصرى عاصمة جديدة لمحاولة المحافظة على القوة التجارية للأنباط ، إذ أن اكتشاف البحار اليوناني هيبالوس لسر الرياح الموسمية وتحويل الرومان لمسير السفن والموانئ في البحر الأحمر على سواحله الشرقية وازدياد أهمية تدمر التجارية كانت قد أضرت بالقوة التجارية للأنباط ، وجنوباً نرى بأنه واجه عصياناً حمله دمس (إسم شخص) و قيل أنه من عائلة مرموقة ، إذ كان الملك رب إيل الثاني قد اختار أخاه الأصغر بدلا منه ليكون والياً على الحجر بعد وفاه والديهما وهذا ما رفضه دمس إلا أن هذا العصيان لم يكتب له النجاح .

و أتى بعدها نهاية العهد الملكي الأردني النبطي و ضم الرومان للبترا عام 106 للميلاد الذي احتاج ست سنوات لإتمامه، فسك العملة كان قد استمر لسنوات بعدها ولم يرضخ الأنباط إلى الرومان وحافظ الملك رب إيل على علاقة جيدة مع الأباطرة الرومان فقد عاصر منهم نسبيسان و تيطس ودوميتان ونيرفا وتراجان .

المراجع و المصادر :

  1. الذييب ، سليمان (2011) التاريخ السياسي للأنباط ، جامعة الملك سعود ، الرياض .
  2. النصرات ، محمد (2007) تاريخ الأنباط السياسي ، مشروع بيت الأنباط ، منشورات أمانة عمان الكبرى ، عمان – الأردن .

الهوامش :

[1] Starcky , J . The nabateans : A Historical sketch , 1955 . p.89
و ينص النقش على : ( هذا هو المكان المقدس الذي أقامه عبد نثيرو لحياة الحارث ملك النبط ) .

[2] منطقة تقع بين مدينة عبدة في صحراء النقب و بين مدينة غزة حيث كان النقب ضمن المملكة النبطية .

[3] الدهام ، سلطان (2009) ، مجموعة العملات النبطية في متحف كلية الاثار بجامعة الملك سعود : دراسة وصفية تحليلية مقارنة ، رسالة ماجستير ، قسم الاثار ، جامعة الملك سعود ، ص 53 .

[4] Josephus , the work of josephus the jewish wars the jewish antiquities , translation by W. Thomas , Nashvilla , Nelson publishers . 1998 . p.435

[5] The previous source , p.441

[6] Lawar , J (1974) The nabateans is historical perspective , Michigan : barker studies in biblical archaeology . p.103.

[7] عباس ، إحسان (1987) و تاريخ دولة الأنباط ، عمان ، دار الشروق للنشر و التوزيع ، ص56 .

[8] The previous source ,p.570

الملوك الأردنيين الأنباط

مقدمة

تتميز بلاد الاردنيين الانباط بأنها بلاد جبلية صحراوية، كثيرة المرتفعات ، قليلة المياه ، أما المساحات الصالحة للزراعة فهي محدودة نسبياً ، و لذلك فقد انعكست هذه الطبيعة على الشعب الأردني الانباط فعرفوا بأنهم شديدو المراس، متمرسون بالصحراء، يلجأون إليها في أوقات تعرضهم للأخطار . و هم قادرون على البقاء في الصحراء لفترات طويلة ؛ لذلك كان من الصعب هزيمتهم في الحروب .

و قد ساعدتهم هذه البيئة الصحراوية على مقاومة أعدائهم ، فصعب على غيرهم قهرهم و احتلالهم إذ لم يتمكن الأشوريون والفرس والمقدونيون من احتلالهم مع أنهم سيّروا جيوشاً عظيمة ضدهم [1] ، حتى مع تقاسم امبراطورية الاسكندر المقدوني ووجود دولة السلوقيين في سوريا و الشمال والبطالمة في مصر و كون الاردن ساحة للصراع بينهم .

فكانت الدول المحيطة بالأردنيين الأنباط عاجزة عن كسر شوكتهم واحتلال أراضيهم ولموقع الأردنيين الانباط الاستراتيجي فقد حاولوا الحفاظ على علاقات طيبة معهم من أجل المحافظة على الطرق التجارية الخاصة بهم آمنة ومستقرة قدر الإمكان .

تمثال أردني نبطي من الفضة يمثل رجل و طفل يركبان جملاً كرمز لأهمية الجمل للاقتصاد و التجارة النبطية
يعود التمثال إلى القرن الأول ميلادية وموجود في متحف المتروبوليتان للفنون – الولايات المتحدة

العلاقات التجارية النبطية – السلوقية والبطلمية

حاول أنتيغونوس السلوقي احتلال أراضي المملكة الأردنية النبطية خلال يوم احتفالي إلا أن سرعة الجيش الأردني النبطي في التنقل عبر الصحراء كانت قد كسرت الحملة ، وكان الأردنيون الأنباط قد راسلوا أنتيغونوس بعد حملة ثانية سلوقية قائلين : ” ليس من الحكمة في شيء أن يعلن اليونان حرباً علينا، نحن لا نعيش كما يعيش أبناء اليونان ولا نرغب أن نصبح عبيداً لهم … و لن تستطيعوا إجبارنا على العيش بطريقة أخرى  ” [2]، فلم يستطع السلوقيين إخضاع الأردنيين الأنباط و عرقلة تجارتهم عسكرياً فخضعوا تحت الصلح معهم وقّعه ديمتروس إبن أنتوغيوس، وكان لقدرة الأردنيين الأنباط على البقاء في الصحراء لفترات طويلة مع التمتع بآبار المياه المخفية عن الأعداء الأثر الكبير في مساعدتهم على مقاومة أعدائهم . [3]
أما على الجهة الغربية حيث البطالمة فقد كانت تشتد المنافسة التجارية البحرية بينهم ، فقد قام بطليموس الثاني فيلادلفيوس بمحاولات لتحويل التجارة إلى مصر فأمر بفتح القناة القديمة التي حاول الفراعنة حفرها للوصل بين النيل والبحر الأحمر بالإضافة إلى انشاء عدة موانئ وارسال أريستون لاستكشاف البحر الأحمر و مضيق باب المندب [4]  ، وكرد فعل قام الأردنيون الأنباط بمساعدة الفرس لاحتلال أراضي البطالمة في مصر عام 252 ق.م مقابل حصول الأردنيين الانباط على ميناء غزة بعيداً عن سيطرة البطالمة [5] ، بالإضافة إلى عدد من الاشتباكات و المعارك البحرية التي قامت بين الأردنيين الأنباط و البلاطمة للسيطرة على النفوذ التجاري في البحر الأحمر (حوراني ، العرب و الملاحة في المحيط الهندي ، ص58-59) ؛ و نتيجة لذلك قام بطليموس فيلادلفيوس بحملة عسكرية شبه بحرية عام 277-278 ق.م أدت إلى احتلال الساحل الشرقي للبحر الميت و عمّان مطلقاً عليها إسم (فيلادلفيا) لكنه لم يستطع احتلال البترا لمنعتها و قوتها . [6]

لم يتوقف النزاع التجاري النبطي-البطلمي إلى هذا الحد، بل تجاوز الأمر إلى إنشاء البطالمة لمدينة بيرنيسي على خليج العقبة لحماية مصالحهم في العقبة بعيدا عن خطر القوة العسكرية البحرية للأردنيين الأنباط مما مكنهم من استغلال الطرق التجارية التي كان الأنباط يفرضون فيها رسوم نقل و مرور، وبالتأكيد لم يخسر الأنباط كامل التجارة الجنوبية فقد حافظت مدينة الجرها على علاقتها التجارية بالأردنيين الانباط وظلّت تنقل البهارات والتوابل عبر ساحل الخليج العربي، وبالطبع لم يتجاهل الأردنيون الأنباط احتلال البطالمة لجزء من الأردن، فقد قاموا بسبب ذلك بتحالف مع السبئيين لتعزيز دورهم الثنائي في التجارة ومحاربة النفوذ البطلمي التجاري في البحر الأحمر المعزز عسكرياً [7] ، ومثلما ارتبط السبئيون اليمنيون مع الأردنيين الانباط فقد ارتبطت الدولة المعينية اليمنية مع البطالمة أيضاً، ولم تكن التحالفات تأخذ الشكل ثنائي القطب فحسب بل كان السلوقيون يشكلون قطبا ثالثا في التحالفات ضد البطالمة؛ فكان الجرهائيون مثلاً يزودون السلوقيين بالبهارات [8] .

و كانت هذه التحالفات سبباً في تبني البطالمة سياسة سلمية مع الأردنيين الأنباط تقوم على هدنة غير رسمية [9] ، و كان الأنباط بدورهم قد انتهزوا قيام الحرب بين السلوقيين و البطالمة في حرب الملك السلوقي أنطيوخوس الثالث ضد بطليموس فليو باتور الرابع في عام 218 ق.م ، و كانت الحرب بين البارثيين (الفرس) و السلوقيين قد أدت أيضا إلى اضطراب حركة التجارة في بلاد الرافدين فازدادت أهمية البترا التجارية وازدهرت ما أدى إلى تحررهم من النفوذ السلوقي و البطلمي [10] .

خريطة تمثل أهم المدن و الطرق التجارية داخل حدود المملكة الأردنية النبطية

العلاقات التجارية النبطية – اليهودية

حاول الأردنيون الأنباط الحفاظ على علاقات طيبة مع دول الجوار وخصوصا مع ضعف السلوقيين و صعود الحشمونيين اليهود ومحاولاتهم المتكررة لحصار الأنباط اقتصادياً ففي عهد الحارث الثاني 110/120 – 96 ق.م قام ملك الحشمونيين الكسندر ينايوس 103-76 ق.م بحملة عسكرية معادية فاحتل أم قيس شمالا و رفح جنوباً ، ولم يقف اليهود إلى هذا الحد بل حاولوا تطويق البحر الميت من أجل السيطرة على القار الذي كان جزءاً مهماً من الاقتصاد النبطي [11] ، كما أن احتلال ينايوس لغزة كان هدفه تعطيل الحركة التجارية البحرية للأنباط على البحر الأبيض المتوسط و بالأخص تجارة التوابل ، ومن الجدير بالذكر أن الحارث الثاني قد قام بسك عملة برونـزية تحمل نقوشا نبطية كعلامة على عمق النفوذ التجاري النبطي حينها  [12] .

لم يكتف اليهود بهذه التضييقات على الاقتصاد النبطي الأردني بل تجاوز إلى محاولة الكسندر ينايوس لاحتلال مؤاب و جلعاد مما جعل الملك النبطي عبادة الأول يعمل على تسيير جيشه لصده بل واستعادة أم قيس أيضاً، و قد دفعت الحرب الملك الأردني النبطي عبادة الأول لسك كميات كبيرة من النقود لتغطية نفقاتها مما ساهم بشكل أو بآخر بامداد الاقتصاد بمال أكثر وبالتالي انتاج أكثر ومستوى رفاهية أعلى .

أما في عهد الحارث الثالث 84-62 ق.م فقد أدت توسعاته إلى الشمال إلى بسط حكمه الكامل على دمشق وذلك ما عزز من قوة ومنعة طرق التجارة أمام أعين اليهود لتأمين حركة الاقتصاد، خصوصاً أن احتلال اليهود لغزة لفترة قصيرة وضع الأنباط تجاه خيار شق طريق بري إضافي عن طريق دمشق – صور – صيدا على البحر الأبيض المتوسط . [13]

ولم يكتف الحارث الثالث باستغلال اراضي دمشق من أجل الطريق البديل بل ومدّ حضارة الأنباط إلى هناك وأبدل العملة السلوقية بالنبطية منافساً الرومان في اقتصادهم ، بل واستخدم أحرفا يونانية عند سكها حصراً في دمشق من أجل التقرب من الهيلينيين الإغريق في المدينة .

لم تكف الطريق التجارية البديلة بل أراد الحارث الثالث استعادة موانئه على البحر المتوسط أو المفاوضة على قبول عبور القوافل النبطية على الأقل، فهاجم الحارث الثالث اليهود وهزم الكسندر ينايوس بالقرب من قلعة الحديدة شرق اللد [14] ، وأدت هذه الهزيمة لفرض الأردنيين الأنباط لجملة من شروط الصلح الصعبة عليهم و خصوصاً ما تعلق بتحرير طرق التجارة بوجه الأنباط، لم يدم هذا الاتفاق كثيرا حيث استجمع يونايوس قواه وعاد لمهاجمة الأردن محتلاً لعدد من القرى الأردنية .

و من الجدير بالملاحظة أن وجود الانباط في دمشق لم يكن وجودا شعبياً أي أن امتداد الانباط في دمشق لم يتعد الحكم والسياسة والتأثير الثقافي لم يحمل في داخله معالم المنافسة أو الهيمنة والاستبداد ، و هذا ما أدى إلى عدم مقاومة سكانها أو حكامها المحليين لأي غزو خارجي مثلما حصل مع الجيش الأرمني و الجيش الروماني بعدها الذين اضطروا بعكس الأنباط لوضع القوة العسكرية رديفاً لدعم طرق التجارة وتأمين الاقتصاد خصوصاً في تلك المناطق . [15]  وبعد موت يونايوس دب الصراع بين أبناءه ، فعمل أنتيباتر الأدومي على اقناع الأنباط بدعم هيركانوس ضد أخيه أرسطوبولس الذي دفع للرومان 9 أطنان من الفضة لمحالفته، فقد وعد هيركانوس بتسليم القرى المحتلة لتتحرر منطقة استخراج القار حول البحر الميت من الاحتلال اليهودي .

و حين حكم الروماني بومبي 63/64 ق.م  في سوريا، قام بتأسيس مدن الديكابوليس ومنحها الحكم الذاتي بدلا من الدخول في صراع معها بالإضافة إلى أنه قام بإخضاع اليهود عسكرياً ، فقد هاجم بومبي أرسطوبوليس حينما كان الاتفاق بينهم على ردف الجيش الروماني بالجيش اليهودي لمهاجمة الأنباط من الشمال للحد من قوة اقتصادهم ، فخاف أرسطوبوليس من رد الفعل النبطي أو أن تكون هزيمة الأنباط هزيمة له أيضاً وإخضاعا رومانيا لمملكته ، فهاجمه بومبي وحاصره في القدس ثلاثة أشهر .

خريطة تمثل أهم الطرق التجارية في العالم القديم و يلاحظ تركز المدن و الطرق المهمة داخل حدود المملكة الأردنية النبطية

العلاقات التجارية النبطية – الرومانية

حاول الرومان استغلال ثروات الأردنيين الأنباط وما كان ليكون ذلك إلا بحملة عسكرية ، فنظم سكاروس حملة عسكرية على الأنباط عام 62 ق.م و لم تنجح إلاّ في حرق بعض مزارع القمح حول البترا؛ لكن الغريب كان إمداد أنتيباتر وهيركانوس للجيش الروماني بالطعام بعدما عانى الجيش الروماني من التعب و المجاعة، فبالرغم من مساعدة الأنباط لهيركانوس إلا أن وجودهم بحد ذاته كان يشكل تهديداً للدول الأخرى اقتصادياً وهذا ما جعلهم يقدمون على هذه الخطوة في المقام الأول . [16]

كانت الفترة اللاحقة مضطربة سياسياً إذ حافظ الأردنيون الانباط على هدوءهم وموقفهم المحايد نسبياً في وسط كان يتناقل الأدوار والسلطات ، فكان للأنباط نوع من الاستقرار الاقتصادي و الثراء الذي لم يكن في المحيط ؛ واستفاد الأردنيون الأنباط من اتفاق تجاري بينهم و بين كليوباترا ملكة مصر في حوالي عام 38 ق.م فقدت أجّرت كليوباترا أراضٍ حول البحر الميت قدمها القيصر الروماني أنطونيوس هدية لها للأنباط للاستفادة من القار مقابل 4.5 طن من الفضة سنوياً [17]  .

صاحبت فترة حكم الملك النبطي الأردني مالك الأول، سك عملات نبطية بنظام مالي جديد منتظم، إذ استخدم الأنباط العملة لإثبات الوجود والنفوذ والقوة الاقتصادية فكانت العملة النبطية الأردنية هي المنافس للفرس والروم حينها . [18]

و في الفترات التي لم يكن فيها النزاع السياسي و العسكري تحديداً متعلقاً بالنفوذ والاتفاقات التجارية ، كان يتم الفصل بينها وبين النزاع السياسي والتجاري لبعض الوقت فمثلاً قام الوزير النبطي سيلايوس بزيارة القدس عام 25 ق.م من أجل اتفاقات تجارية تخص الدولتين ، النبطية و اليهودية  .[19]

أما في عهد الحارث الرابع فقد اتسمت هذه الفترة باستقرار سياسي صحبه استقرار تجاري وثبات للحدود إلا أن الملك الحارث قد عزز من أهمية منطقة الحجر في شمال الحجاز لانقطاع طريق البترا-غزة التي أصبحت مهجورة [20] ، و قد أدى هذا لاحقاً إلى حرص الأنباط على السيطرة على وادي السرحان جنوباً لأهميته التجارية حيث يتصل بالطرق التي تتصل بالجرها و لوكي كوما و البترا وعبر الوادي شمالاً إلى أم الجمال ثم بصرى ودمشق [21] ما أدى لاحقاً إلى استقرار اجتماعي فزاد تركز الزراعة  وأنظمة الري في الأقاليم الشمالية عززها وفرة المياه في شمال الاردن وخصوبة أرضها خصوصا في عهد مالك الثاني الذي خلّف الحارث ومن بعده رب ايل الثاني و تعزز من التجارة في الجنوب لبعدها الكامل عن الصراع السياسي في الشمال بالإضافة لوجود عدد كبير وكافٍ من الموانئ على الساحل الشرقي من البحر الأحمر . [22]

و في هذه الفترة اتسعت العلاقات التجارية مع حضارات العالم القديم ، فوصل الأنباط إلى ميناء أوستيا الروماني وبيتولي الإيطالي و أقاموا معابداً هناك لجالياتهم التجارية . [23]

أما في نهاية عهد الأردنيين الأنباط عام 106 تقريباً فإن الرومان لم يستطيعوا احتلال المملكة الأردنية النبطية بسهولة كما فعلوا في سوريا وباقي المناطق حينها، فيُذكَر أن الرومان قاموا بحملتين عسكريتين على الأنباط حتى أن بعض المصادر ترى بأن البترا ألحقت بالرومان دون أن يتم اخضاعها بالإضافة إلى الضعف التجاري في الشمال الذي أثر على الاقتصاد النبطي، مع ذلك لم يستطع الرومان سك عملتهم الخاصة إلاّ بعد 5 سنوات من سقوط البترا تحت سيطرتهم [24] ؛ و قد بقي الأردنيون الانباط محافظين على أسلوبهم الاقتصادي الزراعي في الشمال وعلى تجارتهم في الجنوب حيث أن المصادر تذكر أنه في العهد الاسلامي كان الأنباط يتاجرون بالزيت والطحين الأبيض مع المدينة . [25]

أما مع باقي الحضارات فلم يذكر الكثير ، إلا أنه كان للأنباط علاقات تجارية مع روما وداسيا وبلاد الغال والهند وافريقيا ، بالإضافة إلى اليمن والحجاز ، حيث كانت الجرها و اليمن الوسيط بينهم وبين الهند والصين والصومال والسواحل الشرقية لافريقيا، وتذكر المصادر أيضا عن اتفاق نبطي جرهي يتضمن مد جرها للبترا بالبهارات والتوابل عن طريق ساحل عُمان مقابل أن يحصل الجرهيون على امتياز خاص من البضائع التي تصل عبر البحر المتوسط [26]؛ و كان للأنباط اتفاق مع الدولة الميسانية جنوبي العراق وعاصمتها خراكس إذ كان الأنباط مهتمين بالطريق التجاري بينهم مما دفع الميسانيين لاحقاً إلى ضرب العملة بإسم الملك النبطي الاردني الحارث الثالث . [27]

و من الجدير بالذكر نهايةً أن العلاقات التجارية النبطية مع الحضارات الأخرى كانت قائمة بالأغلب على النفوذ السياسي والقوة العسكرية التي قلما تحركت لأسباب اقتصادية حيث كان هذا الربط واضحاً وخصوصا بما تعلق بالعلاقة مع اليهود والسلوقيين والبطالمة ولاحقاً مع الرومان ، و كان الأمر أقل وقعاً بما تعلق بالحضارات والمناطق الأخرى حيث كان موقع الحضارة النبطية و امتدادها و جودة تجارتها و الأمن في بلادها هي الدافع في ثرائهم و تفضيلهم عن غيرهم من الوسطاء التجاريين .

المصادر و المراجع :

[1] محمد اسماعيل النصيرات ، مملكة الاردنيين الانباط التاريخ السياسي ص 43

[2] Diodorus, Diodorus Historaie , the Library of History , BK , XIX 96, 1-97

[3] الفرجات ، نظام الري عند الاردنيين الانباط ، ص 22 .

[4] rostovtzeff , The social and Economic History , col.1, p 387

[5] tarn, Ptolemy II and Arabia , pp.15-16

[6] rostovtzeff , The social and Economic History , vol.1, p34

[7] عبدالحليم ، تجارة الجزيرة العربية مع مصر ، ص 205

[8] tarn , Ptolemy II and Arabia , p22

[9] rostovtzeff , The social and Economic History , vol.1, p388

[10] العلي ، محاضرات في تاريخ العرب ، ج1 ، ص 38

[11] mattingly , settlement on Jordan kerak plateau , p318

[12] meshorer , Nabataeans coins , p.11-12

[13] starcky , The Nabataeans and provincia , p.538

[14] josphus , The antiquities , 1.15.2.p.434; josephus , the wars 1.4.8.p.661

[15] عباس , احسان . تاريخ دولة الانباط ، ص 80

[16]  josphus , The antiquities , 1.15.2.p.445

[17] bowersock , Roman Arabia ,p.41

[18] price , review of Meshorer’s , p.60

[19] grant , Herod the great , p.142;Lower , The nabateans p.93

[20] negev , The chronology , p.10

[21] النعيمات ، تجارة اللبان و البخور ، ص 319

[22] glueck , Nabatean Syria and nabatean trans Jordan , pp.2-3

[23] khairy , an analytical study , p.164

[24] amr, beyond the toman annexation , pp.1-6 , glueck , nabatean Syria and nabatean Transjordan , pp.1-2

[25] الواقدي , كتاب المغازي ، ج3، ص989

[26] المحيسن ، البتراء ، ص88

[27] نودلمان ، ش ، ميسان ، فؤاد جميل ، مجلة الاستاذ ، بغداد ، المجلد 12 ، 1964 ، ص459

العلاقات التجارية بين الأردنيين الأنباط والحضارات المجاورة

 

    في الأول من آذار 1956م تم تعريب الجيش الأردني، وفي ذلك الحين أُعفي الفريق كلوب باشا من قيادة الجيش، وهو الذي كان قائدا ً للجيش منذ (1939 – 1956)، وقد حل محله اللواء راضي عناب، بعد ترقيته من رتبة زعيم. وراضي حسن عناب من مواليد عام 1898م، درس في دار المعلمين في بيروت، ونظراً لفشل الاحتلال العثماني في تأمين بيئة تعليمية ، فقد توجه راضي عناب للعمل في الجيش العثماني في ذلك الوقت قبل أن ينحاز لوطنه بعد ما شاهده من ظلم وتمييز ضد أبناء جلدته ، فانضم راضي عناب للمشاركة في الثورة العربية أسوة بغيره من الضباط الأردنيين والعرب الأحرار أمثال علي خلقي الشرايري ومحمد علي العجلوني وخلف التل وغيرهم، والتحق في عهد الإمارة بالجيش الأردني في 2/5/1921 برتبة ملازم. وكان قد أشغل العديد من الوظائف، منها: قائد منطقة الخليل، وقائد منطقة القدس، وأخيرا ً رئيس أركان حرب الجيش الأردني عام 1956م، وهو أول من تولى هذا المنصب، وبنفس العام أُحيل على التقاعد، وحل مكانه اللواء علي أبو نوار.

المراجع :

  • محمد ربيع الخزاعلة ، الأوائل في تاريخ الأردن الحديث ، ص 47  ، 2003
  • تاريخ الجيش العربي الأردني (1921-1967) ، العميد الركن المتقاعد فاروق نواف السريحين ، ص 326 .

أول قائد للقوات المسلحة الأردنية

    

صدر هذا القانون في الأردن باسم قانون خدمة العلم والخدمة الاحتياطية، قانون رقم (1) لسنة 1976م، وقضت أحكام المادة الثالثة منه، بأن يكلف بخدمة العلم كل أردني ذكر يكمل الثامنة عشرة من عمره عند نفاذ هذا القانون، وينتهي التكليف عندما يبلغ المكلّف الأربعين من عمره. أما تأجيل الخدمة فقد أعطيت الأولوية فيه لطلاب العلم، وقد نظم القانون شروط تأجيل خدمتهم، بموجب أحكام تُراعي تحصيلهم العلمي، ومقتضيات المصلحة العامة في نفس الوقت.

المراجع :

  • محمد ربيع الخزاعلة ، الأوائل في تاريخ الأردن الحديث ، ص 49 ، 2003.
  • الموسوعة الأردنية ، الدكتور وديع شرايحة (وآخرون) ، الناشر مصطفى علي العتوم – دار الكرمل للنشر والتوزيع ، عمان 1989م.

أول قانون لخدمة العلم الأردني

الملك المؤسس عبدالله الأول (الأمير في حينه) يفتتح المجلس التشريعي الأول

ما بعد التخلص من الاحتلال العثماني وتأسيس الدولة الأردنية الحديثة بشكل “الإمارة الأردنية” ،  استمرت محاولات الأردنيين لنيل استقلالهم وبناء دولتهم الحديثة، منتهجين في ذلك كل الطرق والأساليب السياسية والعسكرية، من مؤتمرات وطنية وثورات مسلحة ضد البريطانيين وأعوانهم، وبعد ذلك أصبحت الظروف مهيأة لإجراء الانتخابات النيابية وبشكل خاص بعد أن أعلنت الحكومة البريطانية تصريحًا في 25 أيار 1923 ينص على نيتها الاعتراف باستقلال الأردن وتنظيم معاهدة بين الطرفين بهذا الشأن.

وقد صدرت الإرادة الأميرية السامية في أوائل تموز من عام 1923، بتأليف لجنة أهلية من زعماء البلاد، لتقوم بوضع قانون لانتخاب المجلس النيابي، وعلى الرغم من ذلك لم تجر الانتخابات النيابية إلا بعد عام 1928 بسبب مماطلة بريطانيا وخوفها من دخول رجالات الحركة الوطنية الأردنية إلى مجلس النواب واكتسابهم صفة تشريعية، كما تعمدت بريطانيا التأخر في توقيع المعاهدة مع الأردن والتي كانت تشكل مطلباً أساسياً لإقرار الدستور الذي سيتم بناءً على نصوصه استكمال العملية الانتخابية النيابية، ثم اكتشفت الحكومة وبعد التوقيع على المعاهدة الأردنية البريطانية في 20/2/1928 الحاجة لوجود هيئة تمثل الشعب للمصادقة على هذه المعاهدة، بدأت الحياة النيابية تظهر في الأردن وتشكّلت خلال الفتـرة (1928 – 1947 ) خمسة مجالس تشريعية منتخبة.

وقد أُجريت الانتخابات لأول مجلس تشريعي في شهر كانون الأول 1929م، وأشركت الحكومة موظفيها في الاقتراع، وأفراد القوات المسلحة. في ظل مقاطعة المعارضة احتجاجاً على استمرار الوجود البريطاني، ولم يفز من المعارضة سوى ثلاثة نواب، خرجوا عن قرار المعارضة بمقاطعة الانتخابات، هم : نجيب الشريدة ، نجيب أبو الشعر ، وشمس الدين سامي. وانعقد المجلس التشريعي الأول يوم الثلاثاء 2 نيسان 1929م ، وكان برئاسة دولة السيد حسن خالد ابو الهدى رئيس النظار (رئيس الوزراء) . وكانت مهمة المجلس في البداية النظر في المعاهدة الأردنية البريطانية، إما أن يصدقها المجلس أو يرفضها، دون اجراء أي تغيير فيها، حيث تم الموافقة على المعاهدة وتصديقها، وفي أيار 1929 م نُشِر النظام الداخلي للمجلس التشريعي.

المجلس التشريعي

أخذ القانون الأساسي لسنة 1928 بنظام ( المجلس الواحد ) ويتألف من 16 نائبا منتخبا وفقاً لقانون الانتخاب، ومن رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء، وعددهم (6)، وكان أعضاء مجلس الوزراء أعضاء لهم حق التصويت في المجلس التشريعي .

تكوين المجلس التشريعي:

يتألف المجلس التشريعي من أعضاء منتخبين طبقاً لقانون الانتخاب الذي ينبغي أن يراعى فيه التمثيل العادل للأقليات ومن رئيس الوزراء وأعضاء مجلس الوزراء الآخرين الذين لم ينتخبوا ممثلين.

رئاسة المجلس التشريعي :

يرأس رئيس الوزراء أثناء حضوره اجتماعات المجلس التشريعي كافة، وفي حال تغيبه يرأسها الذي يعينه رئيس الوزراء لتلك الغاية من الأعضاء غير المنتخبين وإذا لم يحصل تعيين فيرأس الاجتماع أكبر أعضاء المجلس التشريعي مقاماً من الأعضاء غير المنتخبين.

مدة المجلس:

مدة المجلس التشريعي ثلاث سنوات، ويجوز أن تمدد المدة حتى خمس سنوات بمقتضى قانون خاص أو قانون مؤقت على أن يقتصر هذا التمديد على المجلس التشريعي الموجود عند سن القانون الخاص أو القانون المؤقت.

اجتماعات المجلس:

يجتمع المجلس التشريعي للدورة العادية في اليوم الأول من شهر تشرين الثاني من كل سنة، وكذلك يجتمع المجلس في أي حين يدعوه سمو الأمير للاجتماع بصورة استثنائية، ومدة الدورة العادية ثلاثة شهور قابلة للتمديد والإرجاء من قبل سمو الأمير حسب القانون الأساسي والنظام الداخلي.

النصاب القانوني للمجلس:

تصدر قرارات المجلس التشريعي بأكثرية أصوات الأعضاء الحاضرين ما عدا الرئيس إلا أن يكون القانون الأساسي قد اشترط حصول أكثرية ثلثي أعضاء المجلس، وإذا تساوت الأصوات فيجب على الرئيس أن يعطي صوت الترجيح.

وظائف المجلس التشريعي:

أولاً: الوظيفة التشريعية

تنحصر صلاحيات المجلس التشريعي على إقرار مشاريع القوانين التي يقدمها المجلس التنفيذي، وكذلك اقتراح مشاريع القوانين المقدمة من أعضاء المجلس، وإذا وافق المجلس على أي مشروع قانون لا ينفذ القانون ما لم يقبله الأمير ويقترن بتوقيعه وينشر في الجريدة الرسمية، حيث أن صلاحيات الأمير بالتصديق مطلقه، فإذا رفض الأمير التصديق على أي مشروع قانون أقره المجلس لا يعتبر نافذاً.

ثانياً: الوظيفة الرقابية:

 انحصرت صلاحيات المجلس التشريعي الرقابية على السياسة الحكومية وعلى أي أمر له صلة بالإدارة العامة. فكان للمجلس الحق في توجيه الأسئلة وقبول الشكاوى والبيانات من المواطنين، إلا أن صلاحيات المجلس الرقابية لم ترق إلى مستوى الاستجواب وطرح الثقة بالحكومة، كما لم تكن له سلطة رقابية على المعاهدات والاتفاقيات الدولية، ولا على كيفية منح الامتيازات المتعلقة باستثمار ثروات البلاد الطبيعية.

 

 

المجلس التشريعي الأول

رئيس المجلس

حسن خالد أبو الهدى

مدة المجلس

انتخاب المجلس التشريعي الأول كان على فترات مختلفة باختلاف الدوائر الانتخابية حيث جرت الانتخابات في بعض الدوائر بتاريخ 18/2/1929، وتم انعقاده 2/4/1929 واستمر لغاية 9/2/1931 بعد ما حل نتيجة عدم موافقته على ملحق الموازنة.

 

أعضاء المجلس

أ‌- الأعضاء المنتخبون

1. نجيب الشريدة.

2.عبد الله الكليب الشريدة.

3.عقلة المحمد النصير

4.نجيب أبو الشعر

5.سعيد المفتي

6.علاء الدين طوقان (عين مديراً للآثار في17/10/1929 فاستقال وانتخب بدلاً منه السيد نظمي عبد الهادي في 14/11/1929)

7. شمس الدين سامي.

8. سعيد الصليبي

9. محمد الإنسي

10. بخيت الابراهيم

11. عطا الله السحيمات

12. رفيفان المجالي

13. عودة القسوس

14.  صالح العوران.

15. حمد بن جازي

16. مثقال الفايز.

ب‌- الأعضاء غير المنتخبين

انتخب المجلس التشريعي الأول في ظل حكومة دولة السيد حسن خالد أبو الهدى والتي دخل أعضاؤها في المجلس التشريعي كأعضاء غير منتخبين وهم على النحو التالي:-

1.حسن خالد أبو الهدى.

2.رضا توفيق.

3.حسام الدين جار الله.

4.عارف العارف.

5.عبد الرحمن غريب.

6. ألن كركبرايد.

وخلال فترة انعقاد المجلس التشريعي الأول تشكلت حكومة جديدة برئاسة السيد حسن خالد أبو الهدى في 17/10/1929 حيث دخل أعضاؤها كأعضاء في المجلس التشريعي الأول وهم على النحو التالي :

1.حسن خالد أبو الهدى.

2.إبراهيم هاشم

3.توفيق أبو الهدى.

4.علاء الدين طوقان.

5.عوده القسوس.

6.سعيد المفتي.

 

المراجع :

  •    محمد ربيع الخزاعلة ، الأوائل في تاريخ الأردن الحديث ، ص 26-27 ، 2003 .
  •   هاني خير ، موجز تاريخ الحياة البرلمانية في الأردن ، (1920-1988) ، 1988 ، عمان:مطبوعات مجلس الامة .
  • الموقع الالكتروني لمجلس النواب الأردني.

أول مجلس تشريعي أردني

 منذ بداية تأسيس الدولة الأردنية، بدأت الجهود الفعلية لتأسيس مجلس نيابي في الأردن يمثل البلاد تمثيلاً حقيقياً بفضل اصرار الأردنيين في مؤتمر السلط وأم قيس وغيرها على نشأة الدولة الأردنية التي تمثل طموحاتهم وحقوقهم السيادية، فكانت مساعي الأمير عبد الله بن الحسين – الملك المؤسس- كبيرة لتأسيس دولة عصرية في الأردن تقوم على أسس وقواعد دستورية بدعم شيوخ ووجهاء العشائر الأردنية، حيث قام سموه في عام 1923 بتأليف لجنة ممثلة لكافة مناطق الأردن لوضع قانون للمجلس النيابي والانتخابات النيابية، كما شكل سموه لجنة أخرى من العلماء والمشرعين لوضع لائحة القانون الأساسي ( الدستور ) في كانون الثاني 1923.

وقد صدرت الإرادة الأميرية السامية في أوائل تموز من عام 1923، بتأليف لجنة أهلية من زعماء البلاد، لتقوم بوضع قانون لانتخاب المجلس النيابي، وكانت هذه اللجنة برئاسة السيد سعيد خير، وعضوية شخصين عن كل مقاطعة من المقاطعات الستة لإمارة الأردن، وهي: (عمان / الكرك / مأدبا / السلط / جرش / اربد). وقد انتُخب لعضوية هذه اللجنة، السادة التالية أسماؤهم:

  • عن مقاطعة عمان : سعيد خير وشمس الدين سامي .
  • عن مقاطعة اربد : علي خُلقي وعلي نيازي .
  • عن مقاطعة السلط : محمد الحسين العواملة وسعيد الصليبي.
  • عن مقاطعة جرش : علي الكايد ومحمد العيطان .
  • عن مقاطعة مأدبا : إبراهيم جميعان وإبراهيم شويحات .
  • عن مقاطعة الكرك: زعل المجالي وعبدالله العكشة.

وقامت هذه اللجنة، التي كان مستشارها القانوني إبراهيم هاشم ، بوضع أول قانون للانتخاب على أساس التمثيل النيابي السليم.

المرجع :

  •     محمد ربيع الخزاعلة ، الأوائل في تاريخ الأردن الحديث ، ص 23،24 ، 2003 .
  •    هاني خير ، موجز تاريخ الحياة البرلمانية في الأردن (1920 – 1988) .

أول قانون للانتخابات

Scroll to top